أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - مواقف للبيع ,ومواقف للموت يخلدها التاريخ














المزيد.....

مواقف للبيع ,ومواقف للموت يخلدها التاريخ


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 21:34
المحور: حقوق الانسان
    


إِنِّي لا أرَى المَوتَ إلا سَعادةً ، وَالحَياةَ مَع الظالمين إِلاَّ بَرَماً
لا وَالله ، لا أُعطِيكُم بِيَدي إعطَاءَ الذَّليل ، وَلا أفِرُّ فِرارَ العَبيد
الامام الحسين (ع)
يعيش المرء في هذا العالم المليء بالتناقضات,والحوادث الحزينة والمفرحة على القلب والمشاعر,لكنه يحتاج الى موقف يجسد من خلاله احتراماً وتقديراً مع ذاته ,موقفاً لايخاف منه اذا أطال النظر إلى المرآة ليجد شخصاً مليء بالشموخ والعزة هذا الموقف يتطلب منه الشجاعة والتضحية والثبات والإصرار,لانه الموقف الذي يميز الحق من الباطل والخير من الشر والظلام من النور ,وليس موقفاً خنوعاً متململً متردد في سبيل مصالحه الشخصية الانية ,المهم عنده انه يحافظ على المنصب والكرسي والراتب الشهري المغري والامتيازات الأخرى الذي لوبقي مئات السنين لن يصلها,لان المواقف هي لآهل المواقف الذين ان قطعت أرجلهم وأيدهم وستلت ألسنتهم وتقطعت رقابهم لن يساوموا عليها ,فأبن سكيت كان عالماً يعيش حياة الاستقرار والهدوء والمكانة الاجتماعية المرموقة بين المجتمع وكلمته مؤثرة فيه ,وموقفه مع المتوكل العباسي الذي الزمه تأديب ولديه المعتز والمؤيد فقال له يوماً أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسن؟ فقال والله ان قنبراً خادم علي (ع)خيرٌ منك ومن ابنيك فقال المتوكل للأتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات من ساعته ,وصورة اخرى هو الشيخ هاني بن عروة وهو شيخ جليل القدرعالي النسب والحسب بلغ من العمر فوق التسعين,وأدرك النبيَّ محمد (ص( وتشرّف بصحبته، ثمّ صار مِن أصحاب أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام فشارك معه في معارك: الجمل وصفيّن والنَّهروان،وعندما علم ابن زياد ان سفير الحسين (ع) ثقته وابن عمه مسلم بن عقيل في داره ,أمر بإحضار هانئ.ولما جاء أنبه ابن زياد وأراد منه أن يسلمه مسلم ابن عقيل بعد أن أراه ابن زياد معقل وعرف هانئ أنه كان عيناً له عليهم!
وجاء في كتاب "الملهوف في قتلى الطفوف" أن ابن زياد قال له:
"والله لا تفارقني أبداً حتى تأتيني به.
فقال : والله لا آتيك به أبداً! آتيك بضيفي حتى تقتله؟!
فقال : والله لتأتيني به.
قال : والله لا آتيك به.
قال هاني: والله إن عليّ في ذلك الخزي والعار ، أنا أدفع جاري وضيفي ورسول ابن رسول الله إلى عدوه وأنا صحيح الساعدين وكثير الأعوان؟! والله لو لم أكن إلا رجلاً واحداً ليس لي ناصر لم أدفعه حتى أموت دونه.
فأخذ يناشده ، وهو يقول : والله لا أدفعه ,كان باستطاعة هاني ان يتجنب القتل والتمثيل الذي جرى عليه بعد موته ,رفض الانصياع والهوان والذل ،وبقي هاني رغم كل محاولات التغييب ,وتمرد فوق القضبان والحديد .
