أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم سلاك - الدولة و الوطن














المزيد.....

الدولة و الوطن


ابراهيم سلاك

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة و الوطن
ما هي الدولة ؟ وما هو الوطن ؟ و ما العلاقة بين الاثنين ؟
في هاته الاسطر المتواضعة سنحاول اثارة الانتباه الى بعض القضايا التي تدخل في اللامفكر فيه من قبل أغلبية ساحقة و كثير من المثقفين لأن ضغط الثقافة اليومية و القنوات الاعلامية و الخطاب الرسمي يقولب العقول و يجعلها اداة لتكرار كثير من المفاهيم المعلبة الغير الخاضعة للتفكيك ومن ثم اعادة التركيب وفق مناهج نقدية بالأساس .
فالدولة نظام حكم أفرزته سيرورة تطورات المجتمع التاريخية ليضمن توازنات نسبية قسرية فرضت بالضرورة بالقوة من قبل سلطة حاكمة لتأبيد السيطرة و فرض واقع اقتصادي و سياسي و ثقافي معين بما يخدم فئة المجتمع الناتج لتلك السلطة . أما ادوات تلك السلطة فهي متعددة و متنوعة ، مرئية و غير مرئية ، مباشرة و غير مباشرة ، مادية و فكرية ، قسرية و طوعية ، سياسية و اقتصادية ... وبما أنها دولة فهي مؤسساتية ، تنتج لها ترسانة قانونية للتمويه تارة و للتلطيف تارة اخرى من شكل ممارسة السلطة متى انضبط افراد المجتمع للقانون العلوي و خضعوا طواعية في اطار ما يسمى بالسلوك المدني بعيدا عن الشغب و اثارة الفوضى و تهديد سلامة الدولة و الامن العام ...هاته المؤسسات تتعدد وتتنوع و تنزل عموديا و تنتشر افقيا ، اساليبها تختلف و اشكالها تتعدد و وظائفها تقسم ، جزء منها في قلب المجتمع و يعمل على استمرار نبضه ، بل و يقدم خدمات يومية في محاولة منه لإخفاء أوجه اخرى تعسفية كالمؤسسات التعليمية و الاستشفائية و الخدماتية ، لكن السجون و الشرطة و البوليس و الجيوش، المصحوبة بالترسانة القانونية ، فهي جاهزة دوما لحماية النواة الاساسية للدولة ولو اقتضى الامر ضد الفرد المواطن او جماعات المواطنين او شعب بأكمله في مستويات معينة ، كما هو الشأن عند حدوث الثورات ، أي احتدام الصراع ووصوله الى مستوى التناحر ،وهذا ما نلمسه جليا بتحول ما كان يعرف زورا و بهتانا بالجيش العربي السوري الى عصابات اجرامية تقوم بالتقتيل و الذبح الجماعي . فالدولة بهذا المفهوم قوة و سلطة وعنف أوجده التطور التاريخي لحماية مصالح اقتصادية لفئة تربعت على السلطة ، ومستعدة لفعل كل شيئ حفاظا عن تلك السلطة .فهل كان المصريون واهمون في استنجادهم بالجيش ضد طوفان الاخوان ؟
الجيش كمكون أساسي للدولة خرج من صلب المجتمع ولم ينزل من كوكب أخر ، فهو سلطة وقوة بنيت للحفاظ على سلطة الدولة بما فيها السلطة الاقتصادية لعجز هاته السلطة عن العيش دون قوة الحديد و النار لإدراكها بقوة الضرورة انها لا تمثل الا فئة من المجتمع و هي مهددة كل حين ما دامت عاجزة عن توفير كرامة العيش لباقي افراد الشعب بل تهين هي نفسها هاته الكرامة بحرمان غيرها من ضرورات العيش و تستحوذ و تحتكر الأرض و البحر و السماء . وبذلك فالدولة ليست غبية في حسن اختيار ضباطها و قوادها و طياريها و جنيرالاتها ، فهل يمكنها أن تستأمن أعداءها في حراسة لدة رقادها؟
غبي من يعتقد أن الجيش المصري أو التونسي أو غيره في أعلى مستوياته لم يرتبط عضويا و بشريا و مصلحيا و سياسيا و ثقافيا و وسوسيولوجيا و حتى عائليا ان شئنا بالأنظمة السياسية التي صنعته و رسمت له مساره لعشرات السنين القادمة بل قامت بربطه بشبكة عالمية من المصالح التي لا تخرج عن نطاق النظام العالمي . و مضحك ذلك الشعار الذي يقول الشرطة في خدمة الشعب لأن العصا التي تطارد اللص في أيام الهناء السياسي تتحول الى ظهر المعطل المطالب بحقه في الشغل و العيش الكريم .
اما الوطن فهو ذلك الحلم الجميل و تلك الشمس المشرقة الدافئة و تلك الرمال الذهبية و الجبال الشامخة و الأنهار المتدفقة مياهها و حقول القمح و اشجار العنب و التين و الزيتون و التفاح ...وصغارنا و فرحهم لا يعكره لغوا ... الوطن هو ذلك الحب العذري و القبلة التي لا تخشى الاعتقال و القصيدة الشعرية المتفجرة حروفها ورودا و أزهارا...الوطن علاقات الحب و التعاون والسلم و اقتسام خيراته لا امتصاص عرق الاخرين . الوطن هو الكرامة والاسرة و المدرسة و الشغل و المستشفى و الدواء لكل المرضى ...
فهل يمكن للدولة أن تصبح و طننا؟



#ابراهيم_سلاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السقوط الأخلاقي لحكومة ابن كيران
- بداية نهاية الاخوان ومن يدور في فلكهم
- القطيعة
- ما حقيقة ما سمي ربيعا عربيا؟
- السقيفة
- ملاحظات حول الاصلاح البيداغوجي بالمغرب
- أية نقابة لنساء و رجال التعليم ؟
- جدلية الكوني و الخصوصي حول حقوق الإنسان
- مشروع الدستور المغربي : التناقض يعكس التردد في الاختيار الدي ...
- رسالة الى حركة 20 فبراير
- المهدي بن بركة حي لايموت
- بومية : التحالفات الهجينة


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم سلاك - الدولة و الوطن