أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مانوخوليا 2011 لارسن فون تراير:الحياة ليست ضمن مسارها الطبيعي















المزيد.....

مانوخوليا 2011 لارسن فون تراير:الحياة ليست ضمن مسارها الطبيعي


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


مانوخوليا 2011 لارسن فون تراير:الحياة ليست ضمن مسارها الطبيعي
على موسيقى فاجنر يفتتح لارسن فون تراير فيلمه هذا وعلى مشاهد ولقطات غير مفهومة بطيئة الحركة
صورة لأمرأة شاحبة جستين الممثلة(Kirsten Dunst)ومن خلفها شيء من الغروب وطيور تتساقط،ونفهم من كل ذلك أن تراير يحاول أن يظهر الحياة وهي تسير في مسار غير طبيعي...مسارا غير صحيح...شيء ما مشوش(الحياة ليست ضمن مسارها الطبيعي)....
صور مرسومة لأشياء تتساقط ومن ثم تُخترق الصورة الى السماء...إلى النجوم...إلى كوكب ما ضخم
كليرا(التي لعبت دور الزوجة في فيلم تراير السابق ضد المسيح) تمشي في داخل ملعب جولف مشيات بطيئة
الحياة لاتسير ضمن مسارها الطبيعي أبدا....
هذا الذي نستطيع أن نفهمه من افتتاحية فيلم تراير هذا الذي هو اقل اثارة واشكالية من فيلمه السابق(ضد المسيح).
الفنتازيا حاضرة بقوة في الفيلم في لقطات قال عنها تراير بأنها تحية لمخرج اسمه تاركوفسكي....
الموضوع أو الطريقة التي يطرح فيها تراير الموضوع تعتبر هي الاشكالية من خلال اشياء قريبة جدا من موضوع الألغاز اكثر منها الى موضوع الكناية أو الرمز...
مانوخوليا هو كوكب سوف يصطدم بالأرض عما قريب وإذا تتبعنا المعنى الحرفي لهذه الكلمة نجد معناها(الاكتئاب النفسي) فلماذا دعاه تراير بهذا الاسم...هل-على سبيل المثال-ان الانسان ميت سلفا من خلال أمراض العصر والنموذج الذي يستخدمه هنا هي امرأة مريضة حتى الثمالة بالاكتئاب...
تمشي في الغابة...تحاول ان تمسك بها جذعان الشجر،تحاول أن تمسك فستان عرسها الأبيض،وكأن تراير يبرر اللامألوف في هذا المسار...هل مسارات منها الزواج من الممكن ان تسبب للإنسان المانوخوليا والطبيعة تنادي البشرية وتطلب منها أن تعود إلى مسارها الطبيعي...
الكوكب إذا سوف يكون من صنع الانسان...هو حالة صناعية وليست عرضية كونية لأن المسارات التي يتخذها الإنسان-الآن-سوف تودي به إلى نهاية قريبة من النهاية التي سيختم بها مانوخوليا الحياة بها على هذا الكوكب.
إذا كان الفيلم عن نهاية العالم فهو مختلف عن اي فيلم آخر،لأنه يعالجها-ربما لأول مرة سينمائيا-من خلال جماعة خاصة جدا من دون اي مؤثرات خارجية ،لهذا نقول ربما أن افلام تراير الأخيرة ستتحول إلى ثلاثية،تبدأ بالعام ثم تغوص نحو الخاص،فهذا الفيلم نع الفيلم الذي سبقه،تبدو لأول وهلة وكأنها تناقش افكارا عامة جدا ولكننا لو تأملنا بها قليلا نجدها خاصة جدا....مع تشريح(أنطولوجي) عام مخالف للسائد والمألوف،لذلك فهذا التشريح ليس مبنيا بناء علميا تفكيكيا أكثر منه بنويا....
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة...لماذا يبدأ تراير فيلمه هذا بحفل زفاف لأنسانة مريضة نفسيا؟!
خاصة أن هذا الزواج سوف ينتهي بالفشل...كما أن هل هذا الزفاف هو نوع من التجاهل المتعمد لما يحدث من حول هذه العائلة؟!
يعود بنا تراير اثناء تصويره البطيء،الذي افترضناه كمسار غير صحيح ابدا للحياة،إلى الفضاء وصورة اقتراب هذا الكوكب من الأرض ....الشيء المفهوم ان تراير لا يصور نهاية العالم اعتباطا وكفيلم مختلف نقول أن تراير ليس مقصوده هو انتهاء العالم في ذاته،بل كما قلنا قد يكون مقصوده تشريح أنطولوجي لقواعد الحياة،والنماذج التي يستندعليها هنا هي نماذج نسوية...
ثم يعمل على تصوير مسبق كيف يبتلع هذا الكوكب كوكب ألأرض.
إذا المسار المرسوم خاطئ وهو يخص العام لأنه مسار البشرية باكملها....
الفيلم يتكون من جزأين رئيسين:جستن وكلير وكلاهما اختان....
