أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف العادل - منتدى الأتاسي والخطوط الحمراء














المزيد.....

منتدى الأتاسي والخطوط الحمراء


يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 13:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قد تستوعب السلطات السورية مسألة الإبقاء على منتدى الأتاسي حياً يرزق في رحاب النشاط السياسي الديمقراطي السلمي العلني كامتداد لإفرازات الحراك السياسي المنبثق من ربيع دمشق (مابعد عام2000)، وقد تقايض هذه السلطات مكاسبها الدعائية هنا بما يتركه نشاط هذا المنتدى من معالم وقيم نضالية على الساحة السورية التي لم تألف ذلك، وربما تكون هذه السلطات على استعداد لامتصاص كل مفاعيل التغيرات العالمية والضغوط الدولية وترجمتها إلى تنازلات بهذا القدر وذاك للساحة السورية، أو الالتفاف عليها.
نعم قد تستوعب هذه السلطات الكثير، إلا أن يتسلل الخطاب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا إلى الوعي الاجتماعي السوري عبر منبر منتدى الأتاسي جراء قيام الدكتور علي العبد لله أحد أعضاء المنتدى بتلاوة رسالة علي صدر البيانو ني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين على حضور المنتدى، وفي هذا يكون قد وقع المحظور لتنقض الأجهزة الأمنية وتعتقل إدارة المنتدى في مسعىً منها لتمرير رسالة بعدة معاني:
1. المعنى الأول لإفهام قادة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا والمطاردين منذ أمد، بأن السلطات السورية ستمعن في إدارة الظهر لهم،ولن تقبلهم،ليس فقط على صعيد المصالحة الوطنية كحد أقصى، وإنما على صعيد مجرد ذكرهم الحسن على منابر هذا الوطن كحد أدنى.
2. المعنى الثاني لتذكير قادة منتدى الأتاسي بأن منتداهم لازال في المدى المجدي لنيران القمع، مادامت الخطوط الحمراء غير مرعية،ولن يغفر لهم أنهم مسجلون في قيود ربيع دمشق .
3. المعنى الثالث لتذكير الساحة السورية بأن ارتخاء القبضة الأمنية لبعض الوقت لايعني بأي حال طيًا بحكم الأمر الواقع لأحكام الطوارئ في سوريا.
ومع ذلك، فما السرعة التي تمت فيها واقعتا تشكيل مجلس إدارة مؤقت للمنتدى،وإفراج السلطات السورية عن مجلس الإدارة الأصيل إلا مؤشر على الحصانة الأمنية الموضوعية النسبية التي يتمتع بها المنتدى وسائر الحراك السياسي السلمي العلني الديمقراطي (بالطبع ليس على حساب المبادئ) وإنما ثمرة تنازلات لابد من أن تضعها السلطات السورية في سلة معارضيها سواء في إطار استحقاقات الشراكة الأوربية السورية أوعلى خلفية الضغوط الأميركية لإحداث التغييرات الديمقراطية على الطريقة الأميركية في البلدان ذات الأنظمة الشمولية، وكل ذلك على خلفية التغيرات العاصفة التي شهدها ويشهدها العالم منذ انهيار الإتحاد السوفييتي، مروراً بمتابعة كنس تركة الحرب الباردة وإعادة صياغة الفعل السياسي العالمي للوصول إلى عالمٍ خالٍ من الشمولية الفجة والاستبداد غير المقنن، وبما ينسجم مع عقيدة الدورة الاستعمارية الجديدة الجارية وتقنياتها.
ويبدو أن حرم النشاط السياسي الواجب مراعاته قي سوريا بات محدد الجغرافية الحمراء،لكنه مع ذلك أكثر اتساعاً من حرم ماقبل ربيع دمشق، وتستطيع المعارضة السورية فعل الشيء الكثير حينئذٍ لإعادة استزراع السياسة في المجتمع، لكن الرهان بات هنا معقوداً على حصان الزمن والنفس الطويل، والتأني والحنكة والدهاء في تصنيع الخطاب والشعار السياسي الإيديولوجي غير القتالي والبعيد عن التبشيرية الصارمة والذي يتسرب في مسامات الوعي الاجتماعي مما يعطي الفرصة لإمكانية التعشيش التنظيمي العضوي الذي يستمد مقومات النشوء والارتقاء وصراع الوجود ليس من تقنيات التواري عن الأنظار وحسب، وإنما من أصول وقواعد الصراع في المجتمع السياسي التي لاتنطوي على أساليب الإقصاء والاستئصال.
وإذا كانت المعارضة السورية الآن مشتتة وضعيفة البنيان التنظيمي ومحدودة الفاعلية والإمكانيات، فإنها على مدى السنين القادمة لن تكون كذلك، بالقياس لما أنجزه حراكها السياسي على الساحة السورية خلال السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة(لجان، هيئات، اعتصامات، تجمعات، مواجهات مع الأجهزة الأمنية وأدوات السلطة، لقاءات، إصدارات،الخ) وصولاً إلى هيئة تنسيق مركزية تنظم وتضبط إيقاع الحراك على الساحة السورية وهذا بالطبع ليس قليلاً بالمعنى التراكمي الإستراتيجي ،وكذلك بالقياس للأوراق التي تمتلكها هذه المعارضة، حيث يمكن إجمالها فيما يلي:
1. التجربة النضالية التاريخية لرموز هذه المعارضة مما يثري وعي ومجهود التجربةالضالية القادمة .
2. التقدم الجبار الذي تشهده التكنولوجيا على جميع الأصعدة مما يوفر للعمل التنظيمي تسهيلات كبيرة لاسيما على صعيد سرعة التنسيق والاتصالات والتواصل والحشد المركزي السريع للفعاليات.
3. نهج السياسية الدولية التي وسعت قائمة المحظورات على صعيد قضايا حقوق الإنسان والحريات والنشاط السياسي، مما لايسمح لأنظمة الاستبداد بالقمع العميم العاري المكشوف على الطريقة القديمة.
و حيث يقبع المجتمع السوري في قلب المرحلة الانتقالية التي يتأسس على تخطيها كل ملامح مستقبل سوريا، فإن على المعارضة السورية أن تتجاوز ماضيها الإشكالي وترص صفوفها وتلتف حول شعارات الشأن العام التعبوية،وتوسع دوائر استقطابها خارج تجربة شيوخها والتماس هلال الشباب الوطني وكل ذلك في إطار تتجانس فيه الحكمة مع الزخم والجرأة والحيوية.



