أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - ( 4 ) سلسلة أغلى اللوحات في العالم: سوسنات فان كوخ الجذلى وعين المخيلة الفنتازية بيعت بـ -49 - مليون دولار أمريكي















المزيد.....

( 4 ) سلسلة أغلى اللوحات في العالم: سوسنات فان كوخ الجذلى وعين المخيلة الفنتازية بيعت بـ -49 - مليون دولار أمريكي


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1214 - 2005 / 5 / 31 - 12:10
المحور: الادب والفن
    


حققت لوحة الفنان الهولندي فان كوخ الموسومة بـ "السوسن "، قياس ( 71 × 93 سم )، والمنفذّة بالزيت على كانفاس، حققت رقماً قياسياً ضمن سلسلة أغلى اللوحات الفنية في العالم، إذ بيعت في 11 نوفمبر عام 1987 بمبلغ 49 $ مليون دولار أمريكي وكان من المتوقع أن تحصل هذه اللوحة " السوسن " على سعر مضاعف. وقد اقتنى هذه التحفة الفنية رجل الأعمال الأسترالي ألان بوند من دار المزاد العلني المشهور " سوذبي "، وبسبب المشكلات المادية العويصة التي صادفته آنذاك اضطر لبيع اللوحة بأقل من قيمتها الحقيقية بكثير. واللوحة موجودة حالياً في متحف " J. Paul Getty " في لوس أنجليس، في مقاطعة كاليفورنيا. رسم فان كوخ لوحة " السوسن "، كما رسم سلسلة لوحات " السوسن " في المصح العقلي في سانت ريمي في فرنسا حيث كان الفنان فان كوخ يعالج هناك من أمراضه العصبية والذهنية. وقد رسم هذه اللوحة تحديداً عام 1889، أي قبل بضعة أشهر من إقدامه على الانتحار وهو في عمر الـ 37 سنة. في شهر مايو أيار عام 1889 وبعد حوادث الإضرار بالنفس التي أشاعها عنه أهل الحي، والاستشفاء اختار فنسنت فان كوخ أن يدخل المصح العقلي في سانت ريمي في فرنسا. وهناك، في السنة الأخيرة من حياته، أي قبل موته بأشهر قليلة على وجه التحديد رسم فان كوخ 130 لوحة. وبحسب أصدقائه الفنانين فإنه بدأ بلوحة " السوسن " في الأسبوع الأول من إقامته هناك. وهذه اللوحة بالذات مستوحاة من زهور السوسن الموجودة في حديقة المصح العقلي نفسها. إن التكوين التشكيلي لهذا العمل الفني مقسّم إلى مساحات واسعة للألوان الواضحة لسوسنات كان يراها يومياً، ولكنه صوّرها وهي تنبض بالحياة، وتتسم بالرشاقة، والجمال النابض، بل أنه صوّر حيوية هذه الزهور بطريقة مدهشة تجاوزت الحدود الطبيعية المتعارف عليها. ومن المحتمل جداً أن فان كوخ كان متأثراً في هذا العمل الفني بالذات بالتكوينات التزيينية للفن الياباني، وخاصة الرسوم الطباعية اليابانية المحفورة على الخشب. وبحسب الرسائل التي خلفها عند أخيه ثيو لا توجد هناك تخطيطات معروفة لهذه اللوحة كما كان يفعل في أعماله السابقة، بينما كان فان كوخ نفسه يعتبر هذه اللوحة نفسها دراسة لا غير. ثم عرف أخوه ثيو بسرعة قيمة هذه اللوحة، فقدّمها إلى صالون " المستقلين " في سبتمبر 1889 .وقد كتب فنسنت عن هذا المعرض قائلاً: " أنها " أي اللوحة " تدهش العين من بعيد، إنها دراسة جميلة مليئة بالسعادة والحياة. كل زهرة من زهرات السوسن التي رسمها فان كوخ فريدة من نوعها. لقد درس حركات السوسن وأشكالها بعناية بالغة ليخلق منها نماذج متنوعة لأشكالها المنحنية، والمربوطة بخطوط متموجة، مفتولة، ومجعدة. وقد كتب الناقد الفني الفرنسي أوكتاف ميربو ذات مرة، وهو واحد من أوائل المساندين لفان كوخ كتب متسائلاً: " كيف فهم الطبيعة المتقنة للزهور؟ " إن روح فان كوخ القلقة وحالته الذهنية الحزينة، والمغتمة، والكئيبة هي التي ألهبت عمله الفني بالكثير من الفرح العظيم، كما أنها غلّفته بالحزن العميق، وأحاطته باليأس والقنوط. وكما هو معروف عنه فإن فان كوخ فنان ما بعد- انطباعي أنجز العديد من الأعمال الفنية وأغلبها ذاتية تنطوي على توثيق للسيرة الذاتية. العمل الفني بالنسبة إليه هو رصد، وتسجيل لمشاعره الإنسانية النبيلة، وعواطفه الجياشة تجاه الحسن البشري، وجمال الطبيعة، ومعطياتها من زهور وأشجار وأنهار، ولكنه غالباً ما كان يسّم أعماله الفنية بطابع الأصالة. أكد العديد من النقاد الذين رصدوا تجربة فان كوخ الفنية بأن لوحة " السوسن " تمثل الرأس المدبب من جبل الجليد لواحدة من الأفكار الكثيرة التي استحوذت عليه لمدة طويلة من الزمن. فقد رسم فان كوخ هذه الزهور عندما كان في مدينة آرل، حيث كان منشداً إلى الطبيعة الزاخرة بالجمال. وكانت رسوماته المكرسة للطبيعة، أو المستوحاة منها، فيها جانب روحي عميق، وقيمة جمالية رفعتها إلى مستوىً عالٍ. ومن حسن الحظ أنه غادر إلى باريس في عام 1888 حيث وجد الهدوء النسبي في جنوب فرنسا. وقد شعر فان كوخ بأن الريف الفرنسي قد رحب به، وأخذه بين ذراعيه مثل أم رؤوم لذلك فقد كرس كل لحظة يقظة، ودقيقة صحو، وساعة صفاء بال للرسم. لقد قضى الكثير من وقته في باريس بطريقة مثمرة أضفت لمسات مهمة إلى تجربته الفنية، وأشرّت على تطوره كفنان تعبيري، وانطباعي، وما بعد انطباعي، ولكنه في آرل وجد المناخ الملائم والصحيح لفنه الذي ازدهر بشكل لافت للنظر. " السوسنات " في هذه اللوحة هي زهور حية، نابضة بالحركة والحياة، و قد وصفها بعض النقاد وكأنها ترقص جذلى من الفرح. استعمل فان كوخ ألواناً تكميلية في العمل الفني مثل الألوان الزرقاء والبرتقالية من أجل أن يخلق مناخاً لونياً مثيراً يتوفر على التضاد، كما رسم بالألوان الخضراء، والصفراء، واللون الذهبي، لكي يخلق منها رؤية بصرية قابلة للتسامي أو باعثة عليه في الأقل. بعض النقاد وجدوا في العديد من لوحات فان كوخ مناخاً فنتازياً، عجائبياً كما في لوحة " السماء المرصعة بالنجوم " التي رسمها عندما كان يقيم ويعمل في آرل أيضاً، وفي هذه اللوحة جو فنتازي لا يمكن تفاديه، كما يتجسد فيه خيال الفنان، وتصوره لهزيع من الليل الذي تتجلى فيه شطحاته الذهنية، وتتكشف من خلاله تجربته الروحية العميقة. إذ شاهد فان كوخ صوراً باهرة تقطع الأنفاس في السماء، كما رأى رأي العين الذرات وهي تتحرك في رحاب السماء، هذه الظاهرة التي بدأت تتكشف لاحقاً عندما بدأ الفيزيائيون يتحدثون عنها بشكل تفصيلي أزال عنها الكثير من الغموض. ويبدو أن فان كوخ قد رآها في مخيلته. الشجرة تنمو بشكل مثير توحي وكأنها تسعى لملامسة السماء، كما تعطي الانطباع بأنها تتموج مع النجوم. وبالرغم من أن جذور الفن الفنتازي تمتد إلى الدين، والمثيولوجيا، والفولوكلور في كل أنحاء العالم إلا أن النقاد يصورون هذا الفن وكأنه " لغة عالمية من الصور تتحدث عن سر الحياة وغموضها، وعن القوى غير المرئية فيها " والشيء المهم في الفن الفنتازي أنه ينشأ في مخيلة الفنان المبدع أكثر مما يتجسد في الملاحظة العابرة والسريعة للعالم الحقيقي. هذه الفنتازية اللونية هي واحدة من أسرار سلسلة " زهور عباد الشمس " ذائعة الصيت، والتي غالباً ما تقترن باسم فان كوخ. ففي هذه السلسلة من " زهور عباد الشمس "ألوان ذهبية، وحمراء، وبنية صدئة، ألوان عجائبية يتسيد فيها الأزرق والأرجواني بطريقة لونية فنتازية لا تشبه بقية أزهار عباد الشمس شكلاً ومضموناً. فأزهار عباد الشمس التي رسمها فان كوخ كبيرة في حجمها، وممتلئة بالحبوب، وشكلها غير متوقع. فالتويجات والأوراق تهتز، وتتحرك بحيوية فائقة . والمفارقة في هذه الأعمال الفنية التي رسمها فان كوخ، وهو المعروف بوهنه، وضعفه، ومشكلاته العقلية الناجمة عن الفقر والمرض كان قادراً على أن يرسم عن الحياة بطريقة مثيرة جداً. وكأن المرض العقلي جعله يصوّر حياته بطريقة أجمل، ويرسمها بحيوية نادرة لا يمكن للناس الآخرين أن يتصوروها.

إعداد وترجمة : عدنان حسين أحمد



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاوف هولندية من تداعيات الرفض الشعبي للتصويت على الدستور ال ...
- المخرج المغربي حكيم نوري ل ( الحوار المتمدن ): أعوّل كثيراً ...
- الفنان السوري صخر فرزات لـ ( الحوار المتمدن ): في المتاحف قل ...
- الذائقة النقدية للصوص فان خوخ، ولماذا سرقوا لوحتي ( منظر للب ...
- سلسلة أغلى اللوحات في الفنية في العالم( 3 ): - حفلة رقص في م ...
- ما اللوحة الأخيرة التي رسمها فان كوخ قبل أن يطلق النار على ن ...
- بنيلوبي كروز، فاتنة مدريد، وفيلم - العودة - لبيدرو ألدوموفار
- مدرسة دنهاخ الفنية وشاعرية اللون الرمادي
- سلسلة أغلى اللوحات الفنية في العالم - 2 -: - صبي مع غليون - ...
- سلسلة أغلى اللوحات الفنية في العالم: - بورتريه د. غاشيه - لف ...
- المخرج السينمائي سعد سلمان ﻟ - الحوار المتمدن -: الشع ...
- المخرج خيري بشارة لـ - الحوار المتمدن -: في الفيلم التسجيلي ...
- المخرج السينمائي قاسم حَوَلْ لـ - الحوار المتمدن -:عندما تسق ...
- المخرجة الأمريكية - مصرية الأصل - جيهان نُجيم: أشعر أن هناك ...
- لماذا لم تندلع الثورة الذهبية في أوزبكستان، البلد الذي يسلق ...
- الأصولية والإرهاب: قراءة في مستقبل الإسلام والمسلمين في هولن ...
- المخرج فرات سلام لـ - الحوار المتمدن -:أتوقع اقتراب الولادة ...
- موسوعة المناوئين للإسلام - السلفي - والجاليات الإسلامية - ال ...
- التراسل الذهني بين فيلمي (ان تنام بهدوء) و(معالي الوزير) الك ...
- الرئيس الجيورجي ميخائيل ساكاشفيلي والثورة الوردية: حليف أمري ...


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - ( 4 ) سلسلة أغلى اللوحات في العالم: سوسنات فان كوخ الجذلى وعين المخيلة الفنتازية بيعت بـ -49 - مليون دولار أمريكي