جستن سوف تتزوج من مايكل وزوج الأخت يعد لأكثر زفاف كلفة على وجه الأرض...والعائلة الفارهة تنظر إلى السماء كثيرا يلفت نظرها نجم (قلب العقرب اهم نجوم الكوكبة)....
تراير لا يصرح في البداية عن الموضوع،كما أن المقدمة لاتجعلنا نستنبط الحبكة الرئيسية للفيلم الأمر الذي يدفعنا أن نعالج الشخصيات أولا....
هناك لعبة الحبات...علينا أن نخمن عدد الحبات داخل الزجاجة التي سوف تكتشفها جستين ولن تصرح بذلك...
هناك نكوص للطبيعة في حياة لاتسير ضمن مسارها الصحيح...وهناك نجم اسمه مانوخوليا،وهناك الرقم678 وهناك رمز اعلاني غير مفهوم...
الأمر الذي نفهمه من هذا الرقم وخاصة الرقم8 هو نهاية العالم،وكأن تراير يختصر الزمن في سبعة أيام ثم في اليوم الثامن سوف ينتهي هذا الزمن...خاصة أن الرقم 8 يتكرر أكثر من مرة في الفيلم...
حتى الآن فالموضوع هو عن الشخصية...إذا كان غودار قد اسقط نهاية العالم على قصة علاقة متوترة بين رجل وامرأة في جزأيته في فيلمRo-Go-Pa-G
العالم الجديد،فالاسقاط عند تراير مختلف لأن الشخصيات بالنسبة إليه ليست إلا عبارة عن (نموذج توضيحي)...
لنتوقف عند رسمة الشعار الذي ابتكرته جستن ولا أحد يعرف إلى ماذا يشير بعد:
ثلاثة نساء تتمدد على ارضية باوضاع مختلفة شبه عارية على ارضية مزخرفة بالفسيفساء ومرتفعة عن الأرض وعلى شمالهم طاولة مدورة صغيرة عليها كأسان أحدهما مسكوب وينزل منه سائل ابيض،والنساء الظاهرات في الشعار شهوانيات إلى ابعد درجة،كما أن احداهن يبدو عليها بأنها تغط في نوم عميق...
هذا الشعار يحمل كنايا ت كثيرة...من الممكن ان يشير إلى الجنس فسيولوجيا والمثلث يمكن أن يشير أيضا إلى فكرة دينية...كل شيء من الممكن احتماله أو اسقاطه على قصة مثل هذه.
حياة عصبية بين اب كوميدي وام لا تؤمن بالزواج...هذان هما والدي جستن...
هل يقدم تراير متتالية رياضية منطقية:
الزواج من ثم مانوخوليا ومن ثم الزوال
النساء ومن ثم شهوة ومن ثم اكتئاب...
يصرح تراير أن جستن مصابة بالمانوخوليا ولكن متأخرا،فهو يتعمد أن يخفي أشياء ويظهرها ضمن تسلسل مقصود،كما أن اخيها يلقبها بالخالة (ستيل بريكر....Stillbreacker)
تشق طريقها في الغابة واصواف عارية عالقة في اقدامها....
هل هذا عبارة عن استرجاع...هل هذا يعني أن المقدمة كانت عبارة عن حلم؟
مهما كانت المقدمة فهي عبارة عن تاسيس معرفي للفيلم وهذا مهم من هذه الناحية،كما انه مهم من الناحية الفنية السينمائية من ناحية اخرى.
يكلف تيم بمتابعة جستن لمعرفة معنى الشعار وجستن سوف تتهرب من مايكل في الليلة الأولى وتمارس جنسا مفاجئا في العراء مع تيم هذا الذي سوف لن يستطيع الحصول على كناية الشعار وسف يصبح عاطلا عن العمل...؟
هذا المسار غير صحيح لأن الرغبة من الممكن أن تؤدي إلى اختيارات خاطئة وليس المقصود هنا تيم بل مايكل؟
عدد حفرات الغولف في الملعب الذي يمتلكونه 18،كما أن اباها سوف يلجأ إلى غرفة 8 قبل أن يترك رسالة عن اختفائه...
في الجزء الثاني (كلير) يكون التركيز اكثر على مانوخوليا،لأن كلير مشوشة وخائفة وهذا لن يصرح به تراير من قبل،وهي ليست خائفة من مانوخوليا بل ما هو القادم من خلال مانوخوليا ألا وهو الموت...؟
ولكن هل شخصيات الفيلم على قيد الحياة فعلا...؟!
عندما تستلقي جستن عارية في الطبيعة...هل هذا نكوص نحو البدائية...هل هو عبارة عن رغبة مثل ذلك؟!
زوج كلير الذي كان اكبر الهادئين سوف ينتحر بينما يصمد الجميع امام انتهاء العالم...
فيلم مانوخوليا هو ليس فيلم عن الموت بل هو فيلم عن بشرية هشة ضعيفة وغياب المؤثرات الخارجية الاعلامية جعلنا نتأمل في الشخصيات التي يحكم مسارها لارسن فون تراير في مسار من الغباء أن نقول عنه أنه تلقائي ليبرز هشاشة لشخصيات مركزية،وهذه الشخصيات عبارة عن نماذج بشرية متكررة بكثرة حكمت على نفسها بالمانوخوليا وفقا إلى تعبيرها الحرفي أو المضموني الممكن فهمه من خلال الفيلم....؟
بلال سمير الصدّر 21/2/2013



