أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - 56 فقط للفقراء














المزيد.....

56 فقط للفقراء


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 14:40
المحور: كتابات ساخرة
    


المفلس أخو الحرامي والغني شقيق الجلمود في العراق, فالدهر مع شظف العيش و تسارع متطلبات الحياة يكون يومان (على الفقراء طبعا) يوم ليس لك ويوم عليك , أراد أبو حسن أن يشتري سيارة أجرة على قدر الحال (يطگطگ بيها عصريّات) , راتبه لايوصله ثلث الشهر وقد طفح الكيل كما تردد زوجته الثرثارة طول الوقت , فتوجه الى ساحة البيع المباشر في البلديات , هذه المرّة عقد العزم (أشتري أشتري لو مطي يركب مطي ) فخيبات زوجته حين تفتح له الباب كل مرة وهي تشيح ببصرها جهة اليمين والشمال تبحث عن سبوبة تجلب لهم المال كانت أشد عليه وقعا من آخر حرب أشترك بها وهو يؤدي خدمة الأحتياط , تمنطق بأربعين ورقه (فئة المئة دولار ) , نصفها أتى من (سلفة ) ونصفها الآخر أقترضه من المعارف والجيران , قرأ الفاتحة (تسهيل أمر لأم البنين) توقف عند أحدى السيارات (هاي خوش سويويره تبيّن نظيفه و زغيرونه و أكّدر أطببها من الباب ) , كان صاحبها شاب أنيق يرتدي الجينز وقد سرّح شعره بطريقة مضنية أستهلكت الكثير من الـ (جل) والشامبوات , مؤكد أبن خير فهو يحمل (آيفون) آخر موديل (ردد أبو حسن مع نفسه) ليبدأ مراسيم الشراء وهو يتمتم بسورة الضحى أتبعها بسورة العصر :
- سلامن عليكم
-هلوو عموو
- بويه هاي المحروسه أبّيش , عمك كانت عندي وحده وبعتها بالحصار بالتسعينات وأريد وحده زغيرونه ونظيفه ومناسبه و ماتصرف بانزين
- شوف عمّو هاي السيارة من أحسن الموديلات المحرك ستندر و بلادي ومكفولة من الدعّامية للدعّاميّة والنوب مرزوقة و اليشتريها يفوز بالدنيا والآخرة
- والله ياعمّي الدنيا طلعنا منها صفر للشمال , وبلكي الله يرزقنا بالآخرة و يعوضنا عن الضيم والصلّيم ومصايب الحياة, تره عمّك ماعنده غير أربعين ورقه لميتهم بالشافعات
- بصراحة السيارة أغلى من فلوسك , بس راح أتساهل ويّاك لأن مبيّن عليك أنسان خلوق ومؤمن وحباب ,أعتبرها فضالتك و أخذها أبّلاش
- الله يوفقك وليدي , أريد الله يخليك , كون تلزم التراب يصير ذهب بجاه الواحد القهّار , بس ما عرفت سالفة السيارة شلون مرزوقه و صاحبها يفوز بالدارين ؟
- عمو أنتَ تعرف تقرأ وتكتب
- أي عمّي
- زين تعرف أنكليزي ؟
- مو كُلّش تگدر تگول أهگش
- عمو هاي السيارة أسمها سابا وجماعتنا يصيحولها سايبا
- أي عمّي أعرفها , شوارعنا مليانه منها
- عمو شوف الأسم زين , كلمة سابا اذا قلبناها شتصير ؟
- تصير ... تصير .. دقيقة وحده ... أي تصير اباس
- أحسنت عمو , و أبّاس بالأنكليزي معناها يصير (عبّاس) , يعني مسمييها على أسم العباس و اليجناها محروس بأبو فاضل و يحصل شفاعته دنيا وآخرة
- بعد عيني يالعباس , أروح فدوه ونذر لأبو فاضل , أريدها أريدها أريدها , أحلفك بكل نبي وأمام , و شوفني خيرها وربي يرزقك وتشتري آخر موديل , كون چارچر لو بهبهان
- بالعافية عليك عمو, يشوفك خيرها ويكفيك شرها وألف مبروك
- ممنون عمي هذا فضلك ما أنساه وهاك الفلوس و مراح أتكاتب وياك ولا أطلع تراي لأن أنت أبن حلال و موعدنا باچر يم كاتب العدل خاطر نسوّي الوكالة
-فيما الله
-فيما الله
توجه صاحبنا الى بيته بسيارته الجديدة , الفرحة كبيرة أستقبلته زوجته بالهلاهل وأرسلت أبنها ليشتري أربع دجاجات (فجران دم للحديدة الجديدة ) شملت الفرحة ثم الوليمة حتى الجيران
ومع خيوط الصباح قبل الموعد جلس أمام كاتب العدل بأنتظار الشاب (البريكي - المؤمن ) لكنه لم يأتي حتى أنتهى الدوام بحث عنه في ساحة البيع المباشر و بقية المعارض , كأنه فص ملح وذاب
أستنجد أبو حسن بمفوض للمرور وأعطاه بيانات السيارة فلم يجد لها أوليات , لا في الحاسبة ولا في الفنية في دائرة المرور , وكانت الطامة الكبرى أن السيارة (كلك - لحم على باريّه كما ذكر كل الجوارين من أصحاب السيارات) أما مسروقة أو مسلوبة , ربما سيتهم أبو حسن بالسرقة أو القتل أو الأرهاب ولازال حتى اللحظة عاجز عن الكلام وزوجته تجلس قرب رأسه وقد أرتدت السواد..وتمر الأيام , وكل المنطقة مقهورة على أبو حسن فك الله مصيبته بمليون دولار ..

*مصطلح الـ (56) يطلقه العراقيون على المحتالين أتت مجتزئة من المادة 456 في قانون العقوبات العراقي والخاصة بجرائم النصب والأحتيال



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعال أگعد ورا الباب
- يوميات أولاد البطّه السوداء
- مآثر الحجّاج في بلاد الواويّة والدجاج
- سوالف أطفال
- النت رجس من عمل الشيطان
- وعّاظ على خطى نيرون
- عراقيون أم بدون
- مكالمة هاتفية من الجنّه الهويّه
- حين أنقذ أستكان الشاي مدينة بريئة
- رسالة لص متقاعد الى جماعتنا
- فجّر فاتحة وأربح بايسكل
- لولا لحاهم طرّحناهم
- المسودن ماينسى سالفته
- خربشات على مسّلة صماء
- شبعت زبيد وطَرطرَت
- الشعب حي لم يمت .. ياخايبين الرجا
- تساؤلات في ليلة سقوط الفراشات
- أم سعد وحملها الثقيل
- سؤال من صديقتي في بيفرلي هيلز
- بصاق مختارين المحلة


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - 56 فقط للفقراء