أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - 40 عاما على رحيل طه حسين !














المزيد.....

40 عاما على رحيل طه حسين !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 05:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




لا اعرف كم هناك من يذكر طه حسين الان بعد مرور 40 عاما على رحيله.خاصه ان معظمنا قد تربى فى مرحله الفكر القوى عبر نموذج حكم الرجل الواحد او الحزب الواحد. و فى زمن الفكر القومى اليسارى و هى على انواعها اتفقت عن قصد ام عن غير قصد على تغييب مرحله و رموز عصر النهضه.و لذا فان الكارثه الاولى التى حلت على العرب حسب ظنى هو تلك القطيعه التى حصلت مع فكر مرحله التننوير.و اغلب الظن انه لو تم البناء على فكر عصر النهضه او الاستمرار بالعمل التنويرى لربما لتخذ التاريخ العربى مسارا غير المسار الذى اتخذه.

ربما كان طه حسين من اخر التنويريين العرب ان لم يكن اخرهم بالفعل. كان فكره و اراءه ينتمى لمرحله القلق الاولى التى عرفتها المنطقه العربيه فى مرحله ما يمكن تسميته بالبحث عن الذات.اكتشف العرب انه غابوا الف عام غابوا فيه عن مسرح التاريخ و و فكروا انه حان الوقت لكى يستعيدوا دورهم و امجادهم ؟

لذا تركز النشاط التنويرى فى البدايه على السعى لتحريض العرب على استعاده دورهم الذى تخلوا عنه (البساتنه و اليازجى) و لذا لم يكن من المستغرب ان تسيطر فكرتى الخلاص من الاستباد و الترقى على فكر التنويريين العرب فى تلك المرحله التى كان جل الوطن العربى يخضع للسلطه العثمانيه و لاحقا لاحتلال الدول الاوروبيه (عبد الرحمان الكواكبى .شبلى الشميل .فرح انطون الخ).

لقد ادركت النخب العربيه فى تلك المرحله ان الضعف و التخلف و الهزائم ليست الا نتيجه لوضع عام مهلهل لا يمكن علاجه الا باعاده النظر فى مجموع الفكر السائد.
و من خلال الاشكاليات التى طرحت مثل مساله التعليم و مساله المراه و مساله العداله و مساله الوحده و مساله بناء الدوله الحديثه نرى ان جل هذه الاشكاليات كان تصب نحو فكره التقدم و الترقى.

من وجهة نظرى على الاقل , لعل اهم حدث ساهم فى طرح الاسئله الكبرى فى تلك المرحله هو اكتشاف العرب للعالم الخارجى الذين كانوا معزولين عنه بقرون و هذا الاحتكاك بحد ذاته ( احتلال نابليون لمصر .رحله الطهطهاوى الى باريس و البعثات المصريه الاولى للدراسه و الكليه السوريه فى بيروت الخ )
كل ذلك اثار السوال الذى طرح بقوه حول الاسباب التى جعلت الاخرين يتقدمون و العرب لم يتقدموا .و لم يكن الاخرين فقط اوروبا بل كانت ايضا دولا اسيويه مثل اليابان التى اثار انتصارها على روسيا عام 1905 فرحا عربيا لانهم راوا امكانيه قوه اسيويه ناهضه على الوقوف امام قوه اوروبيه.

لذا يشكل فكر طه حسين امتدادا و استمرارا لافكار تلك المرحله التى كانت تنشغل بالسؤال الكبير كيف يتقدم العرب و كيف يمكن لهم الانتقال من مرحله الدوله السلطانيه الى مرحله الدوله الحديثه؟
فلقد شهدت تلك المرحله مقابسات هامه على صفحات الاهرام و سواها تناولت مسائل عديده لها علاقه بالسوال المركزى كيف يمكن للعرب ان يتقدموا؟

و على هذا النحو حصل الانقسام على خلفيه ان هناك من كان يرى التقدم يتم عبر نسخ التجربه الاوربيه و كان هناك من يرى بالنموذج الاسلامى الحل و كان هناك من يرى الاخذ بالنموذجين.
كان طه حسين اكثر قربا حسب اعتقادى برؤيه نسخ التجربه الاوروبيه خاصه انه درس فى باريس و تاثر بالفكر الغربى خاصه (ديكارت) عبر منهج الشك الذى طبقه فى بعض ما كتبه مثل كتاب (فى الشعر الجاهلى).كما بدا ذلك واضحا فى اراءه فى هويه مصر المتوسطيه. و حسب اعتقادى لا يوجد هويه كهذه لكنها كانت سعى منه ان يبحث عن هويه لمصر تلتقى فيها مع اوروبا (و ان يخرج فيها من اسيا !ا)و هذا الامر يعكس حسب وجهة نظرى تاثير القوميه المصريه التى ولدت فى ذات الوقت التى ولدت فيها القوميه العربيه على يد مثقفى بلاد الشام الذين عاش جلهم فى مصر .و لعل هذا كان من الاسباب الذى جعل من فكره القوميه المصريه تتماهى و ان تدريجيا مع فكره القوميه العربيه بسبب غياب الحدود الثقافيه بين الفكرتين.