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1963 RO GO PA G بازوليني صنع فضيحة من فيلم متدني المستوى الف ...
- عقدة اوديب 1967(بيير باولو بازولييني): البداية الابداعية الس ...
- يوميات قس قي الارياف 1951(روبرت بيرسون): هل على الانسان اليأ ...
- ماما روما 1962:التزام بازوليني بقواعد في لعبة لم يتقنها بحذا ...
- فيلم الخريج للمخرج البريطاني ميك نيكولاس:التبشير بسينما طليع ...
- الحياة المزدوجة لفرونيكا 1991(كريستوف كيسلوفسكي):من هي فيرون ...
- كيسلوفسكي وتأكيد الحالة الذهنية:فيلم قصير حول الحب
- أكاتوني 1959(بيير باولو بازوليني):عن بازوليني و تصوير قسوة ا ...
- الخطايا العشرة(كريستوف كيسلوفسكي) 1988: كيسلوفسكي يضع الحقائ ...
- الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج ك ...
- هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحت ...
- المال 1983(روبير بيرسون): ...(السينما التي يمارسها بيرسون مج ...
- الأم والعاهرة 1973(جين يوستاش):عن شخصيات تعيش الفراغ الشديد, ...
- لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت
- الهاوي 1979:كريستوف كيسلوفسكي: التعلق بسينما وثائقية ذات معط ...
- الندبة 1976(كريستوف كيسلوفسكي):شاب سينمائي حقيقي لازال متعلق ...
- تعريف امرأة1982(مايكل أنجلو أنتونيوني): القضية الوجودية الحق ...
- نقطة زابرسكي1970(مايكل أنجلو أنتونيوني): مغامرة تختلف عن الم ...
- قتلة بالفطرة 1995(اوليفر ستون):عن مجنونان بريئان من الجنون ل ...
- 1966 مايكل أنجلو أنتونيوني: Blowe-pالانفجار أو تكبير الصورة: ...


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مانوخوليا 2011 لارسن فون تراير:الحياة ليست ضمن مسارها الطبيعي