التربية والموروث الديني وتأثيرهما على شخصية المرأة

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 14:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

التربيه والموروث الديني وتأثيرهما على شخصية المرأه
تعاني الانثى منذ لحظة ولادتها من التربيه على انها اقل شأنا من الذكر وتبقى تلقن وتبرمج على هذا الاساس من الاهل ومع الاسف من الام والتي هي ايضا انثى, الام تنقل تجربتها وتستنسخها على بناتها . تبدء منذ لحظة ولادة الانثى الا وهو لو كانت ذكر افضل من قبل الاب خصوصا والام مشاركا فعالا في هذا الموضوع .حتى لو كان للعائله ابناء فهناك فرق في المعامله والتقدير.الاب دائما يريد ذكر ليحمل اسم العائله والانثى لا,الذكر يعيل العائله والانثى عاله,الذكر يرفع اسم العائله اما الانثى قد تلطخ شرفها لان الشرف تحمله المرأه وهي التي يجب ان تحافظ عليه. على الفتاه ان تقوم برعاية الذكور واحترامهم وان تتقبل كل الاساءات والاهانات لانها انثى . أي ان عقدة النقص ترافقها كونها انثى منذ لحظة الولاده. هذا هو بشكل عام فقط البدايه منذ الصغر.ثم تنطلق الانثى الى التعليم في مدارس منفصله وتمنع من الاختلاط مع الذكور. في بعض المناطق تكون هناك عملية الختان البشعه وبعضها تزويجهن قاصرات وبالاكراه. الثقافه الجنسيه حرام الاختلاط عيب ,متابغة التعليم العالى غير ضروري
عندما تبدء الانثى بالوعي وتبدء تتعلم عن الدين وتلقن على اساس انها عوره وناقصة عقل ودين وان قصة خلقها كانت من ضلع ادم وهي السبب في خروج الذكر من الجنه. وهذه ايضا من الافكار المحبطه والمهينه لشخصيتها وتركيبتها.
تصل الى مرحلة الثانويه هذا ان وصلت تكون مسلوبة الاراده والعقل والمنطق.عبئت تربويا انها خلقت لكي تكون في ظل الرجل.يكفي تعليم والبنت لا مكان لها الا البيت والزواج وهي مجرد اله للتفريخ والانجاب والرعايه والخدمه وتلبية رغبات ومتتطلبات الرجل. الام تحث بناتها على طاعة الرجل ولا تحثها على التمرد وقوة واستقلالية شخصيتها. لانها هي(الام) تربت على ذلك. تربي بناتها على موروث تربوي مجحف وظالم وتأخذ من نفسها نموذجا تنقله بسلبياته الى بناتها.ومع الاسف كثير من الاناث تكون امهاتهم قدوه لهم ومثال يجب ان يحتذى به.
تقنع الام ابنتها على الزواج صغيره لانها هي ايضا تزوجت صغيره.تأثر عليها في قبول اول رجل يتقدم للزواج اليها اذا كان الاب موافق حتى لو كان العريس المستقبلي اكبر سنا واقل علما وتقنعها بقبوله على اساس انها تزوجت والدها بنفس الظروف ..حتى لو قاست الام الامرين من الاب ايضا تنقل تجربتها لابنتها بحذافيرها.هذا نموذج الام الجاهله والمتخلفه.ماذا عن المتعلمه هي ايضا تفكر بزوج مستقبلي غني ومقتدر وتغلب المصلحه على الحب والتفاهم وندية العلاقه بين الابنه والعريس المستقبلي. لان النساء في مجتمعاتنا عدا عن الفقر والجهل والتعليم لازالت العادات تلعب دور والعيب والحرام لهم تأثير وللبعض المكانه والبرستيج.
اذا حصل زواج المرأه وتعرضت للاهانه والضرب والخيانه والاهمال معظم الامهات ينصحن بناتهم بقبول الوضع لانها تعرضت لمثل هذه المواقف من زوجها(الاب) وهذ كان زمان والمهم ان زوجك يرجع لك في النهايه. وتفضل معظم الامهات اهانات بناتهم على ان يتطلقوا ,لان المطلقه تبقى بلا معيل ومجتمعنا يعيب عليها.
كيف ستكون شخصية المرأه اذا تربت على هذه القيم من اقرب المقربين اليها الاب والام. واذا تطرقنا لمعاملة الاباء لابناتهم فلربما كانت اشد قسوه.لان الاباء يريدون التخلص من بناتهم وتحميل المسؤوليه للازواج.لان الكثيرين يطمعوا في المهور و التخلص من احتمال تلطيخ اسم وشرف العائله المعشعش في عقولهم المريضه.
كل ما ذكر هو من التربيه في الحضن الاول الا وهو العائله الاب والام واكيد الاخ وكل رجال العائله. تصل الفتاه الى مرحلة البلوغ مسلوبة الاراده ضعيفت الشخصيه مغسولة الدماغ ومغيبه عقليا نتيجة التربيه البيتيه المجتمعيه لتنتقل الى مرحلة التعليم الدينيه
ماذا عن الموروث الديني الرجال قوامون على النساء غير الاشياء التي ذكرت سابقا مثل نقصان العقل والدين. يجب على المرأه ان تتقبل كل الشرائع الدينيه بحقها وتتقبلها على اساس انها مسلمات ولا تخرج عن العقل والمنطق رغم شذوذها وعدم منطقيتها ومخالفتها لحقوقها. ان تتقبل المرأه ان تكون زوجه ثانيه وثالثه اذا انجبت ابناء او لم تنجب لان الشرع يسمح بذلك,ان تقبل ان يكون ميراثها اقل من الرجل ان تتقبل الضرب احيانا وغالبا على اساس الانضباط وكله تحت تصريحات دينيه وان يطلقها زوجها دون حق النقض لان الدين يجيز له ذلك فتكفي كلمه واحده من الرجل. تصل المرأه الى قبولها للرجل على سيأته وسطوته وجبروته لانها برمجت على هذا تربويا ودينيا رافعة شعار للرجل كلك على بعضك حلو.
قائمة الممنوعات على المرأه من المهد حتى اللحد طويله في مجتمعاتنا العربيه تربويا ودينيا مع تدخل العادات والفقر والحهل والتخلف.لذا دائما نشدد على علم وثقافة المرأه لانها بعلمها تستطيع الصمود وتحقيق اماني وتطلعات مستفبلها واستقلال شخصيتها.

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات