أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - ورطة الإرهاب














المزيد.....

ورطة الإرهاب


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 20:36
المحور: كتابات ساخرة
    


يكذبون علينا ويزعمون أنهم يتابعون مصالحنا، يرسمون الدنيا بألوان الموت والدمار والخراب والهرج والمرج، ويحسبون أننا نوع من الذباب نقتات من فتاتهم ونلبس من رقاعهم، يتفاعلون وينفعلون حين يرون أن الأمر يخصهم بينما لا يبالون حينما يرون طفلا عربيا يذرف الدموع لأنه لم يجد شيئا يأكله ولا مأوى يحويه ويحميه من برد قارس بدت ملامحه على وجوههم، ساهموا بل أرادوا أن تتخلف الأمة قرونا للوراء، خططوا فأحسنوا التخطيط ونفذوا ولا أدري إن أحسنوا أو أساؤوا لكن المهم أنهم أصابوا الهدف وهو تفتيت الدول الإسلامية دولة دولة عبر ما يسمى بالربيع العربي، قلبوا الأمور والموازين وحطموا كل أسلاك العدل والمساواة ونادوا العرب للهاوية باسم الحرية والكرامة، وإن استنشق البعض ريحها لكنها ظلت حبيسة من يقدّمها هدية.
العالم العربي يموج وموجاته سريعة وعالية، تؤججها وسائل الإعلام المتعثرة بوسائلها الخبيثة والمقيتة، نشاهد عبرها مآسينا ويشاهدون بطولاتهم، انتحاريون أم انتهازيون يفجرون أنفسهم في جموع المواطنين معتقدين أن جنات الفردوس تنتظرهم، عقيدة الأرواح الشريرة تعود من جديد ليعلن الانتحاريون في تونس أن الحرس الوطني والشرطة طواغيت ومن ثَمّ يجوز قتلهم بل ذبحهم وقطع رؤوسهم ليكونوا عبرة لمن خلفهم، وما دام الذبح جائزا عند من خالفنا عقيدة ومذهبا فإن الخوف هو الذي سيسود والاضطراب هو الذي سيعم، والفوضى والخراب والتدمير هي سيدة الموقف في كل بلد عربي من العراق الجريح إلى مصر الفوضى إلى ليبيا القتل والترهيب إلى تونس وبداية الخوف إلى الصومال وقد عشّش فيها القراصنة الذين ينادون باسم الإسلام.
تتناثر الجثث في الطرقات لنساء وأطفال ورجال، لم نعهد هذه الأوضاع من قديم الزمان، أبناء البلد الواحد يتقاتلون، ينزفون ولا يبالون، ما الهدف؟ ما الأمنية؟ هل فعلا من يجاهد في بلده سيدخل الجنة أم هي أوهام سكنت عقول الشباب وارتدت لباس الإسلام، حيرةٌ في العقول وتداخلٌ في الأفكار وجورٌ في الأحكام.
إن من ينادون بالمفاوضات والمحادثات هم من يثير فينا الخوف ويتمنى لنا الدمار، هم من أشعل فتيل الفتنة والأزمة في البلاد، هم من أطفأ مصباح العيش بحرية وكرامة، فالحرية لا تعني أن يقدم الإسلاميون على الحكم في البلاد، وقد ثبت فشلهم في كل مكان قامت فيه ثورة من أجل الحياة بأمان، ولكن الحرية هي أن يعيش الإنسان بعيدا عن كل قيد يخنقه، ويلتزم بتوفير أدنى ضروريات الحياة، تركوا الأمور تسير وفق ما خططوا ولهم زبائن في كل بلاد فتورّط كل من كان بعيدا عن الساحة، أرادوه أن يكون ضحية كما فعلوا مع مرسي حينما أمتعوه قليلا ثم أردوه في غياهب السجن متّهما، وكذا الأمر للغنوشي فإنه يبدو سيلقى المصير نفسه بعد أن يتمكن اليساريون من نزع الحكم من الترويكا.
الأمر مريب، والشك أقرب إلى اليقين، وبدأت تتضح اللعبة وينقشع الضباب، بدأنا نقتنع أن الغرب هو من دبّر الإرهاب، وهو من زرع الألغام في نفوس أبنائنا الأحرار، وهو من ألهب الأوضاع لتكون في صالحه، لكنه لن يسلم من نارها، سيكتوي حتما عاجلا أم آجلا، وما نراه ليس الحرية كما زعموا ولا زعمنا إنما نقتل أنفسنا بأيدينا ونخرب بيوتنا بمعاولنا، وكل ما بني سينهار وكل ما كان شامخا سينسف ويصبح قاعا صفصفا، لم يكونوا أصدقاء تورطوا في حروب الإرهاب والحجة قائمة وورّطوا دولا كانت آمنة مستقرة، فسادت أزمة الثقة بين الأصدقاء وأصبحوا أعداء، كان العرب يجتمعون كل سنة فأصبحوا بلا اجتماع لأنهم لا يعرفون كيف يحلون قضاياهم، ولا يدرون كيف يناصرون شعوبهم، فلو حلّوا قضيتهم الأولى فلسطين لأصبحوا اليوم في خير عميم، ولكنهم ركنوا للكسل وعمل عدوّهم على زعزعتهم استجابة لبني صهيون تحت مسمى مفاوضات السلام ومحادثات الغباء.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل
- الزهايمر يضرب الدوحة
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي
- سوريا على خطى النصر
- كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ
- العربية قناة تافهة
- ماذا تفعل العربية وأختها الجزيرة؟
- رؤساء بلا هيبة
- بكاء الطفل .... متعة
- أمي... قرة عيني
- أمي .. قرة عيني


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - ورطة الإرهاب