أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - بين حانا ومانا... الحرب مستمرة.















المزيد.....

بين حانا ومانا... الحرب مستمرة.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سئمت.. سئمت مشاهدة الأخبار والأحداث عن سوريا, على شاشات التلفزيونات المختلفة, أو على محطات الراديو, أو لدى قراءة الصحف العربية والأجنبية الرئيسية أو المعروفة... إذ أن كلا منها تروي لك نفس الحدث وتعطيك أرقاما وألوانا عن القتلى... كأنها تتحدث عن رحلة صيد للفيل أو وحيد القرن في إفريقيا الوسطى... منها من يشيد بالبطولات وتقدم لك السيد أحمد عاصي جربا, آخر أحد رؤساء إحدى المعارضات, كأنه روبين هود, على حصانه, رافضا Genève 2, مقررا أن يدخل دمشق على حصانه عن طريق الغوطة... بعد أن يفرش له المسلحون آلاف الجثث على يمين ويسار الطرقات المتفجرة المتهدمة.. آلاف الجثث, بدلا من البساط الأحمر... فيرد عليه وزير الكهرباء(المقطوعة) أن الكهرباء التي انقطعت في غالب المناطق السورية, بسبب تفجير خزانات الغاز, من قبل المقاتلين من جبهة النصرة أو الإحدى والعشرين فرقة إسلامية أخرى, من التي ما زالت تقاتل على الأرض السورية... هي السبب.. ولهذا انقطعت الكهرباء... كأوسع عملية انتقام من الشعب السوري الذي لم يعلن ــ بعد ــ ولاءه للسيد جــربــا, مفضلا السيد بشار الأسد. لأن السوريين تعودوا عليه.. ولا يحبون التغيير... أو بكل بساطة.. بعدما تلوعوا وشاهدوا.. لا يرغبون التغيير بهذا الشكل المرعب المميت!!!...
وكل هذه المواضيع السوريالية, تنتج عن استمرار هذه الحرب التي تسميها بعض الصحف مضحكة مبكية... وأنا لا أراها مضحكة على الإطلاق.. ولا أراها سـوى مبكية... ومبكية حتى اليأس الجامد القاتل.
لهذا السبب كرهت التلفزيون والراديو والصحف التي لا استطيع سوى متابعتها, كالمدمن على الكوكايين, ويقول غدا سأتخلص من تعاطيه... وخاصة أنني كلما اتصلت بواسطة الهاتف أو سكايب SKYPE مع اللاذقية أو دمشق.. أو غيرهما من المدن السورية المحاصرة والمنكوبة.. عندما لا تكون خطوط الاتصالات والكهرباء مقطوعة.. والأنترنيت صامت.. صامت... يأتيني الجواب.. كل شيء تمام يا خـــال.. لا تحمل أي هــم!!!... وهنا يزداد همي من هذه الطمأنة الكاذبة التي اعتاد الناس الطيبون العاديون على ترديدها.. واعتادوا عليها... مثلما الأيـام والأزمان عندما كان لا يسمح لهم منذ ولدوا بانتقاد حارس بلدية.. أو ارتفاع سعر الخيار والبندورة... وخاصة أنهم اعتادوا على أصوات الهاون.. وأخبار الخطف والقتل والترويع.. كأنها أشياء روتينية يومية عادية...
*********
برأي الشخصي أنه لا السلطة ولا المعارضة, لن تتراجعا عن تعنتهما.. وكل منهما تعتبر نفسها سيد أو سيدة على الأرض... علما أن هذه الأرض ما من أحد يسيطر عليها, سوى عشرات الفرق المختلفة والتي تشكل كل منها مئات من الأمارات والتشكيلات التي تعيش من القتال على الأرض.. ولا تسمع ولا تطيع أية قيادة سياسية.. سوى من يسلحها.. وخاصة من يمولها.. بالإضافة إلى أهم مصادر التمويل اليوم اللذين هما الفدية, التي يدفعها أهالي مئات المخطوفين.. والجزية (نعم الجزية) التي يدفعها أهالي المناطق التي تعبر فيها هذه الجحافل الهيتروكليتية.. وتبقى مسيطرة عليها أياما وأشهرا.. حسب المد والجذر بينها وبين القوات النظامية... وخاصة أن الترويع والترهيب وقطع الرؤوس الذي تنشره هذه الجحافل الإسلاموية من المقاتلين, قد فاق مـا ولدته في الأزمنة الغابرة جحافل تيمورلنك أو هولاكو...
بالإضافة أن بعض أولاد عمنا بالعروبة والإسلام, من دول تجارة رئاسة الإسلام وآبـار النفط.. بدلا من بناء الجامعات والمدارس والمستشفيات ومحاربة الفقر... تهدر المليارات من أجل قتل السوريين.. وإسقاط بشار الأسد....
هذا ما يزيد همي.. حيث أن الأمور قد جمدت.. رغم الأبواق التي تطبل وتزمر وتعلن العكس.. ولا أرى أية بوادر حقيقية للقاءات معقولة لمفاوضات معقولة... خــاصـة أن الكعكة تتضاءل يوما عن يوم.. وطامعو اقتسامها الجائعون يزدادون يوما عن يوم.
وعلى الأرض... قتلى وقتلى.. واختطاف ومفقودون.. وبيوت مهدمة.. وحالات فــقــر ومـجـاعـات تتفاقم.. وأطفال مرضى وجياع, بلا غذاء أو دواء.. ومـهـاجرون نازحون مؤقتون.. يصبحون مهاجرين نازحين أبديين... ومؤتمرون في باريس يسمون أنفسهم أصدقاء سوريا. لا يوجد بينهم سوري واحد.. يريدون إنقاذ سوريا.. بمتابعة تسليح المعارضة... واختلافات بينهم.. بين موافق ومعارض.. لأن البعض لا يرى بأية مصالحة مصلحة لتجارته.. وآخر يرى أن اللعبة قد أتعبته واستنفذت بعضا من مصالحه ومشاريعه المعلنة والمخبوءة.. وأن بعض فرق المقاتلين, وبعضا من شركائه القدماء النفطيين, بحاجة إلى بعض التغيير.. نظرا للشيخوخة المتعبة المهترئة التي تسيطر على قمة حكمها.. وأن التغيير أصبح حاجة ملحة, لهذا الشريك من كبار أصدقاء سوريا.. ولكن ليس بسوريا اليوم.. إنما بهذه الدولة النفطية التي لم يعد يحتاجها.. خلال السنين القليلة القادمة.. التغيير أصبح ضروريا.. للدولة الحامية, لا للدولة المحمية... مما يعني أن شراكتهما التاريخية التي بدأت من نهاية الحرب العالمية الثانية... والمظلة التي تؤمنها لها هذه الدولة الكبيرة الحامية.. بدأت تتضاءل مغازلة إحدى جاراتها وغريمتها التي تلمع في المحافل الدولية...وفي المنطقة.
وعندما نقرأ الفضيحة الهامة التي نشرها Edward Snowden الذي كان يعمل بوثائق المعلوماتية لدى قمة المخابرات الأمريكية, والذي لجأ أخيرا إلى روسيا, ونقلتها حرفيا كبرى الصحف العالمية, عن أن المخابرات الأمريكية كانت تتجسس حتى على رؤساء شركائها وأصدقائها وحلفائها من الغربيين.. وحتى على أسرار دولهم الصناعية والتجارية والاقتصادية والسياسية والدفاعية.. لتستعملها خدمة لمصالحها الرأسمالية وحماية هذه المصالح فقط.. بالإضافة على تجسسها على العالم كله, بواسطة شبكاتها وشركاتها التقنية المنتشرة في أربعة أقطار المعمورة.. وحتى بين أصدقائها.. مما يثبت قطعا.. أن هذه الدولة المثالية العظمى, ليست لديها أصدقاء أو شركاء... لديها مصالح فقط.. لا غير... لهذا على أبناء عمنا الذين يحتمون من سنين طويلة تحت مظلتها.. أن يلمسوا رؤوسهم.. أو يلمسوا عقالاتهم, إن كانت سوف تبقى على رؤوسهم..........
محاورات.. مغازلات... مفاوضات أو لا مفاوضات... وكل إعلام يحلل حسب ما يطلب منه أن يترجم أو يحلل...وكل صورة مروعة أو قطع رأس أو عدة رؤوس... كل منها يعطينا لهذه الصورة اسما مختلفا مقدسا أو شيطانيا, حسب الجهة الآمرة التي ما زالت تمول.. حتى أن بعض الجهات الإعلامية المأجورة, ما زالت تسمي هذه المجازر المروعة التي أهلكت ثلاثة أرباع العالم العربي.. وأعادت شعوبه إلى عالم التحجر و التهجير والموت بالآلاف.. بمئات الآلاف.. الـربـيـع الـعـربـي!!!... ومع هذا الحرب والموت مستمران... على درب مجهولة.. ولأيام أو أشهر.. أو حتى سنين مجهولة...
أيها الساسة... أيها الزعماء المجتمعون.. أيها القادة.. أيها المؤتمرون.. أيها الرافضون لكل مؤتمر... متى تتعبون.. أو تفهمون أن لكل شيء نهاية... وأن الحرب سوف تنتهي...ولن يتبقى منكم أي رابـح... وأنكم سوف تحاكمون... ولا بد أنكم سوف تحاكمون!!!........
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي وولائي... وأصدق تحية مهذبة.



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات صديقي
- الرئيس بشار الأسد مع غسان بن جدو
- الطائفية... آخر وأخطر أسلحة الدمار الشامل
- حب وحرمان.. واحتلال واضطهاد.. فيلم فلسطيني اسمه عمر
- مجند سوري.. ضحية بريئة...
- تسعة أيام عطلة
- معايدة و نداء
- جائزة نوبل للسلام.. والزيوان البعثي...
- تجارة الرقيق السوري.. الأبيض و الأسود.
- رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان
- أحجار دمشق...
- ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر
- رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم
- حالتنا اليوم... نكبة!!!...
- توقف الضرب؟؟؟...لمتى؟؟؟...
- صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...
- خطاب أوباما.. وبعده خطاب هولاند في الأمم المتحدة
- تحية من الفكر والقلب إلى.. جوليا بطرس
- الدكتور هيثم مناع.. وجنيف 2.. والبابا فرانسوا
- الماريشال فرانسوا هولاند...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - بين حانا ومانا... الحرب مستمرة.