أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الحمزة - لا تنسوا محافظة الحسكة وأهلها الطيبين















المزيد.....

لا تنسوا محافظة الحسكة وأهلها الطيبين


محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)


الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تقع محافظة الحسكة (وافتخر بأنني ابن هذه المحافظة) في قلب منطقة ما بين النهرين وتحتوي على ثروة غنية من الآثار التاريخية القديمة التي تعود الى عدة آلاف من السنين قبل الميلاد. يوجد فيها اكثر من ألف تل وفي كل تل بقايا حضارة قديمة لم يكتشف منها إلا حوالي 150 تلاً.
الحسكة (نقصد محافظة الحسكة والجزيرة السورية كلها) منطقة الثروات الطبيعية فسوريا كلها تعيش على خيرات الحسكة من نفط وغاز وقمح وشعير وقطن وأجبان وصوف وغيرها الكثير. أبناء الحسكة معروفون بطيبتهم ووفائهم وبساطتهم وكرمهم وهم أهل ثقة. أهل الحسكة بعربها وكردها مسيحييها ومسلميها سريانها وآشورييها تجمعهم صفات مشتركة وتميزهم بأنهم أبناء الحسكة. من هذه الصفات وطنيتهم والتصاقهم بحياة شعبهم وعاداتهم وتقاليدهم وبالروح الاجتماعية الطيبة ولديهم النخوة وحسن الضيافة ومعظمهم لا يعرفون اللف والدوران وكذلك يقولون ما في جعبتهم بدون نفاق كما يفعل عادة بعض ابناء المدن الكبرى وخاصة من يعمل بالتجارة.
ماذا نقول عن الحسكة وأهلها الطيبين: لقد ظلمت ظلمت الحسكة قوميا واجتماعيا وانسانيا. ظلمت في عهد البعث وظلم أهلها بسبب سياسة التمييز القومي الشوفيني تجاه أخوتنا الكرد.
وتعتبر الحسكة، بالرغم من غناها الهائل بالثروات الطبيعية والزراعية والحضارية، من اكثر مناطق سورية تخلفا بكل المقاييس اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسياً وخاصة من ناحية التعليم والخدمات الصحية والخدمات العامة وتتفشى البطالة المقنعة فيها ويعيش الكثيرون على عناية الرب وينتظرون الأمطار لكي يحصدوا بعض الأرزاق ويعيشون عليها سنة كاملة. ويكفي أن نذكر أنه حتى قبل الثورة بسنوات قليلة نزح من جنوب الحسكة بشكل خاص ومن الحسكة عموما ، بسبب الجفاف وشحة المياه والفقر، مئات الألوف من ابنائها وسكنوا في أرياف ومدن دمشق وحمص وحوران ليعملوا أسراً بكاملها كالعبيد في المزارع لقاء أكلهم وشربهم فقط.
يسمون الحسكة البقرة الحلوب لأن ضباط الأمن والموظفين القادمين من أزلام النظام (معظمهم من طائفة معينة) يملأون صناديقهم من عرق ومال ودم أهل الحسكة ويذهبون وكأنها منطقة محتلة. ووصلت الأمور إلى درجة أن ضباطا في الأمن تملكوا على أراضي زراعية، عداك عن العقارات، وأصبحوا يقاسمون فقراء الحسكة خبزهم ومصدر عيشهم المتواضع.
ماذا نقول عن الحسكة؟ إنها مدينة البساطة والمحبة والتعايش السلمي بين الشعوب والأديان، إنها مدينة التاريخ والحضارة التي دنسها النظام حيث قامت أجهزته القمعية بنشر الفساد والنفاق والدسائس والتفرقة بين أبنائها.
ولا ننسى أن النظام وأجهزته الأمنية وهي كثيرة دأبت على مسخ الحياة السياسية في هذه المحافظة (حالها حال سوريا). فحاول اللعب بالورقة العشائرية والقومية والدينية وفرق الناس إلى مجموعات ليسهل التحكم بها.
لقد أحييت الثورة الناس وجعلتهم ينهضون ويستعيدون دورهم السياسي والاجتماعي والفكري والثقافي والإنساني. فأصبح أبناء الجزيرة بدورهم يتعرفون إلى بعضهم البعض مثلهم مثل كل السوريين، ونشط الحراك السياسي وبرز الشعور الوطني والاجتماعي التواق للحرية وحياة المواطنة الكريمة، مع ما رافق ذلك من مظاهر سلبية كالتعصب والتكتل أحيانا على أسس عائلية وعشائرية وعرقية أو دينية.
ظلمت الحسكة وظلم أهلها حتى في عهد الثورة والمعارضة.
ومن المفارقات أن من ممثلي الحسكة في المعارضة السورية آخر ما فكروا به هو مساعدة أهلهم في الحسكة وإغاثتهم، وكذلك اغاثة آلاف العائلات التي نزحت من دير الزور البطلة ومن حمص العدية وغيرهما.
انظروا إلى قادة المعارضة السورية حيث يشكل أبناء الحسكة نسبة كبيرة بينهم سواء في المجلس الوطني السوري أم في الائتلاف الوطني السوري. ولكن للأسف فعظم الناس في الحسكة تشتكي من قلة الاهتمام وحتى على مستوى الناشطين هناك تمييز في التعامل بينهم وقد غلبت المقاييس المتخلفة في طريقة التكتل والاهتمام ورجعنا إلى طرق ما قبل الدولة لنحيي أنماطاً قديمة من الحياة الاجتماعية لتحقيق مكاسب شخصية ومصلحية ضيقة.
ولا ننسى أن المخابرات السورية القذرة أولت اهتمام كبيرا لمنطقة الجزيرة (الحسكة في قلبها) لما لهذه المنطقة من أهمية استراتيجية بسبب غناها بالثروات الطبيعية ولقربها من العراق وتركيا. ولا يوجد أحد في الحسكة لا يعرف اللواء محمد منصورة رئيس المخابرات العسكرية في الحسكة الذي أعطي لقباً جزرواياً (أبو جاسم) كان الحاكم المطلق في الحسكة لأنه كان يحيك المؤامرات ضد النظام البعثي العراقي وكان يعمل بين النخبة السياسية الكردية وساهم في تأسيس عدد من الأحزاب الكردية . وكان يعمل على المحور التركي. والكثيرون يعرفون قصة حزب العمال الكردستاني بقيادة عبد الله أوجلان واحتضانهم من قبل النظام لسنوات إلى أن هددتهم تركيا فأخرجوا أوجلان وتم تسليمه لتركيا بمؤامرة عليه. وما استغربه الآن: كيف رجع صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي (فرع لحزب العمال الكردستاني التركي) إلى سوريا مع بداية الثورة علماً أنه كان ملاحقا قبل الثورة من قبل المخابرات السورية؟؟؟؟؟؟؟ والتفسير الوحيد لذلك هو أن النظام لعب ومازال يلعب بالورقة الكردية وصالح مسلم يخدم هذه السياسة الأمنية بامتياز.
وبالرغم من كل الجوانب القاتمة في حياة الحسكة فإن أهل الحسكة يتميزون بروح مرحة ومخزون تراثي هائل. كما أن الحسكة فيها تنوع حضاري وبشري وثقافي كبير وتشهد تمازج بين العادات والتقاليد والثقافات، يمكن ملاحظته من خلال المناسبات الاجتماعية مثل الأعياد والأفراح والأحزان حيث يجتمع الناس كأسرة واحدة في تلاحم قل نظيره بغض النظر عن الانتماء الديني أو القومي.
تحية إلى أهلنا الطيبين في الحسكة. تحية إلى أحرار الحسكة الذين انخرطوا في صفوف الثورة منذ اليوم الأول. تحية إلى شهداء الحسكة وجيشها الحر البطل.
سيأتي اليوم الذي تأخذ الحسكة وكل المدن المظلومة في سوريا حقها من العناية وتعطى فرصة التنمية والتقدم بشكل عصري.
ستنتصر الثورة عاجلاً أم آجلاً وسنبني سورية الحرة الكريمة.
والأهم هو الوفاء للأرض التي انجبتنا ولأهلها الطيبين.



#محمود_الحمزة (هاشتاغ)       Mahmoud_Al-hamza#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية لفائق المير ولكلّ المناضلين الشرفاء المعتقلين في سجون ...
- معضمية الشام رمز الصمود الاسطوري ودليل على أن الأسد أكبر مجر ...
- بعض الكلمات الى الموالين لنظام الاسد
- السياسة الروسية الرسمية والمعارضة السورية
- ملاحظات سريعة بمناسبة قرار مجلس الامن بنزع السلاح الكيماوي ا ...
- أما آن لنا أن نصدق مع أنفسنا ومع ثورتنا؟
- حول علاقة السياسة بالدين (نموذج الأحزاب الدينية)
- تحيا الأخوة العربية الكردية (هر بيجي كرد وعرب رمز النضال)
- تضامنوا مع انتفاضة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة
- جمعة آزادي ومأزق النظام السوري
- بيان من المغتربين السوريين في روسيا
- يا للعار .. النظام السوري يساعد المجرم القذافي في ذبح الشعب ...
- نداء من مغترب عربي سوري من أبناء الجزيرة السورية إلى الشباب ...
- -شوايا- سورية سيسقطون نظام التعسف والفساد
- رسالة من شيوعي سوري قديم إلى الشيوعيين وكل الوطنيين في سوريا
- تساؤلات حول ماهية الاستقرار المزعوم في سوريا
- رد على مقالة ميثم الجنابي - تعزية صدام – طائفية أزلام وأعراف ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الحمزة - لا تنسوا محافظة الحسكة وأهلها الطيبين