أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - رمضان سيد - ماذا يحدث عندما ينهار النظام الاقتصادي و الاجتماعي الحالي














المزيد.....

ماذا يحدث عندما ينهار النظام الاقتصادي و الاجتماعي الحالي


رمضان سيد

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 23:06
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


انهيار الاقتصاد الراسمالي في السنوات القادمة لم يعد سؤالا عما اذا كان سيحدث ام لا بل السؤال هو متى و كيف سيحدث ذلك.هذا ما يؤكد عليه حتى الخبراء الليبراليين و مفكري اقتصاد السوق مع اختلاف واحد و هو ان الانهيار بالنسبة اليهم مصيبة تتعرض اليها الاسواق, اما بالنسبة لنا فانها مصيبة تصيب البشر و تدمر حياتهم باشكال مختلفة. الاسواق ليست كائنات حية حتى تموت جراء الانهيار و الابنية لا تنهار بسبب انهيار الاسواق و الدولار بل ستضل قائمة هناك. اذن ما الذي سينهار في عالمنا عندما ينهار نظامنا الحالي و كيف سينعكس ذلك على حياة الناس؟لقد شرحنا في السابق في اماكن اخرى كيف ان ازمة الاقتصاد الراسمالي ازمة بنيوية في هيكل و اليات عمل هذا النظام و لا علاقة للازمة باحداث طارئة او تشريعات نقدية خاطئة او سلوك بشري انحرافي على غرار الجشع و رغبة البنوك بالسيطرة او القوى الماسونية اللوميناتي او ما الى ذلك. هذه الاشياء هي مظاهر خارجية و تداعيات لازمة اكثر عمقا هي ازمة اليات و طريقة عمل النظام نفسه.
الازمة باختصار هي ان تطور التكنولوجيا الانتاجية باستخدام الروبوت و الكومبيوتر و الانترنيت و غيرها قد ادت الى زيادة طاقات الانتاج مقابل تناقص استخدام العمل البشري. وعندما لا يعمل البشر لا يستطيعون شراء المنتجات. فكانت الطريقة الوحيدة لانقاذ اقتصاد السوق لكي يواصل الناس الشراء و تدور عجلة الانتاج ان يتم فصل النقود عن الذهب و طبع العملة دون غطاء لمنحها على شكل ديون للدول و الشركات و الافراد, وهو ما تم التشريع له عن طريقة وثيقة صدرت عن الحكومة الامريكية عام 1971 و المعروفة بالآليات الجديدة للنقود "The modern money mechanics" ادى ذلك الى سيطرة حفنة من بنوك الدولار على جميع مقدرات الارض من جهة و الى اغراق العالم في نظام الديون الذي سينهار قريبا بسبب نفاذ مفعول النظام الديني و تجاوز قدرة الشعوب و الحكومات و الافراد و الشركات على دفع الديون و الفوائد دع عنك استمرارهم على الاقتراض.ما سنراه في الايام و السنوات المقبلة هو عبارة عن عد تصاعدي للديون مقابل العد التنازلي لقيمة العملات حتى تصل نقطة الانهيار الذي سيكون على شكل افلاس البنوك و الشركات و الحكومات و سقوط العملة الصعبة مقابل التهافت على المعادن الثمينة و الخامات. عندما تفقد النقود قيمتها تختفي قدرة الناس على الشراء و تغلق المعامل و يسرح المزيد من العمال و تتوقف عجلة الانتاج و يصبح من الصعب على مليارات البشر الحصول على لقمة العيش للبقاء على قيد الحياة. عندها تخرج الجماهير الغاضبة كالعادة في كل مكان و تحصل فوضى سياسية و اجتماعية و تسيل الدماء في كل مكان. ان الربيع العربي و الانتفاضات الاخيرة في اوروبا و البرازيل و الولايات المتحدة و تركيا هي بدايات و ملامح و ردود افعال اولية على التدهور المتزايد للاوضاع المعيشية جراء العد التنازلي نحو انهيار الاقتصاد الراسمالي الذي لم يبلغ بعد نقطة الذروة.ان انهيار النظام الاقتصادي الحالي لا يعني انتهاء النظام الراسمالي ابدا. بل تطوره الى نظام اكثر وحشية يسوده الفوضى و الهمجية و المجاعات, و يمزق فيه البشر بعضهم و تتدهور القيم الانسانية فيه الى الحضيض. هذا الافتراض يقوم على احتمال عدم خروج الجماهير في ثورات في ميادين المدن و الساحات العامة في جميع اصقاع الارض. اما اذا حصل ربيع عالمي جراء ذلك عندها يكون السؤال الذي يطرح نفسه و الذي طرحه العديد من الصحفيين في القنوات العالمية على المتجمهرين في اعتصامات وولستريت و كذلك في اسبانيا و اليونان. السؤال هو ماذا تريدون؟ بماذا تطالبون؟ كيف تريدون اصلاح الامور؟
في مصر دأب اليساريين على الافتخار بشعارهم, "عيش حرية عدالة اجتماعية", ولكن لم يقدم احد منهم مثلهم مثل غيرهم من الاسبان و الامريكيين, الاليات لتحقيق ذلك. السؤال هو كيف سنقيم عالم يتحقق فيه العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية "برغم تحفظنا على هذه العبارات المليئة بالاوهام".. فالاسواق لم تعد بحاجة الى البشر و العملة تطبع عالميا دون غطا و هي تفقد قيمتها و نظام الديون و النظام المصرفي ينهار و البنوك و المصانع ستغلق ابوابها فكيف تحقق الخبز و الحرية و العدالة في مصر مثلا في داخل نظام اجتماعي يتهاوى. و كيف ستعيد تنظيم المجتمع بعد ان فقد النظام الاقتصادي الحالي قدرته على الاستمرار؟الثورة الاجتماعية لتغيير نمط حياتنا على الارض و لاقامة حضارة انسانية ارقى و تغيير النظام الاجتماعي يمكن تحقيقه بسهولة في السنوات القليلة القادمة, و معظم البشر الذين يعيشون حاليا سيرون العالم الجديد قبل ان يغادروا الحياة, اذا غير البشر نهجهم و سلوكهم الحالي و اذا تحولت فكرة تغيير النظام الاجتماعي الى الفكرة السائدة في الثورات القادمة في الربيع العالمي القادم.



