أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم جادالكريم - التعذيب بالصوت














المزيد.....

التعذيب بالصوت


ابراهيم جادالكريم

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 15:22
المحور: كتابات ساخرة
    


أشياء غريبه تحدث فى مجتمعنا الان .... نعذب بعضنا بعضا .. عن جهل ... كما كان ذلك واضحا حين أقيم شادر للعزاء فى الشارع من ناحية باب البيت ... البيت .. ولكن شبابيك وبلكونة الشقه من الناحيه المعاكسه ... حيث نظرت ووجدت شادر اخر !! للعزاء .. وبدأ الكهربائى فى الشارع أمام الباب يجرب الميكروفون من الساعة الرابعه بعد الظهر ... بأعلى ما فى الميكروفون و(الساوند سيستم) على أربعة سماعات بطول المترين .. السماعه الواحدة، ولكى يتمم التجارب يعمل بنظام ايكو (صدى الصوت) وهو يتكلم بكلام لا نفهمه .. ولكن قوة وصدى الصوت كان يهز قطع الاثاث وزجاج الشبابيك والبلكون .. مما دفعنا الى قفل كل منافذ الشقه ونحن نصرخ لبعض ... لاننا لا نسمع بعض ونحن نتكلم ... الى ان سكت عن التجارب الذريه !!!!!!!!!

وحاولنا ان نهدىء بعضنا بعضا ودخلنا للنوم بعد الغذاء بعد أن تحولت الشقه الى حمام بخار او حمام تركى ... ولكن الكهربائى بدأ تجاربه ثانية الساعه الخامسه وبنفس الطريقه الى أن اسكته أحدهم أو سكت هو من التعب من ... صوته !! وحاولنا النوم من جديد لان هناك مرضى وكبار سن بالبيت.

ولكن وقبل السادسه بدأ الميكروفون بالشارع الخلفى بالتجارب وبنفس الطريقه الغبيه التى لا تفهم منها أى كلمه من كلماته ... ثم بدأ الشيخ فى التلاوة وكانت قرائته سليمه بمخارج الالفاظ وحنجرة جميله ... ولكن بدأ الشيخ الاخر فى الشارع الامامى فى نفس الوقت ... وكان صوته بشعا وحنجرته جهوريه بلا مخارج الفاظ ... وبدأنا نصرخ لبعضنا ونوجه الكلام الى أتجاه الاذن ونحن نتكلم.. والمصيبة حين بدأت المضاربة بين الشيخين والكهربائيين أيضًا، وكأننا فى ميدان حرب والقتلى هم المرضى وكبار السن... وأعصابنا جميعا؛ مما دفعنا الى طلب شرطة النجده وكان سامعا للصوت من التليفون وقلنا: انت سامع ... الاثنين، فقال: نعم وانا أعملك ايه.. أنت عايزنى أسكت القران !!! وقفل السماعه !! ليشعرنا بمدى تخلف بلدنا وتخلف العاملين بالشرطه الذين يفكرون بهذه الطريقه المتخلفه... وصرنا جميعا ندعو على الشرطه وعلى البلد وعلى المرحومين ... وكأنهم لن يدخلا الى الجنه الا بالصوت العالى الرهيب ... وهكذا قضينا ساعات قاتله .. لان فترة سكوت هذا الشيخ والتى هى فترة راحه!! كان الشيخ الاخر يصرخ فيها ... وبالتالى كان العذاب بلا توقف وبلا راحه.

وبعد أن أنفض الشادرين كنا قد تدمرنا دمارا انسانيا !! ونحاول معالجة كبير سن عنده اضطراب فى نبضات القلب !! وجميعنا يأخذ مسكنات للصداع ... وبالتأكيد كان الدعاء للمرحومين من كل سكان المنطقه .. حوالى كيلومتر طولا وأثنان عرضا ... وكل السكان يدعون عليه وعلى الليله وعلى الشادرين الاثنان وعلى الكهربائية كلهم ... وهم يقولون لماذا لم ينقطع التيار الكهربائى اليوم؟؟؟ !! ولا أعتقد أن دخول الجنه بالصوت
العالى أبدا بل أن الدخول للجنه لا يحتاج أى صوت ... وعلى عكس ما يعتقد السوقه الاميين الذين تصدروا الصفوف الان أمثال ذلك الشاب السنى الذى وقف يخطب على القبر والناس فى حر الظهيرة يلهثون ... فصرخ اليه رجل مسن وقال خفف عن الناس والحر الخانق ده ... فهاج عليه أهل الميت جميعهم، وصرخ اليه أحدهم ... هما شوية القران دول اللى ينفعوا المرحوم !! واللى مش عاجبه يمشى !! .

الرجل قال شوية القران دول .... والشاب السنى كان يخطب وليس قران !! وبعدها قال... ينفعوا المرحوم !!! وكأن المرحوم ... سامع و كأنه لم يسمع القران من قبل !!! (الخطبه على القبر بدعه !!!!!!.)

وذكرنى تفننا فى التعذيب لانفسنا ولبعضنا البعض ونترك الميكروفون بيد كل بائع بالطريق ... حتى بياع البطيخ والروبابيكيا أصبح بميكروفون وهو يقول ما يشاء ووقتما يشاء !! والمصيبه الاكبر أعتقاد كل البائعين الجائلين انه من الممكن ان يكون مطرب ... وخاصة بعد أن غنى الفكهانى وبياع الخيااااار، واللى بيحب الحمار على كل قنوات التليفزيون !!.

وذلك هو ما ذكرنى بمعسكرات الجستابو الالمانى فى الحرب العالمية الثانية .. حيث كان التعذيب بالصوت أحد طرق التعذيب للاسرى حيث كان هناك ناقوس ضخم بحجم الرجل الطويل وكان يتدلى من السقف حسب الطلب وكان أنزاله الى مستوى كتف الاسير كاف للاعتراف بكل شىء بمجرد أن يلمس المحقق الجرس بقلم رصاص فى يده ...ليسبب الاهتزاز للاسير ( كأهتزاز الموبايل) وأحيانا أنفجار طبلة الاذن ....!!!!

ماذا نفعل ببعضنا ؟؟ ولماذا نعذب بعضنا بالصوت ؟؟ وكلنا نرى الناس يسيرون فى الشارع ... ونجد أحيانا سيارة فى ظهر ماشى بالطريق والكلاكس يهز الشارع هزا .. والرجل لا يشعر ويسير بمنتهى الهدوء!! والحل أن يأتى أحدهم ويجره الى جانب الطريق أو ينزل السائق ( ويشيله ) ليضعه على جانب الطريق !!.

والموضوع بهذا الشكل ليس هزليا أو أن الرجل أطرش ( أصنج ) لا يسمع لا .. ولكن... كل مصريين المدن ... تعودوا على الاصوات العاليه حتى أن كلاكس السيارة أو النفير فى ظهره ... لا يهزه !! لانه قد تبلد على الاصوات .... كلها .... كل الاصوات !! ولا حول ولاقوة الا بالله!



#ابراهيم_جادالكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام بالعقل والمنطق
- توابع الثوره


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم جادالكريم - التعذيب بالصوت