بلد القاب

ابراهيم جادالكريم

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 17:02
المحور: كتابات ساخرة
    

زادت الالقاب اتساعا فى بلدنا .. وأصبح كل ضابط باشا .. وأنتشرت الباشوية .. حتى لأمناء الشرطه .. والعساكر ووصلت إلى البحرية والجيش .... وكذلك لقب أستاذ ازداد استعماله ... لكل من هب ودب !! .. بعد أن كانت للمدرس فى المدرسة والمحامى فى مكتبه وأصبحت تسبق كلمة فنان .. سواء مغنى أو منولوجست وأستعملها الناس استعمالات واسعه ... والمعلم فلان ده أستاذ فى شغله .. وضاع معنى أستاذ .. لدرجة أن المدرسين أنفسهم بعدوا عنه وأصبحنا نسمع عن عملاق الماده وحوت الانجليزى وتمساح الفرنساوى !! وكأن لفظ أستاذ لم يعد يكفى لاستعماله لطبقات أخرى !!. وهكذا أصبح ... عم ... البواب !! الشيخ .... !! بعد أن أطلق لحيته !! والناس من حوله ينادونه الشيخ !! مع علمهم ... أنه لم يدخل مدرسة فى حياته !! وهكذا صار ... الخضرى و ... الفكهانى ... و... بياع الربابيكيا ... شيوخا !! وكأن بلدنا عقمت عن أنجاب الشيوخ ليصير هؤلاء الجهال شيوخا ... وزادت المشكلة أتساعا ... لآن نداء الناس لهم ياشيخ ... جعلهم يصدقون أنهم شيوخ ... وتصدر بعضهم للمنبر , والفتوى !! وبكل بجاحة وعنجهية جاهلة يمسك الميكروفون وهو يعرف ان البيت المثبت فيه الميكروفون بالدور الخامس يسكنه دكتور فى الجامعه وأبنائه .. طبيب ومحامى !! ويعلم أن الساكن بالدور الرابع ... فقيه وحاصل على العالمية من الازهر !! والدور الثالث .. والثانى والاول .. وكل المنطقه التى يزعق فيها الميكروفون وهو لا يخجل وهو ينتقد الامام الاكبر !! فى فتوى قالها ألامام الاكبر الاستاذ الدكتور أحمد الطيب... خريج جامعة السوربون فى فرنسا (ثالث او رابع جامعات العالم) .. ولا يخجل وهو ينتقد الامام الاكبر !! ينتقد الفتوى والفاتى !! وأتجه الباحتين عن الالقاب اتجاها أكثر تكلفة .. الى السعوديه ... حيث يتم أنفاق الدخل السياحى المصرى كله .. فى السعوديه للحصول على لقب حاج ... لكى تكتب على يافطة المحل من الخارج لان المحامين والدكاترة والضباط تمتلآ بهم كل عمارات الجمهورية ... ثم أن لقب حاج ... لا يتطلب أى شهادات ولا حتى (فك الخط) .. ولذلك فهو سهل الحصول عليه ويكتب على اليافطه .. وكل الناس ستنادى به ... الحاج راح الحاج جه ... وينسوا أنه لم يدخل مدارس والمشكلة حينما يصدق الحاج نفسه ويطلق اللحيه .. ويمسك السبحه .. ثم يدخل الى منطقة الفتوى وتلك هى المشكلة التى أصبحت أجتماعيه !!. ثم لقب اللواء ... الذى زاد هو الاخر وأصبح ... سيادة اللواء .. ممكن أن يسبق المحامى والمحافظ .. والمقاول ورئيس أمن فى شركة .. قطاع خاص !! وكلنا نعرف أن الالقاب العسكريه تلغى بمجرد الخروج من الخدمه .. ومع ذلك فالاذاعه والتليفزيون والفضائيات تصر على ... سيادة اللواء !!. هذا وهناك الكثير من الالقاب التى بدأت تندثر أمثال المعلم ... و الاسطى ... ولا يحبه حتى أصحاب المهن بل كلهم يحبون .. الباشمهندس بدلا من الاسطى .. باشا . وكيف تعود للكلمة مصداقيتها فى مجتمع أصبحت المظهرية فيه الاهم والاسبق والاولى أن تتبع ... وكأننا لو قلنا باشمهندس ... لسائق مشروع ... فهذا واجب لاننا كلنا نعرف أنه لا يحب ..أسطى !!. وأصبحنا نقول بدلا من عم ... البواب ... الشيخ و الشيخ السماك والشيخ بياع الفول والشيخ الخضرى والشيخ بياع الليمون !! وكأننا قد تزوجنا جميعا ... كل المصريين من المظهرية الجاهلة الكاذبه لكى تعيش فى احضاننا وفى بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا ... والكل يعرف انها كاذبه ... كاذبه ... كاذبه !!.

#ابراهيم_جادالكريم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات