أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام عبد الامير - أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الحادي عشر















المزيد.....

أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الحادي عشر


عصام عبد الامير

الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 08:54
المحور: سيرة ذاتية
    


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الحادي عشر
كان هذا ألأسير الذي تحدثنا عنه في الجزء السابق هو الوحيد الذي أعلن وعلى الملء بأنه سيجيب آمر المعسكر بأنه مستقل لأنه كذلك أما جميع ألأسرى وبعد أن تم أستجوابهم قالوا نحن قلنا نحن بعثيين وهذا طبعا أستجابة للتعليمات بل ألأوامر الحزبية لم يكن أحد يعلم أو يتوقع ما الغرض من الأستجواب الذي أجراه ألأيرانيين كانت هنالك تكهنات ربما هذه مقدمة لعملية تبادل جديدة للأسرى ولكن بالتحديد لا أحد يعلم ما هو السبب والنتيجة من ذلك وبعد أيام قليلة جاء هذا ألأسير ووقف في باب القاعة (الكمب ) وهذه التسمية بالفارسي من أصل أنكليزي وتعني (camp ) أي مخيم ونحن أعتادينا أن نسمي القاعة التي يعيش فيها ألأسرى (كمب ) وقف هذا الأسير عند الباب في أنتظار (آزادي ) وتعني الحرية بالفارسي وهي تعني في هذا الموقف بالفسحة التي تمنح الى ألأسير بالسير رواح ومجيء داخل الساحة المقابلة الى (الكمب) حيث كان دائما هو أول من يخرج وحين خرج ويتبعه بقية الأسرى لاحظ الجميع وقوف سيارة ومن النوع الذي تستخدمه ألأستخبارات وقد نزل منها شخص بالملابس المدنية مرتدي المعطف الفرو والملابس الأنيقة وكان قد بدى على الأدارة ألأيرانية ألأهتمام الكبير بهذا الشخص وهذا مايدل على أن هذا الشخص له أهمية معينة كان الأسرى يراقبون المشهد من خلف وعبر ألأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بألمعسكر ثم بدأ هؤلاء بألسير وسط الساحة ذهاب وأياب وفي نفس الوقت يسترقون النظرات الى هذا الوفد القادم وقف هذا الرجل صاحب المعطف ألأنيق وحوله المسؤولين عن المعسكر وجميعهم من العسكريين تكلموا لبعض دقائق ثم تحركوا جميعا بأتجاه المعسكرتم فتح باب المعسكر وهو أيضا من ألأسلاك ألشائكة ويحتوي على ممر وفيه بوابتين ودخل الوفد الى داخل المعسكر ووقف خلف الأسلاك الشائكة الداخلية حيث هنالك خط ثاني من تلك ألأسلاك وبدأ ينظر هذا الزائر الى ألأسرى ثم رفع يده وبأصبعه بدأ ينادي على بعض ألأسرى بألفارسي (شما بيا , شما بيا ) أنت تعال وأنت كذلك وأنت وكان ألأسير صاحبنا أول من أشار بأتجاهه خرج هؤلاء ألأسرى وكان عددهم ثمان أسرى وقفوا في صف واحد وأخذوا وضع ألأستعداد العسكري هكذا في حالة حضور وفد أو حتى في مقابل ألمسؤولين عن المعسكر لا بد أن يستعد ألأسير بدأهذا الشخص المخابراتي بألنظر الى وجوه ألأسرى والتأمل فيها بنظرة أزدراء وكراهية واضحة في عينيه وبدأ يسئل كل اسير على التوالي هل أنت بعثي أم مستقل فيجيبه ألأسير أنا بعثي فينتقل الى ألأخر فيجيب بنفس الجواب حتى وصل الى ألأسير هذا الذي نتحدث عنه وهو أخر شخص يقف في الصف فسأله وأنت وكأنما كان واثق من أنه سيجيب نفس الجواب حتى تفاجأ حينما