أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - متى يفجر العرب والايرانيون قنبلتهم الكبرى ؟ كيف ولماذا؟















المزيد.....



متى يفجر العرب والايرانيون قنبلتهم الكبرى ؟ كيف ولماذا؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 01:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة تحتاج الى اجابات حول الواقع العربي والربيع العربي
السؤال الثامن والخمسون:
متى يفجر العرب والايرانيون قنبلتهم الكبرى ؟ كيف ولماذا؟

كي لا يشطح الذهن بعيدا، فأنا لا أشير الى قنبلة نووية، بل الى قنبلة الوفاق والاتفاق بين الطرفين التي ستؤرق عيون كل الأعداء والكارهين لحصول شيء كهذا.

والواقع أنه قد آن الأوان للتساؤل: متى ينتهي هذا الصراع بين العرب والايرانيين والذي يعود في الزمان الى قرابة الثلاثة عشر قرنا مضت، منذ أن بدأت الفتوحات الاسلامية في الربع الثاني من القرن السابع ميلادي، وهي الفتوحات التي أدت الى سقوط الامبراطورية الفارسية بعد معركة القادسية الشهيرة التي قادها عن الجانب العربي سعد بن أبي وقاص، وأدى انتصاره فيها الى انقضاء تلك الامبراطورية وحلول دولة الخلافة الاسلامية محلها.

وكانت الامبراطورية الفارسية قبل انقضائها، تسيطر على مناطق واسعة في المنطقة المعروفة الآن بالشرق الأوسط، اذ كانت تضم نسبة واسعة من الأراضي العربية وخصوصا خراسان والعراق، في وقت كانت فيه الامبراطورية الرومانية، المنافسة للامبراطورية الفارسية، تسيطر على مناطق أخرى من الشرق الأوسط الحالي ومنها تركيا وبلاد الشام.

واعتنق الفرس (كما كانوا يسمون آنئذ)، الاسلام، وباتوا في مرحلة ما يشكلون جزءا هاما من الكيان الاسلامي الوليد؛ وقد لعبوا ذاك الدور الهام رغم وقوع تطورين هامين اديا الى وقوع أسس الخلاف وحالة المرارة بينهما؛ وكان اول هذين التطورين، هزيمة الامبراطورية الفارسية في معركة القادسية سابقة الذكر؛ وكان ثاني هذين التطورين هو ذاك الانشقاق والاختلاف على قضية الخلافة الاسلامية في عهد الخلفاء الراشدين ، عندما تمت مبايعة ابن عم الرسول (ص) (وزوج ابنته) على بن ابي طالب خليفة للمسلمين، فنافسه على ذاك الاختيار "معاوية بن أبي سفيان" الذي طالب بالخلافة لنفسه، باعتباره من سادة قريش، أحد أهم القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية؛ وذلك في وقت كان فيه الفرس ذوو انتماء مختلف من ناحية الشعور القومي، ولذا رجحوا مزية الانتماء لعائلة الرسول وللدين الاسلامي الذي بشر به الرسول فاعتنقوه واختاروه هوية للعلاقة الجديدة في تلك المنطقة، مفضلين أن تترك جانبا الأحاسيس والانتماءات الأخرى ( كالقومية منها مثلا) باعتبار أن الاسلام قد بات يشكل الهوية الرئيسية والوحيدة في قناعات سكان تلك البلاد العربية والفارسية.

ونتيجة للخلاف بين الطرفين حول قضية الخلافة، تم اللجوء الى التحكيم بينهما ،وهو التحكيم الذي قاده أبو موسى الأشعري، أحد الحكماء في ذاك العصر؛ ولكن نتيجة لاستخدام الحيلة والخداع في عملية التحكيم تلك مما أدى الى ترجيح الخلافة لمعاوية، غضب العديدون من أنصار الامام علي ورفضوا الاعتراف بتلك النتيجة، وشكلوا جيشا لمقاتلة معاوية، كما غضب آخرون وانشقوا عن المجموعتين (جماعة علي وجماعة معاوية ) وسمي، أولئك بالخوارج وكان أكثرهم من الفرس؛ فهذا الخلاف حول قضية الخلافة ،أدى الى وقوع معركة كبرى بين الطرفين وجرت تلك المعركة الكبرى في كربلاء؛ وقاد الحسين ابن علي بن ابي طالب تلك المعركة التي جرت في العاشر من شهر محرم عام 61 هجري واستشهد فيها "الحسين" مع أخيه "العباس"، بعد أن استشهد قبلهما في المدينة، الشقيق الآخر وهو "الحسن" اضافة الى استشهاد الامام علي الذي جرى اغتياله على يد أحد الخوارج هو "بن ملجم الفارسي"، وقد قتله لأسباب متعددة منها الانتقام لقيام الامام علي بمقاتلة وهزيمة الخوارج في معركة صفين.

