أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أريد














المزيد.....

أريد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 17:47
المحور: حقوق الانسان
    


أريدُ أن اضحك ضحكة طبيعية,فلقد مللتُ من التمثيل على نفسي وعلى الناس,أريد ضحكة تخرج من أعماق قلبي,حتى وإن بكيت أريد أن أكون صادقا بدموعي..أريد علبة تلوين ألون فيها أحزاني وأيامي الماضية, أريد أن أغني بأعلى الصوت وأن تسمع كل الناس غنائي,أريد أن أنوح بحزنٍ شديد على قصائد شعري المنسية,أريد ملحنا يلحن لي كل أعمالي الفنية وكل مواويلي التي أكتبها في الليل, أريد منديلا كمنديل أمي ويدا ناعمة تجفف لي دموعي,أريد قلبا يسمح لي بأن أبثه ما بداخلي من آلامٍ وأوجاع,أريدُ طبيبا يكشف لي عن كل جراحاتي العميقة أريد ماكينة حلاقة أحلقُ فيها ذقني التي لم أحلقها من عدة أسابيع,أريد أن احلق شعر رأسي...أريد وطنا صادقا لا يشبه وطني,أريدُ ملعبا للحرية ألعبُ فيه حتى أنام على نجيله من شدة الإعياء والتعب,أريدُ صندوقا أضع فيه أوزاري,أريدُ محفظة أضع فيها صورة أمي.. أريدُ أن أرمي بنفسي في نار امرأة تكويني بحبها بعد أن ماتت قصة حبي الأخيرة ولم يعد لها أي وجود على أرض الواقع,فأنا منذ زمنٍ لم أشعر لا بالحب ولا بالحنان,أريد قصة حبٍ عنيفة تشفيني من الموت ....أريد أن أبقى تائها في أوهامي فلا أريد أن أعود إلى أرض الواقع..,أريدُ قوة تبعدني عن أرض الواقع أريد صاروخا يدفعني من الأرض إلى السماء,أريد أن أنظر إلى العالم من أعالي السماء,أريدُ أن أقفَ مثل الطيور بين الأرض وبين السماء.

...أريد إنسانا يحفظ لي سري ويكتمه عن الناس,الآن تصطك أسناني من شدة البرد,أريدُ حضنا دافئا وأريدُ أن أشعر بلهيب الشفتين,أريدُ من يعيدني إلى حضن أمي....أريد منها أن تغرقني في ليل عينيها السوداوين..أريد لحنا جميلا أكسر فيه أشجاني كما ينكسر الضوء في الماء..أريد سقف بيتٍ يحميني من حبات المطر وأشعة الشمس الحارقة,أريدُ إنسانا يحميني من نفسي...أريد بيتا يسترني عن عيون الناس...أريد ماءً أذوبُ فيه كما يذوب السكر وكما تذوبُ الأملاح,أريد أن أستحم مثل كل الناس,أريدُ أن أغسل وجهي بماء المطر بعد أن غسلته لسنين مضت بماء عيوني ,أريد من يحملني بين يديه ويطوف بي حتى أنام من شدة الدوران,أريد إنسانا يجمع لي كل أفكاري الشاردة هنا وهناك,أريد حلا لمشكلتي مع التراث,أريد ثقافة جديدة وأريد ثوبا جديدا,أريد شمسا وخبزا وماء وعطرا ينجيني من رائحتي الكريهة,إن رائحتي قد غزت العالم وانكشف سري على كل الناس,أريد فأسا أحطمُ فيه أصنام العرب,أريدُ قلما أزلزلُ فيه جرائم العرب..أريد فأسا وقلما..أريد أملا أخيرا لي بالنجاة مما أنا فيه,أريد شجرة زيتون أجلس تحتها وأحكي تحتها قصتي لحبات التراب الأحمر اللون,أريد إنسانا أستند عليه كما أُسندُ ظهري إلى الحائط,.

أريد أن أهرب بعيدا جدا إلى أي مكانٍ ينسيني همومي وذكرياتي وينسيني من أنا ومن أين أتيت وإلى أين سأذهب,أريد من ينسيني القراءة والكتابة,مللت من القراءة ومن الكتابة,أريد من يقرأ لي قصص الغابرين والسالفين, أريد أن أنام كما كنت أنام وأنا طفلٌ صغير حيث اعتدتُ على سماع القصص الخرافية,أريد أن أكتب عن نفسي قصة خرافية,أريد أن ترويها كل الناس,أريدُ سريرا دافئا وأريدُ وسادةً ناعمة مكتوبٌ عليها تصبحون على خير,وعلى وجهها الآخر مكتوبٌ صباح الخير,أريدُ أن اسرق من النهار ضوءه ومن الليل عتمته,أريدُ أن أختطف من البحر زرقته الداكنة,أريدُ أن أعود من حيثُ أتيت ولكنني لا أعلم من أين جئت,أريدُ أن أختفي ولو قليلا عن عيون الناس,لا أريد أن أشاهد أحدا ولا أريد بأن يشاهدني أحد,أريد عالما أكثر جمالا ووجهاً أكثر قوة وأناسا أكثر وعيا وانفتاحا,أريد عالما مختلفا عن عالمنا العربي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان محمد يحفظ القرآن غيبا؟
- اعتدنا على الغش
- إسلام أبي هريرة2
- أحبكم يا أصدقائي
- حواري المسيح وحواري محمد
- التطبيع مع إسرائيل
- المثقف والدولة
- محمد شخصية متطرفة وعادية
- مر العيد من هنا
- إيليا بن أبي طالب
- أسرى بدر
- الإسلام دين غير عقلاني
- العرب لا يصلحون إلا للجنس والخيانة
- المسلمون غير أصحاء عقليا
- الإسلام دين من لا مستقبل
- الصورة الجميلة لليهود قبل الإسلام
- من أجل الدين والوطن
- عثمان بن عفان
- قصة خرافية عن موت عمر بن عبد العزيز
- كل شيء مدهش ومثير


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أريد