أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - من يقطف عنقود جنيف 2 ومن يعصّر الخمر ومن يسّقي ربّه ..؟؟














المزيد.....

من يقطف عنقود جنيف 2 ومن يعصّر الخمر ومن يسّقي ربّه ..؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 23:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد كانت هذه الثورة الكاذبة مجرد أحلام غوغائية , وحين جاء المحللون ليفسروا هذه الأحلام قالوا عنها أحلام صادقة لكن ليس لنا على تفسير المؤامرات من سبيل , ولم تستطع هذه الثورة بكل سبلها أن تقطف حصاد زرعها الدموي على أرض سوريا , لم تستطع أن ترى أبعد من كرسي السلطة الذي تحلم به , ولم تقرأ أكثر من كتاب جهاد النكاح في وضعية الانبطاح , لم يقدر عقلها ان يستوعب بأن التاريخ يلفظ الحثالة القادمين من خارجه , و بأنه لا يقبل بدخول أبطال كرتونية مأجورة الى مسلسله العريق , لم تستطع هذه الثورة المعجونة بكل ما في الحياة من قذارة أن تفهم بأن لا نصيب لها أبدا في طهارة تدّعيها.

ان التربة التي ولدت فيها هذه المؤامرة القذرة غير قابلة أبدا لزراعة الحب والأمنّ والسلام , تماماً مثل الصحراء التي لا تقبل تربتها إلا ما انبت أشواكاً كالصبارّ , فهي التربة عاجزة عن التفاهم مع مورثّات اي بذرة لا تتلائم مع جوّها وطقسّها ومناخها , وعلى امتداد عامين ونصف من هذه الأزمة لم تنجبّ لنا هذه التربة سوى الخراب والدمار والقتل والاجرام والسرقة والتفجير والاغتيالات والقائمة تطول و تطول , لأنها تربة لا تنبت إلا ما شابه خبثها و ليس بمقدورها إنجاب ولو حتى زهرة رغم أنها فُلحت لموسم الربيع العربي.

كلّ الذين يراهنون على مؤتمر جنيف2 هم كمنّ يراهنّ على رجل مشلول يركض في ماراثون طويل, فطاولة جنيف المستديرة التي تقابل قمة الهرم مع قاعدته لا يمكن أن تكون صادقة في أبعادها الرياضية , لأنها تساوي بين من يجلس في القمة مع من يعيش في مناخ القاعدة , وبالتالي فان الصيغة التي تجمع هكذا هرم على طاولة واحدة كالذي يعرض عليك تمثالا أثرياً لا ينفع سوى للعرض في المتاحف الوطنية , كما أن الماراثون يحتاج الى أنفاس طويلة وخطوات محسوبة لكسبه وليس الى كراسي مدولبة وأقدام مكرسّحة و رئتين مملوءتين بالسموم الخبيثة, لذا الفائز فيه حتماً هو الذي أثبت قدرته على الصمود عامين ونصف أمام تسونامي مؤامرات اتته من الداخل والخارج.

جنيف 2 ليس سوى فاتحة لأكثر من جنيف قادم على الطريق , فحين تفرط المسبّحة لا يعود هناك من قدرة على لملّمة حباتها المنفرّطة على الارض , وكلما سقطت حبة من خيط المسبحة يصير سهلاً على من يمسك بالخيط أن يقرر مصيره لوحده فيصير هو من يملك زمام الأمر في انتقاء الحبات التي ستعود الى خيطها الأصلي وفق رؤيته واسلوبه مع مراعاة المزاج الشعبي الذي يقبل هذا أو يرفض ذاك , هذا هو تفسير كلام الرئيس بشار الاسد في حواره الأخير على قناة الميادين حين أشار الى أن احتمال عودة أو عدم عودة العلاقات مع بعض الدول والتنظيمات التي أثبتت خيانتها بالشاهد المفضوح يعود الى استفتاء شعبي يقرره الشعبّ لوحده.

سوريا ليست معنية بأي جنيف سوى إرضاءً لطقوس السياسية العالمية التي باتت فيها لاعباً مهماً بحكم موقعها الاستراتيجي في معادلة القوى المتصارعة , ففي نهاية الامر أي شخص بات قادراً على تلمسّ حقيقة التفاهم الذي حدث أخيراً في قممّ الدول العظمى التي رأت الخطر القادم عليها جراء استفحال تمددّ القاعدة ومن تبعها من كلاب بشرية مسعورة , فقد توضّحت الرؤية لكل المفسرين الذين حاولوا أن يطمسوا حقيقة أحلام الثورة الكاذبة عبر إعلامهم القذرّ , فهم فهموا بأن أقدام الجيش العربي السوري هي من قلبت الطاولة على رؤوسهم بعدما خسروا الكثير مما كانوا يحلمون بتحقيقه عبر ما سمّوه الثورة السورية بدليل حالة الصرعّ والهلوسة التي تعاني منها اليوم السعودية بعد خسارتها لآخر ورقة ممكن ان تراهن عليها مع تلاشي تهديدات امريكا باحتمال ضرب سوريا عسكرياً

