أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - ظاهرة ابن - القائد- في النظام السياسي العربي الحديث















المزيد.....

ظاهرة ابن - القائد- في النظام السياسي العربي الحديث


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




التصريح الذي اطلقه رئيس العراقية نوري المالكي اخيرا بصدد نجله احمد وشجاعته الفائقة في القضاء على جناة لم يتمكن رجال الامن من القضاء عليهم اثار الكثير من ردود الافعال في العراق وخارجه، وبعث على الكثير من الذكريات الحزينة والمؤلمة التي احتوتها حاضنة الذاكرة الجماعية والشخصية عن دور " ابن " او ابناء "القادة العرب" في تشكيلة النظام السياسي الحديث.
لقد ارتبطت ظاهرة تقديس ابن " القائد" وبروزه المفاجئ على الساحة السياسية العربية وليس وحدها،بصورة مفاجئة مع ميول ومخيلات هذا الزعيم او ذاك نحو احلال نظام استبدادي او ديكتاتوري، وراحت تحل محل مؤسسات الدولة مؤسسة العائلة والبطانة والعشيرة والنخبة التي تداهنه وتخضع لإرادته في سبيل تحقيق مصالحها الخاصة في الحزب الحاكم الذي عادة ما يترأسه. وعادة ما يتم البدء في دفع "الإبن" الى المقدمة بخطوات خجولة ومنحه مهام تبدو ثانوية وتروح وسائل الاعلام الحكومية تسلط الضوء على النجاحات الكبرى التي حقهها "إبن القائد" على صعيد المهام التي انيطت له. وغالبا ما تكون هذه المهام في مجال الرياضة والميدان العسكري او الشبابي... لإظهار " عبقريتهم" وكونهم " فلتة " زمانهم، ويتطوع رجال صحافة وثقافة ورياضة كرها او تملقا او بدوافع وصولية لرسم الصورة " البطولية" لابناء "القادة".
ولأن اؤلئك "القادة" منقطعين عن الواقع او متجاهلين وحتى محتقرين له وقانعين بواقعهم، فانهم يعربون علنا ودون خجل عن ان ابنائهم "فلته زمانهم" ويتميزون بصفات لا يتميز بها الضباط ولا الشعراء ولا الكتاب ولا المثقفين. وغالبا ما يكون هؤلاء القادة على عدم معرفة وثيقة بمواهب ابناءهم وقدراتهم وربما لم يشاركوا بشكل فعال في تربيتهم وتطوير شخصياتهم، نظرا لانشغالاتهم في الامور السياسية والحزبية وحياكة المؤامرات والمضاربات وغيرها من انشغالات السياسي الطامح للقمة.
وتتزامن ظاهرة " ابن القائد " على الساحة السياسية في هذا البلد او ذاك مع ممارسات الاستهانة بالدستور والقوانين المعمول بها والتجاوزات على الحريات السياسية ومحاولات تهميش المعارضة والتعامل معها ليس كمنافس سياسي مُشرعن قانونيا لطرح البديل للنظام القائم والبحث عن سياسات وبرامج اكثر بناءة وناجعة لتخليص البلد من السلبيات والصعوبات القائمة، بل كخصم للبلد باسره. ان " الزعيم " الذي يصور لنفسه وتوحي له البطانة المنتفعة " بانه الاوحد" وانه مستهدف "من قبل الخصوم" يبدأ بالبحث عن السند الذي يثق به لتعزيز مواقعه ويكون ايضا العين الحارسة " التي لا تغمض" لمراقبة الدوائر الحليفة وغير الحليفة، وقطع دابر من يعتقد بانهم يتحينون الفرصة للاطاحة به، وإضعاف مواقعه ،وبالتالي اعداد "ابن القائد) ليكون الخليفة له، متناسيا بذلك احكام وقواعد تداول السلطة التي نصت عليها القوانين والدستور. ان القائد الاوحد عادة ما يعاني من هواجس مستقبله حيا او ميتا، هاجس ان القوى الاخرى ستشهر به بعد رحيله عن السلطة، وتفضح ممارساته وتجاوزاتها و خيانته للوطن.
أن ظاهرة "ابن القائد " ارتبطت وتزامنت مع بروز ظاهرة ما يمكن ان نطلق عليها " الجمهوريات الملكية" التي اتصفت بها الانظمة العربية التي جاءت عن طريق الانقلابات العسكرية. واطلق عليها الجمهوريات الملكية لان شكلها جمهوري اما محتواتها فهو نظام ملكي " مطلق" فالقائد يحكم من خلال العائلة ويسن بمفرده القوانين ويصدر الاحكام ويشن الحروب ويعلن نظام الطوارئ ويسحق المعارضة السياسية من دون العودة الى برلمان او مجلس استشاري. بل وان هناك زعماء تجاوزوا البرلمانات المنتخبة في قراراتهم زاعمين ان الدستور منحهم تلك لصلاحيات، دون العودة الى محكمة دستورية او هيئة قانوية عليا للبلاد للاستسفار عن مدى صلاحياتهم.
