أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جمعة مقطب - عبد الكريم الخطابي أراء ومواقف في معاهدة ايكس ليبان والاستقلال التبعي















المزيد.....

عبد الكريم الخطابي أراء ومواقف في معاهدة ايكس ليبان والاستقلال التبعي


جمعة مقطب

الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 21:34
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يعتبر عبد الكريم الخطابي نموذج متميز في ساحة النضال المغربية و الدولية ومما لا شك فيه
أن الرجل الذي عرفت عنه شجاعة نادرة في مواجهة الترسانة العسكرية الإسبانية والفرنيسة
معا حيث كبد كلاهما خسائر فادحة في معركة أنوال 1921 .كان ينطلق من استراتيجيات
وتكتيكات تعبر عن عمق في التسيير الحربي والفكر القيادي،فقد صرح الجنرال جياب في زيارة
له الى الجزائر في بدايه عام 1975 قائلا : " سألوا العم هوشي منه مرة من علمك الحرب
الشعبية الطويلة الأمد ياعم هو؟. فأجاب: تعلمتها من رجل مغربي يدعى عبد الكريم الخطابي" .

لا شك أن هذا الاعتراف من رجل عرف عنه أنه بطل حرب التحرير الشعبية الفتنامية بكل
ماعرف عن هذه الأخيرة من صبر وجلد وابداعية في مقاومة كل من الأمريكيين والفرنسيين
على حد السواء يظهر بشكل جلي قيمة محمد بن عبد الكريم الخطابي كقائد تجربة كفاحية
متميزة،لم تغره مظاهر البذخ والترف وتجعله يغير مواقفه أو مبادئه..كان مثال المقاوم الذي
اهتدى بمساره النضالي العديد من المناضلين العالميين،ومثال الرجل الصامد في وجه الترسانة
العسكرية للمستعمر ولمكائده ضد الوطن.. وقد اعتبره الليوطي"رجلا له مؤهلات قائد يفهم
مزايا الحرب المنظمة على الطريقة العصرية " ،يعرف جيدا كيف يرسم الخطط الحربية
وكيف يتعامل مع زملائه في النضال..

فالقيادة التي قام بها عبد الكريم الخطابي قامت على أسس متينة تعد أساس الفكر السياسي العملي
وهو الجمع بين الفكر و الممارسة، لذا استطاعت المقاومة التي تزعمها من أن "توفق في
مختلف مراحل الكفاح،بين المواجهة العسكرية والتحرك السياسي". واتضح أن الرجل رجل
سياسة كما هو رجل حرب مما انعكس في رؤيته ومواقفه في العديد من القضايا والأحداث
على أرض المغرب.
فقد عبر عن فكر نافد وفكر ثاقب في كل ما يتعلق بالفكر السياسي والمستقبل النضالي والسياسي
للمغرب.حتى في تلك القضايا التي استنكرها عليه البعض ،وعاد الواقع ليتبث لهم صدق مقولات
الخطابي .واضطر بعض رجال السياسة في الساحة المغربية كالمهدي بن بركة لتقديم نقد ذاتي
لبعض الخطوات التي اتخدها في مساره السياسي بعد أن تبين له أنها أخطاء كبيرة ارتكبت في
حق الوطن و الوطنيين والمواطنيين التواقيين لوطن حر وديمقراطي.مما يثبث أن الزعيم
رجل السلاح والكلمة يعرف متى يستعمل كل منهما.
وأنه لم يكن ينطق عن الهوى أو عن شغف داخلي بالعنف بل ينطلق من فهم عميق لضرورات
كل مرحلة و لجوهر حركات التحرر الوطنية ولصيرورة تطورها وأهمية أهدافها وكذا عن
معرفة بأساليب الإمبريالية الحربائية.

ورغم أن الحديث عن فكر عبد الكريم الخطابي شيق في بنائه العام،الا أنني قررت العمل على
موقف الرجل من محادثات ايكس ليبان وما أفرزته على الساحة الوطنية من اجراءات قامت
بها الإدارة الفرنسية ،ونقاشات حامية الوطيس بين مختلف أطياف التيارات السياسية التي شكلت
المشهد السياسي ابان تلك المرحلة بما عرفته من أخد ورد ورفض وتمرد..وردود فعل وصلت
الى حد العداء بين هذه المكونات..لما لهذه المحادثات من تأثير قوي في بناء مستقبل المغرب
كدولة ذات سيادة..

