أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ماما روما 1962:التزام بازوليني بقواعد في لعبة لم يتقنها بحذافيرها














المزيد.....

ماما روما 1962:التزام بازوليني بقواعد في لعبة لم يتقنها بحذافيرها


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 09:17
المحور: الادب والفن
    


ماما روما 1962:التزام بازوليني بقواعد في لعبة لم يتقنها بحذافيرها
يعتبر الفيلم الاخير لبازوليني ضمن المسار الواقعي-هذا ان اعتبرنا جذافا بأن هذا الفيلم واقعيا-حيث سينطلق بازوليني إلى عوالم خاصة به...عوالم شعرية ادبية تخصه هو...عوالم بازولينية
ونحن لا نستطيع ان ننكر ان بازوليني اسس عالم خاص به سينمائيا بعد ان كان قد اسس لنفسه عالما خاصا شعريا ادبيا،وهو في مثل ذلك يشبه كل المخرجين الكبار الذين صنعوا مجدا ادبيا لشيء اسمه السينما الشعرية المثقفة الموجه خصيصا الى طبقة خاصة من المشاهدين،بحيث لا يمكن دراسة الحالة الفعلية للسينما...المطلقة والعامة دون التوقف على كل واحد منهم،ولكن هل من الممكن اعتبار بيير باولو بازوليني واحدا منهم...؟!
بايجاز نقول عن بازوليني، باننا على الرغم من اننا لا نستطيع دراسة السينما دون التوقف عنده ولكن يبقى اقل تاثيرا من اقرانه على شاكلة تاركوفسكي أو فليني أو انتنويوني أو بيرغمان أو غودار أو تروفو وربما من الممكن ان نضيف معهم فاسبندر وكيسلوفسكي ...
قلنا أن بازوليني اسس عالما سينمائيا خاصا به،بحيث اننا إذا شاهدنا أي فيلم لبازوليني نستطيع ان نستشف وبسرعة ان هذا الفيلم هو لشخص يدعى بازوليني،ولكن الامر الوحيد المختلف هنا (ضمن كل المسيرة) هو فيلم ماما روما...
قلنا أن بازوليني خرج من رحم الواقعية،وفيلم ماما روما الذي اتهم بالفحش وقطع منه خمس دقائق قبل عرضه وهذا نابع اصلا من مشاكل لاداعي لذكرها من شدة شهرتها بين بازوليني والسلطات، ونحن نعرف أن فليني ساهم في تدريبه ونحن نشاهد في هذا الفيلم نزعة فلينية لا يمكن التغافل عنها....
ماما روما (آنا ماجناني) عاهرة سابقة مفعمة بالحياة ولكن بألم،عنيفة ولكنها بسيطة ذات ضحكة جهورة قوية وحساسة قال النقاد عن شخصيتها بانها المعادل الانثوي لزوربا،وأنا اقول عنها بانها نسخة من مصغرة عن كابيريا....
بعد ان تخلصت من قوادها كارماين(فرانكو سيتي) من خلال زواجه،اصبحت حرة وانتقلت من ريف روما إلى المدينة واصبحت تطلق على ابنها بانه قوادها الجديد...
ماما روما تريد ان تعيش حياة جديدة وان تترك العهر،فتشتري كشكا وتبيع الخضراوات في الساحة العامة،ولكن انتقالات القصة ومركزيتها حول ماما روما وابنها جعلنا نحكم بان الفيلم ليس واقعيا ولكنه استفاد من الواقعية...
اذا يتحول مسار الفيلم الى محاولات ام لضمان مستقبل ابنها وتخليصه من حياة عاشتها في السابق ضمن مشاهد احيانا تكون ليلية خاصة تذكرنا بفليني وكابيريا...ومن قال ان كابيريا هو فيلم واقعي اصلا...
تمشي في الليل وفرقة موسيقية قريبة من عوالم فليني تحتل المكان.....
بين كل هذه الاحداث يبرز الحدث المركزي ،وتقع الميلودراما عندما يعود كارماين ويطلب من ماما روما مبلغا من المال(200 الف ليرة) حتى لا يفشي بماضيها الأسود لابنها ايتوري الذي يعرف اصلا عن هذا الماضي.
عندما يصور بازوليني ان ايتوري يصلب متاثرا بالمسيح طبعا ومن اجل ذنب لم يقم به فهذه هي قمة المشكلة...ولا نقول تكمن المشكلة
بالنسبة للنقد،وضمن اختلاف معطيات النقد واشكال التجديد بين الماضي والحاضر فبالتاكيد سيوصف هذا المشهد بالغباء...
بين اكاتوني 1959 وماما روما 1962 فارق شاسع وكبير،والتزام بازوليني بقواعد في لعبة لم يتقنها في حذافيرها جعل من فيلم اكاتوني افضل من فيلم ماما روما،ولكن النقطة الايجابية في فيلم ماما روما ان بازوليني بدأ ينفتح على اساليب خاصة به سوف تتطور وتتحسن في المستقبل لتعبر عن نفس الفنان،وهنا لا زلنا نقول بان بازوليني في ماما روما بدأ يفتح الباب ولكنه لاحقا سوف يفتح هذا الباب على مصراعيه
بلال سمير الصدّر 12/1/2013



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم الخريج للمخرج البريطاني ميك نيكولاس:التبشير بسينما طليع ...
- الحياة المزدوجة لفرونيكا 1991(كريستوف كيسلوفسكي):من هي فيرون ...
- كيسلوفسكي وتأكيد الحالة الذهنية:فيلم قصير حول الحب
- أكاتوني 1959(بيير باولو بازوليني):عن بازوليني و تصوير قسوة ا ...
- الخطايا العشرة(كريستوف كيسلوفسكي) 1988: كيسلوفسكي يضع الحقائ ...
- الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج ك ...
- هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحت ...
- المال 1983(روبير بيرسون): ...(السينما التي يمارسها بيرسون مج ...
- الأم والعاهرة 1973(جين يوستاش):عن شخصيات تعيش الفراغ الشديد, ...
- لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت
- الهاوي 1979:كريستوف كيسلوفسكي: التعلق بسينما وثائقية ذات معط ...
- الندبة 1976(كريستوف كيسلوفسكي):شاب سينمائي حقيقي لازال متعلق ...
- تعريف امرأة1982(مايكل أنجلو أنتونيوني): القضية الوجودية الحق ...
- نقطة زابرسكي1970(مايكل أنجلو أنتونيوني): مغامرة تختلف عن الم ...
- قتلة بالفطرة 1995(اوليفر ستون):عن مجنونان بريئان من الجنون ل ...
- 1966 مايكل أنجلو أنتونيوني: Blowe-pالانفجار أو تكبير الصورة: ...
- الصحراء الحمراء1964(مايكل أنجلو أنتونيوني): (حتى الطيور تعلم ...
- الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصي ...
- Eros2004:مايكل أنجلو أنتونيوني وستيفن سوديربرج وونغ كار واي
- اسطورة 1900 جوسبي تورانتوري1999:حكاية شخص لم تلمس قدميه أرض ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ماما روما 1962:التزام بازوليني بقواعد في لعبة لم يتقنها بحذافيرها