أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - محمد عبد السلام فرج..مهندس تنظيم الجهاد















المزيد.....

محمد عبد السلام فرج..مهندس تنظيم الجهاد


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 04:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قليلون فقط من لديهم الموهبة والقدرة والثقافة للتأثير فى الآخرين وإكتساب إعجابهم الى درجة تسليم قيادهم لهم، وعلى رأس هؤلاء القلة يأتى المهندس محمد عبد السلام فرج الذى أشتهر باسم "فرج" وهو من مواليد قرية الدلنجات بمحافظة البحيرة عام 1954 وتم إعدامه بعد محاكمته فى قضية إغتيال الرئيس أنور السادات عام 1982، وقد إستطاع الرجل فى شهور قليلة فى أوائل عام 1980 أن يعيد بناء تنظيم الجهاد ويضم اليه أعداد كبيرة ويجمع فيه قيادات مهمة ومتنافرة وأن يخطط بمهارة وحنكة لإغتيال رئيس الدولة وسط أعوانه وحرّاسه ووسط جنوده، قال فى ذلك "خالد الإسلامبولى" قائد عملية الإغتيال (لولا عبدالسلام فرج ما كانت هناك عملية من الأساس).
تخرج فرج من كلية الهندسة "قسم كهرباء" جامعة القاهرة عام 1974، وعمل فى الجامعة نفسها فى الادارة الهندسية، والى جوار عمله الحكومى إشتغل إماما لمسجد صغير هو "مسجد عمر بن عبدالعزيز" الواقع أسفل مسكنه فى "بولاق الدكرور"، وإستطاع خلال فترة وجيزة من إكتساب أنصارا عديدين حوله واتخذ من المسجد مركزا لتجنيد الأعضاء لتنظيمه منطلقا من أفكاره التى طورها فى كتيبه "الفريضة الغائبة" والذى يعتبر من المعالم الهامة للفكر الجهادى لمرحلة طويلة.
إستمد عبد السلام فرج أفكاره الرئيسية من التراث الجهادى التكفيرى لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وأبو الأعلى المودودى "المصطلحات الأربعة"وسيد قطب "معالم على الطريق"كمراجع أساسية، ومن "رسالة الإيمان" لصالح سرية وكتاب "الخلافة" لشكرى مصطفى ومن آخرين، وأستخلص منها فكرته حول فريضة الجهاد الغائبة وفى ذلك يقول (عندما يأتى موسم الحج تذهبون الى الحج وتقرؤون فى فقه الحج، وعندما يأتى رمضان تقرؤون فى فقه الصيام، وعند اخراج الزكاة تقرؤون عن فقه الزكاة، أما الجهاد فلا تتكلمون عنه رغم أن الحكم الإسلامى غير مطبق والسلطة مغتصبة)، وكان تركيز الرجل على محاربة العدو القريب (نظام الحكم)، ونافح فى كتابه بشدة حول إنتشار الإسلام فى العالم بحد السيف والجهاد وليس بالدعوة الحسنة، وأن ما يعرف فى القرآن بآية السيف فى سورة التوبة "فإذا إنسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد"، معتبرا أن هذه الآية قد نسخت الآيات المكية التى تدعو الى التسامح مع المشركين كالآية "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وإستدعى ما يعرفه الدارسين بفتوى "ماردين" لإبن تيمية حيث افتى بأن تلك الدار ليست بمنزلة دار السلم التى يجرى عليها أحكام الإسلام لكون جندها مسلمين، ولا بمنزلة دار الحرب التى اهلها كفار، بل هى قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه"، فهو لا يدعو للعزلة عن المجتمع (لا عزلة شعورية كما قال بذلك سيد قطب ولا هجرة كما ذكر شكرى مصطفى)، ولكن يدعو الى الصدام مع الحكام لإنتزاع السلطة وإقامة شرع الله وتعبيد الناس لربهم مؤكدا على أولوية جهاد العدو القريب فى بلادنا ثم بعدها التوجه فاتحين لغيرها.
بعد هزيمة مشروع صالح سرية الإسلامى الإنقلابى وإعدامه وسجن معظم القيادات تبعثر التنظيم، بعدها حاول بعض الأعضاء إستعادتة لتوازنه وجرى اختيار المهندس "أحمد صالح" للقيادة ولكنه سقط فى يدى الأمن ومعظم أعضاء اتنظيم فى 77 وحكم عليه بعشر سنوات سجن، بعدها إنتقلت القيادة الى الدكتور "يسرى مصطفى" الذى ضاق ذرعا بالمطاردات والاختراقات الأمنية فقرر منفردا حل التنظيم فى 1979، وبعد انفراط العقد إحتفظت القيادات الوسيطة بما لديها من أعضاء، وكان منهم عبدالسلام فرج الذى إنبرى لإعادة بناء التنظيم وحقق نجاحا باهرا فى وقت قصير، ففى صيف 1980 استقطب طالب الزراعة "طارق الزمر" الى تنظيمه، الذى ضم لاحقا ابن عمه ضابط المخابرات العسكرية "عبود الزمر"، كما إستطاع ان يضم مجموعة لها وزن كبير نسبيا التى كونها الفلسطينى- الأردنى "محمد سالم رحّال" من بقايا مجموعات الجهاد والتى إنتقلت الى "كمال حبيب" بعد تسليمه للأمن الأردنى بواسطة المخابرات المصرية، وأقنع أيضا مجموعة سلفية دعوية بقيادة "صالح جاهين" للإنضمام اليه، كما نجح فى ضم مجموعة "أيمن الظواهرى وسيد الشريف" ومجموعة فى الشرقية (منيا القمح) كان يقودها "أنور عكاشة" ومجموعة "أحمد هانى الحناوى"، على أن الصيد الثمين الذى إستطاع عبدالسلام فرج إقتناصه كان تنظيم الجماعة الإسلامية بالصعيد، فقد علم بوجود "كرم زهدى" أمير الجماعة فى المدينة الجامعية لجامعة القاهرة هاربا من الأمن فطلب مقابلته، وبعد جولات نقاش إقتنع زهدى بأفكاره ولكنه طلب إستشارة مجموعته أولا بالصعيد، وبعد عرض فكرته عليهم قرر مجلس الشورى الحضور كاملا لمقابلة عبدالسلام وبعد مناقشة طويلة إستطاع إقناعهم بأفكاره وصاروا جزءا من منظومته وشرع بعدها فى تأسيس مجلس شورى التنظيم برئاسته وعضوية عبود الزمر وكرم زهدى وآخرين وأنشأ ثلاث لجان أولها لجنة العدة لإعداد الخطط وجمع المعلومات ولجنة الدعوة لنشر الفكر والتجنيد وآخرها لجنة اللجنة الإقتصادية لجمع الأموال والاشراف على انفاقها.
فى تلك الظروف قرر السادات توجيه ضربة كبرى لخصومه فيما عرف بحملة اعتقالات 5 سبتمبر 1981 والتى أصدر بموجبها قرار إعتقال أكثر من 1500 سياسيا من مختلف الاطياف والمشارب منهم معظم أعضاء مجلس شورى التنظيم والذين استطاع أغلبهم الهروب، مما عجّل بإستعجال الجهاد للتخطيط لإغتيال السادات.
إغتيال السادات:
يعتبر محمد عبد السلام فرج هو الشخصية المحورية الذى خطط وموّل وأشرف على تنفيذ عملية قتل أنور السادات من ألفها الى يائها، فرغم أن التنظيم كان فى مرحلة التكوين ومعظم قياداته إما فى السجون أو مطاردة ويمر بأزمة مالية حادة توشك أن تخنقه كانت فكرة الوثوب على السلطة والإنتقام من رأس النظام تسيطر على الرجل، وما أن زاره فى غرفته ضابط الإحتياط "خالد الإسلامبولى" (الذى سبق أن ضمه للتنظيم) ليخبره أنه وقع عليه الاختيار ليشارك فى العرض العسكرى فى 6 اكتوبر 1981 وأنه يفكر فى إغتيال السادات أثناء العرض حتى برقت الفكرة فى رأسه كالشهاب وبدأ من توّه فى الإعداد لتنفيذ الخطة بينما قدمه موضوعة فى الجبس إثر حادث سيارة، وتحولت شقته منذ تلك اللحظة الى غرفة عمليات، وإستطاع بصعوبة إقناع الضابط عبود الزمر بتنفيذ العملية وإستدعى على عجل المجموعة التى شاركت فى العملية، أحضر عطا طايل حميده رحيل "ضابط مهندس احتياط"من الدلنجات واستدعى حسين عباس رقيب أول بالدفاع الشعبى وقناص محترف سبق له أن فاز ببطولة الجيش للرماية لسبع سنوات متتالية وعبد الحميد عبدالسلام، وعندما واجه الاسلامبولى مشكلة إبر ضرب النار إستطاع عبد السلام إحضار ثلاث إبر ضرب نار من المقدم ضابط مهندس " ممدوح أبو جبل"، وطلب من بعض الأعضاء القدامى فى تنظيم التكفير والهجرة فى مديرية التحرير توفير أسلحة له فأرسلوا له 4 قنابل يدوية ومسدس و120 طلقة ذخيرة استخدمت كلها فى العملية، وتحولت الفكرة الخيالية الى واقع واستطاعت هذه المجموعة التى زود بها الاسلامبولى فى قتل رأس النظام فى عرينه وبين ضباطه وجنوده.
فى الخامس عشر من ابريل عام 1982 تم تنفيذ حكم الإعدام فى خالد الاسلامبولى ومعه الثلاثة الذين شاركوا فى الاغتيال (عبد الحميد عبد السلام وعطا طايل و محمد عباس) وأعدم معهم المهندس محمد عبد السلام فرج شنقا فى سجن الإستئناف ودفنوا جميعا فى مدافن الصدقة بالبساتين بدون مشيعين.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيمن الظواهرى ومصر التى فى خاطره
- على نويجى .. الحكيم الذى لم أعرفه كثيرا
- مصر والسيناريو الجزائرى ..هل تتكرر العشرية السوداء فى مصر؟
- اليسار المصرى ..الوحدة ولا سبيل آخر
- الإختلاط..أقصر طريق للفضيلة
- بين الولىّ الفقيه ومرشد الإخوان
- القضية الوطنية فى مصر الحديثة
- كوم أمبو .. مستوطنة صهيونية على أرض مصر
- الدكتور خالد مساعد ..مؤسس أول تنظيم جهادى فى سيناء
- جين شارب .. الإمبريالية فى أحدث أشكالها
- المرشد السرى
- الإخوان والعنف .. صراع وجود
- السلفية الجهادية فى سيناء
- إشكالية المادة الثانية
- متلازمة الإخوان -Ekhwan Syndrome-
- القطبيون الجدد
- عن الحسن بن على ..وحقن الدماء
- لماذا تبدل موقف المصريين من القضية الفلسطينية؟
- الإخوان وأوهام دولة الخلافة ..(العثمانيون نموذجا)
- إخوان مصر ..وتكرار النموذج الجزائرى


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - محمد عبد السلام فرج..مهندس تنظيم الجهاد