أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - الطائفية الماسوشية بالعراق















المزيد.....

الطائفية الماسوشية بالعراق


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 23:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الشخص الطائفي لدي هو الذي يميز ويفرّق بين الناس على أساس طوائفهم (من) أو (من غير) طائفته، فيبغض ويحذر ويبتعد عن الآخرين إذا كانوا من غير طائفته، ويحب ويتقرب ويأمن الآخرين إذا كانوا من طائفته! وهذا النموذج السائد في الشارع للشخصية الطائفية، لكن هناك نوع آخر من الطائفية، وهي تهاون الشخص في طعن الآخر لطائفته بطائفية! مجاملة له أو خوفا من اتهامه بالانحياز لطائفة ورثها باللقب، لكونه معلن انه علماني أو ليبرالي أو فوق الانتماء الطائفي فمثلا يتهاون سني أو شيعي في نقد طائفته من شخص آخر من غير طائفته، ليثبت انه غير طائفي ولعدم اتهامه بالانحياز للطائفة التي ينتمي إليها أو ورثها باللقب، لكنه يدافع بحماس عن الطائفة الأخرى إثباتا انه عابر للانتماءات الطائفية ويدافع عن الكل، أو هو يقوم بنفسه بلسانه بالطعن بأتباع طائفته بطائفية فيسب ويلعن (احنه (السنة أو الشيعة) مو خوش اوادم، منافقين، حرامية، ما تصير لنا چارة، جماعتنا خزونا، سوّوها بليَ ملح، عدنا سوالف ما تتسولف) ثم يمدح اتباع طائفة الآخر! (انتم (ألآخر) أحسن من عدنا اوادم) ورغم إن هذا النوع من الطائفي النقيض قليل إلا انه مضر أيضا لكونه يتقبل الطائفية من الآخر أو يمارسها ضد أتباع طائفته أيضا! وقد عشت شخصيا هذا الموقف فرغم إني مستقل عن أي انتماء ديني إلا إني أتهاون قليلا في نقد الطائفة التي ورثتها باللقب خوفا من اتهامي بالانحياز لها وانتقدها أكثر من انتقادي للطائفة الأخرى خصوصا أمام شخص منها! وحين رصدت هذه الظاهرة بادرت فورا للتخلص منها والتنبيه لأصدقائي المستقلون والمعتدلين للحذر منها، وحتى الناس تمارس الطائفية الماسوشية في بعض الأحيان فمثلا تسمع بعض عوام الشيعة تقول نحن غير مؤهلين للحكم! لمجرد أنهم شيعة! وان السنة هم أفضل منا للحكم لكونهم حكم العراق طويلا! وتسمع بعض عوام السنة تقول إن الشيعة متحدين أكثر منا! أو تسمع (ذﯿ-;---;--چ الصفحة أحسن من عدنه مو مثل جماعتنا حرامية) في إشارة إلى تفشي الفساد الإداري والمالي بين أتباع طائفة الشخص! والفساد كما هو معروف ليس له دين، انه نوع من جلد الذات بطريقة طائفية لهذا أسميتها الطائفية الماسوشية، أي إن الطائفي يمارس الطائفية ضد أتباع طائفته هذه المرة وليس ضد الآخرين كما هو معتاد أن يفعل، انه يأخذ دور الآخرين نيابة عنهم ليطعن أتباع طائفته وليس بطائفته! فالعملية ليست سوى تبادل الأدوار مع بقاء السيناريو الطائفي. والماسوشية هنا ليست بمعناها النفسي بل التشبيه فقط بحالة اجتماعية لنمط من الطائفية التي بدل الهجوم على الآخر يتم الهجوم على الأنا الجماعية للفرد! هي ليست نقد ذاتي يراجع فيه الشخص أخطاء طائفته يشخصها ويعرف أسبابها ويعالجها لكنه طعن وجلد للذات؟ هي طائفية مزدوجة على الذات الجمعية من جهة ودعم لطائفية الآخر ضده بترسيخ الصورة النمطية عنه! وبشهادة من نفس الطائفة، فتتدعم طائفية الآخر بشهادته (من جماعتهم وﯿ-;---;--حچي عليهم) و (منهم وبيهم وطلع عيوبهم أو خيستهم)، أو تتدعم بمدح للآخر وتفضيله على أتباع طائفته؟ إنها ارتداد من كره الآخر إلى كره الأنا الجماعية، والتحول من حب أتباع طائفته إلى حب أتباع طائفة الآخر، لكن ما الذي يجعل الشخص يهاجم أتباع طائفته بماسوشية هل لأسباب نفسية أم اجتماعية أم كلاهما؟ كما أوضحت هناك حالات لإبعاد التهمة عن الانحياز للطائفة التي ورثها باللقب ومجاملة الآخر، لكن هناك أسباب أخرى جاءت كرد فعل على الحرب الطائفية من مناظر القتل والتهجير والتعذيب والإرعاب التي عاشها الشخص فيتجه حقده على طائفته أولا، وفي بعض الأحيان كره الطائفتين معا ومهاجمتهما أو حتى كره الدين ومهاجمته، وهي جميعها طعن وحقد وكره وليس نقد ايجابي للطائفية، لهذه تبقى ضمن إطار الطائفية الماسوشية، إنها مواجهة للطائفية بطائفية جديدة؟ لهذا هي استمرار للطائفية وليست علاج لها أبدا، ورد الفعل والمجاملة والشعارات لا يمكن أن يكون حلا لمشكلة كبيرة اجتماعية وسياسية كالطائفية، ويجب أن تنتقد الطائفية الماسوشية كما تنتقد الطائفية السياسية والاجتماعية والدينية بحزم وجد، فرغم أنها لا تبدو بغيضة كالطائفية التقليدية وتجعلنا نبتسم عندما نسمعها أو لا نكترث لها ما يجعل قبولها مبرر، وهذا اخطر ما فيها. وللطائفية الماسوشية تاريخ حيث كانت تمارس في عهد النظام البعثي تزلفا وتملقا للسلطة للحصول على المناصب واتقاء شر التمييز الطائفي الذي مارسته السلطة البعثية ضد طائفة ما، فكان يتم السخرية والتنكيت والاحتقار لطائفة من قِبل أتباعها؟ أي كان لها ما يبررها إلى حد ما وقتها بفعل الظروف التي كانت قائمة، للأسف إن كرهنا للطائفية لم يثمر سوى ممارسة الطائفية على أنفسنا أو على مجتمعنا برمته، بدل أن تبذل الجهود الجماعية لمحاربتها ونقدها علميا ومحاربتها عمليا عن طريق التصاهر والاحتفالات الوطنية والمنظمات المدنية لكن السياسة الطائفية للحكومة للأسف تقف بالضد من أي محاولة، إضافة إلى أن مجتمعنا سهل الانقسام والعودة إلى هوياته الثانوية بعد سقوط الدولة وانحلالها وقيام الحكم طائفي. يجب على كل فرد أن يظهر الوجه الايجابي لطائفته التي تدعو للتسامح والحوار وقبول الآخر واحترام الاختلافات وليس إعطاء صورة للآخر تؤكد التصور السلبي عنه، فتزداد الطائفية قوة وحضور، وعدم السكوت عن الذي يطعن بطائفته أو يمدح الطائفيين الآخرين، بل يجب ممارسة النقد الموضوعي القائم على التشخيص والأسباب والتحليل والحلول والمصارحة في التعامل مع الطائفية، وعدم اليأس من التخلص منها، ما دمنا جادين متحدين في معالجتها ومحاربتها، هي ليست مشكلة أزلية غير قابلة للحل بل أن ظروف وأسباب أوجدتها هي ذاتها يمكن أن تمحوها إذا عرفناها وعالجناها، فإذا أزلنا التمييز الطائفي السياسي ومنهج المحاصصة الطائفية في الحكم، واعتماد منهج مدني فني في إدارة الحكومة، مع دعم المجتمع المدني في بناء السلم الأهلي والاندماج الاجتماعي تزول الطائفية إلى غير رجعة. فإذا كانت كرة القدم قادرة على توحيد الشعب لفترة مؤقتة لماذا لا نستخدم فعاليات مدنية أخرى لتوحيدنا مثلا إقامة عزائم جماعية دورية بين الطوائف، أو مسابقات شعبية في كرة القدم وبناء الأجسام والدومينو والشطرنج أو مسابقات شعرية أو غنائية مع مكافئات؟ أو احتفالات جماعية مشتركة بمناسبات وطنية كعيد الجيش والأم والمعلم والحب ورأس السنة الخ، أو تنظيم معاهد تعليم ثقافة التسامح والتعايش والمواطنة وثقافة الاختلاف والحوار وهكذا أي فعاليات اجتماعية من شأنها تدمج الطوائف وتتعرف لبعضها وجها لوجه وتتوادد وجدانيا وجها لوجه بدون وسائل الإعلام المحرضة وأجندتها المنتقاة بشيطنة.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل إلى علم اجتماع الشيعة
- متى يدخل إبليس الجنة؟
- فلسفة (بروس لي) وعبقريته
- فلسفة الإنسان
- مستقبل سوريا بعد الحرب
- (هذا أبو إسراء)!
- بين الفكر العملي والفكر الخرافي في المجتمع العربي
- مدخل اجتماعي ونفسي لظاهرة ألاعتقاد بالأشباح
- تسونامي الاحتلال الأمريكي للعراق
- ثقافة الخرافة في المجتمع العراقي
- ملاحظات على شخصية الكذاب مرضيا
- سلطة المرأة الظل في المجتمع العربي
- وسائل الاتصال الطائفية بالعراق
- مظاهرات الفلوجة بالعراق؟
- أسئلة حول الاديان السياسية؟
- الحيل النفسية للفاسد إداريا وماليا في المجتمع العراقي
- محاكمة عزيز علي بالماسونية
- المنولوجات المفقودة أو النادرة الغير المدونة لعزيز علي
- ألكلمات والجُمل التي استبدلت بهمهمات في منولوجات عزيز علي
- المنظّرون السياسيون للفكر الشيعي التقليدي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - الطائفية الماسوشية بالعراق