وشكل استشهاد الحسين نقطة تحول هامة في العلاقة بين الفرس والعرب، اذ ترك لدى الفرس احساسا بالمرارة خصوصا بعد حصول مزيد من الانكماش في مساحة دولة الفرس نتيجة توسع الفتوحات الاسلامية، بحيث اقتصرت فيما بعد على ما بات يعرف الآن بايران، مما أدى الى تسميتهم بالايرانيين.

ولعب الفرس المسلمون دورا هاما في ادارة شئون الدولة الاسلامية الكبرى التي انتشرت فوصلت الى أطراف أوروبا وأطراف بلاد الهند والصين وتبوأ العديدون منهم مناصب هامة كان أبرزها في أحد المراحل، أن الوزير الأول في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، كان جعفر البرمكي الفارسي الانتماء. كما تبوأ الفرس مناصب كبرى في فترات أخرى متنوعة سابقة على زمن هارون الرشيد وبعده.

ولا يختلف الطرفان كثيرا في العقيدة؛ والمقصود بالطرفين: السنة المتواجدين بشكل رئيسي في البلاد العربية وغيرها من الأقطار الاسلامية، والشيعة الذين تشيعوا لآل البيت أو سبط الرسول، (أي للامام علي وزوجته فاطمة الزهراء، وأبنائه الحسن والعباس والحسين، وخصوصا الامام الحسين )؛ علما أن الشيعة متواجدون بشكل رئيسي في ايران الفارسية اضافة الى بلدان أخرى؛ فكلاهما، أي الشيعة والسنة، يؤمنان بالنبي محمد (ص) بصفته الرسول وآخر المرسلين، لكنهما يختلفان في درجة التقدير لسبط الرسول، وخاصة للامام الحسين،.بسبب احساسهم أنهم قد خذلوا "الحسين" في معركة كربلاء مما أدى الى مقتله بطريقة بشعة؛ ونتيجة لذلك باتوا في "عاشوراء "، أي في ذكرى معركة كربلاء، يحتفلون باسترجاع ذاك الحدث المؤلم، ذكرى استشهاد الحسين الذي يقسمون على الدوام باسمه، ويطلبون عونه وارشاده في قضاياهم الشخصية وغير الشخصية منها، مرددين على الدوام، كلما تليت الصلوات على النبي محمد (اللهم صلي على محمد) بتفخيم صوتهم بشكل جهوري لدى ذكر ما تبقى من ذاك الدعاء وهو (وعلى آل محمد ) أي الحسين وشقيقيه وأباهم ووالدتهم فاطمة الزهراء، فهؤلاء هم آل محمد.

ولا أحد يعلم متى وكيف توسعت حالة الخلاف بين الطرفين، مع عدم وجود ذاك الاختلاف الكبير بين العقيدتين الدينيتين؛ لكن المرجح أنها قد اخذت تتسع يوما بعد آخر الى أن بلغت درجة العداء المستفحل بينهما؛ ويرجح أن أسباب التباعد تعود لأسباب تزايد الاختلاف في الشعور القومي بين الطرفين، وخصوصا بعد أن نشط الفكر القومي العربي في البلاد العربية منذ القرن التاسع عشر، والذي بدأ يأخذ منحى مواز للفكر الاسلامي الذي كان يجمع بين الفريقين. ولا أستبعد أن دول الغرب قد ساهمت في عملية ايغار الصدور بين الطرفين سعيا لزيادة القطيعة بينهما؛ كما ساهمت الحرب التي أشعلتها الولايات المتحدة في ثمانينات القرن الماضي بين العراق وايران، في زيادة تلك الفجوة بينهما؛ ومن أجل بقاء تلك الحرب بينهما مستعرة لمدة ثماني سنوات، فقد لجأت أميركا الى تسليح الطرفين، وكان أحد أهدافها، وهو الهدف المعلن، ابعاد الخطر الايراني عن دول الخليج، لكن الهدف الآخر غير المعلن، وهو الهدف الأهم كما يرجح، فهو زيادة الهوة بين العراق والعرب من جهة، وايران من جهة أخرى.

ولكن هل يعني ذلك كله ان، نترك الحابل على النابل فتزداد الأمور تفاقما بين الطرفين، أم يتوجب على العرب والايرانيين معا العمل في نفس الوقت، لا لتدارك الأمر والحد من تفاقم الأمور بينهما، بل للسعي أيضا لرأب الصدع بينهما تمهيدا للوصول الى نوع من الاتفاق الراسخ الذي يتوقع منه أن يسير خطى تدريجية نحو التنسيق الكامل على كل الأصعدة، تمهيدا للتوصل الى اتفاق شرق أوسطي شبيه بالاتفاق الحاصل بين الدول الأوروبية وتمثل بظهور الاتحاد الأوروبي، وهو اتحاد نشأ بين تلك الدول رغم اختلاف القوميات واللغات، بل والدين أحيانا؛ فاتفاق كهذا بين الدول الشرق أوسطية سيؤدي الى ظهور قوة كبرى، قد تضع المنطقة في مستوى كونها قطبا سادسا ينافس الأقطاب الخمسة الكبرى، بل وقد يؤدي الى تفوق هذا التجمع على منافسيه الأقطاب الخمسة منفردة أو مجتمعة حتى ولو لم يمتلك تجمع الدول الشرق أوسطية قنبلة نووية، لأنه يمتلك قنبلة أقوى من القنبلة النووية هي قنبلة النفط . فاذا تجمعت دول الخليج مع العراق وليبيا والجزائر وايران، (وكلها دولنفطية) فان ذلك سوف يؤدي الى السيطرة على قرابة ثمانين بالمائة من مصادر النفط العالمية التي لا يستطيع الغرب الحياة بدونها. ومن أجل تحقيق ذلك، لا بد من ترجيح قومية جديدة للمنطقة تقف في مقدمة القوميتين الأخريين، وهما القومية العربية والقومية الفارسية، ولنسمها القومية الشرق أوسطية القائمة في الأساس على المصالح المشتركة؛ وكما قال الجنرال ديغول مرة : ليس هناك علاقة مبنية على صداقة دائمة ولكن هناك علاقات مبنية على مصالح دائمة.

فاذا كانت الولايات المتحدة تسعى عبر طفرات ما يسمى بالربيع العربي، الى انشاء شرق أوسط جديد يتناسب مع مصالحها، لماذا لا تأخذ دول المنطقة ذاتها زمام المبادرة لانشاء شرق أوسط جديد يناسب مصالحها هي لا مصالح أميركا ودول الغرب.

ترى كم من النتائج الرائعة ستتحقق لو تغلبت دول المنطقة من عربية وفارسية على خلافاتها، ووضعت حجر الأساس للاتحاد الشرق الأوسطي الجديد؟ الكثير بل الكثير جدا؛ فالمخاوف من ظهور دولة الهلال الشيعي ستنتهي، وهي الدولة التي اعتقد البعض انها ستضم العراق وسوريا ولبنان لوجود طوائف شيعية أو علوية فيها؛ كما أن مخاطر النزاع في البحرين بين الشيعة والسنة سوف تنقضي. ومثلها مخاطر التهديد الشيعي للمنطقة الشرقية في السعودية حيث توجد أكثرية شيعية؛ ومثل هذا وذاك سوف تصبح أسباب الخلاف بين الامارات وايران حول الجزر الاماراتية الثلاث التي احتلتها ايران في أوائل السبعينات أقل حدة ، وكذلك المشاكل في اليمن مع الحوثيين؛ أما النزاع في العراق حول من يحكم العراق: الشيعة أم السنة ،فهو أيضا سوف يصل الى نهايته، اذ سيتوصل الطرفان عندئذ الى أسلوب المشاركة في قيادة البلاد؛ كما قد يقتلع وفاق كهذا جزءا هاما من الخلافات الطائفية في لبنان ،ويضع حدا للاقتتال المتكرر بين فترة وأخرى ببن التبانة وجبل محسن في طرابلس؛ أما في سوريا، فسوف تنقرض تقريبا أسباب الاقتتال هناك بعد اتفاق الطرفين الرئيسيين من سنة من ناحية، وشيعة وعلويين من ناحية أخرى، فيعود الهدوء الى ذاك البلد الذي عانى حتى الآن كثيرا نتيجة عدة عوامل أهمها الصراع بين العرب والايرانيين، فالتفاهم السوري الايراني كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت الى قيام بعض دول الخليج الممتعضة من ذاك التفاهم، بتشجيع اشعال تلك الحرب المؤسفة في سوريا بسبب خروج سوريا عن رغبة بعض الدول العربية بمعاداة ايران.

