أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - إدريس نعسان - إغلاق المعاهد الخاصة في كوباني: بدوافع سياسية أم لضرورات تربوية؟















المزيد.....

إغلاق المعاهد الخاصة في كوباني: بدوافع سياسية أم لضرورات تربوية؟


إدريس نعسان

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 12:46
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أثار قرار اتحاد معلمي غربي كردستان في كوباني القاضي بإغلاق المعاهد التدريس الخاصة، جدلاً واسعاً بين الأوساط التربوية في المدينة، حيث وصفه البعض بالانتقامي و المستند إلى الخلافات الشخصية و ليس الحرص على العملية التربوية و جودة التعليم أو مصلحة الطلبة كما يروج له مناصروه، و ذهب آخرون إلى أنه الخطوة المكملة لقرار رئيس وزراء النظام الأسبق "محمد ناجي العطري"الذي كان له تبعات جسيمة على المدّرس و الطالب و التحصيل العلمي و النتائج المرجوة.

لكن مناصروه و مؤيدوه على النقيض من هذا كله، فحسب رأيهم لم تعد المدارس تؤدي وظائفها التربوية و التعليمية، بل تحولت إلى محطات استراحة بسيطة، لا يمارس المعلمون فيها سوى إعلانات دوراتهم الخصوصية و استدراج الطلبة إليها، و هذا ما دفعهم إلى طرح الحلول المناسبة التي من شأنها إعادة إحياء تلك المدارس و تنظيم التعليم و العملية التربوية فيها.

دواعي إصدار القرار لدى الاتحاد

تجد الهيئة التنفيذية لاتحاد معلمي غربي كردستان في كوباني، بأن المعاهد الخاصة ألغت الدور التعليمي للمدارس الحكومية، و أصبحت بديلة عنها، مما يضطر الناس إلى تعليم أبناءهم فيها، كخيار إجباري فتترتب عليهم نفقات كبيرة تفوق طاقتهم الاقتصادية كثيراً، و تقول عزيزة عبدي /عضو الهيئة و مدرسة الرياضيات/، "إن السواد الأعظم من مواطني كوباني من ذوي الدخل المحدود و هم بالكاد يؤمنون حاجياتهم المعيشية، لكنهم يضطرون إلى التخلي عن ضرورياتهم الحياتية في سبيل تعليم أبناءهم و هذا ما دفعنا إلى العمل على تفعيل دور المدارس قبل كل شيء ليحصلوا على حقهم في التعليم بالمجان." و يرى محمد خان /عضو الهيئة و مدرس الجغرافية/، أن التعليم الخاص بات محتكراً في قبضة فئة من المدرسين و هؤلاء حولوها إلى حالة تجارية، و في مقابلهم هناك الكثير ممن لم يحصلوا على فرصتهم في التدريس بعد، لذا فإن القرار يهدف إلى توزيع الفرص بالعدل بين جميع المدرسين.

كيف يرى المدرسون و أصحاب المعاهد هذا القرار؟

يُرجع الكثير من المدرسين حيثيات إصدار القرار إلى خلفيات سياسية فوقية إلى جانب دوافع انتقامية من بعض الشخصيات التي فشلت في ميادين العمل التربوي و التعليمي الخاص، فتسعى إلى إفشال الناجحين من زملاءهم أيضاً، يقول اجدر منيجر /مالك معهد الرواد و مدرس العلوم الطبيعية/،إن المصالح الشخصية و الدوافع الانتقامية لبعض الأشخاص كانت وراء إصدار القرار و السعي لتطبيقه، إذ لا يأخذ القرار بعين الاعتبار النقلة النوعية التي أحدثتها تلك المؤسسات الخاصة في مستوى التعليم في كوباني، فببساطة نجح فقط أربعة طلاب في الثانوية العلمية في عام 1999 في ثانوية المدينة و بعلامات متدنية (أدهم مسلم 148 - أجدر منيجر 128 - سيد مسلم 128 - أمينة محمد 131) أما في عام 2009 أي في فترة أزدهار الدروس الخصوصية، فإن عدد طلاب "منيجر" وحده الذين التحقوا بالجامعات كانوا (13 طالباً التحقوا بالفروع الطبية و 41 بالفروع الهندسية)."، و يشاطره محمد صالح شيخو /مالك معهد رامان و مدرس اللغة الإنكليزية/ الرأي ذاته، إذ يجد أن عدد الطلاب المقبولين في الجامعات عام 2010 تجاوز "43" طالباً و طالبة في الكليات العلمية العليا كالطب البشري و الأسنان و الصيدلة و بذلك أصبحت كوباني تنافس المدن الكبرى في سوريا بنتائجها الممتازة التي يحققها أبناءها، على عكس الأعوام 86 - 78 - 88، حين صدر في الجرائد الرسمية لا ناجين في ثانوية كوباني.

