أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك - الإزدواجية في السياسة الخارجية السعودية















المزيد.....

الإزدواجية في السياسة الخارجية السعودية


كور متيوك

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 15:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الإزدواجية في السياسة الخارجية السعودية
كور متيوك
اثار الموقف السعودي الذي رفض بموجبه شغل منصب العضو الغير دائم في مجلس الامن العديد من الجدل حول ماهية الموقف السعودي و مالاتها ؟ و مستقبل علاقاتها مع الولايات المتحدة ؟ و طبيعة السياسة الخارجية السعودية ، منذ سنتين من الان او يزيد كان وزارة الخارجية السعودية تسعى لهذا المقعد الذي ترفضه اليوم و شمل الامر العديد من الاجتماعات و إخضاع ممثليها الذين سيمثلون السعودية في مجلس الامن للعديد من الكورسات حول كيفية إتخاذ القرارات في مجلس الامن الدولي و كيفية صناعة القرارات فيها ، و دفع من اجل هذا مبالغ طائلة حتى حصلت على موافقة اغلبية اعضاء الامم المتحدة لذلك عندما ترفض السعودية تلك المقعد الذي سعت إليها كثيراً فلابد من إنها تثير الاستغراب و الجدل .
كان الامير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية ابلغ دبلوماسيين اوربيين أنه يعتزم الحد من التعامل مع الولايات المتحدة . و معللاً ذلك بتقاعس الولايات المتحدة عن القيام بأي تحرك فعال في سوريا و فلسطين ” . و اضاف “ العلاقات مع الولايات المتحدة تتدهور منذ فترة و يشعر السعوديون أن الولايات المتحدة تتقارب مع ايران كما أحجمت الولايات المتحدة عن تأييد السعودية خلال انتفاضة البحرين ، على الرغم من الاسباب العديدة التي يعتقد إنها ساهمت في تاجيج الخلاف السعودي الاميركي إلا إنني اعتقد إن السبب ليس قضية فلسطين الذي جعل العديد من الدول العربية و الاسلامية منها واحد من الكروت التي يستخدم من حين لاخر للضغط على الولايات المتحدة لمصلحة تلك الدول مثل الدعم الكبير الذي كان تركيا و قطر تقدمه لحركة حماس في قطاع غزة حتى إن العديد من الدول لم تعد تتعامل مع السلطة الفلسطينية بالمقابل اصبحت حركة حماس تحكم قطاع غزة و كانها دولة ، للعديد من الدول العربية مشاكل مع اسرائيل حدودية لكنها لا تثيرها لاسباب متعلقة بالامن القومي لتلك الدول بينما جعلوا الفلسطينيين يربطون مصيرهم بمالات الصراع العربي الاسرائيلي بينما لا يوجد هناك صراع حقيقي بين الدول العربية و اسرائيل لذلك اعتقد إن القضية الفلسطينية مستبعدة من تلك الفرضية كسبب لتدهور العلاقات الامريكية السعودية .
عقب الاطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي ظهر بوضوح شديد مدى التباعد الامريكي السعودي في المواقف الدولية و قضايا الشرق الاوسط حيث كان ينبغي إن يكون هناك رؤية مشتركة للدولتين حول قضايا المنطقة لكن كانت الولايات المتحدة و معها دول الاتحاد الاوربي تريد الضغط بفرض عقوبات على مصر لكن تدخل السعودية في الملف افسد على الولايات المتحدة حيوية الضغوط التي كانت تريد تطبيقها فالزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي لباريس و اجتماعه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند جعلت فرنسا تراجع مواقفها بشكل كبير حيث كان يعتبر من اكثر الداعيين لفرض العقوبات على مصر و في نفس الوقت تريثت الولايات المتحدة من فرض العقوبات ربما لدراسة الموقف السعودي و تاثيره على العقوبات التي ينوي فرضها على مصر لان إيقاف اي مساعدات مع تعهد سعودي بسد تلك الفجوة سيجعل من تلك الايقاف تحصيل حاصل فلقد بلغ حتى اليوم المساعدات السعودية الاماراتية لمصر ما يقارب 12 مليار دولار بينما يبلغ المساعدات الامريكية لمصر سنوياً 1.5 مليار دولار و هي بالتاكيد مبلغ ضئيل بالنظر الى تلك المساعدات الخليجية إذن المسالة ليست غضب السعودية فقط بل إن الولايات المتحدة تشعر بالتحدي من السعودية ، و اثناء الازمة المصرية زار الامير بندر بن سلطان موسكو في شان متعلق بمصر و سوريا لكن إذا إختار السعودية الابتعاد عن الولايات المتحدة و هو امر مستبعد سيكون عليها إن تتقرب من روسيا ، فشل السياسة الاميركية في مصر يعني فشل المشروع الاميريكي الشرق الاوسطي بالكامل و لقد ساهم السعودية في ذلك بغض النظر عن المصالح السعودية في رحيل الاخوان و المصالح الامريكية في بقاءهم .