#رمضان_سيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاق طعم العبودية تالم بالحرية
- هل الثورة غضب ام اكتشاف لواقع جديد
- انتهاء مفهوم التعليم الذي نعرفه في النظام الاجتماعي الجديد
- ماذا يعني ان تكون انسان
- الحرب و السلام و النظام الاجتماعي الجديد
- انتهاء عصر السياسة في عالم يعيش على مفترق طريق
- الانسان والتطور
- نحن نعيد انتاج عالمنا ... افكارنا DNA النظام الاجتماعي
- الاليات الخفية لحروب انقاذ الدولار
- العراق و بوادر الثورة الاجتماعية


المزيد.....




- Greece: April 17 Greece National Strike a Massive New Step F ...
- حلاق سوري يطلق مبادرة لفائدة المشردين في مدينة ألمانية
- خبر بمليون دولار للمصريين.. موعد صرف مرتبات شهر ابريل 2024 ل ...
- إخلاء سبيل النقابي أحمد السعدي بعد توقيفه لأربعة أيام
- “بزيادة 740 ألف دينار عراقي mof.gov.iq“ وزارة المالية العراق ...
- سائقو تطبيقات النقل الذكية يعتصمون أمام شركة -أوبر- الإثنين ...
- 100000 دينار زيادة فورية.. “مصرف الرافدين” يزف خبر سار لجميع ...
- “15 ألف دينار زيادة الان”.. زيادة جديدة في رواتب المتقاعدين ...
- UITBB: 24-hour strike of workers in the Electrical-Mechanica ...
- -نيويورك بوست-: غوغل تطرد الموظفين المعارضين للتعاقد مع إسرا ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - رمضان سيد - ماذا يحدث عندما ينهار النظام الاقتصادي و الاجتماعي الحالي