أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية السادية وانحرافاتها














المزيد.....

الشخصية السادية وانحرافاتها


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1214 - 2005 / 5 / 31 - 11:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ربما من اكثر انحرافات الشخصية شيوعاً بين الرجال ،وتبرز اثاراها بشكل واضح وجلي في العمليات الجنسية خصوصاً،فالسادية Sadism هي ايقاع الألم كشرط للاستثارة الجنسية مع الموضوع الذي يشكل الطرف الاخر في العلاقة والذي يكون عادة هي الانثى في العلاقةالجنسية السوية.ان حياتنا الجنسية تكاد تكون قلاع مغلقة لا يمكن ان يخترقها اي كائن من كان ،فمهما كان بها من انحراف او توتر او قسوة او قمة في اللذة تظل خبرتها حصرا على صاحبها رجلا كان ام امرأة ،وهي تجربة تعد من الممنوعات ولا يمكن الاطلاع عليها خصوصا لدى ابناء الحضارة العربية وبعض المجتمعات الاسلامية المحافظة،فيكون نصيب الموضوع"الانثى"عادة هو التحمل وضبط النفس وقبول الأمر الواقع دون البوح بأية شكوى مهما كانت قاسية.
يجد معظم الرجال بعض اللذة او مايثيرها او يعجل في تسارعها او تكوينها اثناء الممارسة الجنسية مع الشريك واحياناً يكون الطرف اكثر ايلاما وقسوة ويمتد هذا الايلام من الجسد الى النفس حتى ليغدو الفعل الجنسي بكل ما يحمل من لذة ومتعة اكثر كراهية للطرف الآخر واكثر ذكرى ساترة عن خبرة مؤلمة تظل في الذاكرة تتحملها وتنوء تحت ثقل الامها،ولو تتبعنا اصل هذه العملية ووضعها بالاطار الواضح لوجدنا انها تنسب الى"المركيز دي ساد"وهو من كبار الكتاب الفرنسيين في القرن الثامن عشر(1740- 1814) عاش معظم حياته سجيناً(27)سنة في السجن اثر احكام صدرت بحقه لارتكابه افعال جنسية فاضحة غلب عليها طابع القسوة والتجريح وانزال الالم بالغير.
يقول(سيجموند فرويد) تدل السادية على انحراف ينحصر عامة في استمداد اللذة الجنسية مما يلحق الغير من ألم بدني ونفسي،والشخص الذي يقع عليه هذا الالم قد يكون من نفس الجنس الذي ينتمي اليه السادي او قد يكون طفلاً او حيواناً وفقا لارتباط الانحراف بالجنسية المثلية او عشق الاطفال او الحيوانية،ويضيف(فرويد)قد يكون الالم الذي ينزل بالضحية ألماً مادياً مثل الضرب او الوخز او العض او التشويه او القرص الشديد الذي قد يصل الى حد القتل،او في الصورة النفسية مثل التجريح والاذلال والاهانة والتقريع.
تعد الانحرافات عادة في نطاق الشخصية،والسادية هو انحراف بعينه في الشخصية قد لا يكون على مستوى الممارسة الجنسية وفعلها فحسب،بل يتعداها الى العنف ويرى علماء النفس بأن مثل هذا العنف او القسوة الجسدية او النفسية(التجريح،الاذلال..الخ)ما هو الا حالة مبطنة ومتسترة من الدوافع الجنسية التي يتعذر تحقيقها بشكل مقبول شرعياً او قانونياً،وتتحول لذلك الى مجرى اخر في الفعل وهو عن طريق العنف على الغير او قبوله على النفس ويصبح بذلك مساوياً للارضاء الجنسي. ويذهب علماء النفس التحليلي بقولهم ان بعض الناس يشعرون بالمتعة الجنسية نتيجة مشاركتهم في هذه المواقف سواءاً كانوا طرفاً فيها ام لا ويذهب البعض الى حدود ابعد من هذا فيجدون في الجريمة فعلا سادياً او مشاركة البعض في اغتصاب الفتيات المختطفات رغم انهم يؤمنون بالخط الاسلامي ايماناً مطلقاً وينهجون نهج التطبيق الاسلامي المتطرف الذي يدين اجبار التابعين على الممارسة الجنسية خارج اطارها الشرعي وحسب ما يقره الدين الاسلامي،فنراهم
