أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - القمة والحضيض.. عودة الوعى وغيابه!














المزيد.....

القمة والحضيض.. عودة الوعى وغيابه!


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



توفيق الحكيم يجسد (فى رأيى) أزمة النخبة، كان فى الستينيات من القرن العشرين يرأس لجنة القصة بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، اشتعل رأسه شيباً، لكن عقله وبريق عينيه أكثر حيوية وتمرداً من الشباب، من أقرب الأدباء إلىّ، مع ذلك اختلفت مع بعض أفكاره، منها روايته «عودة الروح» التى دارت حول المهدى المنتظر أو البطل المنقذ، وعندما أسقط الضباط الأحرار الحكم الملكى، أصبح جمال عبدالناصر هو البطل المنقذ، وأصبح توفيق الحكيم هو الأب الروحى للثورة، كنت أسأله «هل للثورة أب واحد؟ وأين هى الأم؟.. تلمع عيناه بمكر ويقول «جاءت الأم بعد ذلك كما جاءت حواء من ضلع آدم»، وأعترض قائلة: المرأة تلد الرجل وليس العكس يا أستاذ توفيق؟

كلمة «أستاذ توفيق» ترن غير لائقة فى آذان أعضاء اللجنة الموقرة، ويهمس نجيب محفوظ فى أذنى: «توفيق بيه» وأقول «الثورة أسقطت الألقاب ومنها البيه والباشا يا أستاذ نجيب»، وأواصل الحوار مع توفيق الحكيم: الثورة لها آباء كثيرون يا أستاذ توفيق.

لم تهتم بكلامى لجنة القصة أو غيرها، وكنت طالبة بكلية الطب ودست صورة الملك، وفرحت بالثورة وعبدالناصر، لكن مغالاة النخبة فى تقديسه كانت مزعجة للكثيرين، منهم أبى كان يقول: النخبة المصرية قادرة على إفساد أى حاكم.

رواية «عودة الروح» حظت بإعجاب عبدالناصر، تنبأ فيها توفيق الحكيم بظهور البطل المنتظر، وحظى بمناصب رفيعة.

الرقابة على النشر فى مصر تنتبه لأى كلمة تمس الآلهة رؤساء الدولة، وقد حذفت أجزاء متعددة من قصصى ورواياتى فى كل العهود بما فيها عهد عبدالناصر، لم يكن ممكناً لأى مبدع أن يصل للجماهير إلا عبر الأجهزة المملوكة للدولة.

كنت أشعر بالغربة داخل لجنة القصة، أغلب أعضائها كتاب بالأهرام، عينوا بقرارات جمهورية (توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، ثروت أباظة، يوسف إدريس، لويس عوض وغيرهم) أصبحوا العمالقة العباقرة، وأنا الأصغر سناً (اللامنتمية لأبيهم الكبير)، أتعرض لعملية الإقصاء بالتدريج، حتى حذف اسمى من لجنة القصة لأسباب متراكمة، أولها عدم قدرتى على نطق كلمة «بيه» (كالغصة فى حلقى)، أهون عندى دخول السجن من النطق بها.

بعد موت عبدالناصر انقلب توفيق الحكيم ضده، ونشر كتابه «عودة الوعى» تساءل فيه كيف لمفكر على القمة (مثله) أن يغيب عن الوعى عشرين عاماً؟ ومن أجل إرضاء ضميره كتب توفيق الحكيم «بيان المثقفين» عام ١٩٧٢ مسانداً حركة الطلاب ضد الديكتاتورية وقمع الفكر، ووصفه السادات بالعجوز المخرف الذى رفعته الدولة إلى القمة فانحدر للحضيض.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقط لأنها ليست ولداً؟
- لماذا أصبحت المعرفة خطيئة؟
- الأسئلة البديهية الطفولية
- هل نتعلم مما يحدث فى أمريكا؟
- الشيوعية. والإسلام. وجدتى
- الطفلة والشيخ العجوز
- قانون العيب المزدوج
- اقتلاع جذور التفرقة
- لجنة الخمسين والسقف المحرم!
- الجمال والإبداع والنرويج
- ذكرى ثورات كانت ولا تكون
- مكياج الوجوه القديمة
- إقناع أنفسنا قبل إقناع الآخرين
- بناء عقل مصر فى دستور جديد
- الثورة والحسم وسقوط الكذب
- هل تتشابه الملامح مع إدمان الكذب؟
- الصوت الباقى فى الوجدان
- ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟
- أهناك علاقة بين السعادة والإرهاق؟
- الدولة الحرة. والمرأة الحرة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - القمة والحضيض.. عودة الوعى وغيابه!