أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - خلفيات إضراب معتقلي السلفية الجهادية عن الطعام














المزيد.....

خلفيات إضراب معتقلي السلفية الجهادية عن الطعام


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 13:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإضراب عادة هو وسيلة للضغط بهدف تحقيق مطالب مشروعة ، ويأتي بعد استنفاذ كل السبل والوسائل القانونية . فهل الإضراب الذي يخوضه معتقلو السلفية الجهادية هو من أجل مطالب مشروعة ؟ بمعنى هل هؤلاء المعتقلون يطالبون بتحسين ظروف الاعتقال من تغذية وتطبيب وزيارات مباشرة وخلوة شرعية ؟ كلا ، لقد كانت هذه مطالبهم قبل سنة واستجابت لها إدارة السجون . ففي عددها 138 بتاريخ 10 ـ 16 يونيو 2004 ، ذكرت أسبوعية الأيام ( وكل ما تحقق بعد حوار دام حوالي سنة هو بعض الحقوق التي يضمنها أصلا القانون الداخلي للسجون ، من مثل التمتع بالزيارة المباشرة ، والاستفادة من وسائل الإعلام والحق في الحصول على الكتب ) . إذن ما هي دواعي الإضراب عن الطعام الذي يخوضه معتقلو السلفية الجهادية ؟ الجواب يأتي من مصادر متعددة أولها أسبوعية الأيام ، نفس العدد ، التي بحكم اتصالاتها مع عائلات المعتقلين ، لا يمكن التشكيك فيها من هذه الناحية . تقول الأسبوعية ( وبعد أن استفحل الحريق وحدثت تفجيرات 16 ماي ، وتم اعتقال الفزازي بنفسه ليدان بعد ذلك إلى جانب باقي رموز التيار السلفي الجهادي الأكثر شهرة ، سيطلب هذا الأخير ـ حسب مصدر مقرب من الملف ـ من إدارة سجن سلا الذي كان يقيم به آنذاك أن تخبر مسئولي الديستي بأنه يريد التحدث إليهم . ومرة أخرى سيجدد الفزازي عرض خدماته ، وإن خلف القضبان هذه المرة . وسيفهم محاوريه أن كثرة الاعتقالات واستمرارها لن يحل المشكل مؤكدا لهم أنه باستطاعته إلى جانب باقي المشايخ أن يستوعبوا شباب التيار وأن يوجهوهم إلى الطريق السليم . حدث هذا قبل عشرة أشهر تقريبا ، وظل الفيزازي يحاور مسئولي هذا الجهاز ) لكن ، وبعد أن يئس شيوخ السلفية الجهادية من وعود الديستي ، خصوصا ، كما تقول الأسبوعية ( كان المشايخ قد امتنعوا لمدة طويلة الدخول في أي إضراب عن الطعام ، بل إن بعضهم ، وخاصة الفزازي والكتاني ـ حسب مصدرنا ـ كانا يتوجهان إلى المضربين عن الطعام ويشرحان لهم أنهم إذا ماتوا فيكونون في حكم المنتحر من الناحية الشرعية ، ولم يضربوا عن الطعام إلا قبل شهرين حين انتهى الأجل الذي حددته لهم عناصر الديستي من أجل تحقيق المطالب المتفق عليها ) . وبحكم أن هؤلاء الشيوخ ، كما تقول الأسبوعية ( لازالوا يتمتعون بأكبر قدر من الشعبية في أوساط معتقلي السلفية الجهادية .. فالعديد من هؤلاء يبدي استعداده للدخول في إضراب لا محدود عن الطعام إلى النهاية لكنه يشترط ذلك بصدور فتوى من أحد المشايخ ) . إن هذه "الشعبية" هي التي يوظفها الشيوخ لحمل المعتقلين على خوض الإضراب اللامحدود عن الطعام ، ليس لتحقيق مطالب معقولة وقانونية ، وإنما لأهداف حددتها بياناتهم الصادرة في الموضوع في المطالبة بالإفراج عنهم فورا والاعتذار لهم ، ثم تعويضهم عما لحقهم من "أضرار" مادية ومعنوية . إن كان الأمر يتعلق بحرمان هؤلاء المعتقلين من حقوقهم الطبيعية ، فإن خوض الإضراب بعد فشل الحوار يكون أمرا مشروعا . لكن هذا ليس حاصلا ، فقد قالت زوجة المعتقل نور الدين نفيع لجريدة التجديد عدد 915 بتاريخ 26 أبريل 2004 عقب الإضراب عن الطعام الذي خاضه معتقلو السلفية الجهادية حي"جيم" وعددهم 70 ( زرت زوجي ووجدته في حالة صحية سيئة ) . ومعنى هذا أن الزيارات المباشرة ليست ممنوعة . إذا جاء في البيان الأول الذي وقعه 86 معتقلا إقرار بأنهم لا يسمح لهم بلقاء ذويهم مباشرة داخل السجن سوى مرة في الشهر . وهذا دليل على أنهم يحظون بمثل هذه الزيارات ، كما أنهم ليسوا منقطعين عن العالم