بإغلاق المعاهد يتم القضاء على قرابة 100 فرصة عمل

لن يتأثر أرباب المعاهد فقط بنتائج إغلاقها بل هناك الكثير من المدرسين الذي يعتاشون و يمولون عائلاتهم بإيرادات هذه الدروات، و يوضح منذر كندش /مالك معهد ديكارت و مدرس التربية الرياضية/، "بالنسبة لنا كمالكين قد لا نتضرر كثيراً فبإمكاننا بيع العقار و استثمار ثمنه في أي مشروع تجاري سيدر علينا أضعاف ما ننتجه هنا، إذا قررنا التخلي عن رسالتنا التربوية النبيلة، لكن هناك 100 فرصة عمل توفرها هذه المعاهد للإداريين و الموظفين الآخرين و المدرسين و خاصة الخريجين الغير مثبتين الذين لم يحالفهم الحظ في تقديم مسابقات التثبيت بعد و هذه خسارة كبيرة للمنطقة."
و هذا مسلم بدرخان /مدرس مادة الكيمياء - خارج الملاك /، يقول "بدأت التدريس الخصوصي هذه السنة و ليس لدي مدخول غير إراداته، إذا أغلقوا المعاهد لن يبقى أماي سوى الهجرة إلى الخارج بحثاً عن عمل."
و يجد شيرزاد عباس /مدرس اللغة الإنكليزية - خارج المالك/ أن الدورات الخصوصية خفضت نسبة البطالة كثيراً بين الخريجين الجامعيين الغير موظفين خاصة و أن شروط تثبيتهم لدى الدولة كانت قاسية جداً و عدد الناجحين (في المسابقات التي كانت تقام مرة كل عامين)، كان صغيراً جداً مقارنة مع أعداد الخريجين الضخمة.

ما تأثير القرار على الطلبة و مستقبلهم العلمي؟

لا شك أن المناهج الحديثة كثيفة المعلومات و تحتاج ضعف ما توفره المدرسة من حصص درسية ليتم تدريسها خلال عام دراسي واحد، ناهيك عن مستويات القبول الجامعي العالية جداً التي تفرض على الطالب بذل أضعاف ما كان يبذله قديماً كي يحذى بمكان في الجامعة، فهل المدرسة قادرة على سد تلك الفراغات؟
لم تعجب الطالبة جوانا محمد /ثالث ثانوي علمي - حاصلة على 295 علامة في التاسع/، فكرة إغلاق المعاهد الخاصة بتاتاً لأنها لا تجد في المدارس الرسمية و إن كانت نظامية بشكل تام بديلاً عن الدروس الخصوصية،"في المدرسة يبدء التعليم من أواخر الشهر التاسع و ينتهي في بدايات الشهر الخامس، اما في المعاهد يستمر على مدار العام و أحياناً ينقسم إلى عام تحضيري و آخر فعلي، و لهذا نتمكن من إنهاء و مراجعة الدروس و إجراء الاختبارات في المعاهد بأريحية بينما في المدارس لا وقت لكل ذلك." و لا يستبعد فرمان سيدي /ثالث ثانوي علمي - حاصل على 275 علامة في التاسع/، أن تعود مآسي الثمانينات إلى ثانوياتنا، فتتراجع نسب النجاح بين طلبتنا، و قد يصل الحد بنا إلى استحالة الحصول على القبول الجامعي.

