أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جعفر المظفر - وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز














المزيد.....

وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 19:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كلمة (وراء) لاشك تأتي هنا مجازية بالنسبة للذين يقفون مع مساواة المرأة بالرجل, اي أنها لا صلة لها بالمكان, لكننا مع ذلك علينا أن نحضى بمفردة بديلة لا تعطي للمجاز فرصة أن يُفسّر بما يخالف نواياه الطيبة..
سأروي لكم طرفة: خلف مدينة الطب وعلى ضفة دجلة, في باب المعظم من بغداد, كانت هناك قاعة كبيرة للمؤتمرات تسمى قاعة صدام, ولا أدري ما الذي أصبح عليه إسمها الحالي, لكني أعلم أن الجماعة توارثوا ما خلّفه صدام من أسماء تخص المدن فكيف بتلك التي تخص القاعات.
المهم في فترة التسعينات كنت ألقي محاضرة في أحد المؤتمرات (السنية), والمفردة هنا تأتي بكل تأكيد لتعبر عن ما له صلة بطب الأسنان, وليس لها أية صلة بمسميات مذهبية. وكما إعتدت فقد كنت أعرض, بين "السلايدات" الخاصة بالمحاضرة, أخرى تحاول التخفيف عن جو الجدية الثقيل الذي قد يسود المؤتمرات والمحاضرات العلمية, وفي إحداها أتيت بهذا القول نفسه: وراء كل عظيم إمرأة, مما اثار إستحسان الكثير من الزميلات الحاضرات. لكني لم أترك لفرحتهن أن تستمر إذ قمت على الفور بعرض سلايد آخر يقول (وراء كل عظيم إمرأة .. على شرط أن تبقى وراءه) وآتبعته بآخر يقول ( وراء كل عظيم إمرأة تدفعه إلى الهاوية ) ومن الأكيد إنني كنت أمزح لأنني من أشد أنصار التعامل مع المرأة بروح العدل والمساواة, ومن أشد مناصريها لكي تحصل على حقوقها كاملة.
ورغم ذلك فأنا أرى أن ذلك لم يكن كله من جانب الفكاهة, فهناك جانب في قضية وقوف المرأة وراء الرجل العظيم, أو في طريقة مساعدتها له للوصول إلى هذه العظمة, وهو جانب يجمع ما بين السلب والإيجاب ولذلك أسميه (سلبوجابي), إذ أن بعض الرجال يصل إلى عظمته وهو يحاول التأكيد لإمرأته بأنه يستحق أن تعامله بإحترام بدلا من الإمتهان فتأتي عظمته هنا إنفجارية قهرية ثأرية. وهنا فإن العظمة تأتي من باب رد الفعل على خشونة المرأة, التي تقف وراء الرجل, وليس بسبب مساندتها له أو تشجيعها. إنها هنا مثل إمرأة الرسام العظيم (كوخ) الذي قطع أذنه لكي يقدمها لإمرأته وصار التعريف به يأتي عن طريق التذكير بأذنه المقطوعة كجزء من جنون العظمة, ذلك الذي وصل إليه بفعل الدور (المساند) لحبيبته, أو مثل سقراط الذي سألوه ايهما أفضل الزواج أم العزوبية فأجاب: ايهما فعلت ندمت, لأنه كان تعذب على يد زوجته وكان عذابه أحد الأثمان الذي دفعها من أجل الوصول إلى العظمة, أو ربما تلك التي منعته من أن يكون عظيما أكثر من اللإزم.
وأسألكم: كم إمرأة إهتمت بالفعل بتشجيع إبداعات زوجها كي تصل به إلى مرحلة العظمة, جوابي: قليلات. وربما سنجد على العكس من ذلك أن كثيرا من الرجال لم يصلوا إلى العظمة إلا بسبب عدم تفهم المرأة, وحتى بسبب مشاكساتها. والسبب بكل تأكيد لا تتحمله المرأة في أغلب الأحوال, ففي معظمه هو عائد إلى ثقافة التمييز الإجتماعية التي تدفع الصراع ضد الرجل لكي يترسب في لاوعي المرأة, والذي تؤسس له ثقافة إضطهادية جزء منها يقول أن دورها في الحياة هو مجرد دور مساند, أما الرجل فله لوحده حق الإستيلاء على العظمة, وبهذا فهي ترد عليه إضطهاده لكونه جزء من المجتمع الذكوري بإضطهاد معاكس, وربما على طريقة البادئ أظلم.
وبالتأكيد فإن هناك عقد كثيرة قد تتراجع أو تتلاشى حينما تشعر المرأة بأنها تتمتع بحقوقها بشكل طبيعي ولذا فهي غير مضطرة لكي تتصرف مع الرجل بباطنية تؤسس لها غياب العقلية والثقافة والآليات التي بإمكانها أن تضمن لها قدرة التعبير عن ذاتها بشكل متوازن, وأن تحصل على حقوقها بشكل عادل , ودون أي لف أو دوران.
في الغرب ربما يكون بعض ما يقنع المرأة لكي تترك للرجل حق الإستمتاع بالعظمة لوحده هو حقها في النهاية لكي تستولي على نصف الأموال التي كسبها من تلك العظمة. وبذلك فهي تشارك الرجل مناصفة بما تدره عليه تلك العظمة من أموال سائلة وجامدة, لدورها الإسنادي, ثم تترك له وحده فرصة التمتع بعائدات العظمة المعنوية والإعتبارية.
وحتى لا تقولوا هذا رجل يعاني, سأقول أن ما ذكرته ليس له اية صلة بعلاقتي مع إمرأتي لسبب بسيط هو كوني لا صلة لي بالعظمة لا من قريب ولا من بعيد.
تحياتي إلى المرأة التي تحاول أن تكون عظيمة كما الرجل, ولا تكتفي بدور أن تقف وراءه, سواء من موقع الإسناد, أولغرض دفعه إلى الهاوية, أو حتى لتحويل حياته إلى جحيم منتج للعظمة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زمن خيبات الأمل وادلهام العتمة .. عبدالحسين لعيبي وعمر ال ...
- في واشنطن.. أربعة أسئلة ليست بريئة في مواجهة المالكي
- يا لثارات الحسين .. معك يا عبدالحسين, نعم معك
- السيد أحمد الصافي ومفهوم التعايش السلمي بين العراقيين
- غزوة الخضراء .. نهاية سياسية وأخلاقية لنظام ينتظر نهايته الق ...
- وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-
- أحمد العلواني ..ذبَّاحا.
- الكيميائي .. إعادة الحدث السوري إلى عالميته
- أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية
- خط أوباما الأحمر.. وما تحته
- مرة أخرى.. حول رفع صور الخميني وخامئني في الشوارع العراقية
- الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع
- قراءة في الموقف السعودي الداعم للثورة المصرية
- المسطرة والفرجال.. وقضايا الديمقراطية
- دروس من مصر.. صراع الهويات وصراع البرامج
- الديمقراطية .. فاتنة أم فتنة
- أخوان مصر.. نجاح في الفشل
- عوامل ساعدت الأخوان على الفوز في إنتخابات الرئاسة المصرية
- كيف صارت الخيانة مجرد إختلاف في وجهات النظر
- وما زال الحديث عن المؤامرة الخارجية مستمرا


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جعفر المظفر - وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز