أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين الشويلي - أسوء عقوبة أعدام !














المزيد.....

أسوء عقوبة أعدام !


حسين الشويلي

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 22:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يتعرض الآمنون الى القتل عمداً , لابد من عقوبة آنيّة تقابل الجريمة نوعاً وتفارقها كيفية .

يتعرض العراقيون عامةً , والمسلمين الشيعة خاصةً الى حرب أبادة قد أُعلنت منذ سقوط حزب القمع عام 2003 . وما زالت مستعرةً وتزداد وحشيةً بأطراد مستمر وكأنها ( جدلية كل تطور على أي صعيد تقابله هجمات أرهابية ) . والشواهد كثيرة على أنّ أغلب الهجمات الأرهابية تزامنت مع مناسبات وطنية حضيت بحفاوى الجماهير, لكن الأرهاب بدأ عقيدياً وأستمر ردحاً من الوقت وبعدها تحول الى ( عقيدي - وطني ) .

العراقيون الآن حبيسي ماضيهم السيئ بما يحمل من ذاكرة الحفاة والجياع والحروب والمتاريس وسط أحياء المدن وقطارات الموت التي كانت معبئة بالوطنيين الشيوعيين , ومآسي أهوار الجنوب وقتل الأنسان مع بيئته بما تحمل من ثروات طبيعية هائلة , وأساءة للأرث الشرعي للحضارة السومرية التي يمثلها سكنة الأهوار , وأنتهاك لأنسانية الأنسان في شمال العراق عندما كان يقتل ( كما تكافح الحقول بالمواد الكيمياوية ) . وتغيّر في ديمغرافية الشمال قسراً من خلال حملات التهجير من أعلى مرتفعات الجبال الى أخفض بقعة في جنوب العراق , وهذة من أوسخ الممارسات التي يمكن أن تتفتق عن مخيلة ديكتاتور وضيع ! رغم ثقل الذاكرة العراقية بهذا الكم من الأنتهاكات التي تعرضت له كراماته وأقتصادياته وبيئته وفوق هذا وذاك عقيدته وتدينه . مازال حبيس ( القنابل البشرية التي لوثت الحياة ) وبالسيارات التي تحمل الموت والثُكل واليتم للعراقيين , وتفخيخ كل مايمكن العثور عليه من جثّة حيوان أو آلة قديمة أو مايلقى في الأرض من أشياء .

ومن البداهة أنّ كل تردي في الواقع الأمني يقابله تردي في المجالات السياسية والخدمية والأجتماعية . أمّا في الجانب السياسي فالأحزاب تتهم بعضها بعضاً ومنها من يوظف عمل الأنتحاريين كأداة لأسقاط خصمه السياسي , وأي تشضي في كتلة الحكومة هو خمول سياسي وردائة وتبعثر في القرارات السياسية . مما يضفي الى نفس المقدمة , أزدياد في قتل الأنسان العراقي وتخريب بيئته .

وأمّا من ناحية الجانب الخدمي والأقتصادي . فهذا يرتبط أولاً بالجانب السياسي من خلال الحيثية التي تكونت من خلالها الحكومة والبرلمان ( لأن المحافظيين ومدراء المجالس صعوداً نحو الوزراء نجد أرتباطهم بزعاماتهم الحزبية نوعا ما وليس برئيس الحكومة , وكل أعمار أو الأرتقاء بجانب خدمي معين يحسبه البعض فوزاً لحزب رئيس الحكومة ! وهذة من أهم أسباب التردي في الخدمات التي تمنح المواطن واقعاً خدمي مأساوي ) . وثانياً تقل وتختفي في مناطق من محافظات العراق الأستثمارات الأجنبية , ورحيل أثرياء البلد نحو بلدان أكثر أمناً وخصباً لجني الأرباح , وأنكفاء السياسيين الوطنيين في محاربة الأرهاب وتتبعه , فيقل تركيزهم على الجانب الخدمي , لأن حياة الأنسان أثمن من شارع,, متسخ .