الحنكة السياسية السورية سحبت البساط من تحت أقدام أولئك الذين كانوا يتطاولوا عليها بالحرية تارة و بالديمقراطية تارة اخرى, عدى عن أولئك الذين كانوا ينبّحون لأجل الوطن وهم خارجه تاركين الباب مفتوحا لأي عودة قد يرجى منها أملاً, فسوريا على مدى عامين ونصف كانت مصلوبة على عيدان ثقافتهم الأتية من مستنقعات الجهل والتخلف , مصلوبة على مؤامرات تلوثتّ فيها أصابع ابنّ البلد مع ابنّ الكلب , مصلوبة على طعنات جاءتها من أقربّ الناس اليها , مصلوبة على جهل طبقة كبيرة من الناس لم يفهموا ما معنى الوطن الا حين صار الوطن خراباً , مصلوبة على خيانات فاحت رائحتها في مراحيض الجامعة العربية, لكنهم الأغبياء...فهم ما أدركوا أن سوريا مسنودة في الاصل على صليب من التاريخ يحمي ظهرها عمره سبعة آلاف سنة , تاريخ يردّ عنها كيد الاعداء ويمنحها المِنعة ضد الجراثيم العربية الدنسة ويحميها من سرطانات قذرة مجهزة في مختبرات الخيانة والعمالة ,فمناعة سوريا موروثة من أبنائها الشرفاء الذين سطروا أعظم ملاحم البطولة بأرواحهم الزكية التي قصّ التاريخ أخبارها على أجيالٍ أتت بعدهم فتكونت المناعة السورية من هذا الإرث المقدس.

في جنيف 2 ستتوضح الكثير من الامور , فمن سيقطف عنقود العنب فيه هي روسا بلا منازع بعد أن انبعثت روحها من تابوت الاتحاد السوفياتي المنهار كدولة عظمى أعادت التوازن الى لعبة القوى العظمى في العالم , ومن سيعصر العنب هي ايران التي أثبتت أنها دولة تملك حق الفيتو غير المعلن كعضو غير معترف به من قبل باقي الاعضاء الخمسة الذين يملكونه, وسوريا في ختام هذه الحفلة هي من ستشرب كأس الخمر وسترفعه عاليا على قرع طبول الجيش العربي السوري و تصفيق جمهور شعبها العظيم الذي صمد فيها و معها و انتصر.

-
-
-

على حافة الوطن

من الواضح جدا وكما يبدو
أن الطاولة التي سيجلسون حولها
ليس عليها سوى كرسي واحد للجلوس
سيجلس عليه من قال قولة حق لربه
سيجلس عليه من قال سوريا الله حاميها

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا مصنع لتفريخّ الوطنيات على ذوقّ الحقيقة السورية ...؟؟
- كولومبوس أمريكا .. والأسدّ يكتشفّ خريطة الكنز المفقود ..؟؟
- مجلس الاختلاف الوطني السوري ومسرحية انتهى الدرس يا غبّي ..؟؟
- سنتين ونصف يا سورية وأنتِ صامدة في وجه ثورة همجية ..؟؟
- بين الأسدّ السوري والنسّر الامريكي .. كان هناك دبّ روسي ..؟؟
- القراءة الأخيرة في فصول كتاب المائة طعنة وطعنة في قلب سوريا ...
- قميص يوسف ودمائه في سوريا .. إنه الذئب يا أبتي ..؟؟
- أبو الهول ينهضّ في مصر وسحرة فرعون يسقطون في سوريا..؟؟
- الربيع العربي .. ونظرية داروين في أًصلّ العربّ ...؟؟
- هل صدق الله أم سقط الله ...؟؟
- الشعب المصري في مطبخ الاسلام والوجبة ( تمرد ) ؟؟
- العراة في الوطن هم أناس لا يملكون عورة كي يسترونها في الأصلّ ...
- أنا يا إلهي لستُ طائفيّ ...؟؟
- العقل السوري بخير ما دامت أجنحة فلسطين المكسورة في القصير .. ...
- بين موت العباد وحياة الفساد ..ومواطن سوري يعيش صباح الأضداد ...
- حسن نصر الله مجرم بحق العرب يجب مقاضاته بجريمة تشويه التاريخ ...
- سبحان من جعلنا إخوة في التراب فانقلبّنا في سوريا إلى إخوة كل ...
- ماذا سيفعل دون كيشوت العرب وطواحين الثورة السورية قد ماتت .. ...
- لا تعتبي يا قدس لا تعتبي فقد باعوكي كلاب العربِ..؟؟
- بين الهزل والجدّ .. وبين من ينتظر في سوريا الرد...؟؟


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - من يقطف عنقود جنيف 2 ومن يعصّر الخمر ومن يسّقي ربّه ..؟؟