والواقع أنه قد لا يوجد سبب حقيقي أو جوهري يستدعي الامتناع عن الاقدام على خطوة كهذه ساعية لتفاهم الدول الشرق أوسطية، مع استثناء تركيا لكونها تحاول الانضمام الى الاتحاد الأوروبي؛ فسوريا المرتبطة أصلا بعلاقات وثيقة مع ايران، لن تمانع في ذلك ، ومثلها العراق التي يحكمها في الوقت الحالي حكومة صديقة لايران، اما مصر فيرجح الا يكون لديها سبب جوهري للاعتراض على خطوة كهذه خصوصا وأنه في مرحلة من المراحل، كان هناك تفكير عربي بضم ايران الى جامعة الدول العربية ولو بصفة عضو مراقب،كما بدأ العرب يدعون ايران، لفترة من الزمان(ولو كانت قصيرة) لحضور مؤتمرات القمة العربية بصفة مراقب أيضا؛ فالاعتراض الحقيقي لن يأتي الا من بعض دول الخليج، بل ومن المملكة السعودية بالذات التي لا تكن الود كثيرا للجمهورية الاسلامية في ايران، ربما لكونها دولة اسلامية تنازعها على تزعم العالم الاسلامي الكبير، ولكون ايران تدين بالفكر الجعفري في وقت تتبع فيه السعودية الفكر الوهابي، وربما أيضا بسبب مخاوف السعودية من محاولات ايران لانتاج القنبلة النووية التي ستجعلها الدولة الاسلامية المتفوقة في المنطقة، علما أن الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة ، ما كانت ستسمح بتفوق ايراني كهذا، اذ كانت ستسارع الى تأمين توازن للقوى في المنطقة بتزويد السعودية بقنبلة نووية موازية؛ وهناك تجربة سابقة في هذا المجال ترجح هذا الاحتمال، وتلك هي مسارعة بعض الدول الغربية (ويرجح أنها الولايات المتحدة ) لتزويد الباكستان بالقنبلة النووية في عام 1998 بعد أيام قليلة جدا تعد على أصابع اليد من قيام جارتها الهند باجراء تجربتها النووية الأولى. فلم يكن من مصلحة تلك الدول، أن تتفوق الهند عسكريا على جارتها باكستان التي تدخل في مواجهات كثيرة مع الهند بعضها سياسيا وبعضها عسكريا وذلك منذ استقلال الدولتين مع نهاية الحرب العالمية الثانية.

وكما سارعت للتنويه في مطلع المقال بأنني لم أقصد بالقنبلة الكبرى قنبلة نووية، بل قصدت قنبلة التفاهم الى حد التحالف، فانني أود ألا يذهب ذهن القارىء بعيدا، فيعتقد بأنني مؤيد للنظام الاسلامي المتشدد القائم في ايران، لأنني بكل تأكيد لست من مؤيديه ، بل على العكس تماما، أتمنى لو يخلع ثوب التزمت ويذهب الى عصر العلمانية والديمقراطية التي باتت تشكل بعض سمات العصر الحالي؛ولتأكيد رسوخ هذا المعتقد في ذهني ، أود أن أذكر بأنني ربما أكون ممنوعا من دخول ايران منذ عام 1980 مع أنني لست واثقا من بقاء هذا المنع حتى الآن.