يعلم الجميع أن محادثات اكس ليبان جاءت بمبادرة من الرئيس الفرنسي ادغار فور، الذي
فهم جيدا الموقف الذي توجد فيه فرنسا بمعظم الدول التي تحت نفودها بعد صعود قوي
لحركات التحرر الوطنية بهذه الاقطار.

وقد عبر عن الغاية ن عقد هذه المحادتاث قائلا:"خمسون ألف قتيل في سبيل المغرب،
اتفقنا،ولكن ماذا لو عكسنا الحسبة خمسون ألف قتيل ويضيع المغرب منا؟هذا ليس حلا
سليما،سأكون أمام ألف قتيل وأكثر ،وستفقد فرنسا المغرب،وفي هذه الحالة لن نخسر المحمية
وحدها فقط،بل سوف لن يبقى لها لا نفوذ بالمنطقة،ولا صداقة،وستخسر المغرب العربي
بأكمله،كما ستخسر ماء الوجه" .
يمكن ان نلاحظ من كلام الرئيس الفرنسي أن الغاية من هذه الخطوة كان الحفاظ على مصالح
فرنسا بالمغرب والشمال الإفريقي بصفة عامة، وذلك خوفا من أن تحكم بزمام الأمور بالمغرب
جهات تناصب العداء لفرنسا بعد أن تجبر هذه الأخيره عى الانسحاب بالقوة من الأراضي
المغربية.
ولكن لما ربط ادغار فور مصير المغرب بدول شمال افريقيا؟

انها تلك المعلومات التي توصل بها عن عزم قيادات جيش التحريرعلى" تحقيق مشروع
و يتعلق باقامة وحدة المغرب الكبير انطلاقا من عملية عسكرية شاملة تحت شعار جامع هو
"الجهاد" ووحدة سياسية في ظل دولة ثورية حديثة تظم المغرب والجزائر وتونس" .
انطلاقا من هذا نستنتج أن دعوة ادغار فور كانت ضربة استباقية لثورة كان من المفترض أن
تؤدي الى استقلال معظم دول الشمال الإفريقي والقضاء على على أذناب وذيول المستعمر التي
عوضت الجنود الفرنسيين على أرض هذا الوطن..
ولقد كان عبد الكريم الخطابي من أول الذين دافعوا لا تثاقل ولا هوادة عن وحدة الشمال
الإفريقي كطموح مشروع لرجال المقاومة بهذه البلدان ولشعوبها.
فبحكم حنكته كرجل ميدان اختبر مناورات المستعمر سياسية كانت او عسكرية ،رأى في توجيه
ضربة مشتركة للقوات المستعمرة بداية بروز طريق الاستقلال الحقيقي بهذه الأقطار.
ويشكل هذا رادا قويا على كل أولائك الذين قزموا أهداف المقاوم في رؤية بسيطة تتمثل في
اقامة دويلة بالريف ..
فعبد الكريم الخطابي كان يحلم بالوحدة بين دول الشمال الافريقي وبالاستقلال الذي يأتي بقوه
السلاح ويفرض فرضا غلى الامبرياليات،مستنكرا أن تقوم هذه الدول بتقديم الاستقلال على
طبق من ذهب،فهي تعطي بيد لتأخد بالأخرى.
لذا كان أول من دعى الى استمرار المقاومة ورفض مبدأ التحاور مع المستعمرين في ايكس
ليبان.وانتقد ما خلصت اليه المحادثات..
و عارض وقف العمليات العسكرية ضد المستعمر وادماج جيش التحرير في القوات المسلحة
الملكية.وقد كان يدعوا من جهته الى "فتح جبهة حربية ضد فرنسا،ويؤكد أن استقلال المغرب
بقي فارغ المحتوى ما دامت الجيوش الفرنسية والاسبانية موجودة بالوطن"

