أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - الحيرة كانت من أقوى الأسباب (3)














المزيد.....

الحيرة كانت من أقوى الأسباب (3)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 16:43
المحور: الادب والفن
    


الحيرة كانت من أقوى الأسباب (3)

(وينن وينن
وين صواتن وين وجوهن وينن
صار في وادي بيني وبينن
وينن
ركبوا عربيات الوقت
وهربوا للنسيان
وتركوا ضحكات ولادن منسية ع الحيطان
تركوا المفاتيح
تركوا صوت الريح
وراحوا ما تركوا عنوااان
وينن !!
وينن !!!)*

لا تشبه حيرتى، بالتأكيد، كالتى وردت فى الأية القرأنية: { كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ } لأننى لا أتذكر بأننى تأثرت، يوما ما، بأية أيديولوجية روحية (ميتافيزيقية) أو مادية لدرجة تجعلنى أسير لديها، بحيث لا أُفسر الماضى أو الحاضر والمستقبل و كل ما يحدث على هذه الأرض المستغَلّة بإجحاف وبشاعة، و ما تُصيب المجتمعات المنكوبة بسبب قلة مكرها، إلا من خلالها أو إستحالة إيجاد الحلول أو حبل النجاة إلا من جعبتها، وجعلها سندا لكسب مادى أو ماشكله، و أساسا لخلق الصداقات والتحالفات أو الدخول، لأجلها، فى خصومات، ومن ثم التراجع عنها والاستسلام لنقيضها بحكم تغير الزمان ومتطلبات المصلحة . أستطيع أن أقول، بقناعة تقترب من اليقين، بأن حيرتى تعود سببها، فى الأساس، الى شعورى بإغتراب عميق و مزمن. لماذا هذا الاغتراب؟ ربما لأن أبى(حميد عثمان) لم يعلمنى فن إجادة تسخير الأشياء البهية لإشباع النزوات الأنانية والتخفي وراء الشعارات البراقة و المظللة، أو لم أُخلق بالفطرة بدرجة كافية من الفطنة والذكاء تؤهلنى لأن أكون براغماتيا في بيئة تتغذى وتزدهر، فى نظرى وقناعتى، على الوهم والتخوين واللصوصية، وفشلتُ فى أن أرتقى بنفسى لأصبح ذكيا و واحداً منهم، بإنظمامى الى جماعة من جماعات(تابع الإمام الله أكبر) هذا من جانب، ولم أستطيع الحصول على إجابات تُقنعنى لمعظم الأسئلة التى كانت تبرز أمامى نتيجة معاينتى، أكثر من اللازم وعن قرب أحيانا، لأحداث حدثت فى مراحل مختلفة من عمرى من جانب أخر. حالى حال من يتردد بين أمر ومقابله ويسأل حائرا: أين تكمن الحقيقة؟
انها الإشكالية التى تواجه من يعيش وعيونه سليمة فى مجتمع غارق فى العَتَمَة، وأول ما يتسائل مع نفسه كم من المعتقلات الشبيهة بمعتقل (تزمامارت) تختفى وراء هذه العتمة الباهرة؟**، وبأمر مَنْ أُغتيل هذا وذاك؟ وكيف كوّن هذا (المناضل) كل هذه الثروة والأطيان؟ وكيف وصل هذا القواد الى هذه المكانةالرفيعة؟ .... بدلا من أن يأتى كل سؤال بجواب مقنع، يجر وراءه أسئلة أخرى. يكون السؤال فى العتمة، بطبيعة الحال، صامتا بسبب الصخب الذى يجيد الطبالون فى خلقه و تحت تأثير مشاعر رعب مغمورة فى الأعماق، لا تقل عن الرعب الذى يغمر من يقترب من أهل الكهف حسب وصف الأية القرأنية: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ لَوِ اطّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوْلّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً)-
ففى العتمة لا يرى المرء إلا من بعيد أقنعة فسفورية لامعة تغطى وجوه (أبطالٍ) تحتمى بالنار والحديد، ولا يسمع غير المديح والاطراء والثناء لهؤلاء الأبطال المقنعين الخالدين، ليبحث وحيداً و حائراً عن بطولة من بطولاتهم، ناسيا بأن البطل فى هذا الزمان أيقونة تولد إما من دهليز من الدهاليز المظلمة لتفرض؛ أو جنيناً فى رحم بشرى ليواصل بدلا من فضاء رحب وساحات مكشوفة و نتيجة لإنجاز إنسانى متميز و فريد.
*مقطع من اغنية فيروز "وينن“www.youtube.com/watch?v=CIx1Med3aEs
**ar.wikipedia.org/wiki/تلك_العتمة_الباهرة -
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (2)
- الحيرة كانت أقوى الاسباب (1)
- هل يقع مسعود البارزانى فى الفخ؟
- بعد قراءة متأنية لأخر أقوال مسعود البارزانى
- حكاية تصفية أول برميل نفط فى كوردستان (1)
- أنا و زوجتى وأمى فى المشمش (3)
- هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (2)
- هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (1)
- أنا وزوجتي وأمي في المشمش(2)
- أنا و زوجتي وأمي في المشمش (1)
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (5)
- القضية الكوردية وحز بالبحث العربي الاسترالى في العراق( إقرأ ...
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (4)
- عقدة حميد عثمان
- الوعي بدلاًمن الوهم/ إشكالية الإسم (3)
- مسعود البارزاني: أمام فرصة لتصحيح المسار أو لإستجداء قبول ال ...
- الوعي بدلاً من الوهم/ إشكالية الإسم (2)
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكاليات الإسم (1)
- الوعي بدلا من الوهم/ الوجه الأخر للصورة
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها( فاصلة 2)


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - الحيرة كانت من أقوى الأسباب (3)