أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية جنة - عندما تكتب أنثى ..((نزيف الحروف )). قراءة في ديوان جنة نجية- أنزف مرتين- بقلم : الأستاذة سعيدة رغوي














المزيد.....

عندما تكتب أنثى ..((نزيف الحروف )). قراءة في ديوان جنة نجية- أنزف مرتين- بقلم : الأستاذة سعيدة رغوي


نجية جنة

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 17:28
المحور: الادب والفن
    


هو اصطدامي الأول بكتابة الأديبة "جنة نجية" ،الأنثى العاشقة للحرف،الهائمة ببهاء الكلمات، ستبحر ذاتي ومشاعري في ربوع مملكتها الشعرية الوارفة الظلال، مع نصوصها الشعرية التي اجترحت لها عنوان : " أنزف مرتين".
أحبائي لا شك أن النزيف كان عسيرا..يتاخم الجروح والأحزان ويتمرأى لنا هذا بجلاء بحضور مفردة " مرتين " .
فقد كان وقع النزيف قويا وحادا ..وهذا ما ستنم عنه النصوص التي احتوتها دفتي الكتاب.
فدعونا إذن، ننفلت من قبضة الزمن المتسارع،العابث بأحلامنا البسيطة..ونرتاد مرفأ الشعر والبوح مع " جنة" ، للاحتفاء بعبق الشعر ورائحته.
سَتُمْطرُ
بإيحاء جميل، مطر تستهل الشاعرة نُصُوصَها الشعرية، إنه إعلان عن أفق زاخر بالأمل، بالخير، فالمطر يؤثث لفرحة الشاعرة ومغادرة الشجن والألم لذاتها، كما أن حضور حرف السين ينم عن استشراف الذات الشاعرة لمستقبل أفضل، وطبعا المطر المتسم بالهدوء، والصمت، والسخاء، سيورِقُ فجرا جميلا..إن الشاعرة تستلهم عناصر الطبيعة والكون لتُشاركها انتشاءها: ( البحر،الأقحوان، السماء، الزنابق،الرحيق،الأشجار...).
إن عنوان النص الشعري الأول سَتُمْطِر فاتحة خير وأمل تعلن عنه ذات الشاعرة الصادقة، الشفيفة، وحالة المطر، لم يُعلن عنها في عنوان النص الشعري ، إنما فيما تلاه من أسطر شعرية، ودائما تسترسل الشاعرة مع مكونات الطبيعة بعنوان آخر:" موسم الربيع" الذي تُخاطب فيه الزمن الذي وسمته بالرديء ، والذي لا يستوعب الكلمات، والمصائب،إنها صرخة الشاعرة في وجه الزمن من أجل أن تحظى بأٌقْحوان الربيع، ويعقب" موسم الربيع" " غروب" ، إنه غروب ممزوج بالانتظار، وصمت الغربة.
إن الذات الشاعرة ترسم لنا لوحات تُزواج فيها بين نسائم الغبطة حينا ، وزفرات الحزن حينا آخر، هي ما تنفك تُسافر باحثة عن بر الأمان .
وتنتقل بنا الشاعرة من حالة الشجن ..فتتطلع إلى انبعاث الشمس المتوارية الباهتة الألوان..وما أجمل أنْ نَنْسُجَ الأسئلة تلو الأسئلة! ونتركها دونما إجابات ..إنها لحظات التشظي تستبد وتعبث بذات شاعرتنا.
إن حضور الصور الحزينة بين ثنايا الأسطر الشعرية هو ما حذا بالشاعرة لوَسم شعرها بـ:" أنزف مرتين" ، هو نزيف أمل ونزيف سدم.
إن ذات الشاعرة متألمة، منتظرة، بها اشتياق وحنين. وشعرية " جنة نجية " تتكئ على أسلوب بسيط سلس كما ألمع إلى ذلك في مقدمة الكتاب " مصطفى الغثيري"1، فهي لا تعدو أن تكون دفقات إنسانية تتلون بألوان الحياة ونبضاتها المتابينة.
الشعر عند " نجية جنة" بوح جميل، صادق، صادر عن ذات صادقة، سفر عبر الذاكرة، فأن تكتب بصدق وإبداع ، فهذا ينم على أنك مبدع تستنطق جمال الحروف، والذاكرة التي تختزل أشياء وأشياء..
هي حتما حروفها النازفة تتسلل إلى أرواحنا،هي تغاريد الحنين والحزن يجتمعان لينبلج نبض أشاع الرقي بين بتلات السطور، وقد ارتهنت الشاعرة لقضايا ذاتية،وبذلك نأت عن ضجيج القضايا الكُبرى.
كما تؤكد الذات الشاعرة هُيامها بالطبيعة ،فتستنطق مرة أخرى الرياح ،والأشجار، والنجوم، والليل ، لتكشف عن الحنين الذي يسكنها، فيجعل يراعها نازفا، يرسم قصائد بدون عنوان، إذ تسافر بنا في متاهات الحياة، علها تعثر على عناقيد الحب المفقود.وهي دائما ترنو لِمُعانَقَةِ الانبعاث الذي تحجبه شمس مصبوغة بألوان باهتة..وهي شمس الحرية المتوارية عنا طبعا بفعل غيوم الشجن..
إنها الشاعرة " نجية"، تعلن في ثنايا الأسطر الشعرية عن كمدها ومعاناتها، فنزيف الشاعرة الشعري بعيد كل البعد عن الكلمات المقنعة،المذبجة، هي شعريتها الصريحة الصادقة التي لا تختبئ وراء نفاق الجناس كما أعلنت:"شعري أنا ...يطعن في نفاق الجناس".2
نجية أيضا ترثي عزيز عليها،إذ يؤرقها هاجس التذكر ويحملها الحنين والشوق إلى أفضية ماضية:" لا زالت رائحة البحر تحملني إليك "،" تأخذني الصورة" ...الخ.
وباتكاء الشاعرة على الفعل الماضي الناقص" كان" في نصها:" كان لي"، تعلن عن انصرام حالة موسومة بترانيم الفرحة،إلى حلول أخرى عنوانها الانتظار والانكسار.
وتختم الشاعرة عملها الشعري بدعوتنا لنا للتأمل في نصها التي ارتضت له عنوان :" تأمل" .
إذ ستجيب في اللاحق من الأسطر عن طبيعة وكنه هذا التأمل ..الذي هو انطلاق،وترك للدهشة والذهول والاكتئاب، معلنة على استمرار المسير رغم نبضاتها الحزينة وآهاتها وحنينها وانتظارها...في عوالم شعرية اقتنصتها من ذاتها،وأشركتنا معها في الإبحار في يم حروفها وكلماتها..إنها " جنة" ترتحل بنا من خلال نصوصها لنعيش معها حياتها بكل تموجاتها ومراحلها،المُعْلَنَة حينا ،المتوارية حينا آخر،الحالمة والمشحونة بالحزن حينا آخر.
وأجْمِلْ بأن تختم الشاعرة بوحها الشعري بصيغة الأمر:"تَأمَّلْ" الممزوجة بالنهي،إنه الزخم الشعري يشي بزفرات شجن حينا وفرح أحايين أخرى كما ألمعت في السالف من السطور.
فلنبحر معها إذن في " أَنْزِفُ مرتين".


بقلم : سعيدة الرغيوي

1- مصطفى الغثيري، كاتب وروائي مغربي من أعماله" أسلاك شائكة"و "تأملات في حرفة الأدب"...
2- ص.25 نص: لا قناع .



#نجية_جنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان اي
- الوحدة العضوية وانسجام الموضوع في ديوان - ولادة - للشاعر الم ...
- التقابل الدرامي في المجموعة القصصية - لسمر حجازي-
- السخرية اللاذعة والأسلوب الملغز في - ويك ...مد النظر- للقاصة ...
- -الأسلوب الساخر في رصد سلوكات الواقع- في -رؤية معكوسة - للأس ...
- علاقة المرأة والرجل في - رقص المرايا- لنعيمة القضيوي الإدريس ...
- حتى لا يطول الانتظار
- خيوط الحكاية
- طفولة مخصية
- ستمطر
- الجرأة في فلسفة الحب في - العشق المشروع - لسعاد الحمري
- الأسلوب الطريف في تناول قضايا المجتمع في - في انتظارصوتها .. ...
- تعدد الأصوات والرؤية الدرامية في ديوان- فاتن الليل - للشاعرة ...
- الابعاد الجمالية والإنسانية في رواية - ليلة إفريقية - للروائ ...
- MEMORY IN THE WINDWARD
- أبحث عني
- احتفاء مدينة قلعة السراغنة بالروائي المغربي مصطفى لغتيري
- مساءلة أبعاد السرد الروائي في روايات لغتيري من خلال الكتاب ا ...
- مساءلة أبعاد السرد الروائي في روايات لغتيري من خلال الكتاب ا ...
- قرنفلة الجبل


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية جنة - عندما تكتب أنثى ..((نزيف الحروف )). قراءة في ديوان جنة نجية- أنزف مرتين- بقلم : الأستاذة سعيدة رغوي