أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رنيم اليماني - الحرب تلقي بظلالها النفسيه على أطفال سوريا















المزيد.....

الحرب تلقي بظلالها النفسيه على أطفال سوريا


رنيم اليماني

الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 17:52
المحور: المجتمع المدني
    


لاتزال تلك الحرب المفجعة تطفي على حياة الشعب السوري ذاك الايقاع الموجع المحمل باﻵ-;---;--لام والمخاوف ولاسيما على أطفالنا الصغار تلك البراعم التي تفتحت على الخوف، على أهوال الحرب وعلى أصوت الطائرات التي لاتزال في مسامعها حتى بعد نزوحها من الديار، لاتزال تهتز وترتعش كلما سمعت أصوات غريبة.
أهوال كبيرة قد أضعفت كيانهم ودمرت نفوسهم الصغيرة، منهم من تشردوا ومنهم من دمرت مدارسهم ومنازلهم على مرآهم مما أدى إلى انخفاض مستواهم التعليمي والفكري والصحي وكانت نتائجه سلبية على نفسية كل طفل منهم.
فأشلاء أطفال سوريا وجثثهم التي تناثرت في كل جانب جراء جرائم النظام التي لم تتوقف منذ عامان ونصف، شكلت صدمة نفسية كبيرة في أعماق من نجا من هؤلاء الأطفال الذين بات شبح الموت يلاحقهم في أحلام نومهم ويقظتهم.
ازدياد حدة العنف عند الاطفال
تقول والدة الطفلة ريم التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات من مدينة حلب: "تحولت ريم بعد استشهاد أخيها محمد إلى فتاة عدوانية تنتقم من كل من حولها بشكل غير ارادي وبكافة تصرفاتها وترغب بقتل الجميع وضربهم بقوة وعنف ثم تلجأ بعدها للبكاء لفترات طويلة وبصوت مرتفع وموجع لإفراغ كل مابداخلها، حيث تحولت ريم من طفلة رقيقة محبوبه إلى طفلة محملة بالمآسي والعدوان".
من جهتها قالت والدة الطفل يحيى الذي يبلغ من العمر الخمس سنوات من مدينة حلب: "منذ ان اشتدت عندنا الاشتباكات وأصوات الانفجارات وهدمت المنازل أصطحب يحيى خوف دائم من أي شيء وأصبح يعاني من التبول اللا ارادي"، وتوضح ام يحيى أن ابنها تغير كثيرا واصبح حديثه اليومي يتمحور حول مخاوفه وما حدث في منطقتهم من اشتباكات وقتل وانفجارات، وتحاول بشكل دائم ايقافه وإشغاله بأية لعبة أوحديث لإخراجه من هذه المخاوف التي تكاد أن تدمر عقله الصغير المحمل بأفكار أكبر منه بكثير.
الخوف من أصوات الطائرات المدنية
ولا يختلف حال الطفل عمر من ادلب عن سابقه فهو ايضا بعمر الخمس سنوات وبالرغم من نزوح أهله من ديارهم وخروجهم للعيش في تركيا إلا أنه لايزال يخاف ويرتجف عند سماع صوت اي طائرة مدنية ويركض مسرعا مبتعدا عن النوافذ كعادة كان يمارسها أبواه سالفا، وبالرغم من محاولة إقناعه أنه في أمان وتهيئه كل الظروف المناسبة لذلك، يقول عمر "انا لا أحب سوريا وأكره كل من فيها من جيش وأمن ولكني أشتاق لمنزلنا كثيرا وسنعود اليه يوماً".
وبحسب الاحصاءات الرسمية والتقارير الصادرة عن مركز إحصائيات الثورة السورية فقد وصل عدد الشهداء الأطفال منذ بداية الثورة السورية وحتى اليوم إلى (8272) طفل، منهم (5691) ذكور، و(2581) إناث، والالاف من الجرحى والمعاقين.
ولايزال النظام يقتل ويغتك بعنف وبدون أي رحمة فالأطفال تموت يوميا وبشكل متتالي ومن كافة الأعمار والأجناس فالطفل الذي لم يستشهد قد أصيب بخوف يصطحبه في كافة دربه ليدمر عقله ومستقبله.
النظام يسلب صوت الطفلة "دانة"
وهنا تأتي الكلمات الأكثر ألماً لنتحدث عن قصة دانة تلك هي الضحية الكبرى التي فقدت نطقها وقدرتها على البوح بأي شيء ولاتزال بعمر الأربع سنوات، ذالك المجرم حرم أهلها من صوتها الرقيق ومن ضحكاتها البريئة ومن تعبيراتها العفوية فقد حرقت قلوب أهلها وأحبابها، قد ساءت نفسية تلك الطفلة لدرجة الصمت.