فقد أمضيت فترة طويلة في ايران خلال عامي 1979 و 1980 شهدت خلالها الكثير من التطورات على الساحة السياسية ابتداء من بزوغ الثورة الايرانية، ووصول آية الله روح الله خميني الى طهران، ورحيل الشاه، اضافة الى التفاعلات الكثيرة التي وقعت بعد ذلك وتضمنت سيطرة الخميني على مقاليد الأمور بتسميته المرشد الأعلى للثورة الاسلامية رغم كونه آنئذ مجرد آية الله، في وقت وجد فيه خمس آيات الله العظمى في ايران، من بينهم آية الله العظمى منتظري، وآية اللهه العظمى شريعت مداري؛ وآية الله العظمى خوئي؛ وبعض اولئك كانوا يقيمون في مدينة قم، المركز الأساسي للفكر الديني للشيعة، والبعض في مقاطعات ايرانية أخرى؛ وكان آيات الله العظمى الخمس، في مرتبة أعلى من مرتبة الخميني الذي لم يصل بعد الى مرتبة آيه الله عظمى، ومع ذلك فقد تولى هو القيادة في ايران كمرشد أعلى للثورة الايرانية؛ وشاهدت أيضا سلسلة من التطورات الدرامية الأخرى على الساحة السياسية كان من أبرزها تفجير مركز قيادة الحزب الاسلامي الجمهوري الذي كان يقوده آية الله محمد بهشتي فقتل الأخير وقتل معه العديدون من أنصاره اللذين باتوا أعضاء في مجلس الشعب. كما تواجدت في طهران عندما توفي بشكل مفاجىء وغامض آية الله محمود طالقاني، أكثر آيات الله اعتدالا ، والذي تطلع الى حكم اسلامي معتدل؛اذ أن وفاة هذين الرجلين، بهشتي وطالقاني، وما تبعهما من هروب "أبو الحسن بني صدر " (أول رئيس جمهورية منتخب للجمهورية الاسلامية )، الى فرنسا بصحبة مسعود رجوي رئيس منظمة مجاهدي خلق الاسلامية المعتدلة والتي كانت متحالفة مع كل من بني صدر وآية الله طالقاني، هذه التطورات المتسارعة، قد كرست مركز القيادة لآية الله روح الله خميني الذي لم يعد هناك بعد تلك التطورات المتسارعة، من ينافسه على موقع القيادة غير آيات الله العظمى الخمس اللذين تورعوا عن الدخول في نزاع مع الخميني، الذي كان في درجة أدنى منهم في مرتبة القيادة الدينية،ومع ذلك تجنبوا منازعته بسبب شعبيته التي كانت تزداد يوما بعد آخر.

وكنت أتمنى أن أمضي فترة أطول في طهران لأشهد نهاية ذاك الصراع المرير على السلطة، ولكني أصبت بقرحة في المعدة اضطرتني للعودة الى الأردن طلبا للعلاج هناك مع الأمل بالعودة الى طهران بالسرعة الممكنة؛ وبالطبع حاولت العودة فعلا، لكن طلب التأشيرة المقدم للسفارة في عمان رفض، وقيل لي عندئذ بأن منح التأشيرات للاعلاميين الراغبين في القدوم الى ايران قد تم حصره في السفارة الايرانية في بيروت التي باتت السفارة الوحيدة المختصة بذلك. وهنا سافرت الى بيروت وقدمت طلبا هناك ، وبعد انتظار طويل جاء الرد بأن منح التأشيرات للعاملين في حقل الاعلام قد تم حصره بالسفارة الايرانية في لندن؛ وهكذا ذهبت الى لندن وقدمت طلب تأشيرة هناك؛ وانتظرت طويلا وصول الرد بالموافقة ، لكنه لم يصل، وهنا قررت الاتصال المباشر بوزارة الخارجية الايرانية ، ورد علي أحد المسئولين فيها قائلا بأن طلبي قد رفض.؛وعندما سألت عن السبب،أبلغني بأن أمامه تقارير متعددة تؤكد عدائي للثورة الايرانية؛ ومن أجل الحقيقة والواقع أنني كنت كثيرا ما أسخر من الثورة الرجعية في أفكارها، وخصوصا بعد أن شاهدت بعض عمليات جل في الشارع العام نفذت ضد من اعتبروا مذنبي؛ وقدرت أنه لا بد كان بين الستة أو السبعة ايرانيين العاملين في مكتبي هناك، من جند من قبل المخابرات الايرانية، والأرجح أنه كان يزودهم بتقرير عن كل عبارة ساخرة أتفوه بها حول تلك الثورة.

