أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - مختارات من فرانز فانون















المزيد.....

مختارات من فرانز فانون


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 13:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كأن نصوص فرانز فانون كتبت اليوم بمناسبة حرب التحرير العراقية مع انه كتبها في حرب التحرير الجزائرية . فكل كلمة منه تصلح للاستخدام في حرب التحرير التي تشهدها العراق. والسبب يعود إلى تشابه الحالتين الاستعماريتين بأشياء كثيرة سوى أن التجربة الاستعمارية الأمريكية متأخرة عن زمانها قرنا و نيف . كما أن النقاشات التي جرت على هامش الثورة الجزائرية لا سيما في أوساط المثقفين الأوربيين و غيرهم حول العنف و التحرر من الاستعمار عادت تكرر نفسها اليوم.
1- حول العنف:
بعض المثقفين العرب يتوهمون أن للكلمات تأثير سحري . فحسبهم أن يتناقشوا مع أمريكا عن الديمقراطية و حقوق الإنسان و عندها ستقتنع أمريكا و تسحب جنودها و قواتها البحرية و الجوية و المجوقلة و أجهزة استخباراتها لأنها تحترم النقاش الديمقراطي . طيب لم لم يجربوا مهاراتهم الكلامية قبل الغزو ؟ لم لم يمنعوا الغزو بكلماتهم ؟ لم لم يرتلوا المعوذات الخاصة بالديمقراطية و حقوق الإنسان و ينفخوا على أمريكا قبل أن يتم الغزو . ...............
الغزو عمل عنيف تم بواسطة القوة و بدون أي غطاء أخلاقي ( لا أدري عن كان هناك رداء أخلاقي لأي غزو ؟ ) و لا يمكن أن ينتهي إلا بمثل ما بدأ . و قبل أن يتحدث أحد عن غاندي سأقول له إن غاندي هو الاستثناء و ليس القاعدة . هو حالة وحيدة مفردة ، غير مسبوقة ، و لم تتكرر . حالة واحدة مقابل آلاف الحالات التي تم بها إزالة الاستعمار باستعمال العنف . يقول فانون :
(( محو الاستعمار إنما هو حدث عنيف دائماً لأن ذلك يبدل الكون تبديلاً تاماً ., لذلك لا يمكن أن يكون ثمرة تفاهم ودي ))
و يقول :
(( تغيير المستعمر ( بفتح العين ) للعالم الاستعماري ليس معركة عقلية بين وجهتي نظر ، ليس خطاباً في المساواة بين البشر ، و إنما هو تأكيد عنيف للأصالة تفرض مطلقة ))
المستعمر هو سبب العنف و هو خالقه و كل عنف من أهل البلاد و من حركتهم الثورية مهما بلغت شدته هو رد فعل على العنف الأصلي . يقول فانون :
(( في المستعمرات وسيلة التواصل بين المستعمر و السكان الأصليين هو الشرطي و الدركي و بالتالي هي لغة عنف صرف ...))
هل احتلت أمريكا العراق بأطبائها و نخبها الفكرية و بأجهزة الكمبيوتر . أمريكا احتلت العراق و تسير أموره اليومية به بواسطة المارينز و المرتزقة فقط ، أي بالعنف . يقول فانون :
(( إن الاستعمار ليس آلة مفكرة ، ليس جسماً مزوداً بعقل ، إنما هو عنف هائج لا يمكن أن يخضع إلا لعنف أقوى .....))


و حول مواقف المثقفين من العنف يقول فانون :
(( قبل المفاوضات تكتفي أكثر الأحزاب ، في أحسن الأحوال بأن تلتمس المعاذير ((لهذه الوحشية )) إنها لا تطالب بالكفاح الشعبي . و ليس نادراً أن نراها تنتقد ، في حلقات مغلقة ، تلك الأعمال التي تصفها صحافة البلد المستعمر و يصفها رأيه العام بأنها منكرة كريهة . و هذه السياسة التجميدية تعلل بالحرص على رواية الأمور رواية موضوعية .
و هذا الموقف ليس موضوعياً . إنما هؤلاء الناس ليسوا على ثقة بأن هذا العنف الجامح الذي تعمد إليه الجماهير هو السبيل الأجدى للدفاع عن مصالحهم الخاصة . ثم إنهم غير مقتنعين بجدوى الأساليب العنيفة . و عندهم أن كل محاولة لتحطيم الاضطهاد الاستعماري بالقوة إنما هو سلوك يأس ، سلوك انتحار . ذلك أن دبابات المعمرين و الطائرات المقاتلة تحتل في أدمغتهم مكاناً كبيراً ، فمتى قلت لهم يجب أن نعمل رأوا القنابل تتساقط فوق رؤوسهم و رأوا الدبابات تزحف على طول الطريق و رأوا الرشاشات و الشرطة فظلوا قاعدين لا يتحركون .
إن عجزهم عن الانتصار بالعنف أمر لا حاجة للرهان عليه . إنهم يبرهنون على هذا العجز في حياتهم اليومي و في مناوراتهم ............
هؤلاء يتصورون أن للعنف شروطه التحضيرية و الواقعية إن له أدوات يجب إنتاجها . و زبدة القول هم يعتقدون أن انتصار العنف يقوم على إنتاج الأسلحة و هذا يستند على القوة الاقتصادية، على الدولة الاقتصادية و على الوسائل المادية التي توضع تحت تصرف العنف ، الواقع إن الإصلاحيين لا يقولون شيئاً آخر :
(( بأي شيء تريدون أن تحاربوا المعمرين ؟ بسكاكينكم ؟ ببنادق الصيد التي عندكم ؟ ))

