نساء محظوظات ،ونساء ناقصات ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 11:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

نساء محظوظات ، ونساء ناقصات ..!!
في الجدل الذي دار وعلى مدار عقود ، بين الفلاسفة والمفكرين ، حول السؤال الخالد ، هل يسبق الوعيُ الواقع ، أم أن الامر معكوسا ؟؟ وهل يخلق الوعي (الفكرة ) واقعا ، أم أن الواقع هو الذي يخلق الوعي ؟؟ في هذا الجدل وخلافا للفلسفة الماركسية ، فأن مكانة المرأة في الشرق العربي المُسلم (الواقع ) هي (اي مكانة المرأة العربية المُسلمة ) نتاج لفكرة (قول أو مبدأ ديني ) . وهذا دليل على أن العرب المسلمين لا تنطبق عليهم نظريات أو قوانين (المادية التاريخية ) ، ولا ديالكتيكها !!
واقع او مكانة المرأة العربية المُسلمة ينطبق عليه ، أو على الأصح هو نتاج للحديث " النبوي " المنسوب الى النبي محمد والذي يقرر بأن النساء ناقصات عقل ودين !!
وقد يعترض البعض على مقولتي بخصوص العرب والمادية التاريخية ، بالقول الذي قد يكون صحيحا ، وهو بأن "الفكرة " الحديث النبوي هو نتاج لواقع المرأة العربية في ذلك الوقت ، سواء أكان الحديث المنسوب الى النبي صحيحا أم مزورا ( منحولا )!! هذا هو واقع المرأة العربية حينها ، والذي تم تكريسه وتغليفه بغلاف ديني ، حتى يُصبح القهر ، الاذلال ، التحقير ، الازدراء والاستعباد للمرأة مُقدسا ودينا يُتعبد به !! ولا اعتراض لي على تحليل من هذا القبيل ، بل أراه منطقيا وجدليا .
لكن ما يهمنا أكثر من حسم الجدل بخصوص الوعي والواقع ، يهمنا وضع المرأة في العالم ووضع المرأة العربية على وجه الخصوص . سيما وأننا شهود على النضال البطولي الذي تخوضه المرأة في السعودية من اجل تحصيل حقها في قيادة السيارة !! وهو حق تحصل عليه النساء في باقي مناطق العالم بكل بساطة ، عفوية ويُسر .
وكذا نتذكر الطفلة اليمنية ، ندى الاهدل ، التي أقدمت على فعل بطولي وهربت من بيت اهلها ، هربا من مصير قاتم ينتظرها بتزويجها من "بيدوفيل " يغتصبها كل يوم ( وأنا اعتبر كل رجل يُوافق على الزواج بطفلة بيدوفيلا ، وهكذا يقول العلم ايضا ) ، وأقرت (بعملها البطولي ) حق الاطفال بالتمتع بطفولتهم بما في ذلك حقهم في التعليم ، وخصوصا الطفلات !! وأجبرت حكومة اليمن على مناقشة قانون يُحدد سنا ادنى للزواج !! ومن يُراقب ما يحدث في مخيمات اللجوء السورية ، و ظاهرة بيع الطفلات للعبودية الجنسية ، يندهش من الكمية الضخمة من البيدوفيليين العرب ( من الخليج )، ويُصدم لأنهم أحرار ولا يقبعون خلف القضبان !!
ونستذكر ايضا الصبية ملالا يوسف زاي ، التي أصبحت وبفضل مثابرتها ونضالها من أجل حق التعلم للبنات الصغيرات ، اصبحت "العدو " رقم واحد لطالبان !! الذي حاول اغتيالها ، لكن الطب الغربي الفاجر الكافر انقذها من براثن الموت !!
لكن ، في أي البلدان يُمكن اعتبار النساء محظوظات واين تعيش النساء " المنحوسات "؟
ووفقا للمُنتدى الاقتصادي العالمي الذي نشر تقريرا عن قضية اللا- مساواة بين الجنسين ، يتضح بأن الوضع أخذ بالتحسن . وقد قام المُنتدى بمتابعة الاوضاع في 110 دولة ومنذ العام 2006 . ويشير تقرير المُنتدى الى أن الاوضاع قد تحسنت في 95 دولة وفي 14 دولة أزداد الوضع سوءا . بينما لم يحدث تغيير على الوضع في دولة واحدة فقط وهي السويد !!
ومن اللافت للنظر بأن الدول التي حصل فيها تحسن هي الدول التي كانت فيها اوضاع المرأة قد وصلت درجة من السوء(الدرك الاسفل ) ، بحيث لم يعد مُمكنا سوى "تحسن " الاوضاع ، ولو كان هذا التحسن ضئيلا جدا !!
لكن اين تعيش النساء المحظوظات ؟؟ وحسب تقرير المُنتدى فدول شمال اوروبا هي الأفضل ، لكي تكوني فيها امرأة ،لكننا نجد الى جانب ايسلندا ،فنلندا ، النرويج ، السويد ، ايرلندا ،الدنمارك ، سويسرا ونيوزيلاندا ، نجد في قائمة افضل 10 دول في قضية المساواة بين الجنسين ، دولتين من دول " العالم الثالث " وهما الفلبين ونيكاراغوا !!
لكن من هي اسوأ 10 دول في مضوع المساواة بين الجنسين ، أو لنقل في اي البلدان ليس من المُستحسن أن تكون فيها ، امرأة ؟؟
نعم ، ليس من الصعب التكهن بهذه البلدان !! لكن ، لماذا نجد دولة ساحل العاج في هذه القائمة ؟؟ فمن المفروض أن تكون هذه القائمة لنا فقط ؟؟ من نحن ؟؟ المسلمون والعرب طبعا !!
قائمة العشرة " الطيبة والمُباركة " ، التي "تُطبق " شرع الله !! هي كالتالي :
1- اليمن السعيد 2- الباكستان " وقبائلها " ، والتي انفصلت عن الهند ، فأصبحت الهند أحدى الاقتصاديات الكُبرى في العالم 3- تشاد (لا تعليق ) 4- سوريا (بفضل المُمانعة والنُصرة ) 5- موريتانيا !! 6- ساحل العاج ( هل تعيش اغلبية مُسلمة ؟؟) 7- ايران (ولاية الفقيه !!)8- المغرب ؟؟؟ 9- مالي (الشباب المُسلم ) 10 – المملكة العربية السعودية ( سياقة السيارة تؤدي الى خلل في وظائف المبيض والحوض ) !!
ولكم أن تُقرروا ، من يسبق ماذا ؟؟ الوعي يصنع الواقع ؟؟أم الواقع يُشكل الوعي ؟؟!!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات