أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - دَفْتَر














المزيد.....

دَفْتَر


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 13:13
المحور: كتابات ساخرة
    


قد تتبادَر الى ذهنك عزيزي القارئ ، كلمات الشاعر الكبير " مظفر النواب " في قصيدته الرائعة " ليل البنفسج " التي أبدعَ في غناءها " ياس خضر " .. حيث فيها مُخاطِباً الحبيب : ( ... أشلون أوصفكَ وإنتَ " دَفتَر " وآني جِلمة .. ) . لكنك واهمٌ ياسيدي .. ف " الدَفتَر " الذي أعنيهِ ، هو شئٌ آخر تماماً .. وليسَ له علاقة بدفاتر التلاميذ ولا بكُتُبهِم أيضاً ، وليس فيهِ أسطرٌ كثيرة ولا آلاف الكلمات .. بل ان الدَفتر الذي أقصده ، أوراقه خضراء .. يستطيع شراء أشياء جّمة وحتى في أحيان كثيرة ، الضمائر والذِمَم . هنا .. يُدعى المئة دولار أمريكي [ ورقة ] .. والعشرة آلاف دولار [ دَفتَر ] ! . نعم ياسيدي .. عندما تقول دَفتر ، فذلك يعني ببساطة دفتر الدولار .
يوم امس ، إستمعتُ عرضاً ، الى الحديث التالي بين شخصَين في الكازينو :
الأول : ماذا فعلت بالنسبة الى شُقتِك في " أفرو ستي " ؟ . الثاني : لقد عُرضَ عليّ عشرة دفاتر وثلاثين ورقة .. لكنني طلبت عشرة دفاتر وسبعين ورقة ! . لم أبعها لحد الآن . وأنتَ هل أجّرْتَ محل الطابق الأرضي من عمارتك في " زري لاند " ؟ الأول : نعم ، بدفترِ في الشهر وأخذتُ منه ثلاثة دفاتِر مُقدَما لثلاثة أشهُر .. سوف يفتح معرضا للكهربائيات والسيراميك ! . الثاني ضاحكاً : يعني ، أنك عّوضت مصرف سفرتك الأخيرة الى ماليزيا وسنغافورة ؟ . الأول : أكيد .. وبالمناسبة إشتريت مزرعة كبيرة ، طابو ، على طريق زاويتة بخمسة وعشرين دفتراً .. وسوف نقضي سهرة الجمعة هناك ، ما رأيك ؟ الثاني : جيد ، وماذا وراءنا غير ذلك ! .
ومن الشائع هُنا .. تجارة العقارات والشُقق والأراضي والسيارات .. وكُلها طبعاً بالدفاتر ، حيث تُتداوَل أرقامٌ خيالية كُل يوم .. وهذه " الحركة " المتسارعة والمُتصاعِدة ، أبطالها .. طبقة جديدة برزَتْ خلال العشرة سنوات الماضية خصوصاً .. إضافةً الى عددٍ محدود من الأثرياء التقليديين وكذلك الفئة التي صعدتْ صاروخياً بعد إنتفاضة 1991 . مجموع هذه الطبقات ، يُشّكلون " حسب تقديري " .. 10% من المجتمع ، ويتصرفون حسب تقديري أيضاً ، ب 90% من الثروة .
ان الخلل الإجتماعي الكبير الحاصل اليوم ، ناتجٌ عن سوء توزيع الثروة .. واللاعدالة المُفرطة .. أدتْ الى تواجد أشخاصٍ يمتلكون الأموال الفاحشة ، حصلوا عليها بالتأكيد بِطُرقٍ غير قانونية وأساليب غير شرعية ( فلا يمكن ان يتحول المرء خلال سنواتٍ معدودةٍ فقط ، من موظفٍ عادي أو كاسب مُتواضع ، الى مليونير يتلاعب بالدفاتر لعباً ، بصورةٍ طبيعية ) . الى جانبِ وجود أكثريةٍ محرومة ، تحصل بالكاد على قوت يومها والحد الادنى من الضروريات الحياتية .
من البديهي .. ان تدفُق الأموال السهلة ، من غير جُهدٍ ولا تعب ، على البعض .. وإفتقار معظم هؤلاء ، الى ثقافةٍ تُوازي هذه الطفرة في الموارد .. الى ثقافةٍ تحفظ التوازن النفسي والإجتماعي ، وتُحّصنهم ، ضد الإنحراف والتهّور وإنتهاج الطُرق السيئة .. كُل ذلك يُؤدي ، الى خللٍ خطير في المنظومة الإخلاقية في المُجتمع .. لاسيما .. عندما يكون هؤلاء الطُفيليين ، يُشكلون واجهة المُجتمع ومرآته !.
.....................
صديقي الحميم ، يُناكدني أحياناً ، قائلاً لي : .. ان الجماعة يتصرفون وكأن الذي بين أيديهم ، أوراق شجرٍ مُتساقطة في الخريف .. وليسَ دولارات .. فتراهُم يبعثرونها ويستهترون بصرفها ، وكأنها فعلاً مُجّرَد أوراق شجر .. وأنتَ .. لاتملك أحياناً ثمن مشروبك البائس ، فتتذرع بأنك مشغولٌ فلا تحضَر ! .. أو تبحث عن أدويةٍ رخيصة لأمراضك الكثيرة ، لأنك لاتحمل " اوراقاً " ولا " دفاتِر " ! ولأنه ليسَ لك أوراقٌ ودفاتِر ، فأنكَ " اُمّي " ها ها ها.. يا لكَ من غشــــــــــــــــــــــــــــيم ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا .. تتنّصَت
- الحجِية .. وصورة الزعيم
- سيدي المالكي : المُشكلة ليستْ في الهَفْ
- مأزق تشكيل حكومة الأقليم
- نفطٌ .. وسوء إدارة
- الأبُ والإبن
- خطفُ رئيسٍ من فندق !
- كفى تهافُتاً .. على دُول الخليج
- عندما يتشاجر الطباخون
- خواطر .. عن دولة كردستان
- طاقات سياحية كامنة ، في جبل زاوة
- حكيم الغابة
- إنتخابات الأقليم / تحليل جزئي / العمادية نموذجاً
- أسَفي على بغداد
- الديمقراطي ، الأكثر شعبية . محاولة تفسير
- سيناريوهات تشكيل حكومة الأقليم
- الإنتخابات .. وصوت البَطة !
- هُواة سياسة
- أصحاب عوائل وأطفال
- أحلام


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - دَفْتَر