أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - الحجاب الأسود وحجاب التسطيح ...















المزيد.....

الحجاب الأسود وحجاب التسطيح ...


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 13:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كتبت الزميلة نهى الزبرقان مقالا قيما استعرضت فيه الدوافع وراء ارتداء المرأة للحجاب ، وقد أوردت عدة دوافع منها الذاتي ومنها عوامل الضغط الخارجي والتي تقود المرأة الى ارتداء الحجاب . وفي رأيي فالأسباب التي ذكرتها الزميلة ، هي أسباب ظاهرية لظاهرة ارتداء الحجاب .
وقد رأيت أن أضيف الى رؤية الزميلة ، نظرة أعمق على ظاهرة ارتداء الحجاب ، كواحدة من العوارض ، أو أعراض الحالة المرضية التي يُعاني منها المسلمون العرب خاصة وسائر المسلمين عامة ، وهي حالة يُمكن وصفها ، بحالة ارتكاسة سلوكية عامة ، ارتكاسة الى سلوكيات طفولة الأُمة في بيئتها الطبيعية الأولى .
وتعود أسباب هذه ألارتكاسة الى الشعور بالعجز الذي يعيشه العرب في مواجهة تحديات العصر المُعولم ، فكانت "العودة " الى سلوكيات الماضي الأمن هي الوسيلة ، وكان ارتداء الحجاب أحد عوارض هذه الحالة . وأصبحت السيطرة على سلوك اناث القطيع معيار للقدرة والتي هي عكس العجز ( ومن الجانب الجنسي أيضا ).
وفي الحقيقة ليست بي أدنى رغبة للدفاع عن الحجاب الاسلامي أو اليهودي ولا حتى عن الحجاب المسيحي . لكن سأُحاول أن استعرض بعض وجهات النظر في الحجاب .
فالحجاب هو وسيلة ساكني الصحراء والمناطق الجافة لحماية انفسهم من العواصف الترابية ، ودليلنا الحي هو رجال الطوارق والبدو الرحل الذين يستعملون غطاء رؤوسهم ككمامة وقت هبوب العواصف .
اما الجانب الاخر لارتداء الحجاب فإننا نراه لدى قبائل في الجزيرة العربية (السعودية )،حيث تتزوج المرأة وتُنجب دون أن يرى زوجها واولادها الذكور وجهها !! لا أجد تفسيرا منطقيا أو بحثا اجتماعيا يدلنا على اسباب ومسوغات هذا السلوك . فلربما يكون السبب هو في ماهية الرابط بين الذكر والانثى وهو رابط الخصوبة فقط !! يُقيمان علاقة جنسية (في الظلام ) !! وهذا هو الحال لدى المتدينين المتزمتين اليهود ، فممارسة الجنس تتم دون أن يرى الرجل جسد زوجته !
في رأيي فهذا هو "المصدر " لتغطية الجسد أو لنقل المُسوغ الديني لتغطية الجسد ، وهناك مجموعة دينية من المتزمتات اليهوديات اللواتي لا يكتفين بطبقة واحدة من الغطاء الاسود بل يستعملن طبقات تغطي كامل الجسم ، بما في ذلك الوجه ، واطلقت الصحافة على هذه المجموعة لقب "نساء طالبان " !!
وعودة الى الحجاب ، فهو موروث ثقافي ، قد يكون ذا جذور يهودية دينية ، ولا حاجة بنا للإطناب في تأثير اليهودية على الديانات اللاحقة لها كالمسيحية والاسلام . أو أن يكون الحجاب وسيلة وقاية وهو يقوم بوظيفة الكمامة البدائية للوقاية من العواصف الترابية والرملية وخاصة في اوساط البدو الرحل ، أو دليل على عادات متأصلة نسي أهلها اسبابها وجذورها ، كما في حالة القبائل التي لا يرى فيها الزوج وجه زوجته ابدا ، ويجب أن نُلاحظ هنا بأن المرأة ترفض الكشف عن وجهها حتى لزوجها وأولادها رغما عن أنف الزوج ، الرجل ، وخلافا لرغباته ، وكما جاء على موقع العربية ما يلي ، (الاخطاء الاملائية من المصدر ) :
"وتقول أم ربيع الجحدري البالغة من العمر سبعين عاما، وهي أم لشابين لم يرا هما وزوجها وجها ولو مرة واحدة إنها اعتادت على ارتداء البرقع منذ أن كنت طفلة معتبرة أن خلعه عيبا كبيرا وخاصة عند عائلتها فقد آلفت أن ترى أخواتها الإناث ووالدتها يرتدنه منذ نعومة أظفارها، مشيرة إلى أن زوجها لم يطلب منها أن تنزعه لأنه يعلم أن ذلك من العادات التي يجب المحافظة عليها، وعن إنجابها دون أن يرى زوجها وجهها أشارت الجحدري إلى أن ذلك لا يعد مهما فقد اعتاد ألا يرى وجه والدته وأخواته الإناث مؤكدة أن الآلفة والمودة هما أساس العلاقة الزوجية وليس الوجه. في حين أكدت نوره زوجة ابنها، وهي أم لسبعه أبناء أن من العادات التي ورثتها عن عائلتها ارتداء البرقع حتى في منزلها ومع عائلتها وزوجها، وقد طلب زوجها منها مرارا أن تنزع البرقع داخل المنزل لكنها امتنعت عن ذلك مبينه أنها تنام واضعة البرقع على وجهها مما سبب ضيق لزوجها والذي حسب حديثها اعتاد على رؤية وجه أمه مرتدية بالبرقع."