تعليق :
كأن هذا النص مكتوب اليوم. فكأنه يوصف موقف شرائح من المثقفين العرب من حرب التحرير العراقية . فالبعض يمسك العصا من المنتصف و يعلن إدانته للعنف من أي طرف كان مساويا بين الضحية و الجلاد . متجاهلاً أن خالق العنف الأساسي هو المحتل الأمريكي . و هؤلاء المثقفون يبدون تقززا في كتاباتهم و في أحاديثهم من العنف الذي تمارسه المقاومة و يبدون تخوفهم من مشروعها العنيف على مستقل المنطقة ، حتى أنك تحسبهم من أتباع غاندي ، أو من النباتيين الذين يتقززون لمجرد رؤية حيوان يذبح فما بالك إذا كان الدم المراق إنسانياً . لكن للأسف هم على الصعيد الشخصي ليسوا كذلك . أقترح عليك أن تجرب أن تمس مصالحهم الشخصية و لو قليلاً عندها ستختفي كل حمائميتهم و سيتحولون إلى وحوش كاسرة مستعدة لافتراس كل من يمد يده إلى جيبهم . إن الشيء الوحيد الذي يتساهلون به و يبدون تسامحا و استعداداً للتفريط به هو حقوق أمتهم و دماء أبناء شعبهم .............!!
و آخرون لأن صنعتهم الكلام يظنون أن الكون يتغير بالكلام ........
و قسم ثالث يقول لك إن شروط الثورة و التغيير أن يكون الشعب حراً و ممتلكاً لقراره . طيب إذا كان الشعب حراً و ممتلكا لقراره لم هو بحاجة إلى الثورة و التغيير ؟
و قسم رابع يحيل مسألة الثورة و مقاومة الاستعمار إلى قصة تكنولوجية فبحسبهم أنه يجب أولا اللحاق بالغرب تكنلوجيا ، كي نصنع الطائرات و المدافع المتطورة و نبني المصانع . و آخرون يضيفون إلى هذه الشروط أن تكون المرأة حرة و أن نقضي على الفقر و الجهل و الأمية و ننشر التفكير العلمي .............
إن رائد هذه الطريقة بالتفكير هو الراحل أنور السادات (( حين تعهد بان لا يرسل جنديا مصريا للجبهة قبل أن يضع الإلكترون في يده ويقول له (روح حارب بيه) ليكون بمستوى الحرب الالكترونية )) كما قال أحدهم متهكماًُ ..........
لو أن الشعوب المستعمرة فكرت بهذه الطريقة لما جرت ثورة واحدة في التاريخ . فقد كان يتوجب على فقراء و معدمي باريس أن ينتظروا خلاصهم من الإقطاع بعد أن يحوزوا على علم النبلاء و رقتهم و شغفهم بالحياة ثم ينتفضوا .و كذلك كان على البلاشفة أن يفعلوا . و الجزائريون كان عليهم أن يمتلكوا القوة النووية و المصانع قبل أن يثوروا على الفرنسيين . .......!!
الثورة هي فعل تغيير يعتمد على قوة إرادة الإنسان ، الإنسان الذي نفض عنه كل وهم و كسر قيوده و حسم اختياره إما الشهادة أو الحرية ، و هذا الإنسان الذي يأس من كل شيء و لم يعد يعنيه سوى أن يحصل على حريته أو يموت من أجلها هو سلاح التدمير الشامل الذي يقلب كل موازين القوى العسكرية و الاقتصادية و السياسية . أما انتظار تبدل الموازين المادية حتى يحصل التحرير فهذا مكانه عالم آخر لا وجود له إلا في أذهان المثقفين الذين (( دبابات المعمرين ( المستعمرين) و الطائرات المقاتلة تحتل في أدمغتهم مكاناً كبيرا))
يقول فانون :
(( إن في الكفاح المسلح شيئا يصح أن نسميه (( النقطة التي لا عودة بعدها )) . و هذا يحققه أعمال القمع الواسعة . إن الإنسان يتحرر في العنف و بالعنف . ففي الجزائر جميع الرجال ، تقريباً ، الذين دعوا الشعب إلى الكفاح الوطني محكومين بالإعدام . و هنا نلاحظ أن الثقة تتناسب مع مقدار ما في كل حالة من يأس . ))



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغول الأمريكي نحو مزيد من الغوص في الرمال المتحركة العراقية
- شياطين بلبوس ملائكي
- إعادة تشكيل المشرق العربي
- بسيطة كالماء ....... واضحة كطلقة المسدس*
- هل ضاعت البوصلة أم فقد القباطنة أبصارهم ؟
- الموت الرحيم على الطريقة الأمريكية
- مبدأ ساترفيلد و مبدأ مونرو
- فهم السياسة بالهمس ؟ أم باللمس ؟ أم بالنظرات ؟
- دليل تعلم صناعة الثورة على الطريقة الأمريكية في عشرة أيام
- الاحتلال القبيح و الاحتلال الجميل
- المحافظون الجدد : من لم يمت باليورانيوم المنضب مات بسياسات ا ...
- انتهى درس الحداثة الاستعمارية يا غبي
- استنساخ التجربة الاستعمارية من الجزائر إلى العراق
- سلاح الذاكرة في وجه القتلة
- .........ديمقراطية السجون
- بغداد : الماء يشبه السلام لا تدرك قيمته تماماً حتى تفقده ( b ...
- شيطنة العدو صناعة غربية بامتياز
- ميموري منسق الحملات ضد الشيخ القرضاوي
- ماذا ينتظر الأمريكان من اجتماع عمان ؟
- كم سيكون حجم الهزيمة الأمريكية في العراق ؟


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - مختارات من فرانز فانون