أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الدستور بين الصياغات السياسية المشروطة والصياغة القانونية المؤملة














المزيد.....

الدستور بين الصياغات السياسية المشروطة والصياغة القانونية المؤملة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 13:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتسارع الأيام مع تشكيل لجنة صياغة الدستور ويتطلع شعبنا إلى اليوم الذي يُعرض عليه لإقراره أول دستور عراقي ثابت بعد أن يُصاغ بإشراف الجمعية الوطنية المنتخبة.. ولكنَّ كثيرا من أبناء شعبنا يساورهم القلق بشأن تمام العملية بطريقة موضوعية صحية وصحيحة في أوضاع عراقية غير مستقرة وتكتنفها مشكلات شائكة ومعقدة!؟
وأول الأمور يعود إلى طبيعة تشكيل اللجنة والتوازنات المفترضة في تشكيلها من جهة تمثيل مكونات الشعب العراقي.. والمقصود هنا التمثيل الحقيقي وليس تمثيل المحاصصات الذي فُرِض قسرا في ظل أجوائنا المشار إليها. وعليه فالسؤال هنا يكمن في الكيفية التي يمكن أن يظهر التمثيل المناسب للطيف العراقي بتنوعه واختلافه وتعدده؟
والفاصل الحاسم بين أن تكون الجنة لجنة محاصصات طائفية مرَضية أو أن تكون ممثلة للحالة العراقية الحضارية سينعكس على آليات عمل اللجنة ومن ثمَّ على نتائج عملها وصياغتها الدستور بالطريقة التي تعبر عن كونه عقدا اجتماعيا بين أبناء الوطن العراقي لا أن يكون تعبيرا عن الإرادة السياسية البحتة لفئة أو طائفة أو مجموعة دينية أو عرقية أو قومية..
والحال هذه تكمن في إظهار صوت [الأغلبية] بوصفها المهيمنة على أجواء الفعل السياسي ومن ثمَّ على مصادرة الآخر بوصفه [أقلية] علما أن الحديث لا يجري هنا عن الأغلبية السكانية من لون أو طيف اجتماعي بعينه بل عن أغلبية حركة سياسية بعينها تأهلت بسبب الأوضاع غير الطبيعية في البلاد.. ما خلق ردود فعل معاكسة لنقطة الانطلاق لمسيرة الديموقراطية عند بعضهم ورفض بعضهم الآخر النتائج السابقة بالاستناد إلى جملة أمور واقعية وموضوعية...
وبناء على أوضاع كهذه يمكن القول إن مسألة صياغة الدستور ولجنته المشرفة لا يمكن أن تكون منطلقاتها سياسية بحتة إذ العامل السياسي يظل محدودا مؤقتا سريع التغيّر فيما الدستور ينبغي أن يكون صيغة للثبات النسبي ولمعالجة مشكلات ليست ذات طابع سياسي بحت وإن اتخذت من الفكر السياسي مصدرا أو دافعا للمعالجة..
والبديل هنا يكمن في تعزيز قانونية التوجه في كتابة الدستور بوصفه العقد القانوني بين أفراد هم مواطنو البلاد وهم مكونات الشعب من مجموع الأطياف المتعددة.. والعقد الذي يُصاغ على أرضية القانون والروح القانوني البحت هو ما يمثل الدستور وتوجهاته ومحاوره ..
ولا يمكن غدا عندما يُقرّ الدستور على أرضية الأغلبية السياسية أن يكون دستورا يعالج حالة الاتفاق والتوافق، حالة التعاقد بين مجموع الأطياف إن لم يجرِ إلغاء إشكالات فرض مضامين الأغلبية والأقلية السياسية على مضامين التعاقد بين الأطراف على أرضية من المساواة والعدل والتآخي الإنساني..
إن السياسة هي الفلسفة الإجرائية للحياة اليومية وهي تفاصيل يوميات الإنسان العادي وهي في ضوء ذلك حالة من المتغيرات المستمرة التي تستجيب للقراءات اليومية للواقع ومن ثم لا يجوز فرض القراءة السياسية المجردة على الصيغ القانونية الدستورية حيث تتعدد القراءات بتعدد الرؤى الحزبية ورؤى الحركات السياسية وتصوراته البرامجية المشروطة..
ويصبح الأمر على طريقة كل حزب يفوز لمرحلة أو مدة انتخابية قادر على التحكم بصياغة الدستور وتغيير علة وفق رؤيته وفلسفته السياسية أو أننا سنجد أنفسنا أمام متاهة الكلمات المتقاطعة حيث يفرض كل طرف فكرة من أفكاره في صياغة الدستور بطريقة نقرأ مادة تخدم هذا الطرف ومادة أخرى في الدستور تخدم طرفا آخر وندخل في التقاطعات والتناقضات ..