ما هي الحلول المطروحة و هل ستحظى بالتوافق؟

كانت لمعظم المدرسين الذين حاورتهم وجهات النظر ذاتها حيال الحلول الممكنة في نظرهم لهذه المسألة و تركزت جميع الحلول حول إنشاء اتحاد معلمي غربي كردستان معهداً خاصاً به بشروط اقتصادية مغرية و جودة تعليمية فائقة و لتكن المنافسة على أشدها بينه و بين باقي المعاهد و عندها ستحدد معايير النجاح بقاء الأنسب و هزيمة المقصر، أو اللجوء إلى إصدار قانون خاص بترخيص تلك المعاهد ضمن شروط تربوية حضارية لائقة كالسارية في الدول الراقية.
لكن الاتحاد ينظر إلى الموضوع من زاوية أخرى فهو يرمي إلى تنشيط المدارس الرسمية و تنظيم دوامها بالشكل الكامل و تأمين مستلزماتها من كتب و وسائل و حاجيات ضرورية و فرض رقابة قوية على العاملين فيها كي يلتزموا بأداء واجباتهم و عندها لن تكون هناك حاجة للدروس الخصوصية في نظرهم.
أما المعهد الخاص الذي يهيئونه الآن فلن يشكل بديلاً دائماً لتلك الساعين إلى إغلاقها، فهم يهيئون هذا المعهد كي يكمل المدرسون دورات هذا العام فيه، و بعدها لن يسمحوا سوى بدورات صيفية في العطلة المدرسية فقط.

هل يصلح قبو مدرسة معهداً تربوياً؟

يجري إعداد قبو ثانوية الثورة كمعهد موحد بدلاً من المعاهد الخاصة التي سيغلقونها خلال فترة قادمة، فهل القبو يحقق الشروط اللازمة؟
بكل تأكيد، يشكل إقامة المعهد الموحد في قبو المدرسة نقطة سلبية ضد قرار الاتحاد، فالأقبية كما يصفها التربويون لا تصلح سوى لتخزين المعدات المستهلكة أو الزائدة، و هي في الأساس ملاجئ يحتمي بها الناس في أوقات الكوارث،إضافة إلى أنها لا تحقق الشروط الصحية اللائقة، إلا أن / عزيزة عبدي/، تؤكد "قام المجلس الصحي بكوباني بمسح القبو و منحنا الموافقة، كونه يحقق نسبة 80% على الأقل من شروط التهوية و الإضاءة الجيدتين، لان فيه نوافذ علوية بشكل متواصل على كافة الحيطان."

يبقى لكل جهة مبرراتها و لكل فريق دوافعه للتغلب على حجج الآخر، لكن الثابت أن دورة عام 2002 التي تقدم إليها 14 طالبة من ثانوية البنات في كوباني نجح منهم 13 و رسبت واحدة فقط.
فأين تكمن عيوب التدريس في منطقتنا يا ترى و لمن يعود فضل زيادة عدد الشهادات الجامعية في العقود الأخيرة، هل هو ما حققته المعاهد الخاصة على أنقاض المدارس الرسمية؟ أم هي الزيادة السكانية و تضاعف أعداد الطلبة التي نضيء منها المتفوقين و ننسى الفاشلين بأعدادهم الكبيرة؟



#إدريس_نعسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سوريا إعادة لترميم النظام في غفلة من الموت السريري للمعار ...
- الهلال الأحمر في كوباني مهدد بفقدان مقره و ممارسة عمله في خي ...
- الوفد الكوردي المستقل بضمانة كيري و لافروف
- الإعلام الكوردي السوري تطور كمي و ضعف مهني
- المتعارضون يُمزقون المعارضة و ينهكون الثورة!
- على اعتاب الحل نحوج رؤية ثورية واضحة
- اللقاء الأخير
- هل يأتلف جميع الكورد في الائتلاف السوري؟
- هل تصدق الضربة الأمريكية بعد الغوطتين؟
- أطفال الغوطة يسقطون الأقنعة المزيفة!
- الكورد بين استحقاقات القضية و اللعبة الدولية
- أزمة المياه و الحرب الخفية في الشرق الأوسط
- المعضلة السورية و أفق الحل


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - إدريس نعسان - إغلاق المعاهد الخاصة في كوباني: بدوافع سياسية أم لضرورات تربوية؟