الخارجي ، بل في تواصل مباشر معه داخل المغرب وخارجه عبر الهواتف النقالة والمراسلات ، وإلا كيف نفهم الحوارات التي أجرتها جرائد في داخل المغرب وخارجه مع شيوخ السلفية المعتقلين . لهذا يبقى الاستنتاج الأوحد من الإضراب هو ممارسة أقصى الضغوط على الدولة للإفراج عن معتقلي السلفية الجهادية . إن هؤلاء يدعون البراءة من أحداث 16 مايو 2003 الإرهابية ، وأسسوا " براءتهم" تلك ليس على الأحكام القضائية ، وإنما على تصريحات الذين شاركوا مباشرة في تلك الأحداث . إذا جاء في بيانهم ( إن الذين شاركوا في هذا العمل الإرهابي وهم ثلاثة وعلى رأسهم محمد العماري قد برؤونا تمام البراءة مما نسب إلينا ) . فهل كان العماري قاضيا يبرئ ويدين ؟ أليس العماري سوى ضحية فتاوى شيطانية أصدرها هؤلاء الشيوخ وحرضوه وأمثاله على طلب الجنة بقتل "الكفار" ؟ ألم يتحول العماري والانفجاريين إلى مجرد أداة لتنفيذ تلك الفتاوى بمباركة الشيوخ أنفسهم ؟ وهل هؤلاء السلفيون الجهاديون هم فعلا معتقلو "الرأي والعقيدة" ؟ هل التكفير والتحريض على القتل والتفجير والكراهية وترويع الآمنين وقذف المحصنات والخوض في أعراض المسلمين يعد رأيا يجب احترامه ؟ إن الدين الإسلامي ينص على معاقبة مثل هذه الأمور ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ) . كما يتوعد الله تعالى من يقتل المؤمنين عمدا بأشد أنواع العذاب . يقول الله تعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) النساء : 93 . فالذين يحرضون على قتل الأبرياء لا تقل مسئوليتهم عن المنفذين المباشرين ، لأن من سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها . وإذا كان الدال على الخير كفاعله ، فكذلك الدال على الشر كفاعله . إن نبي الإسلام حذر من تكفير الآخرين ( من كفّر مؤمنا فقد كفر ) . والذين يخوضون في تكفير غيرهم ونهش أعراضهم لا يمكن أبدا اعتبار فحشهم " رأيا" وفتاواهم الشيطانية "عقيدة" . وكل تضامن معهم على هذا المستوى هو مشاركة لهم في جرمهم وعدوانهم على المجتمع . إن مجرم الأفعال يمكن محاصرته أما مجرم الأقوال والفتاوى فخطره أكبر ويزداد انتشارا كلما شاعت الأفكار وذاعت الفتاوى . مات المودودي وأُعدم قطب لكن أفكارهما لم تمت ولازالت نشطة بفعل هؤلاء الشيوخ وأمثالهم الذين يمثلون محطات التقوية والبث لفتاوى التكفير والإرهاب.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معتقلو السلفية الجهادية من تكفير منظمات حقوق الإنسان إلى الا ...
- المجتمعات العربية وظاهرة الاغتيال الثقافي
- الأزمة السياسية في إيران تؤكد أن الديمقراطية لا تكون إلا كون ...
- عبد الكبير العلوي المدغري والشرخ الغائر بين الروائي المتحرر ...
- الإرهاب يتقوى وخطره يزداد
- منتدى المستقبل- أو الغريب الذي تحالف ضده أبناء العم
- العنف لدى الجماعات الإسلامية بين الشرعنة والإدانة 2
- العنف لدى الجماعات الإسلامية بين الشرعنة والإدانة -1
- الإرهاب إن لم يكن له وطن فله دين
- هل أدركت السعودية أن وضعية المرأة تحكمها الأعراف والتقاليد و ...
- عمر خالد وخلفيات الانتقال بالمرأة من صانعة الفتنة إلى صانعة ...
- هل السعودية جادة في أن تصير مقبرة للإرهابيين بعد أن كانت حاض ...
- ليس في الإسلام ما يحرم على المرأة إمامة المصلين رجالا ونساء
- العلمانية في الوطن العربي
- حزب العدالة والتنمية المغربي مواقفه وقناعاته تناقض شعاراته
- ليس في الإسلام ما يحرم على المرأة المشي في الجنازة
- الإسلاميون يصرون على بدْوَنة الإسلام ومناهضة الحداثة - 3
- الإسلاميون يصرون على َبـْدوَنَـة الإسلام ومناهضة الحداثة - 2
- الإسلاميون يصرون على بَدْوَنَة الإسلام ومناهضة الحداثة
- الإسلاميون والدولة الديمقراطية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - خلفيات إضراب معتقلي السلفية الجهادية عن الطعام