يفرضون على الاخرين تلك الممارسات تحت ستار الجهاد الاسلامي المزعوم وهو بحد ذاته تشويه متعمد لصورة الاسلام،ان الكبت الجنسي دفعهم لأن يمارسوا هذا الفعل لذا فأن جميع انواع العنف بما في ذلك الحروب والمشاجرات والاعتداءات المنظمة والاعتداءات اللفظية وكل ما يصدر من سلوك عدواني عنيف من ادب او فن او سينما انما هو دليلاً على فقدان التوازن النفسي الطبيعي بين عنصري اللذة والالم في الحياة النفسية الجنسية عند الفرد و ينجم عن هذا الاختلال اضطراب نحو ممارسة العنف والالم على النفس وعلى الاخرين.
ان النزعة السادية في الشخصية ذات نوعين او شكلين،ففي النوع الاول تكون خفيفة وملطفة،يحقق فيها الشخص السادي اشباعاً بتخيل مناظر القسوة او العنف ويؤديها في احيان كثيرة وعادة تكون اكثر الحالات شيوعاُ هي الضرب بالسوط لمن يريد ان يواقعه السادي جنسياً حتى يتم اشباع هذه النزعة.اما النوع الاخر من السادية فهي بصورتها المشددة وتتمثل في استخدام القسوة والعنف والعدوان الذي ربما يفضي في احيان كثيرة الى القتل وفناء الاخر ويتجاوزه الى التمثيل بالضحية او مص دمها او آكل اجزاء منها كما عبر عنه(فرويد)بقوله مما يقربها من افتراس البشر في بعض المجتمعات البدائية،والتمثيل يشمل الاعضاء التناسلية والارداف والاثداء او في احيان كثيرة قلع العيون او اجزاء اخرى من الجسد،ونلاحظ اليوم في حضارتنا المعاصرة بكل ما زخرت بالمنجزات التكنولوجية والتطور والتقدم العلمي ما زال البعض من المتشددين دينياً والمتطرفين مذهبياً والارهابيين الذين يمارسون اعمالا سادية مثل التي تطرقنا لها.
يعَرف القضاة ورجال القانون حق المعرفة ان بعض الجرائم ذات الطابع السادي تتسم بالبشاعة وقسوتها بغض النظر عن شخصية مرتكبيها،ويقول علماء النفس ان بتكرارها تكراراً رتيباً يتناول المظهر العام ودقائق الجريمة وارتكابهامما لا يترك اي مجال من تصحيح اي شئ حتى عُد من غير الممكن تعديل سلوك السادي او اصلاح جزءاً من شخصيته لذا فهو آلف غريزة العنف وقوتها،هذا العنف الذي ينمو نمواً نفسياً وجسدياً معه ويقول (د.علي كمال) ان لذة السادي في العنف والقتل والتمثيل بالضحية وممارسة السلوك العدواني اياً كان،هي لذة جنسية في اصولها وما تنتهي اليه.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوحد(التقمص)..بين القوة واصطناعها!!
- الارق ..واضطرابات النوم
- الشخصية المتقلبة Cycloid
- الخيال الفكري عند الفصامي
- الشخصية المتفجرة Explosive
- فيدراليةجنوب العراق..السمات والخصائص
- اطفال العراق بين المدرسة والكفن
- التعصب .. تعزيز لصورة الذات السلبية
- الشخصية المتزنة
- العراق..الوضوء بالدم
- الشخصية المبدعة-الابتكارية-
- اضواء على فيدرالية الجنوب في العراق الجديد!!
- اسقاط المشاعر..هل يعيد الاتزان ام يكشفها؟
- الشخصية الانطوائية
- العقدة النفسية.. حقيقة ام وهم
- الالتزام الديني ..بين الطاعة والطاعة العمياء
- الدافعية واستجابة الانجاز
- !!نحن .. بين السواء والسواء النسبي
- الشخصية ..ما هي؟
- الطبقة العاملة وهوية المجتمع الانساني


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية السادية وانحرافاتها