ان بروز ظاهرة " ابن القائد" ومنحه الادوار علنا في الساحة السايسة ومن دون سند قانوني شفاف وواضح ان لذلك يؤذن من دون شك بنشوء ميول استبدادية لدى الحاكم ومن ثم الانتقال الى حكم الفرد الواحد.
وقد برهنت تجارب الانظمة العربية على ذلك. ويؤكد ذلك بروز ظاهرة "ابن القائد" عدي صدام حسين مع استئثار الدكتاتور بالسلطة وفرض نفسه رئيسا مطلق الصلاحيات وتغييب القوى الاخرى واخلال محلها العائلة ومؤسسات الأمن والقتل، وكان الدكتاتور يعتقد بجد ان عدي ومن ثم الاصغر قصي صمام امان له في المحن والملمات. لقد ادرك الحس الشعبي العراقي السياسي خطورة " ابن القائد" حينها على مستقبل العراق وتداعياتها، فجرت محاولة اغتياله المعروفة للجميع. ولم ينفرد العراق بهذه الظاهرة فقد اعد الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد ابنه " باسل" لإاستلام السلطة بعد رحيله، ولكن القدر اختطفه بحادث سير فدفعوا بعجله بابنه الاصغر الرئيس السوري الحالي بشار للسلطة، لأن الاسد الاب كان على سرير الموت وليس ثمة خليفة اخر يثق به، وعلى خلفية ذلك روج العقيد معمر القذافي لإبنه سيف الاسلام ليكون البديل ومنحه سلطات ربما اكبر من سلطاته هو لكي يمد نفوذه على كافة الدوائر ومؤسسات البلد، وجند لذلك جزء كبير من عوائد النفط، ولكن الربيع العربي لم يمهله لتحقيق تلك الخطط الجهنمية ولم يمهل ايضا الرئيس المصري السابق حسني مبارك في تنصب ابنه الاكبر جمال على مقاليد مصر، وراح كتبة النظام يتحدثون عن انه ولماذا ليس جمال" اذا ما جرى حوله الاستفتاء" الذي نعرف نحن كيف كان سيجري ليحصل على 99.9% من الأصوات.لقد عرفت الانظمة الدكتاتورية بما في ذلك في كوريا الشمالية وفي روسيا ابان زمن ستالين واستبدلتها في كوبا بظاهرة "الاخ" لعدم وجود الابن كذلك ظاهرة " ابن القائد".
ان دولة القانون هي دولة مؤسسات وانها دوله الشعب باجمعه بكل مكوناته وطبقاته وطوائفه وليست نخبة وفئة تتلاعب بمصارها وتطورها كيف تشاء، وان قضية الحكم وتبني السؤوليات تعود للشعب ومؤسساته وحدها، وان موقع وتعين ودور كل مسؤول في السلطة يجب ان يعتمد على قانون معروف وشفاف. ان زج العائلة : الابناء والزوجات وابناء العشيرة في السلطة ظاهرة خطيرة لا تمهد ابدا لإقامة نظام حضري فعلا ديمقراطي، ويجعلنا نحس بانه استمرارا للنظام الديكتاتوري البغيض السابق.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي
- عن نتائج المؤتمر 25 للحزب الشيوعي الروسي
- حول زيارة مسعود البرزاني لموسكو
- انياب الاسلاميين
- لماذا لم تشهد الساحة الحمراء اليوم الاحتفال بثورة اكتوبر !
- روسيا لاقامة علاقات بالاخوان المسلمين
- مقدمات لظهور حزب شيوعي جديد بروسيا
- موسكو لإستئناف الحوار مع العالم العربي
- روسيا وامريكاعلى خلفية الربيع العربي
- موسكو تحدد شروط التسوية في سورية
- لماذا وضعت روسيا قيودا على نشاط المنظمات غير التجارية؟
- بريماكوف ورؤيته لقضايا الشرق الاوسط
- اليسار الروسي يصوت ضد انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية
- العلاقات الروسية القطرية.. من الشراكة إلى المواجهة على الجبه ...
- حركة الاحتجاجات في روسيا تنوع اشكالها
- الديمقراطيات الشكلية ومحاكمة تيموشينكو
- زيارة بوتين للمنطقة ودلالتها الدبلوماسية
- سط هواجس دولية وتساؤلات عن الالتزام بالعهد: الاسلام ...
- دروس محاكمة بن علي
- الثورة التالية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - ظاهرة ابن - القائد- في النظام السياسي العربي الحديث