على كل حال كان على طه حسين مواجه الزوبعه التى قامت ضده بسبب شكه بصحه ما وصل من الشعر الجاهلى فى الكتاب المذكور. و كان عليه كما حصل مع على عبد الرزاق من قبله الذى رفض فكره الدوله فى الاسلام فى كتابه( الاسلام و اصول الحكم ) ان يواجه عاصفة من الاعتراضات من مؤسسه الازهر التى اعتبر انه تمرد عليها و هو الذى تخرج منها قبل ذهابه للدراسه فى فرنسا!
فى كتابه (مستقبل الثقافه فى مصر) يناقش طه حسين اشكاليه الهويه المصريه التى لا يعتبرها هويه شرقيه و هو طرح ينسجم الى حد كبيره مع رؤيته لمستقبل مصر.لكنه فى الوقت ذاته يركز على اللغه العربيه معارضا استخدام اللغه العاميه و هى افكار طرحها البعض .

لكن يلاحظ ان طه حسين عاد قليلا نحو جذوره الاولى اى ربما بات اقل ثوريه و بات يكتب فى التاريخ الاسلامى مثل (على هامش السيره) و( مراه الاسلام )الخ.
كان طه حسين يربط التقدم الاجتماعى و السياسى بمدى تقدم العلم و الثقافه لذا ليس من المستغرب ان يكون من اوائل الداعين لتاسيس جامعه الملك فواد . و فى الزمن الحاضر الاكثر قلقا ربما فى التاريخ العربى كله ما زلنا نرى ذلك الانقسام الحاد بين من يريدون تبنى النموذج الاسلامى و بين من يريدون الاستفاده من الحداثه لتطوير مشروع وطنى يشبه ربما افكار طه حسين بالتمسك بالهويه الوطنيه و الانفتاح على الثقافات الاخرى.مع فارق واحد ان الاصلاحيين الذين كانوا يطرحون افكار تبنى النموذج الاسلامى امثال محمد عبده كانوا يختلفون كثيرا عما نراه الان من اسلام سياسى تصادمى و عنفى.

على كل الاحوال لا شك ان افكار طه حسين التنويريه سواء لناحيه اعتبار التعليم كالهواء و الماء او فى سعيه نقد ثقافه ما قبل الحداثه كان يلعب دورا تنويريا هاما فى مرحله قلقه من تاريخ بلادنا .و كان بحق امتدادا لهذا الجيل العظيم من التنويريين العرب ممن لعبوا دورا كبيرا فى ما بات يعرف بالنهضه العربيه التى بدات فى القرن التاسع عشر.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخ الاكبر يطل من جديد !
- لا بد من تعلم ثقافه السوؤليه و المواجهه مع الذات!
- لاجل مجد كنعان
- منزل فى منتصف الطريق!
- لقد حل عصر جديد على البشريه!
- ألاهم هو التصدى للثقافه المنتجه لللاستبداد !
- الاعوام التى سبقت انفجار الشرق الاوسط!
- لا قيمه تعلو على قيمه التسامح!
- بانتظار التغيرات الكبرى فى المنطقه العربيه!
- الحقيقه التى على الفلسطينيين مواجتها
- حرب امبرياليه صهيونيه بمعاونه قوى التصحر العربى!
- بيان صادر عن مجموعه من المثقفين العرب و الغربيين المناصريين ...
- انا القاتل و انا القتيل!
- غابه الامل
- لا مناص من الثقافه العقلانيه فى التغيير السياسى
- لاجل وقف النزيف الاثنى و الثقافى فى المشرق العربى
- حان الوقت للتفكير جديا بكيفيه التعامل مع فكر الاحاديه الديني ...
- لا بد من احياء قيم عصر التنوير العربى
- ميشيل ايوب يرد من فلسطين على طروحات الطائفيين !
- لاجل وقف حمله اليمين المصرى ضد الفلسطيين!


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - 40 عاما على رحيل طه حسين !