وبعد أن أكدت بشكل واضح أنني لست من أنصار الثورة الايرانية الاسلامية، وأنني لا أدعو للتحالف مع حكومتها لكوني مناصر لتلك الثورة، بل رغبة مني في تعزيز موقف الدول العربية وايران في مواجهة أعدائهما؛توجب أن أتصدى الآن لأسباب رفض بعض الدول العربيةلمصالحة ايران ، وأبرزها قد يكون الاعتراض السعودي، فهو الذي يحتاج الى دراسة وتقدير متأن لمدى صحته وجدواه.

وقد يكون أحد الأسباب الرئيسية الأخرى لرفض السعودية التفاهم مع ايران،هو استرضاء الولايات المتحدة التي لا تكن الود لايران منذ أن احتل طلبة ايران الاسلاميين السفارة الأميركية في طهران عام 1979 وأخذوا الدبلوماسيين ألأميركيين والعاملين في السفارة، رهائن ظلوا في اسر خاطفيهم لمدة تقارب السنتين؛ فالسعودية على علاقة وثيقة جدا بالولايات المتحدة، ويهمها كثيرا ألا تغضبها؛ ومع ذلك فان التطور الجديد في العلاقة بين ايران والولايات المتحدة نتيجة الغزل الذي بدأه معها الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني، (الموصوف بالاعتدال) والذي أفرز كخطوة أولية مكالمة هاتفية بين الرئيسين الأميركي والايراني، هذا الغزل غير المسبوق لم تتقبله السعودية بارتياح ، بل وربما وجدت فيه سببا كافيا يمكنها من التنصل من الالتزام بمسايرة الأميركيين، بل وقد يشجعها، (كما تدل بعض المؤشرات الأولية)، على أن تقوم بدورها بالتقرب الى ايران ومنافسة الولايات المتحدة على كسب ودها ؛ فتلك المؤشرات الأولية سابقة الذكر، انما تكشف لا عن مجرد استياء سعودي، بل عن غضب على اميركا التي خذلت المملكة قبل ذلك ببضعة أسابيع نتيجة تراجعها عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا كانت قد هددت بها أميركا، وهي الضربة التي توقعت السعودية منها أن تعيد توازن القوى لمصلحة المعارضة، بعد أن بدأ الميزان يختل لمصلحة الحكومة السورية ، فظهرت حالات من التقهقر من قبل المعارضة التي تقدم السعودية الدعم المالي والتسليحي لها.

وبلغ حدود الغضب السعودي على الولايات المتحدة، أنها رفضت قبول المقعد الممنوح لها في مجلس الأمن، كما أدى بالأمير بندر بن سلطان، مدير المخابرات العامة السعودية، الى التصريح بأن العلاقات السعودية الأميركية ستشهد تطورا على صعيد التسلح من الولايات المتحدة وعلى صعيد التعامل التجاري معها أيضا؛ . كما ورد نبأ لم تتأكد صحته، مفاده أن السعودية ستوقف التعامل مع المدربين العسكريين الأميركيين، وسوف تستبدلهم بتعاون مع مدربين عسكريين من القوات المصرية المسلحة.

أما الفائدة الأكبر التي قد تعود على المنطقة نتيجة خطوة توحيدية، أو على الأقل تنسيقية، بين العرب وايران، فهي تحجيم اسرائيل التي يفترض أن الطرفين يضمران العداء لها؛.مما قد يضطرها للقبول بتسوية سلمية وعادلة نسبيا، خلافا للوضع القائم حاليا الذي تتصرف فيه اسرائيل بعنترية غريبة معتمدة على تفكك دول المنطقة وعلى الدعم الأميركي الذي يتوقع منه أن يتراجع ولو نسبيا تخوفا من ردود فعل القوة الشرق أوسطية الجديدة ؛ ولكن المردود الأهم أيضا، هو ما ينسحب على التخطيط الاسرائيلي المستقبلي ؛ فاليهود اللذين ظلوا على مدى الفي عام أو أكثر قليلا عندما يحتفلون بأعيادهم الدينية، يرفعون الكأس في الهواء قائلين "العام القادم في أورشليم " أي في القدس، وظللوا يفعلون ذلك الى أن امتلكوا القدس فعلا، فهؤلاء يتوقع لهم أن يواصلوا التطلع باصرار وتصميم ، نحو الوصول الى تحقيق مملكة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات، وسيظلوا يحلمون بذلك على الدوام، ولو لمئة سنة قادمة؛ ولكن ظهور قوة شرق أوسطية كهذه قد تردعهم عن المضي في طموحاتهم تلك، أو تؤدي لتأجيل طموحات كهذه لألفي سنة أخرى على الأقل ، لا لمجرد مائة سنة أخرى.