يقول والد دانة: "ابنتي دانة تبلغ من العمر الأربع سنوات ونحن من الحولة من مدينة حمص محاصرين منذ سنتان وقد عشنا لفترة طويلة ضمن القصف الدائم والطيران المخيف القريب جداً ولم نخرج بسهولة من ديارنا، بسبب اعتيادنا على الحياة هناك ومع الحرب وعدم قدرتنا على السفر وفي يوم اشتدت فيه القذائف وكثرت وبدأ القصف العشوائي على الناس والبيوت والشوارع، يقول حمدنا الله أننا لم نكن يومها في منزلنا لأنه تهدم كلياً، وقد أصيب أطفالي الصغار بخوف شديد في ذاك اليوم وخصوصاُ طفلتي دانة فقد كنت أنا ودانة أثناء القصف القوي خارج المنزل الذي نرقد فيه وبعد هدوء القصف اضطررت أن اعود وإياها للمنزل وأجبرنا حينها على العبور من بين الجثث وبقايا الناس المحروقة والمقطعة ورائحة الدماء التي تملئ المكان فساءت حالتها وفقدت الكلمات والأحرف ولم تعد قادرة على النطق بأية كلمة ومن ومن حينها أصبحت دانة صامتة غير قادرة على الكلام".
يقول والدها أنها من ذاك اليوم أصيبت بحالة نفسية غريبة كالخوف الداخلي أو الخوف من المجهول وأنها تلجأ لحضن والديها لساعات طويلة ولاترغب بالابتعاد عنهم أبداً، وعبر عن حزنه الشديد لحالتها وعن رغبته المفرطة في معالجة تلك الحالة الصعبة، وأن حالتها أكثر سوء من حالة أخوتها بالرغم من انهم أصغر منها سناً، وأنها للآن عند سماع الطائرات أو أي صوت قوي تخاف وترتجف وتذهب للإختباء في الحمام من شدة خوفها، ويحاول جاهداً هو ووالدتها إقناعها أنها في تركيا خارج سوريا وأن هنا أمان ولايوجد أي مخاطر، وعندما تنسى وتلعب وتنسجم ويذكر أمامها اي شيء يتعلق بسوريا تعود على الفور لحالتها السابقة، وأن معلمتها في المدرسة عانت في الفترة الأولى من التواصل معها ومع الأيام بدأت تتأقلم مع الجو الجديد.
ويذكر والدها بأنه مما زاد الأمر سوء هو صعوبة سفرهم من حمص إلى تركيا فقد تجاوزت مدة سفرهم العشرين يوم ويوصف سفرهم بالمأساة من شدة صعوبته وأنه استشهد ممن كان معهم خمسة عشر شخص بسبب كمائن يضهعا الضيع الموالية للنظام للمواطنين المدنيين اثناء رحيلهم، كل ذلك زاد الأمر سوء وصعوبة.
اخصائيون يحذرون من الاثار النفسية على الاطفال
ويحذر مختصون نفسيون واجتماعيون من خطورة تداعيات الحرب بعيدة المدى على أوضاع الأطفال النفسية والاجتماعية والصحية والفكرية والتعليمية.
وعبر المختصون عن خشيتهم من امتداد الآثار النفسية التي خلفتها الحرب في سوريا على نفوس الأطفال والكبار عدة أعوام قادمة، في حين ابدى أحد المختصين تخوفه العميق من انعكاس الآثار النفسية المتكدسة على سكان سوريا وأطفالهم على مستقبل أجيالهم القادمة، محذراً من التوابع المستقبلية للآثار النفسية، وعبر عن خوفه مما ستحدثه من تأثير على نسيج المجتمع قد يؤدي إلى سلب الأطفال القدرة على التكيف والتأقلم مع أقرانهم في المجتمع، إلى جانب إضعاف القدرة الإنتاجية للمجتمع.
والمؤسف أن سنوات الأنسان الأولى هي التي ستحدد بقيه حياته والطريقة التي سيتعامل بها مع من حوله وهذا أبشع ماخلفته الحرب، جيل كامل يعاني من التشوه النفسي والفكري وهنا تكبر الحسرة على تلك البراعم الصغيرة التي لم ترى بعد من حياتها سوى الخوف والموت والدمار والسفر والتعب والنزوح والقلة، ولايزالون في البداية.



#رنيم_اليماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رنيم اليماني - الحرب تلقي بظلالها النفسيه على أطفال سوريا