أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أوراق بعيدة عن دجلة














المزيد.....

أوراق بعيدة عن دجلة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 22:14
المحور: الادب والفن
    



أوراق بعيدة عن دجلة
محسن الرملي

مجموعة قصصية صادرة عن دار أزمنة ودار ألوح عام 1998 في عمان، المجموعة متواضعة جدا في حجمها، 60 صفحة حجم متوسط، يتبادر إلى ذهن المتلقي للوهلة الأولى بان كاتبها فقير أدبيا، ولا يمتلك طول النفس على الكتابة، لكن بعد قراءة الإحدى عشرة قصة يكتشف بأنها تمثل عالم واسع جدا ورحب وجديد، كما أنها تمثل تمردا على أسلوب أدب القصة، وأيضا كانت مترعة بالأفكار والأحاسيس الجياشة التي تؤرق الكاتب، كما أن التكثيف يعد احد أهم العناصر التي تميز هذه المجموعة، الاستشهاد في أول قصة بما كتبه الشاعر الروسي (يسنين) بدمه عندما لم يجد قلما يكتب به، توحي للقارئ بحالة التماثل بين الكاتب وهذا الشاعر، فكلاهما كتب بدمه، وان كان يسنين كتب فعليا بدمه، إلا أن الكاتب كتب مجموعته بدم قلبه، كما جاء ذكر اسم المترجم لهذا الشاعر (حسب الشيخ جعفر) كتأكيد على التأثر بالمترجم والشاعر معا من قبل الكاتب، كما جاء ذكر غائب طعمة فورمان الذي دفن خارج العراق ـ في موسكو ـ وأيضا السياب من خلال التطرق إلى قصيدة أنشودة المطر، وأيضا ألجواهري الذي مات محروما من رائحة العراق، كافة الشخصيات الأدبية التي تناولها الكاتب ماتت خارج العراق، وكأنه يقول لنا بان العراق طارد للإبداع وللمبدعين.
ويعتبر هذا التذكير كاحترام لهؤلاء الكاتب والشعراء الذي تأثر بهم الكاتب ـ طبعا هذا يحسب للكاتب ـ وليس عليه، حيث انه يشعرنا بأنه يكل لهم التقدير والاحترام، في زمن لا مكان فيه للأخلاق.
تناول الكاتب الجغرافيا بإسهاب حتى إن المتلقي يشعر بأنها محفورة في رأس الكاتب، فالعراق تحديد يأخذ اهتماما مميزا في المجموعة القصصية، من الشمال وحتى الجنوب، وكأنه بهذا الاهتمام بجغرافية العراق بقول لنا "بان الإنسان العراقي ينتمي للجغرافيا ولا يمكنه من الكتابة خارجها رغم ما تحمله تلك الجغرافيا من بؤس وشقاء" من هنا عندما تحدث عن العراقي الذي اخذ يرعى الجواميس في مصر كان يقول لنا بان العراق بالنسبة للعراقي كالهواء لا يمكن العيش بدونه، وهنا لا بد من الإشارة إلى ارتباط العنوان بمحتوى النص، فهما منسجمان تماما وكأن العنوان يشكل فاتحة لفحوى المجموعة.
الحديث عن المعتقلات في الدول العربية والأوروبية كان يمثل انعكاس حالة القمع التي يعاني منها الكاتب تحديد، فهو كأحد المواطنين العرب لم يسلم من هذه الدمغة التي تطال أي متمرد على الواقع.
أهم ما في العمل هو اللغة التي أتحفنا بها الكاتب فقد استخدم لغة شاعرية جعلتنا نعود إلى النص الاستمتاع به، رغم أن موضوع القصص هو القمع والعذاب والحرمان من الوطن. وهنا يكمن إبداع الكاتب ـ عدم جعل القارئ يمتعض من النص ـ فكانت اللغة هي الفاكهة بعد تناول تلك الوجبة الثقيلة على المعدة.
المرأة تناولها الكاتب بكل احترام وإجلال، فهي التي ضحت بكرامتها فقط لكي تخرج حبيبها وزوجها من المعتقل ثم من (جحيم الوطن) فهي ضحت بنفسها عندما قدمت نفسها للسجان مقابل أن يفرج عن زوجها، وعندما طالبه بالخروج من العراق "قالت : اخرج. قلت : إلى أين؟. قالت : خارج الحدود، خارج البلاد. قلت: وأنت؟ أجابت : لم يعد ثمة ما أخسره .. وظل حلمي أن أراك حرا، فلتكن حرا وإن كنت لا أراك" ص46، اعتقد بان الكاتب قدم عرفانا بالجميل لكل من تعامل معه بإحسان، وهذه احد الأسباب التي جعلت القارئ يتشبث بالنص ويتماهي معه، ففي زمن يفتقد فيه الإخلاص ويتلاشي فيه المبدئي كانت هذا المجموعة تمثل الانحياز للأحباء وللأهل وللأصدقاء وللأرض، فقد أنعشنا الكاتب وإعادة النضارة إلى تفكيرنا بها العمل القصصي
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الطائفية في مصر
- الفدائي الصغير بين الشكل الأدبي والمضمون
- ماركو فالدو والتقديم الهادئ
- عمارة يعقوبيان والفساد الطاغي في مصر
- التشدد والتكفير
- استنساخ قرطاج في بغداد ودمشق
- الديانات الثلاث ودخول الجنة
- التخندق القبلي في المجتمع العربي
- أوهام الشيوعيين الفلسطينيين
- رجوع الشيخ والانسجام بين الشكل والمضمون
- الاسود يليق بك
- إنتقائية التاريخ
- العشيرة العربية
- ثروة الإيمان
- العقل العربي والاحتكام للنص
- طيور الحذر وتشكيل النص
- إنسان
- محاضر
- مكان
- صفوف الحياة


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أوراق بعيدة عن دجلة