وجون العبد المسيحي من غير الديانة والمعتقد لكنه يؤمن بفكر تحرر الإنسان من رق الإنسان ويرفض العبودية ,فقد جسد صورة رائعة في الوصف عندما ستأذن الامام الحسين (ع)في النزول إلى الميدان لقتال ذلك الجيش، إلاَّ أن الإمام يردّه ردّاً لطيفاً مليئاً بالحب والحنان والتقدير قائلاً له: «يا جون إنما تبعتنا للعافية، فأنت في إذن مني» فوقع جون على قدميه يقبّلهما ويقول: «أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم، إن ريحي لنتن وحسبي للئيم ولوني لأسود، فتنفّس عليّ‏َ بالجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم»، عند ذلك سمح له الامام بالقتال، فما هي إلاَّ برهة وسقط شهيداً مخضب بدمه فداءً لدين الله وأهل بيت النبي , وضرب بذلك مثلاً للوفاء والصدق وتفوَّق على كل أولئك الذين تخلَّفوا عن نصرة الحسين (عليه السلام) وهم يزعمون أنهم من أشراف المسلمين وعلية القوم، بل ويزايدون على الآخرين بسبب بعض الاعتبارات الواهية التي أسقطتها دماء «جون» في كربلاء صحيح رحل ابن سكيت وهاني وجون ولكنهم بعثوا برسالة للطاغية في الزمان والمكان مفادها انهم ليسواعبيداً لهم,وأقزاما في الفكر والمنهج والخط الذي نشئوا وتربوا عليه ,والمواقف عندهم لا تباع ولا تشترى,بل تبقى خالدة في التاريخ تناقلها الاجيال والذاكرة جيلً بعد جيل ,هنالك من يقدم كل شيء في سبيل بقاؤه في مكانه,انا لا طالب من الجميع بان يتخذوا المواقف لكل صغيرة وكبيرة ،بل ان تكون قيمة عليا للموقف الذي لايسمح للأخر في توجيه الطعن والقدح في عقيدة المرء وثقافته وتراثه الذي يفتخربه , ونراه امام هذه الاساءة انه لايبالي ويبادر الأخر المسيء بالابتسامة وانحناء الرأس والطاعة العمياء ,اي بشراً هؤلاء لايحترمون القيم والمبادئ ,القضية عندهم محصورة في جني الأموال والامتيازات فقط ,ومن بعدي الطوفان ,فالامم التي تريد ان تنهض من ركام الخراب بعد الانهيار الذي يخلفه لهم الطغاة ,نحتاج قبل الأعماروالبناء الى رجال لازالت بنيتهم التحتية عامرة ,وهي الصدق والأمانة والإخلاص والوفاء بالعهد وإغاثة الملهوفين ونصرة المكروبين ,والدفاع عن المظلومين ,لاان يطبقوا مقولة اذهب أنت وربك ياموسى قاتل انا هنا قاعدون ,أولئك ليس لديهم مبدأ ولاموقف ,أولئك لا نعول ولا نعتمد عليهم فهم ينعقون مع كل ناعقة .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مواطن بيد دولة رئيس الوزراء رسالة مفتوحة للرئيس الأمريكي
- نصباً للابادة الجماعية والحرية
- احذروا من رسائل الارهاب للدولة والشعب
- اجعلوني وزيراً
- لازلت اتذكر
- الى متى ؟
- أعلم انك تعلم جيداً .... يارئيس هيئة النزاهة
- حوارصريح جداً مع رئيس هيئة النزاهة في العالم الانساني
- اتركوا علي للفقراء والضعفاء
- علي ومشكلة الذات والعقد مع الاخرين
- دولة الوطن والموطنة ,ودولة الانتماء الانساني
- الاصلاح بين عدالة القانون والضمير
- الدولة بين الحكم واللطم
- ايهما اقوى المسؤول ام مدير المكتب ؟
- كلا لنهج الطغاة المستبدين ،ونعم لطريق الاصلاح والمصلحين
- الدولة المدنية ،والدولة الدموية ،ودولة الرسول وعلي
- الشعوب العربية ومحنة الابداع
- ثقافة الحوار وادب المناضرة
- المعلم بين سطوة المستبد وبناء الدولة
- اخلاقيات رجال الاعمال والتحول الديمقراطي


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - مواقف للبيع ,ومواقف للموت يخلدها التاريخ