الفكرة تكمن في أننا لا يجب أن نسمح بتدخل الرؤى السياسية المشروطة في صياغة الدستور أو العقد التوافقي بين العراقيين بل يجب أن نتجه إلى صياغة قانونية تضمن كتابة الصياغات القانونية الصحيحة والدقيقة في تعبيرها عن الحالة العراقية بوصفها حالة إنسانية كما بقية خلق الله وليس كما يريد هذا السياسي المؤدلج دينيا أو طائفيا أو قوميا أو ما شابه..
الصيغة التي تخدم الإنسان وحقوقه ويتساوى في ظلها مجموع العراقيين بوصفهم بشرا وليس بوصفهم قطيعا في جيش سلطان من هذه الحركة السياسية أو تلك.. سواء كانت تلك الحركة معممة بعمامة المرجعية الدينية وتزعم تمثيلها لله على الأرض أم محزمة بالأحزمة الناسفة للقومانيين والشوفينيين وغيرهم..
يتطلع العراقي الإنسان أن يجد دستورا يحترمه ويعبر عن وجوده الإنساني بعيدا عن الصياغات المؤقتة أو القابلة للتغييرفي كل حركة ريح سياسية أو نأمة تغيير حزبية أو ما شابه .. كما يتطلع لأن يكتب الدستور عراقيا وليس إيرانيا أو سعوديا أو سوريا أو أردنيا أو تركيا أو شرقيا أو غربيا...
نعم يحلم العراقي بدستور عراقي صميم بالتمام والكمال. ليكتبه هندي أو صيني أو ياباني أو برتكيشي ولكن لابد أن يكون بكل حرف من حروفه معبرا عن مجموع العراق بكل فرد فيه وكل طيف قومي أو ديني أو مذهبي أو عرقي ...
ولن يكون الدستور مُصاغا بالطريقة القانونية الصحية الصحيحة التي كتبت بها أغلب دساتير الأرض إلا إذا كُتِب على أساس من الثبات والرسوخ والتعبير عن مصداقية التعاقد بين المجموع الشعبي بعمومه وليس على أساس من التاريخانية التي تعود بنا إلى حقبة ظلامية بعينها...
علينا إذن أن نتجنب الصياغة السياسية المشروطة ونكتب الدستور بصياغة قانونية حيث نوظف في ذلك رجالات القانون الدستوري العراقيين ونستفيد من التجاريب الدولية في هذا المضمار...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجنة كتابة الدستور بين مرجعيتها السياسية الحزبية ومهامها الو ...
- العراق: الأمن وإعادة الإعمار والمحيطين الإقليمي والدولي
- حول حكاية حكومة وحدة وطنية والروح الطائفي المريض الذي يمزقها ...
- شغيلة العراق بين عسف المرجعيات الزائفة وقيود الاستغلال الطبق ...
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك مركز أكاديمي علمي عربي ...
- أسباب الاعتداءات على مقار الأحزاب اليسارية الديموقراطية والر ...
- الطائفية والمحاصصة في الحياة السياسية العراقية الجديدة؟
- نداء من أجل معالجة جدية لقضية المقابر الجماعية وإنصاف الضحاي ...
- المرأة العراقية بين دوامتي القوانين والتقاليد
- بين مصادر الدستور ودلالاته
- فساد الجهاز الحكومي ومستقبل التطور في العراق؟
- إلى أعضاء الجمعية الوطنية المنتخبة: نطالب بوزارة لشؤون القوم ...
- المرأة العراقية في ظل قوانين الاستبداد
- بعض مشكلات القضية القومية في العراق وتفاعلاتها
- سلطان السلطة وسطوتها بين تحرّر العراقي منها و ارتهانه لها؟!
- ردود الفعل المتساوية على الأفعال المختلفة وآثارها السلبية
- العراقيون مدعوون اليوم لتوكيد موقفهم من لغة العنف والإرهاب
- المنطقة ومحاولات إشعال القلاقل والفتن؟ جريمة اغتيال الحريري ...
- الانتخابات الوطنية: الدلالة والمؤمّل في الخطوة التالية؟
- سؤال لماذا نختار اتحاد الشعب؟ وأسئلة صريحة أخرى..


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الدستور بين الصياغات السياسية المشروطة والصياغة القانونية المؤملة