#يوسف_العادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساقط حجارة الهرم الأميركي
- الإخوان المسلمون في سوريا، والضلال المبين
- الحركات الإسلامية و الطريق إلى السلطة- حماس نموذجاً
- البقاع آخر حصون النظام السوري
- عيد الأم
- الكاتب أكرم البني بين الإيمان والتمني
- رهان الشعوب في القرن الواحد والعشرين
- خسارة الأنظمة لا يعني ربح الأميركان
- الديمقراطية والمواطن البسيط ورغيف الخبز
- عشتار
- مسكين هو الشعب اللبناني في عيد الحرية
- وطأة الوجد
- جورج بوش والمزحة العظمى
- رفيق الحريري في ذمة الصراع السياسي
- الكاتب ياسين الحاج صالح بين مقالين
- الإدارة الأمريكية و العراق في قبضة شرم الشيخ
- آفاق التغيير الديمقراطي في سوريا


المزيد.....




- المرحاض الذي نعرفه قد يُصبح شيئًا من الماضي.. كيف تبدو تصامي ...
- غواص مخضرم يكشف لـCNN مخاطر البحث بمنطقة انهيار جسر بالتيمور ...
- ماكرون يدعو من البرازيل إلى إبرام اتفاق تجاري جديد بين أوروب ...
- -أسابيع قليلة للنيل من قادة حماس-.. ماذا قال نتنياهو لأعضاء ...
- لأكثر من 25 ثانية.. عملية طعن على متن قطار في لندن والركاب ي ...
- وفاة السيناتور الأمريكي السابق جو ليبرمان عن 82 عاما
- شاهد: صناع الشوكولاتة في سويسرا يستعدون لعيد الفصح وسط ارتفا ...
- نيويورك.. كيف يحصل المهاجرون غير الشرعيين على تعويضات أفضل م ...
- حالة مزمنة تؤثر على 40% من سكان العالم تسرع من شيخوخة الدماغ ...
- فرقة -بيكنيك- الروسية تبدأ حفلها في بطرسبورغ بدقيقة صمت حداد ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف العادل - منتدى الأتاسي والخطوط الحمراء