اعتقد أنه لا جدوى من الافتنان بمفهوم الاستقلال ما دامت هذه الجيوش على أرض
المغرب، فمن اصل 500 ضابط كانوا يتواجدون في القوات المسلحة الملكية ،كان يوجد بينهم
300 ضابط فرنسي يحملون زي الجيش الملكي حسب تقديرات غالي العراقي أحد رجال جيش
التحرير في كتابه ذاكرة نظال وجهاد.
لذا دعى الحكومة المغربية الى انذار القوات الأجنبية بضروة الجلاء عن اراضي المغرب
أو"ترك الشعب بحريته ليجبر هو هذه القوات على الجلاء عن الوطن" .
ونصح بعزل الفرنسيين من المناصب الحساسة التي ستمروا فيها حتى بعد اعلان – الاستقلال -
ودعى الحكومات المغربية التي تشلكت بعد ايكس ليبان في غير ما مرة الى" ارسال البعثات
الى الأقطار المختلفة للتمرن والتدريب على مختلف أعمال الدولة الحديثة من العلوم والفنون"
مما يظهر اهتمام محمد بن عبد الكريم الخطابي ببناء مغرب قوي وحديث ومواكب للروح
العصر.
لقد فهم الرجل أن الأستقلال لا يقف عند خروج الجنود الأجانب من الأراضي المغربية بل
يجاوز هذا ليشمل بناء دولة وفق أسس سياسية وعلمية حديثة، فالاستقلال كما تصوره عبد
الكريم الخطابي ليس مجرد حادث أو اتفاقية رغم معارضته منذ البدء لما منح للمغرب في اكس
ليبان ..فسيادة الوطن وبناءه تأتي عبر صيرورة من التغييرات والاصلاحات السياسية والتوراث
العلمية والفكرية والفنية توافق عليها االحاكم والشعب ،نابعة من عمق المشاركة الشعبية ومبنية
بسواعد الوطن وليس مجرد استقلال تبعي يفرض من خلاله على المغرب أجندات من الخارج
ضدا غلى رغبة من دافعوا على حرية المغرب وفوق دماء من استشهدوا من أجل كرامة شعب
المغرب، تخدم مصالح الدول المستعمرة وأذنابها في الداخل اكثر ما تخدم الوطن والمواطنيين..

لذا ظل طوال حياته ومن منفاه يشجب الالتفاف على مطالب المقاوميين ،ويصدر البيان تلو
الآخرمنددا، ومبرزا تصوراته لمغرب الغد،كان على يقين تام أن ايكس ليبان تشكل باب
استعمار من نوع آخر للمغرب.. وخدعة من الامبريالية الفرنسية آمن بها بعض رجال الحركة
الوطنية رغم رفض جيش التحرير ورموز المقاومة المسلحة للمشاركة في حواراتها ، ولم
يتقبلوا نتائجها.
وهو الأمر الذي لم يعيه البعض الى بعد مرور سنوات كثيرة على عقد المحادثاث.الأمر الذي
دفع أحد أبرز المشاركين فيها وهو المهدي بن بركة الى الاعتراف علانية وفي نقد ذات
تحت عنوان "الاختيار الثوري" بأن الذهاب الى ايكس ليبان من الأخطاء القاتله التي ارتكبها
رجالات الحركة الوطنية ودعى بدوره الى استكمال استقلال المغرب داعيا الى عدم القبول مرة
أخرى بأنصاف الحلول في اشارة واضحة للمعاهدة..












لائحة المراجع:
1. جياب دخول الأسطورة في التاريخ،الصافي السعيد،الحمى 42،بيسان للنشر والتوزيع،ط 1،1996.
2. محمد العربي المساري،محمد بن عبد الكريم الخطابي من القبيلة للوطن،المركز الثقافي العربي،الطبعة الأولى،2012 .
3. محمد خرشيش،المقاومة الريفية،سلسلة شراع،العدد 22 ديسمبر 1997.
4. ادغار فور،الخبايا السرية لإيكس ليبان،ترجمة محمد العفراني،دفاتر وجهة نظر.
5. عبد الرحيم الورديغي،الخفايا السرية ف المغرب المستقل 1956 ـ1961،من الاستقلال الى وفاة محمد الخامس،مطبعة النجاح الجديدة .
6. عبد اللطيف جبرو،ايكس ليبان ملفات وحقائق،اكسيل برنت.
7. محمد لومة،سنوات الصمود وسط الاعصار،منشورات عكاظ،الرباط،2006.



#جمعة_مقطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة شعب أم ثورة ملك؟


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جمعة مقطب - عبد الكريم الخطابي أراء ومواقف في معاهدة ايكس ليبان والاستقلال التبعي