أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار دنيا - المنظمات الشعبية حجر اجتماعي أم مجتمع مهزوم















المزيد.....

المنظمات الشعبية حجر اجتماعي أم مجتمع مهزوم


نزار دنيا

الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المنظمات الشعبية حجر اجتماعي أم مجتمع مهزوم
م: نزار دنيا
ما لمقصود بالحجر الاجتماعي..أو حجر المجتمع!..
لغويا:الحجر من حَجَرَوالحجر شكل من أشكال الإقامة الجبرية:أي يستطيع الكائن أن يمارس حياته اليومية البيولوجية من مأكل ومشرب ونوم ورياضة منزلية دون نشاطات اجتماعية عامه واهتمامات ذات طابع إنساني معنوي جماعي كحرية التعبير وعقد الاجتماعات والندوات التي تساعد على التفاعل الحر المستقل.
ومن حَجَرَ اشتق المصطلح الطبي/المحجر الصحي/وهو المكان الذي يقيم فيه الإنسان أو الحيوان أثناء الإصابة بالأمراض الوبائية كالطاعون والكوليرا للإنسان وأمراض الجمرة الخبيثة والحمى القلاعية والسل للماشية ويتم الحجر أحيانا للإنسان أو الحيوان تجنبا لانتشار تلك الأمراض والعدوى بها ليتم خلالها أخذ اللقاحات الوقائية المناسبة .
ما سبق يفيدنا أن المحجر الخاص بالبشر هو حجر جماعات المجتمع وأفراده في العمل أو المنزل أو النقابة أو الحزب الحاكم الواحد للحؤول دون ممارستهم التواصل الإنساني الحر عبر نشاطاتهم المتنوعة المعنوية أو المهنية وبالتالي منعهم من التعبير عن رأيهم والدفاع عنه من خلال التجمع والتظاهر والنقد أو العمل على تكوين جمعيات مدنيه أو أي إطار اجتماعي يمكن أن يساعدهم في التفاعل والتكافل والتضامن كأبسط حق أولي من حقوق الإنسان وتعتبر أي مبادرة ذاتية مستقلة عملا شائنا خطيرا يخل بأمن الدولة ومبادئها التقدمية ويحاسب عليها القانون إلا إذا كان عبر القنوات الأمنية والحزبية الرسمية.
لقد اعتبرت النشاطات العامة ومظاهرها المختلفة من صلب مهام النظام السياسي الشمولي التي لا يجوز التجاوز عليها مجتمعا وأفرادا وجماعات إلا بقدر انسجامها مع متطلبات السلطة السياسية القائمة ومفرزاتها المتنوعة.
لقد أصبحت جميع الأطر الاجتماعية الرسمية،سياسية(الجبهة التقدمية)منظمات شعبية (اتحاد عمال،اتحاد فلاحين،اتحاد شبيبة،اتحاد نسائي)أو نقابات مهنية(نقابة محامين،نقابة مهندسين،نقابة أطباء..)وجمعيات مدنية أو أهلية.جزء أساسي من بنية النظام السياسي واستطالات سلطوية مهيمنة على المجتمع.بل ذراع قمعي مرتبطة به بارتباطات أمنية وحزبية عبر صيغ وعلاقات متنوعة وصلت إلى تكوين الشراكات التجارية والصناعية ومكاتب السمسرة والتهريب والرشوة وبالتالي تنفيذ الأعمال المشتركة التحتية(السرية المختلفة).
من خلال كل ذلك يتم الإمساك بتلابيب المجتمع مشكلة سيفا مسلطا على رقاب أعضائها ومرءوسيها ومتكيفة مع السلطة الشمولية تدريجيا بعد أ، أصبحت شريكة في الحصول على المكاسب والغنائم المغرية على حساب قوة أبنائها ومتطلباتهم الضرورية.
إن أحد وظائف المنظمات الشعبية السلطوية منع المجتمع من تكوين أطره الخاصة به التي تحمي أفراده وجماعاته والعمل على بعثرته وتشظيه وانحلاله وعرقلة أي تواصل أو تواثق بين أبنائه ليسهل الإمساك بخناقه والعبث بمقدراته المعنوية والمادية والروحية،دون أن يستطيع حراكا أو احتجاجا ويستمر تحجيم وعزل أفراده إلى أن يتقبلوا حجرهم الجماعي في بيوتهم وتحويلهم إلى سكان أو ساكنين دون أي حالة مجتمعية أو إنسانية لا يدري أيا منهم متى يأتيه زائر الفجر إذا ما تفوه بعبارات احتجاج لا تليق بمسئولي الوطن،وأوليائه المعصومين؟..
لقد أصبح لعلم النفس الاجتماعي دورا أساسيا في العمل السياسي بالقرن العشرين واختبر السياسيون كم يكون الفرد ضعيفا أمام السلطة الشمولية عندما يكون معزولا ليس له تنظيما يحميه أو إطار يتحرك من خلاله وكم تصبح القيادات الحزبية والتقابية جريئة وشجاعة على قواعدها وأعضاءها عاملة بكل فظاظة وفجاجة على القيام بدورها الأمني والبلطجي كي تثبت ولاءها وحسن سلوكها !..فهي تربت على أخلاق العبيد لا على أخلاق الأحرار شديدة البأس على مرؤوسيها خانعة راضخة لرؤسائها.
ولاستكمال الامساك بخناق المجتمع ومنعه من تأسيس أي من أشكال التنظيم الاجتماعي المدني أو المهني أو الأهلي(حيث تتواجد الهياكل النقابية الكرتونية)المفرغة من مضامينها ومعانيها والمتواطئة مع مسؤولي السلطة على أعضائها وقواعدها فتحولت نضالاتها النقابية إلى التنسيق والتحالف مع الادارات لتبرير تصرفها وانتهاكاتها القانونية والمالية والقيمية باسم المصلحة العامة وباسم المشروعية الثورية للطبقات الكادحه،وأي احتجاج أو اعتراض من قبل القواعد العاملة أو الفلاحية أو النسائية هو ضرب من ضروب التمرد والتآمر على الوطن وعرقلة تحرير الأرض من الاستعمار.
يزداد فرص نجاح وارتقاء تلك القيادات النقابية المختارة بقدر جهلها وأميتها وبالتالي مطواعيتها فهذه النماذج ليس لديها إمكانية مناقشة الادارات وتفنيد مزاعمها أو معارضتها كون تلك الادارات هي الأكثر فهلوية ومراوغة ودهاء وهي آمرة الصرف المالي والعطاء المادي والمعنوي لتصبح في النهاية علاقة تحالفية تواثقية توافقية في كل مؤسسة أو منظمة لترتقي تدريجيا إلى حالة شللية ،عصبوية(مافيوية)تحمي بعضها وتتضافر جهودها في نهب المال العام وحقوق العاملين الاجتماعية والانتاجية والصحية تحت عناوين عديدة من خلال التلاعب والمماطلة والتسويف بحيث لايصل إلى أصحابها إلا النذر اليسير الذي لايمكن إخفاؤه أو تمريره بل يساعد على تبرير خروقاتهم وتجاوزاتهم الكثيره أما هؤلاء الأعضاء فلاحول لهم ولاطول وتطورت العلاقة بين عضو النقابة وقيادته إلى مزيد من الرضوخ والمديح كي يكسب ودها وتطمئن إليه عندما يعدها ببعض مايحصل عليه من حقوقه المادية والمعنوية وبنسب تعلو أو تنخفض بقدر ارتفاع القيم المادية لهذه الحقوق.
لقد تحول الفرد في كل نقابة أو منظمة إلى شخص مستسلم لرؤسائه كاستسلامه للقضاء والقدر فلم يكن مخيرا في الانتساب لتلك النقابة أو المنظمة ولا مخيرا في دفع الرسوم الشهرية أو الموسمية بل تحسم سلفا من إيراداته ولا مخيرا في انتخاب قيادته النقابية أو التعاونية بل تفرض عليه من خلال قوائم فوقية نزلت عليه بعد تنسيق كاف من الحزب الحاكم)قائد الدولة والمجتمع)ومدعومة من خلال الارتباطات الأمنية اللازمة لتكون عين ورقيب مناسب على قواعدها ولاحاجة لتلك القواعد أن تناقش أو تنقد بل يكفيها أنها تأكل وتشرب وتنام لأن التكلم يقودها إلى التجريح والتهجم الغير لائق وبالتالي قد يقودها إلى التورط فيما لاتحمد عقباه!..
كل ذلك ومع توالي عقود من السنين تم فيها مصادرة الحياة العامة والعاملين بالشأن العام وتصفية الرموز النضالية والأخلاقية الجريئة وتهميش المجتمع وفاعلياته المتنوعة وإنهاء نشاطاته الانسانية ليتحول إلى جماعات من الكائنات البيولوجية أو موجودات بشرية مجمدة في ثلاجة كبيرة..إن لم تكن أرقاما في محجر اجتماعي(صحي)أو مجتمع مهزوم شبيه بسجن عسكري كبير



#نزار_دنيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظمات الشعبية والنقابات المهنية تحولت إلى مؤسسات حجر اجتم ...
- التغير والاصلاح علاقة جدلية بين الداخل والخارج


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار دنيا - المنظمات الشعبية حجر اجتماعي أم مجتمع مهزوم