أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حدوي - الاخوان ومشكلة إقصاء الاخر















المزيد.....

الاخوان ومشكلة إقصاء الاخر


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 22:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لايوجد عاقل واحد على وجه الارض لايريد لشرع الله ان يحكم و يسود على وجه المعمورة،فالدين الاسلامي الذي هو دين الرحمة جاء للعالمين وليس للعرب والمسلمين فقط . يؤسفني اليوم ما وصل اليه حال العرب و المسلمين من الانقسامات الطائفية والمذهبية والاثنية الى حد ان امريكا حين تريد تفتيت بلد عربي أو اسلامي تدعم فيه الاخوان..نعم تدعم الاخوان لسبب بسيط وهو أنهم لايؤمنون بالاخر..هذا سني ،هذا شيعي، هذا مسيحي، هذا إرهابي ،هذا لائكي والتمزق على طريقه، وامريكا تلعب بنار الفتنة بما يخدم اطماعها في بلاد خير أمة اخرجت للناس.. للمرة الأولى في العصر الحديث تصل الطائفية والصراعات الدينية والمذهبية والاثنية إلى ذروتها، والعالم العربي المتشبت بالفكر القبلي البعيري البائد في طريقه ــــ وهذا ما لا يتمناه أحد ــــ إلى جحيم التمزق لدويلات ميكروسكوبية صغيرة ضعيفة متصارعة في ما بينها، وبالتأكيد هذا حلم حقيقي واستراتيجي أيضا لإسرائيل ،وكل من يؤمن بالطائفية اليوم فهو ينفذ مخططا اسرائيليا وامريكيا بعلم او بدون علم ،وهذا ما يجهله الكثير من المغفلين .
في الماضي القريب جداً كان وقع مصطلح التمزق على آذان الناس غريباً ومستنكراً بل ومستهجنا من المحيط الى الخليج ، الآن أصبح الناس يتداولون هذا المصطلح رغماً عنهم، لأن فيضان التفتيت اليوم في طريقه كالاعصار الجامح إلى كل الدول العربية وتحت مسميات متعددة كمشروع الشرخ الاوسط الجديد وشمال افريقيا وغيرها من التسميات الملغومة الاخرى التي يرعاها النسر الامريكي وفئران المخابرات الاسرائيلية.. ولا شك أن ذلك لا يعفي بعض الأنظمة العميلة وبعض علماء الدين بلحى مختلفة الالوان والاحجام من المساهمة في إشعال الفتن، حسب كل بلد وما يحتويه من تعدد مذهبي أو طائفي او إثني، وتزداد هذه الفتن كلما اخلطت اموال النفط بالدين ..وفي جميع الأحوال فإن الخاسر الكبير هو الإنسان في منطقة ابتليت بثقافة إلغاء الآخر وإقصائه، وهذا من الموروثات العجيبة لأمة إقرأ التي لاتقرأوالتي حتى الاسلام منها اليوم براء .نعم الاخوان سطع بريق نجمهم مع رياح الربيع العربي ، هم قوة يشار إليها بالبنان ويضرب لهاالف حساب في الملاعب السياسية، إلا ان ما يعاب عليهم هو إقصاء الاخروهنا ام المشاكل..ما يعرفه الجميع هو إن الأحزاب التي تريد الفوز عليها أن تخطط طويلا للحصول على تمويل مالي كبير من داخل مجتمعها وبطرق مشروعة، وفي النهاية من يملك مالا أكثر وتنظيما أفضل ولغة معسولة، حظه في الفوز أكبر من البقية. فلابد من الأموال الضرورية لتوظيف جيش من المختصين لتسويق المرشحين وفيهم وجهاء وفنانون، والإنفاق على الإعلانات في التلفزيونات والشوارع، وإقامة المآدب، وتقديم المساعدات، واستمالة الجماعات المختلفة.. والذي يجعل اليوم جماعات مثل الإخوان المسلمين قادرة على الفوز في الكثير من بلدان الربيع العربي،هو تغول الفساد وتفشي الظلم بين اوساط واسعة وعريضة من الجماهير الشعبية المسحوقة وهو الامر الذي يحاربه الدين الاسلامي ، مما جعل تسويق الخطاب الديني للجماعات الاسلامية المختلفة يلقى صدى وقبولا واسعا بين اوساط الجماهير العربية الاسلامية المتضررة ، أضف الى ذلك الاهتمام بجمع الأموال بشكل مستمر وإنفاقها في الخدمات الاجتماعية وعلى سكان الاحياء الفقيرة وما اكثرهم على امتداد خريطة العالم العربي البئيس. والنقطة الاخيرة هي ان هذه الجماعات ، هي صاحبة مشروع آيديولوجي، أقل فسادا من بقية الأحزاب التي يسرق التبرعات القائمون عليها.نعم بهذه الطريقة كسب الاخوان ود وأصوات الملايين على امتداد طول خريطة العالم العربي،لكن ما ان يقحم الاخوان رأسهم في جرة السياسة حتى تبدأ الفوضى وكمثال حي على ما اقول ،هو ما نراه في بعض الدول التي عرفت هذه الصراعات ، دول اختلطت فيه اموال البيترودولاربالدين وترى في الحكومة مثلا، ان وزير التعليم يريد تعليما شيعيا والبعثات العلمية خاصة بالشيعة، ووزير التربية يريد تعليما سنيا والمناهج التي تلهج بذكر السنة. ووزير الصناعة والتجارة يريد تصنيعا سنيا، ووزير التخطيط يريد تخطيطا شيعيا.او تسمع عن تظاهرة سنية ضد محافظ مسيحي أوشيعي ،او العكس تظاهرة مسيحية أوشيعية ضد مسؤول سني وهكذا دواليك. .هذا بالنسبة للذين هم على قيد الحياة. اما الذين وفاهم الاجل فالمشكلة تطرح ايضا بسبب التمزق ،هل سيدفن الهالك في المقربة الشافعية ام المقبرة الحنبلية ام الحنفية ، ام في مقبرة شيعية تحت اسماء ومسميات أخرى كثيرة..؟،وغيرها من الوساوس والهلوسات المختلفة التي قد تنتهي بنيش قبرالهالك عدة مرات في ارض امة ضحك من جهلها الامم..وتصل التفاهات ذروتها حين تسمع بانفجار قنبلة في مصلى عيد من اعياد المسلمين ، او كنيسة من كنائس المسيحيين ،او في مسجد من المساجد ، قنبلة وضعها مسلم ليقتل مسلمين او مسحيين بدون ذنب ارتكبوه سوى انهم يخالفونه الرأي، وبهذه الطريقة تحترق كل يوم صورة خريطة العالم العربي في صحف العالم..
إن عدم قبول الاخر نتيجته فوضى وتنافس محموم غير علمي وغير مشروع يهدم ما تبقى من هوية الدولة التي تتصارع فيه مثل هذه الافكارة المتناحرة والتي لاتعرف معنى للتعايش السلمي الرصين .عجبا ،عجبا ..لدى العالم العربي والاسلامي اليوم حماقات ما يكفي لقيام الساعة ورغم ذلك لم تقم رحمة بنا من رب عظيم كريم .حتى "هتلر" الذي لم يكن قديسا ولانبيا ولاعنده علم من الكتاب تنبأ منذ زمانه بهذا التناحر حين استبعد العرب من خطط الحرب العالمية الثانية ،ولما سألوه عن الحكمة في ذلك أجابهم قائلا: « أنا لا يهمني العرب؛ لأنهم سيتقاتلون فيما بينهم ويأتي يوم يدمر بعضهم البعض»، وها هي نبوءة "هتلر" بدأت تتحقق هذه الايام بحروب العرب والمسلمين مع بعضهم البعض ، حروب لا تتوقف من السودان إلى الصومال إلى ليبيا إلى اليمن والعراق ومصر وسورياوالحبل على الجرار.. حتى الحاخام اليهودي "نير بن ارتسي"أكد لموقع "ساحة السبت" يوم 16يوليوز 2013 في إطار عظته الاسبوعية أن حرب يأجوج ومأجوج ستقع بين العرب بعضهم البعض ،وسيأكل بعضهم البعض، وسيكون العالم كله في صراعات بينما سيتمتع مواطنو إسرائيل بالبهجة والسعادة، وهذا ما تنتظره اسرائيل منذ زمان، واسرائيل تستثمر هذه الايام بذكاء مايسمى بالربيع العربي لصناعة ربيع صهيوني حقيقي مزهر، في زمن انشغل فيه العرب والمسلمون بإعتلاء كراسي الحكم والصراعات من اجلها..وهنالا أريد ان أسترسل في مثل هذا الموضوع ، موضوع إقصاء الاخر والاقصاء المضاد الذي انتجته ثقافتنا العرجاء ، موضوع التمزقات بين المسلمين بايادداخلية وأخرى خارجية ،لأنني لو استرسلت فقد أقرفكم أكثر وهذا ما أتحاشاه سيداتي ،سادتي الكرام. ما أعرفه اننا كلنا إخوان، وكلنا مسلمون، والانتماء الى جماعة من الجماعات الاسلامية ليس شرطا من شروط صحة إسلام المرء، فأركان الاسلام خمسة و لم يرد فيها الانتماء الى جماعة من الجماعات الاسلامية المتناحرة .