أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد علوكة - عرض وتحليل لكتاب حكايات شمدين















المزيد.....

عرض وتحليل لكتاب حكايات شمدين


خالد علوكة

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 00:16
المحور: الادب والفن
    





عرض وتحليل حكايات شمدين
خالد علوكة
{ أزهار الحديقة كُلها جميلة }
صدر موخرا عن مكتب شوؤن الايزيدية في اربيل ، كتاب ب (عنوان حكايات شمدين ) للمفكر الاستاذ شمدين باراني عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الروحاني الايزيديى الاعلى .
يتكون الكتاب من 360 صفحة وعدد حكايات الكتاب بحدود 362 حكاية واخرى شعرية . وبطباعة انيقة .. لكنني استغرب غياب على جلد الكتاب او داخله ؟ عبارة اصول وحقوق الطبع محفوظة لمن ؟ اضافة لعدم وجود اسم جهة الاصدار؟ وعدد النسخ ؟ ورقم الايداع ؟ واسم المصمم ؟ وهذا مما يضيع حقوق المؤلف اضافة الى تقليل القيمة العلمية والفكرية للكتاب وكذلك غياب هذه لا يحمي حقوق الطبع والمؤلف ، و اضافة الى طول صفحات الفهرست في بداية الكتاب ! ولكنه اغدق آخر الكتاب بتقييم ممتاز يليق بالحايات ، لكل من الاساتذه طلال حسن وعدي كروز وخيري بوزاني . تقول مقدمة كتابه هذا انه امضى اكثر من 25 سنه لتخرج للنور هذه الحكايات وبهذا الشكل الرائع . وهنا تكمن صعوبة العرض والتحليل والنقد لهكذا حكايات اخذ منها زمناً طويلا لتختمر عٍبرآ وحٍكما ٌ، بعد ان مر عليها فصوله مختلفة من حر وبرد وخريف وربيع . فعند الاطلاع عليها وقرائتها نحتاج الى جهد ذهني وانتقال الافكار لاستيعاب وقراءة المغزى من كتابتها ، وكون طبيعة الفكرة فيها عالية تجد انه بامكان القارئ من كافة الاعمار من الصغير الى الكبير في العمر التمتع في قرائتها دون صعوبة تذكر . وكما ارى إن اكثر هذه الحكايات غير مقتبسة او منقولة بل يجوز ان تكون مسموعة وهنا السمع لا يضيف سندا بكونها مكتوبة لأول مرة ولا يوجد مثيل في حبكها سوى كاتبها المقتدر من إنارة شمعة بيد رجل ضرير مثل جوقي (الكفيف وعازف الناي في ص 122 ) لينير درب المبصرين خوفا من التعثر به عند مروهم في الظلام الحالك ..
لقد مرت هذه الحكايات على مايبدو باعتبارها موضوعا هنا للعرض والتحليل بمراحل متعددة من الزمان والمكان كما ذكرت ، تاثرت بها وبالمغزى من وضعها اضافة الى وضوح الرؤية الادبية والفلسفية في مجريات كل حكاية لنجد واقعا ثقافيا رائعا في اخراج حكمة او واقعة من مجريات كل حكاية قد تكون قد عشناها .
وقد نفهم من هذه الحكايات قصص وايحاءات واشياء يقصدها الكاتب وتفاعلت مع ارائه وادراكه مراحل الحياة التي عاش فيها . وان القراءة المتمعنه لها تساعد في فهم معنى النص المرتبط بالظرف التاريخي الذي كان يحيط به .
إن المضمون الفكري للحكاية فيه مغزى ومعنى وحادثة وباعتبار كل حوادث البشرية تعتمد على تفاصيل حية واقعية يبغي سرد الحكاية بتولد معنى جديد معتمدة علي تفكير ودهاء وشخصية كاتبها اضافة الى مساعدة الظرف .
فتعدد المعاني والمرادفات والاسماء في الكلمات ليست مظهر تكراري ولا عرضي بل هو ناتج عن طبيعة ذاتها .
إن الكتابة الادبية ليست كل من طرقها قد وجدها .. بل تعتبر ارقى واعلى مراحل الثقافة وافكارها بحيث تجعل القارئ يمر من فوق جسر دون ان يشعر تحته نهرا يجري .او تحلق بها الحكاية الى الاعالي ليعيش معها دون ان يدري انه ماكث على اريكته . . او قد يختصر النص الادبي الشعري مثلا في بيت شعرا قصة حياة اوصراع الانسانية كما يشير بيت شعر ل أحمد شوقي -- إنما الامم الاخلاق مابقيت فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا -- .. ليعطي روح ووجود ومصير امه في بيت شعر رائع البناء الفكري الشعري و الانساني ايضا .
إن هذه الحكايات تظهر الصحيح من سلوك الانسان والحيوان على حد سواء بحيث نرى سوء حال البشرية بغياب الصدق والمحبة فيما نحن فيه بالبلد ، نجدها في حكاية (الضفدعة واللقلق ص 57 ) .
وكثيرا مانرى الحكايات تغور في اعماق الزمن لتروي لنا حكاية ثم تظهر كحكاية مقدسة تشير الى حدث واقع فعلا وتحقق بفضل مآثر كائنات فوق الطبيعة قد تكون كلية المعنى في شمولية الكون . وقد تكون فردية حدثت بفترة زمنية مرتبة علينا جميعا .
إن اعتماد الواقع والحقيقة صلة بين الحكاية التاريخية وبناءها الادبي جعلها مفهومة ومعبرة ممزوجة بصدق واقعها .اضافة الى البناء الجمالي لسرد الحكاية .
وكما نعرف بان القصة ليست الحكاية ( كما مذكور على النت ) فالقصة تكون لشخصية واحدة في موقف واحد ولحظة واحدة . ولكن الحكاية هنا: -
1- فيها قصة ومعنى ودرس وعبرة يريد منا تعلمه .
2- وكذلك حدث ووقائع مرتبة تكشف صراعها مع شخصيات اخرى .
3- والراوي هنا كلي العلم وليس محدود بحيث ينتقل من حكاية الى اخرى فيها الجديد تعبيرا ومغزى .
4- هناك حبكة ممتازة في وحدتها معتمدة على عناصرها من عرض وحدث .
واعتقد ان هذه الحكايات عند وضعها او مراحل كتابتها ، ليست للشهرة على الرغم من سموا بنائها الادبي الرائع لتحمل وترفع نفسها بنفسها ، وليست لكسب لقمة العيش ايضا فكاتبها منذ صغره وفي يده قرطاسا وقلما وكتابا و في فمه ملعقة العلم ..... فهو غني بغزارة افكاره وقوة تعبيراته للواقع بهكذا اسلوب حكواتي .
وكذلك حكاياته لاتعبر عن حالته النفسية او حاجته لساعته الانية بل هي ابداع فكري وادبي تقرأ واقعا حادثا وقد تستغرب من بعض عناوين هذه الحكايات ، لكن عند القراءة تتبدد بنكهة الشهد في القصد والفائدة . ومنها مثلا حكاية( الخاسر فائزا ص 61) وكذلك حكاية (ميت يتمشى ص97 ) ... (وانتخاب ص 172)والخ .
ومما يذكر ايضا إن للكاتب مشروع طبع اكثر من كتاب قريبا وفيها حسب علمي من الثقافة الفكرية والفلسفية والعلمية مايغني المكتبة الثقافية لنا ويسد فراغا كبيرا نحتاجه لاثبات واقعنا الثقافي الغني .. وكما ان المؤلف قد ينشر له قريبا اكثر من قصة عن الاقليات العراقية في مناهج المدارس العراقية المركزية. احداها بعنوان ( بلدة جميلة ) والاخرى (يعيش العراق ) تدعو للتسامح والتعايش السلمي ... وليو تولستوي 1828 – 1910 م قال عن كمال النص الادبي توفر ثلاث اسس وهي المضمون والشكل والمصداقية واعتقد توفرها في هذه حكايات شمدين .

وهنا اختار لكم بعض من هذه الحكايات للتمتع بالمعاني العميقة والمفيدة ، علما بان جميع ( الحكايات الواحدة اجود من الاخرى) لكن القارئ دائما له رأي بين
الاراء : - والحكاية الاولى بعنوان ( الضفدعة واللقلق ص 57) تقول : -
نقت الضفدعة بالم ، ومنقار اللقلق مطبق عليها :
آه .. لو كنت دجاجة ... ثم قالت :
أو شا ة ، او بقرة .. لما استطاع اللقلق التقاطي ، ثم توقفت قليلا وغمغمت بأسى :
ولكن .. لا ، فالثعلب كان سيصطادني ، او الذئب او الاسد كانا سيفترساني ، ثم استرسلت واللقلق يسمعها :
آه كم تمنيت لو كنت انسانا ... أجل انسان ماكان احد ليجرؤ على قتلي او ايذائي .. وهنا لم يصبر اللقلق فصاح بها :
أيها الحمقاء كنت ستموتين ايضاً ، لأن الانسان نفسه يجرؤ على قتل اخيه الانسان ، وحينها افلتت من منقاره ، وهوت الى الماء ثانية .





:- تقول الثانية بعنوان (الخاسر هو الفائز ص 61) : -

هرع النور باكيا الى حضن امه الشمس ، سألته :
ماذا جرى يابني ؟
أجاب :
فاز عليً الظلام .
سألته بدهشة : وكيف حصل هذا؟
أجاب : تبارينا في السرقة ياأمي فاستطاع الظلام ، ان يسرق اشياء عديدة ، ويخبئها بمعطفه الاسود ، بينما لم استطع انا ، اخفاء ولو قشة صغيرة !!
قالت له اخطأت ياولدي ، كيف ترضى التباري في الشر ؟
ومع هذا هون عليك ، ولاتحزن ، فهو لم يسبقك إلا في السوء ، وفي هذه الحالة يكون الخاسر هو الفائز .

وحكاية ثالثة بعنوان ( الطفل والذكاء ص 91) لتقول : -
طلب الطفل الصغير من ابيه ان يشتري له شيئا من الذكاء .
فرد الاب :
ولكن لااحد يبيع شيئا كهذا ياولدي .
والح الطفل باكيا يقول :
بل اريد ذلك ولابد من أن احصل عليه .
وحينها رد الاب قائلا :
ألآن تذكرت لقد ترك لك جدك شيئا من الذكاء في المكتبة ولكن لاادري في اي كتاب منها .
فاسرع الطفل الى المكتبة ، يتصفح ويقرأ الكتب فيها واحدا تلو الاخر باحثا عن الذكاء ، واستغرق بحثه زمنا طويلاً، لكنه عاد في النهاية ليخبر والده ، بانه عثر على الذكاء ، وحصل على الكثير منه .

والحكاية الرابعة بعنوان (المهتدي الجديد ص 95) لتقول : -
لمح الثعلب حمامات فوق سطح المعبد الذي يسامق السماء علواً فوقف ينادي لهن :
إنزلن ياصديقاتي ، فعلى الارض حب كثير .
فتلفتت الحمامات لبعضهن هامسات :
يالهذا الثعلب الغبي ، فحيلته مفضوحة ، فصُحنا به :
ولماذا لاتصعد انت فالطبيعة تبدو رائعة من هنا .
وهن على يقين ، بانه لن يصل اليهن ، فرد :
اذا لاتطرن ، فاصعد اليكن ، ودلف الى المعبد متنسكاً ، فلمحه بعض المتعبدين في الفناء ، فصاحوا ياللمعجزة ، انظروا فالثعلب قد اهتدى ، وتدافعوا اليه مهنئين ومرحبين ، وحين بحثوا له عن طعام ، لم يجدوا أفضل من الحمامات التي فوق السطح ليكرموا بها المهتدي .
فأمسكن بها وقدمنها للثعلب المحتال طعاما .

خالد علوكة



#خالد_علوكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات عصر التقسيم
- قيامة صغرى
- بيلنده او عيد الميلاد في الديانه الايزيدية
- أزمة العراق شيوعية
- تناسخ الارواح
- براعم لاتنمو / انا شبكية *
- قانون للديانات
- ديانة الدولار


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد علوكة - عرض وتحليل لكتاب حكايات شمدين