سبب التدهور الكبير للعلاقات الامريكية السعودية هي بسبب تراجع امريكا في التدخل في سوريا عسكرياً بالاضافة الى التقارب الامريكي الايراني عقب وصول الرئيس روحاني لسدة الحكم و الذي يبدوا إنه يسعى لصيانة العلاقات الايرانية الامريكية التي تضررت بشدة بسبب البرنامج النووي الايراني و يسعى ايران لتخفيف العقوبات عليه مقابل الوصول لاتفاق مع الاتحاد الاوربي و امريكا حول صيغة متفقة عليها حول برنامجها النووي و ربما سيتم إخضاعها في نهاية المطاف لاشراف دولي ؛ كما إن فشل المساعي الخليجية للتدخل العسكري في سوريا جعل السعودية تحس إن الولايات المتحدة تقوض مصداقيتها وسط دول الخليج باعتبارها دولة محورية و في منطقة الشرق الاوسط ، لكن لماذا يسعى السعودية للاطاحة بنظام بشار الاسد في سوريا بينما تعيب على الولايات المتحدة عدم الوقوف معها اثناء الاحتجاجات الشيعية في البحرين في العام 2011م و التي تم السيطرة عليها عن طريق قوات درع الجزيرة ، فكافة الانظمة الخليجية انظمة ملكية و انظمة تسيطر عليها اسر دون بقية افراد الشعب و لقد سبق للسعودية إن قمعت مظاهرات كانت تطالب بإجراء إصلاحات في طريقة الحكم و كما آن سجل السعودية في مجال حقوق الانسان سئ جداً ، فكيف تريد السعودية إن تقيم نظاماً ديمقراطياً في سوريا بينما ترفض إقامتها في السعودية ، يجب على كل من السعودية و قطر و باقي دول الخليج تطبيق الانظمة الديمقراطية في بنيتها السلطوية في المقام الاول و من ثم ينبغي لهم مطالبة دول اخرى بتطبيق النظام الديمقراطي إن نفس السياسات الامريكية التي يسعى السعودية لاصلاحها يطبقها السعودية نفسها ، لقد غزت الولايات المتحدة العراق بسب اسلحة كيميائية لم يتم العثور عليه حتى اليوم و ديكتاتورية الرئيس الراحل صدام حسين بينما الديكتاتورية موجودة ايضاً في دول الخليج .
يجب على السعودية إن تراجع سياساتها الخارجية في المقام الاول قبل إن تطالب امريكا بإجراء تلك الاصلاحات فالسعودية ساهمت في تدمير سوريا و الولايات المتحدة ساهمت في تدمير العراق إذن كلاهما يتبعان نفس المنهج لذلك اعتقد إن السعودية غير مؤهلة للحديث عن عدم فعالية المنظومة الدولية التي يساهم فيها هي ايضاً ، استغرب جداً من إن السعودية تثير كل تلك الضجة لانها لم تنجح في مساعيها لضرب سوريا و تحويلها الى عراق اخر او ليبيا اخر .
الخلافات السعودية الامريكية الحالية هي الاضخم منذ 1973م لكن سيتمكن البلدين من تجاوزها دون صعوبات لان المطالب السعودية سيكون من الصعب على امريكا تنفيذها و على الرغم من حجم التبادل التجاري بين البلدين و ودائع السعودية التي بلغت في سندات الخزينة الامريكية ما يقارب 699 مليار دولار و في المدى القصير سيكون من الصعب إجراء تغيير شامل في السياسة الخارجية السعودية للابتعاد من الولايات المتحدة ، السعودية تحاول الضغط على امريكا لينفذ مطالبها لكن اعتقد إن السعودية لم تصل مرحلة الندية مع الولايات المتحدة طالما اقتصادها مازال اقتصاد يعتمد على عائدات النفط و هاهي ايران بعد إن اعلنت الحرب و القطيعة مع امريكا ها هي تعود و تدخل في مفاوضات جدية و كانت التصرفات الايرانية في الفترات السابقة يجعلك تعتقد إن ايران اصبحت دولة عظمى لكن بمجرد فرض العقوبات عليها استسلمت و لابد إن السعودية تعي إنها ساهمت في العقوبات التي فرضت على ايران بزيادة انتاجها النفطي لاستقرار اسواق النفط الدولية فنفس الامر يمكن إن ينطبق عليها إذا ما عادت العلاقات الامريكية الايرانية الى سابق عهدها .
من الواضح إن الموقف السعودي الحالي ليس موقف ثابت و إنها ستوافق في النهاية على شغل مقعدها في مجلس الامن فالرفض في حد ذاتها يجعل الحديث عن سعي السعودية الابتعاد من الظل الامريكي مشكوك في امرها فإذا كانت تسعى للابتعاد عنها فيجب لها آن تشغل المقعد من ثم تعارض سياساتها من داخل المجلس اما الرفض فهو يشير على آنها تريد للولايات المتحدة إن تلعب دور الراعي لها تنفذ لها رغباتها دون إن تبذل مجهود يذكر ، الولايات المتحدة لن تتدخل في سوريا باي شكل كان حتى يعيد اقتصادها العافية .
اعتقد إن الوقت حان للسعودية إن تفهم إنها ساهمت في تدمير سوريا و حان الوقت لكي تساهم في إعادة إعمارها و يبدوا إن قطر فهمت الامر .



#كور_متيوك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابيي ما بين التطلعات القومية و المصالح الانية ( 1 - 2 )
- منطقة ابيي تقرر مصيرها


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك - الإزدواجية في السياسة الخارجية السعودية