والواقع أن قضية تسوية العلاقات مع ايران، لا بد أن ينظر اليها باهتمام بالغ. كما أن قضية تجمعات الدول قد باتت أمرا مألوفا بل وضروريا في العصر الحديث. فهناك تجمع لعدة دول في الشرق الأقصى وهي قمة شرق أسيا في سانغافورة والتي تضم 18 دولة من دول منطقة آسيا ودول المحيط الباسيفيكي؛ وقمة الجنوب الأميركي التي تعقد في بوليفيا، وثالث تجمع يضم بعض دول الاتحاد السوفياتي السابق ومنها أرمينيا وأذربيجان، وروسيا البيضاء ومولدوفيا ودول أخرى، اضافة الى عشرات التجمعات التي تنشأ على أسس التعاون لاقتصادي كقمة العشرين التي عقدت في بيترسبرج الروسية وأدت الى تخفيف حدة التوتر المتعلق بسوريا. ومن هنا قد يبدو من الغرابة أن تبقى دول الشرق الأوسط متفرقة باستثناء ذاك التجمع الهش باسم جامعة الدول العربية الذي بات تجمعا هزيلا وهكذا بات من الضروري ان تترك الدول العربية خلافاتها مع بعضها البعض من ناحية، ومع ايران بشكل خاص من ناحية أخرى،اذا شئنا أن نشكل توافقا قويا تنسيقيا وتنفيذيا يقف في وجه الولايات المتحدة وكل الدول الطامعة في المنطقة بما فيها اسرائيل؛. فدول العالم تتقدم على الدوام الى الأمام، ولا تقبل بالتراجع الى الوراء، كما لا تتقبل أيضا فكرة الثبات في الموقع حتى لو لم يرافقه تراجعا؛ ذلك أن الثبات في الموقع هو نوع من التراجع، بل هو تراجع أكيد، لكون الثبات في الموقع، في وقت تتقدم فيه الدول التي حولها الى الأمام، يضع الدولة الثابتة في موقعها خلف الدول التي تقدمت فعلا ولو قليلا ؛ فلا بد أن نتطور مع الزمن، وألا نبقى مسمرين في مواقعنا الى أبد الآبدين.

كما أن التوافق مع ايران لا يجوز أن يحتاج الكثير، لأنه ليس قضية داخلية كما هو الأمر، على سبيل المثال، بالنسبة للسماح أو عدم السماح للسيدات السعوديات بقيادة السيارة. فالتوافق بين الدول،أمر آخر ولا يحتمل التأجيل، كما أنه لا يجوز ان تعالج دولة كالسعودية أمور العلاقات الدولية مع الدول الأخرى كما يتم تعاملها مع القضايا الداخلية؛ فالعلاقات الدولية هي أمر آخر مختلف تماما خصوصا في هذه الحالة بالذات التي قطعت فيها السعودية مرحلة في الاعتراض على نهج الولايات المتحدة، من رفض للمقعد في مجلس الأمن، الى تهديد بالتوقف عن التعامل معها في الحقل التسليحي والتجاري كما سبق وذكرنا ، بل وربما في حقل استخدام الخبراء الأميركيين في التدريب على استخدام السلاح، مما قد يفسر على أن المملكة السعودية ربما اجتازت نقطة اللاعودة. ونقطة اللاعودة في الفكر الفلسفي، هي النقطة التي يكون فيها شخص ما راغبا في اجتياز نهر ما دون أن يكون واثقا من قدرته على السباحة، فان تردده في مواصلة السباحة نحو الضفة الأخرى، يتوقف عنما يصل في سباحته المترددة الى منتصف النهر، ذلك لأن العودة الى ضشفة النهر التي انطلق منها ، تقتضيه قطع ذات المسافة التي تتطلبها منه مواصلة السباحة عبر النصف المتبقي من النهر.