المُشكلة ليست في ارتداء الحجاب ، بل في اسباغ مسوغات دينية عليه ، وللعلم فهذا موضوع خلافي بين رجال الدين ، البعض وهو صاحب اليد الطولى بفضل البترودولار والقادم الينا أشعث أغبر من غياهب الصحراء ، يعتقد جازما بأن الحجاب فريضة شرعية دينية ، تحظى من ترتديه بأن تكون في الاخرة رئيسة لمجموعة من الحور العين وتحت امرة رجلها "صاحب القضيب الذي لا ينثني "!!
أما الاغلبية الصامتة أو التي تم "تكميم " أفواهها من رجال الدين فتعتقد بأن الحجاب ليس بفريضة دينية ، رغم أنها لا تدعو الى السفور ، خوفا على امتيازاتها الدينية والذكورية !!
ونعود من حيث بدأنا ، وهو عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة ، وهي الجنس . فلكي يحمي الرجل "مستعمرة حريمه " أو" قطيعه النسائي " من هجمات غيره من الذكور الشبقين في مواسم " السفاد " فأنه يفرض عليهن الاختباء خلف أسوار "عالية " من "العفة ،الشرف والطهارة " ، ويعتبر الحجاب هو السور الذي سيحميهن من "هجمات " الاعداء .
وتماما كما في الطبيعة ، حينما تختبئ الاناث في منطقة " سيطرة " الذكر أو ضمن حدود مستعمرته التي ليس لها حدود سوى "رائحة بول الذكر " ، فهكذا يرمز الحجاب الى حدود المستوطنة !!
ويُمكننا أن نُلاحظ بأن التهديد بالاعتداءات الجنسية ، التي ستتعرض لها الاُنثى اذا خرجت عن حدود مستعمرة الرجل ، ما زالت وسيلة نافعة في قمعها وقمع حرية حركتها أو حرية خيارها !!
فحتى لو قامت الانثى بارتداء الحجاب "بكامل رغبتها " ، فهي تعتقد بأنها بذلك تحمي نفسها من نار جهنم لاحقا أو من نار الاعتداء الجنسي راهنا !!اذن الخوف هو الدافع ، الخوف من العقاب " العقاب الديني ، عقاب ذكور العائلة والأنكى والأمر تعرضها لاعتداء أو تحرش جنسي ، يتركها مع ألامها واوجاعها الجسدية والنفسية الى أن تفارق الحياة !!
قد يكون الحجاب وسيلة دفاعية لدى البنت ، لأن تنشئة الاجيال الجديدة من الذكور ،وبفضل البترودولار الصحراوي المدعوم من القوى الرأسمالية العالمية ، تعتمد على ابراز دور الغريزة الجنسية والتي لا يُمكن مقاومتها لدى الذكر ، ولكي تتفادى الانثى سطوة ومضار هذه الغريزة عليها بحماية نفسها بواسطة الحجاب !! وهي مشابهة تماما لغريزة حب التملك والسيطرة الرأسمالية والتي يجب تفاديها ايضا !! والجشع الجنسي والرأسمالي ، هما وجهان لعملة واحدة ، عملة التسليع ، تسليع الجسد الانثوي وتسليع الاوطان !!
هناك ضرورة لخلق اليات حماية بديلة للأُنثى ، عبر تقويتها (التعليم والثقة بالنفس والقدرة على الرفض والمُقاومة ) وتعليم الذكور مهارات التحكم بغرائزهم وتطوير الموقف من المرأة والتعامل معها ككيان مواز ومساو للرجل ، وهي نصفه الضائع الذي لن يكتمل بدونه !!
الاسلام السياسي يخدم اجندته ، فماذا تفعل قوى التقدم ؟؟



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهتي يا ظافرة ؟؟!! في انتظار اصوات الجنود ..
- الشيخان (قوجمان والنمري ) والمُتصابي أحمد فؤاد نجم
- النقائض وثوريو الشرق ... في نتف الريش المُتبادل
- صناعة سوفييتية - في تسطيح مفهوم العمل ووأد الدافعية
- صناعة سوفييتية - الانسان الجديد 2
- صناعة سوفييتية -في بناء الانسان 1
- صناعة سوفييتية - في النقد الذاتي
- عيدية الحكومة للرأسمال الكبير ..
- السعيد ، كل يوم عنده عيد .
- ألحق (الذنب ) على الامبريالية ..!!
- لماذا جيفارا ؟؟
- لا لتعدد الزوجات ...لا للزواج المبكر
- جحا أولى بلحم ثوره
- الأزمة المُفتعلة ورأسمالية القوة ..
- النعي المبكر للرأسمالية
- تعلق قلبي في ...الخليجيات !!
- موسم خروج العفاريت ..!!
- القاموس الفلسفي للطبقة العاملة الحداثوية !!!
- الديالكتيك وعمال العمار
- في انتظار عبرة


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - الحجاب الأسود وحجاب التسطيح ...