أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد الماجدي - مبردة السيد احمد














المزيد.....

مبردة السيد احمد


جواد الماجدي

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 22:26
المحور: كتابات ساخرة
    


مبردة السيد احمد
جواد الماجدي
سيد احمد يمتهن احدى المهن الذي اتى بها الانفتاح على العالم بعد سقوط الدكتاتورية، التغيير الذي في العراق جلب لنا كثيرا من الافراح، والويلات، فرحنا كثيرا بسقوط صنم من اصنام الطاغوت، وابتلينا اكثر باصنام جثمت على قلوبنا؛ سيد احمد صاحب محل لصيانة اجهزة الموبايل في احدى المناطق الشعبية في بغداد, لديه مبردة صفوية الصنع نوع برفاب حجم 2،5طن يضعها في باب محله مطلع فصل الصيف، لتقيه قليلا من حرارة صيفنا اللهاب، الذي يختلف حاله حال الكثير من حياة العراقيين عن العالم اجمع؛ مبردة سيد احمد في هذا الموسم رفعت في بداية فصل الصيف لا لإعتدال الجو, او لشرائه السبلت مثلا, لكنها اختفت من امام المحل في ليلٍ مظلم, استغربنا كثيرا بالحادث لوجود الامان, والحراسة الليلية بالمنطقة؛ لكن الذي اثار استغرابنا اكثر هو اعادة المبردة بعد نهاية فصل الصيف سالمة مسلمة لتعود لمكانها الاصلي.
الديمقراطية, والانفتاح, والانتخابات التي مارسها الشعب العراقي برغم الظروف الصعبة، والتحديات والمخاطر الكبيرة التي تحدوها, وتقديمهم التضحيات لاجل انجاح عملية الانتخابات وايصال الاشخاص الكفوئين الذين يخدمون الوطن والمواطن, والنظر الى فقراء البلد لينتشلوهم من الواقع المرير الذي يعيشوه, لانهم باعتقادنا ابناء علي عليه السلام، الذي عمل على حمل هموم الفقراء, والايتام.
الشعب العراقي, يعيش في اغنى بلد في المعمورة لكن بيوته من صفيح, ويعتاش على جمع النفايات, والتسول في الطرقات نتيجة لعمليات النهب الممنهجة, وتسلط حفنة من الفاسدين على مقدرات الشعب التي قد تكون السبب الرئيس لما وصل اليه حالنا للاسف الشديد.
الاحصائيات تشير الى اكثر من ستة ملايين مواطن عراقي شريف اقول شريف لأنه لم يمد يده الى المال الحرام, اي ما يعادل خمس الشعب العراقي يعيش تحت مستوى خط الفقر حسب تقارير الامم المتحدة مما يؤدي الى نتائج وأبعاد اخرى كالبطالة, والأمية, والجهل, وحتى الارهاب لاستغلالهم من قبل بعض الجهات الارهابية.
المتسلطون على رقابنا باختيارنا, والذي خدعنا بهم, واغلب الرأي العام العراقي سيما متوسطي الثقافة, والمحرومين منها, الا بعض المستفيدين منهم؛ هؤلاء المتطفلون الذين قد يكونوا لم يتربوا على حب الوطن, او لايوجد لديهم اي ولاء له لنمو عظمهم، ولحمهم من خيرات تلك البلدان التي عاشوا فيها؛ ولم تختلط حياتهم بآهات العراقيين, واوجاعهم المستديمة، قد تكون الانسانية ماتت بقلوبهم بقدر ما ماتت الوطنية فيها، التي لو كانت موجودة لتداعى هذا السياسي او ذاك ((مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)) ولانتفضت انسانيتهم((الناس صنفان اما اخا لك في الدين او نظيرا لك في الخلق)) ان كان لهم دين, او عقيدة, او سلف صالح كما يتبجح الذين يدعون الدين, والتدين, لوضعوا قول رسول الرحمة نصب اعينهم (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع), سلام الباري عليك يا ابا القاسم لتنظر الى جياع عراقنا المنكوب ليكونوا دليلا على القوم الظالمين يوم لا ظل الا ظله وتكون انت وابن عمك(عليكما افضل السلام واتم التسليم) قسيما الجنة والنار.
الى متى؟ فمنذ اكثر من عشر سنوات على حكم ابناء علي(كافل اليتيم,والفقير) كما يدعون, ولا توجد هناك حلولا ناجعة للحد من ظاهرة الفقر في العراق! لماذا لايكون هناك تقييم حقيقي لاداء المؤسسات الحكومية بغية النهوض بالواقع الاقتصادي للبلد؟ لماذا لايكون هناك دعم حكومي حقيقي للشرائح الفقيرة وغير القادرة على العمل؟ بدلا من تكدسهم في التقاطعات, والسيطرات التي صنعها واضعوا الخطط الامنية بقرارات تخبطية.
وعودة على ذي بدء لاتسائل، هل ياترى سيفعل سياسيونا كما فعل سارق او مستعار مبردة السيد احمد؟ ويعيدوا حقوقنا وحقوق الايتام والارامل وان ينظروا اليهم بعين العطف والمواطنة.



#جواد_الماجدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة العناد حكم الصبيان
- بغداد واربيل والامن المفقود
- البصرة عاصمة العراق الرياضية
- تحذير...للسليطي النوع
- الاستنساخ
- الانتخبات ورزق الموظف
- سياسة الترهيب
- رئيسنا والغيبة الكبرى
- صمون وعدس
- التعليم العالي الى اين
- ابنائنا والبكلوريا
- عفوا دولة الرئيس
- الجسر الميت المتوسط
- الكرسي والخدمة
- امبراطورية الاباريق
- الربيع الصحي
- اماني صحية
- رحلة عمر
- لاتربط الجرباء قرب صحيحة
- الفقراء احباب الله


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد الماجدي - مبردة السيد احمد