فالسعودية اذا كانت تشعر بأنها ربما قطعت نصف النهر، فانه يتوجب عليها أن تواصل السباحة نحو الشط الآخر، شط الأمان، خصوصا وأن الولايات المتحدة ربما لن تغفر لها رفضها، بل وتمردها هذا، كما هي لم تغفر لشاه ايران موافقته في عام 1973 على فرض حظر نفطي على الدول الغربية وخصوصا على الولايات المتحدة، أذ تخلت عنه في محنته لدى بداية الثورة الايرانية؛ كما يرجح أنها لم تغفر للملك فيصل راعي مشروع ذاك الحظر النفطي، اذ قدر البعض أن الملك فيصل الذي قتل اغتيالا،ربما دفع حياته ثمنا لخطوته تلك المتحدية للأميركيين.

وهكذا يرجح المراقبون، أن السعوديين قد يفكرون طويلا قبل التراجع عن خطواتهم تلك، خشية أن يغدر بهم الأميركيون بواحد من حركات الربيع المفتعلة كعقاب لهم، وقد يصبح من الأفضل لهم تنقية الأجواء العربية اولا، ومن ثم اجراء مصالحة محتملة مع ايران (عدو الولايات المتحدة اللدود في المنطقة ) لتأسيس نوع من التنسيق معهم كخطوة يأمل المراقبون أن تكون (في خضم تحكيم العقل والمصلحة ) خطوة أولية نحو تحقيق تنسيق أوسع تمهيدا لتأسيس نوع من التكامل بينهما، نفطيا وسياسيا وعسكريا كخطوة لا مناص من الوصول اليها، عاجلا أو آجلا، من أجل تأكيد دول المنطقة كتجمع دول كبير يستطيع مضاهاة الدول الخمس الكبرى ويقف على قدم المساواة معها.

وأنا آمل الا أكون قد أغرقت كثيرا في التفاؤل، ولكن المثل يقول تفاءلوا بالخير تجدوه، فدعونا نأمل أن يطل علينا هذا الخير الذي يرجوه الأبناء المخلصين في هذه المنطقة من عرب وايرانيين على حد سواء.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو حقا الربيع العربي أم هو الدمار العربي ؟
- تعليقا واضافة للمقال الخاص بالاستشهاديين ، ينبغي التساؤل: هل ...
- هل نفذ باكورة الأعمال الاستشهادية في العصر الحديث منتمي لتيا ...
- هل أدركت الولايات المتحدة أن زمن القطب الواحد قد انتهى؟
- هل معركتي-اعزاز- و-باب السلامة- هما لسيطرة -داعش- على موقع آ ...
- لماذا لم يزهر ربيع عربي في قطر. ولماذا تصر أصغر الدول العربي ...
- هل جاء دور إخوان السودان في الرحيل ، بعد رحيل إخوان مصر ؟
- هل يؤدي الانقلاب شبه العسكري داخل المعارضة السورية، إلى الشر ...
- هل هناك منظمة -قاعدة- شريرة ، وأخرى -قاعدة- شريفة ؟ كيف؟ وأي ...
- لماذا كانت المنطقة العربية منذ الحرب العالمية الأولى وحتى ال ...
- لماذا يلاحق -أوباما-مخالفات لاتفاقية دولية تحظر استخدام السل ...
- هل تشكل معركة -إعزاز- علامة فاصلة في كوكتيل تحالفات المعارضة ...
- هل يدمر نتنياهو سلاح إسرائيل الكيماوي، بعد أن تعهدت سوريا بت ...
- متى يقوم -أوباما- باستبدال اسم سوريا ليصبح -سوريستان-؟
- هل يؤدي الاقتراح الروسي حول الكيماوي، إلى قرار شبيه بالقرار ...
- متى تسقط ورقة التين عن البعض، كما سقطت منذ حين عن البعض الآخ ...
- السؤال الحادي والأربعون : هل أصبح النفط نقمة ، ولم يعد نعمة ...
- السؤال الأربعون : هل باتت ما سميت بالثورة السورية ، هي الثور ...
- هل يتعظ اوباما من تجارب بوش وبوش في العراق ؟وهل انتهى زمن ان ...
- كم ستقتل الولايات المتحدة من السوريين، انتقاما لضحايا الكيما ...


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - متى يفجر العرب والايرانيون قنبلتهم الكبرى ؟ كيف ولماذا؟