أجابه أنا مستقل أصيب هذا الشخص بالشعور بالدهشة وألاستغراب وأدار رأسه بأتجاه آمر ألمعسكر وقال له كيف تقول أن ليس هنالك مستقل في هذا المعسكر بقى آمر المعسكر يتمتم بلغة لم يفهمها ألأسرى ثم خرجوا خارج المعسكر وعاد ألأسرى الى مكانهم يسيرون في الساحة بعدها بقليل جاء ضابط أستخبارات المعسكر ومعه جندي ودخلا المعسكر ونادى الضابط ألأسير المستقل بأسمه حيث أن كل أسير كان يطبع أسمه على الرداء الذي يرتديه وقال له هيا تعال معي كان الجو بارد جدا وملابس الأسرى غير كافية لمواجهة ذلك البرد القارس فكان ألأسير صاحبنا يرتجف من البرد أولا ومن الخوف والتوجس من هذا الموقف الذي لا يعلم الى أين سيؤدي به أصطحبه ضابط أستخبارات المعسكر وهو برتبة ملازم ومعه جندي وأخر مسلح للحراسة الى خارج المعسكر ثم دخلا الى مبنى ألأدارة وبقى الجنديان في الخارج حينما دخل الى الغرفة كانت دافئة جدا مما قلل أرتجافه ولكن بقى التوجس والخوف يسيطران عليه فألتحدي كبير والخروج عن طاعة أوامر الحزب والقائد لهي مخاطرة كبيرة وأن تعلن تفردك وخروجك عن جمع ألف وأبعمائة أسير أمر ليس بأليسير عند دخوله الى الغرفة وجد الشخص الزائر المخابراتي والى جانبه آمر المعسكر ومعاونه بألاضافة ألى الضابط الذي أصطحبه قال الضيف أجلس فجلس ألأسير المسكين كان هذا الضيف يتناول طعام الفطور ويشرب الشاي ودارت بينهما هذه المحادثة ولسهولة النقل سأرمز للضيف بحرف ض وللأسير بحرف س (ض هل تتكلم الأنكليزية ؟ س نعم ض والفارسية ؟ س نعم ض أذا دعنا نتكلم الفارسية ض هل أنت مستقل فعلا ؟ س نعم مستقل ولم أكذب عندما قلت ذلك ض أذا مالذي جاء بك الى هنا مع البعثيين ؟ س أنتم من جاء بي الى هنا ض أنا لم أقم بذلك س أنا لا أقصد أنت شخصيا بل مسؤول مثلك ض ولكن لماذا ؟س أنتم جئتم بي الى هنا بتهمة شيوعي ( قهقه وضحك بصوت عالي الضيف) وألتفت الى آمر المعسكر وقال ماذا يتكلم هذا المسكين ألم يعلم ألأسرى أن الشيوعية قد أنتهت ثم وجه كلامه الى الأسير قائلا ض ماذا ستفعل أذا علمت أن الشيوعية والمنظومة ألأشتراكية بما فيها ألأتحاد السوفيتي قد رحل ؟ س أولا أنا لم أقل أني شيوعي بل عندنا في العراق كل من يتكلم بألأشتراكية والماركسية يتهم بأنه شيوعي وأنا غير منتمي لأي حزب لذلك قلت أنا مستقل ض يكلم ضابط أستخبارات المعسكر ويقول له آتني بأظبارته بعد دقائق جاء جندي ومعه سجل قدمه للضيف وبدأ هذا بألتصفح في هذا السجل وبنفس الوقت يهز برأسه ويبدو عليه أنه أطلع على كل المعلومات التي تخص هذا ألأسير ض أذا ما هي حكايتك أنا لم أفهم لحد ألأن ؟ س انا ماركسي مستقل أومن بألفكر الماركسي العلمي لا غير ض هل معك أسرى مستقلين وهل يؤذوك البعثيين ومن هم كبار البعثيين ؟ ألأسير يكلم نفسه ( هذه مصيبة هذا يريد مني أن اكون عميل أستخبارات أخر عمري ) س أولا ليس هنالك أحد يؤذيني ثانيا أرجو من سيادتك أن تسألني عن ما يخصني فقط حيث أنا ليس لي شأن بأمور ألأخرين ض طيب ماهي قصتك بالضبط تكلم ؟ أنا شاركت بألحرب بظروف قسرية ولم أكن مؤمن بألحرب ولذلك ألقيت السلاح وتأسرت وأنا لست بعثي ولكن لا أريد أن أسير بخطكم لأني لا أؤمن به أنا لا أكره الشعب ألأيراني بل بالعكس أنا أحبه مثلما أحب جميع الشعوب ولم يسألني أحد قبل ألأستجواب الذي قام به السيد آمر المعسكر ماهو أنتمائك وأجبت حينما سئلت بأني أنسان مستقل ض أذا جاء لك ( روحاني ) رجل دين وأقنعك بنهجنا أي النهج ألأسلامي هل تؤمن به ؟ س أن أي فكرة أجدها مقنعة من الناحية العلمية والأنسانية سأومن بها من قبل من يكون ض طيب أذهب جاء الجندي بعد أستدعائه وأصطحب ألأسير الى داخل المعسكر ليجد أن زملائه قد دخلوا الى القاعة بعد أنتهاء فترة الفسحة دخل الى داخل القاعة والجميع كانوا بأنتظاره بأهتمام جلس الأسير المستقل وبدأ بألحديث وكان جالس بالقرب منه المسؤول الحزبي وأخرين ونقل لهم كل ما دار وبألتفصيل ما بينه وبين ضابط ألأستخبارات الذي قدم الى المعسكر بعد أيام وفي الصباح الباكر جاء ضابط أستخبارات المعسكر ومعه مجموعة من الجنود وفي يديه ورقة وبدأ عند باب كل (كمب) ينادي بأسماء ويخبرهم بجلب فراشهم مع ملابسهم وحاجياتهم الاخرى وكانوا الجنود ألايرانيين يصطحبون كل مجموعة ويأخذوهم الى (كمب صغير) كنا نسميه الملحق وكان هذا الكمب خالي غير مشغول وكان الأخرين ينظرون من خلف الشبابيك الشيء الوحيد الذي لفت أنتباههم أن نصف هؤلاء كانوا من الأسرى من ألأخوة الكرد بعدها جاء الضابط ومعه الجنود الى كمب ألأسير المعني بحديثنا نادى بأسمه جمع حاجياته وخرج خارج القاعة أخذه الضابط ومعه الجنود الى الملحق أي الكمب الصغير الخالي ووجد مجموعة من ألأسرى كان عددهم ستة وسبعون أسير فقال الضابط أنتم الوحيدين الذين قلتم أنكم مستقلين وهذا الكمب كمب المستقلين فكر ألأسير صاحبنا وقال مع نفسه يبدو أن ألأخرين كانوا يخفون أنهم أعلنوا أمام آمر المعسكر بأنهم مستقلين خوفا وخشية من ألبعثيين حينها قال ألأسير صاحبنا وأخيرا تحقق الحلم الذي طالما كنا ننتظره في كمب مستقل وغير مسيس ولا يستغله أحد بعدها وبمرور ألأيام وباستجوابات لاحقة ومن خلال يأس ألأسرى وأحباطها وكسر حاجز الخوف أصبح عدد ألمستقلين ستمائة أسير كان هذا في عام 1992 وبقى ألأسرى المستقلين وبجانبهم (كمبات) ألأسرى البعثيين لحين العودة عام 1998 حيث عادوا جميعا أستذكر ألأسير ألمستقل هذا الحادث عند العودة الى الوطن ليعتبر به وليكون درس في كيفية ألاصرار على الحرية وتجسيد أرادة ألأنسان ولكن لم ينتهي مشوار الحرية عند هذا الحد بل أن هذا الدرب طويل وشاق ومليء بالمتاعب وأللألام



#عصام_عبد_الامير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء العاشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثامن
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السابع
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس
- أسيرعراقي والبحث عن الحرية الجزءالخامس
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الرابع
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثالث
- اسير عراقي والبحث عن الحرية (الجزء الثاني )
- أسير عراقي والبحث عن الحرية


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام عبد الامير - أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الحادي عشر