وطالما ترددت عبارات تحمل العقد الأجتماعي والحرب الأهلية أو التعايش السلمي بأنه مستهدف من قبل بقايا من زبل التأريخ من القاعدة وصنيعاتها . وحلّل ومحص ودقق البعض حول غايات الأرهاب وما السعي وراء قتل العراقيين فأ خلصوا الى نتيجة مفادها ( تمزيق اللُحمة الوطنية ) . وهذة هي الحقيقة الكامنة خلف كل الأجراءات منذ بدايات تسلط حزب القمع عام 1979 الى يوم الناس هذا . قد أختلفت الأساليب وفق المعطيات لكنها أتحدت في الهدف المنشود وهو تحويل عراق الزعيم عبد الكريم قاسم الى أقطاعيات دينية وقبلية وحزبية . كي تكون ولاءاتها متفرقة ايضاً ومتعارضة . ومن خلال هذا الأجراء المتجرد عن كل القيم الأنسانية على أختلاف مراحلها . ومن خلال هذة الممارسات الكارثية بحق الآمنيين المبدعيين الذين طالما عُرفوا بالحصافة والعلم والفن ودينياً ( العراق عاصمة الأسلام الفكري , ومكة المكرمة عاصمة الأسلام الروحي ) .


بات من العدل بمكان أستحداث وتفعيل قانون الأعدام فوراً وبطريقة تكون من أسوء الطرق عالمياً , لأنّا قتلنا بأوحش وأسوء طرق القتل المتعمد .

حقيقة لابد أن يدركها ( العراقي الغير شيعي ) بأن أستهداف المسلمين الشيعة دون غيرهم أو قل بأغلبية تتفوق عدداً على سواهم , هو أستهداف لكل عراقي مهما كانت ديانته ومذهبه ومدرسته الأجتماعية , لأن السيارة حين تنفجر قد تقتل الشيعي لكن تقتل أيضاً سمعة البلد عالمياً , وتزيد من تراجع أقتصاده , وتلويث مدنة . وهذا سيشمل الشيعي وغير الشيعي .
وحتى وأن تغيّرت حكومة السيد نوري المالكي سوف لن تتغير القاعدة ومن ورائها لتهشيم عظام العراق وأخراس صوته الجهوري الذي كان أنبثاقاً يمنح العالم بكل ما يحقق للانسانية من سعادة وعدالة . لأن المستهدف هو الفرد العراقي بحياته وأمنه وأقتصاده وسمعته العالمية وليس السيد المالكي كرئيس للحكومة .


أنّ أستحداث قانوناً يمكّن القوات العسكرية والأمنية من أعدام كل أرهابي تمّ صيده هو عملية أستبدال عشرات العراقيين الشرفاء , بقاذورة من قاذورات القاعدة وصنيعاتها . وهذا سيحقق جزء كبير من العدالة التي هي وضع الشئ في موضعه , وهل يتناطح كبشان حول أن قاع الأرض هو المكان الملائم جداً لخصوم الحياة والشمس والأنسان والجمال ؟

ومن الغرابة أن نجد في بلد,, تجمعت فيه كل المنظمات الأرهابية وتعمل على أرضه مثل العراق , ونلاحظ أنّ لجمعية حقوق الأنسان نشاطاً أكبر وأوسع من المحاكم الجنائية ! أنّ هذة الغرابة لايمكن أن تستمر أن أردنا حياة تليق بكرامة الأنسان وتمنحه السعادة . ولاينبغي أن تكون حياة الأنسان عباً ثقيلاً عليه , لأن الخوف المستمر من القتل هو لاشك تعكيراً لصفو الحياة وعبأً يُضاف الى أعباء الحياة .

نحو أسوء حالة أعدام في العالم بحق من تمّ صيده من جرذان الأرهاب متلبساً في جرمة .



#حسين_الشويلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مسؤولية الجماهير حول القضايا المعاصرة


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين الشويلي - أسوء عقوبة أعدام !