من سيتذكر اليوم ايام اختلاف القبائل العربية قبل الاسلام حول من سيكون له شرف وضع الحجر الأسود الذي وضعه رسول الله بيده الشريفة على بساط حمله المختلفون فنال الجميع شرف وضعه من دون تمييز ووئدت الفتنة قبل أن تبدأ.ولما جاء الاسلام ،وفي عهد النبي ،كان الاسلام اسلاما بسيطا سمحا متقدما يسع الجميع لأنه يخدم الانسان والطبيعة والفطرة الانسانية ، وبعد وفاة النبي وبخلافتين أو ثلاث،فرق المسلمون تدريجيا دينهم السمح الى طوائف والكل عينه على كرسي السلطة ومغانمه، وسالت من اجل ذلك انهار من الدماء، وقتل فيما بعد فقهاء ومفكرون وفلاسفة كثر ،وضاع الدين لقرون وقرون ..ضاع الدين الى يومنا هذا وسادت ثقافة الانحطاط والذل وترسخت في النفوس وهي الّتي جعلتنا اليوم لا نطيق بعضنا البعض ولا نرى إلاّ الأبيض والأسوَد ونلغي باقي الألوان باسم الدين أو التاريخ أو الجغرافيا او الإثنية أو بذرائع أخرى، ولمّا كنّا عاجزين عن مواجهة من هزمونا فعلا في كل شيء أصبحنا نتفنّن في مواجهة بعضنا حتى صرنا في هذا الحضيض الاسفل .. ورغم كل ما سلف ذكره ،استغرب حين يتساءل البعض قائلا ،لماذا أصبحت أمةالمليار ونصف مليار مسلم قزمة في خرائط الكبار الذين يصنعون مصائرنا في كل تفاصيلها ؟..
ما لايعرفه الكثير من أبناء أمة إقرأ ، ان أقبح جهل وأكبر تخلف أن يعادي المرء الآخر لمجرد الإختلاف معه في الرأي ..والقاعدة السائدة بين معظم دول العالم العربي والاسلامي والثقافة الرائجة، لدى الاسلاميين وغيرهم ،كونك تخالفني فإنك عدوي اللذوذ ولا شيء آخر .وبسبب قلة وعينا وتفككنا لا أحديفكر في القضايا الكبرى لأمتنا المتشرذمة ... مازال أمامنا قرونا لكي نتعلم كيف نحترم بعضنا البعض، ومازالت أماما مسافة مليار سنة ضوئية لكي نمتك ثقافة الحوار والتفاهم على ما هو مشترك بيننا كأبناء مجتمع واحد له نفس الخصوصيات الدينية والفكرية والثقافية.باختصار ، كنا ومانزال بحاجة الى كعبة فكرية نحج اليها ونطوف عليها سبع مرات ليكتمل مشروعنا القومي الحضاري .لم نبن تلك الكعبة حتى الان. ومازلنا نحج الى فساد وانهيار منظومة اخلاقية وفكرية وثقافية كاملة كلها اوثان على اوثان .



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يلتقي فساد الأشرار بصمت الاخيار
- الغرب و مواطنيه الجهاديين في سوريا
- التهم الجاهزة للقضاء على الخصوم
- النيران التي احرقت مبارك ومرسي..
- من على حق في مصر..؟
- ثورة مصرالثانية..
- كتب الأعاجيب القديمة
- لمن نكتب ما نكتب؟
- لمن نكتب؟
- لامخرج الا العلم والمعرفة
- الاحتجاجات ردا على الفيلم المسيء للرسول
- لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟
- شروط الفتيات التعجيزية في الزواج
- في العلاقات الجنسية الشبابية، الأنثى دائما هي الخاسرة
- حكايتان متشابهتان:الأولى ببادية﴿ ج ﴾بالمغرب وأ ...
- الصرع:كيف نتعامل مع شخص أصيب بنوبته؟
- الرغبات الهوجاء ومشكل تنظيمها
- الخطأ والعيب فينا!
- كرة القدم والإثارة الجنسية عند الرجال
- منطقة النيف: الهجرة العائدة من الخارج وازمة التكيف الإجتماعي ...


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حدوي - الاخوان ومشكلة إقصاء الاخر