أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - ثقافة العيب.. تجتاح صحة المرأة وحياتها














المزيد.....

ثقافة العيب.. تجتاح صحة المرأة وحياتها


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 01:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اوردت معلومات منظمة الصحة العالمية الى ان سرطان الثدي ياتي في مقدمة انواع السرطانات التي تصيب النساء في العالم المتقدم والنامي على حد سواء، الا انه من الملاحظ ارتفاع معدلات وقوع هذا المرض في بلدان العالم النامي وحسب المعلومات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بسبب زيادة متوسط العمر المامول وزيادة التوسع العمراني واعتماد انماط الحياة الغربية وعدم العمل باليات الكشف المبكرللوقاية... وقد اشارت المعلومات الى الكثير عن مرض سرطان الثدي لكننا لم نلتمس المساس بجوهر الاسباب الحقيقة لتفشي مرض سرطان الثدي. وتفيد التقارير الطبية الحديثة ان الكشف المبكر لسرطان الثدي يمكن انقاذ حياة المريض المصاب به.
لقد ارتبط مرض سرطان الثدي بثقافة العيب والممنوع، وفرضت هذه الثقافة على المراة التعايش مع المرض ومعاشرته وتحمل آلامه على افتضاح امر الاصابة به، ومن المؤكد ان النساء لسن راغبات بمعاشرة المرض حبا بذلك، لكن العيب والتقاليد واللايجوز ان تصاب به المراة هو من اوجد حاضنة المرض وفعلها عند المراة.
ان العائلة ترفض زيارة البنت للطبيبة النسائية بعد البلوغ وتحديدا قبل الزواج وان شكت ذلك، يرد عليها بأن الأمر عادي مع التحذير بعدم البوح بما تعانيه.. أما المرأة المتزوجة فقد يملؤها الخوف من هجرة زوجها لها او استبدالها بزوجة اخرى متحججا بمرضها.. وتبقى المراة بدائرة صراعها الازلي الكتمان والخوف والشعور بالالم.. صراع الخوف من مواجهة المجتمع بمرض اصابها قد يكون بمراحلة الاولى ويمكن السيطرة علية والتخلص منه.. وهكذا يصبح المرض في احد اسبابه جزء من تخلف وجهل العائلة والمجتمع على حساب حياة المراة وصحتها..
هذا من جانب من جانب اخر نرى ان التعليم ومناهجة لا يقترب من حملات التوعية خلال المراحل الدراسية بصنوفها، ولا يقترب من المرض لدراسة اسبابه وكيفية تجنبه ولحد الان لا توجد حلول حاسمة للمرض بقدر ما يشاع حول المرض التخويف والعيب واللا يجوز الاصابة به
ونرى الجهات الصحية العالمية تتحدث عن اسباب المرض ولم تتحدث عن استئصال اسباب المرض.. وفي النهاية تطالب المراة ولا تطلب اشياء اخرى تطلب فقط من المراة ان تفعل كذا وكذا ولا يذكر شيء عن الفاعل الحقيقي للمرض والمسبب الرئيسي، سرطان الثدي وزنزانة العيب واللا مقبول.. وذلك الحصار الاجتماعي التقليدي الذي يجتاح صحة المراة وحياتها.. سرطان الثدي مرض يمكن تجنبه بمعاملته على انه مرض وظاهرة مرضية طبيعية لا يؤدي الى عزل المراة وابعادها عن ممارسة حياتها العاطفية.. لكن وببالغ الاسى ان ما يحدث هو ان يتمكن المرض وبدعم التخلف والجهل بعزل المراة في سجن انفرادي.. تحت جرم العيب واللايجوز للبنت البوح عن اماكن التحريم في جسدها.. ولا يجوز للمراة ان تصاب بمرض في اجزاء من جسدها وظيفتها فقط للامتاع والجنس.. لا يجوز للبنت زيارة الطبيبة النسائية وهي لا تزال صغيرة او غير متزوجة وهكذا يجتاح المرض النساء..
سرطان الثدي منتشر في العراق بشكل كبير وقد طالعتنا التقارير الطبية في العراق عن مدى سعة أنتشاره، وأخرها كان التقرير الذي صدر عن أختصاصي الأمراض السرطانية في مستشفى تكريت التعليمي الدكتور أحمد السامرائي، الذي اشار الى أن عدد المراجعات يصل الى 30 أمرأة يوميا في مستشفى تكريت التعليمي وحده..
المشكلة الحقيقة لتفشي المرض هي ثقافة العيب.. وابهام الاتهام الذي يشار به نحو المراة وخصوصا البنت الصغيرة.. وهكذا تمكن المرض من النساء وصادر صحتهن تحول مرض سرطان الثدي الى عقوبة تحبس بها المراة بزنزانة العزل الصحي والثقافي.. ليظل يستشري مدمر حياتها وسارق صحتها بدون اي مواجهة او وضع حدود للايقاف المرض عند حده.. ثقافة العيب التي لا تمنح للمراة حق البوح بما يعتري جسدها الذي اصلا يعامل على انه عورة وعيب وملك للعائلة لا يحق له المرض.. وخصوصا في اماكن معينة هي ملك لشرف العائلة وشرف العشيرة.. لا نريد ايجاد علاج للحرج والخوف والعيب الذي يحيط المراة عند شعورها بالاصابة بالمرض.. نريد منع المرض بالخلاص من العيب والحرج ومعاملتة كقضية صحية عادية.. يجب ان يكون الهدف انقاص الاصابة ومنع تطور المرض بالكشف عنة وبصراحة تامة وشجاعة وثقة بالنفس بعيدا عن سلاسل العيب وقيود الخوف والحرج..
ومثلما تهتم الامم المتحدة والجهات المعنية بمرض سرطان الثدي يجب عليها ان تضع على عاتقها سياسة التوعية والتربية الصحية والجنسية للمرأة.. بالضغط على الحكومات ومن خلال الحملات الاعلامية والدعائية عبر القنوات الفضائية ووسائل الاعلام المختلفة.. وتنظيم الندوات والورشات التعليمية، تشكيل الفرق والمفارز في المحلات والمناطق السكنية والمدراس للتوعية....الخ، عندئذ نستطيع ان نضع اللبنات الاولى لقاعدة الانطلاق في النضال ضد هذا المرض الخبيث ويصبح الحديث حول سرطان الثدي ذوى معنى وجدوى.
****************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء اليوم الدولي للمرأة الريفية
- المليشيات وفلاتر القتل والجريمة
- أخلعي الحجاب ولاتترددي
- غالبيتهم من النساء.. 97 مليون عربي يعانون من الأمية والجهل
- لنفنح الابواب ونخرج
- حي على النكاح .... حي على السرير
- الطيبون للطيبات والمدرسون للاولاد والمدرسات للبنات
- الوزيرة أبتهال كاصد ترويج العنف ضد المرأة
- اسقاط نظام حكم الاىسلام السياسي هو شعارنا...... الطائفية وال ...
- هروب السجناء بين ارهاب الحكومة وبين الارهابيين
- بيع الجسد بين المواعظ الاخلاقية وسحق الاحتياجات المادية ظاهر ...
- أرهاب الختان.. في مواجهة النساء في كردستان
- هذه المرة النساء العاملات.. دولة القانون الى اين
- يوم الارامل العالمي
- افتراس القاصرات وغيبوبة السرير
- تساقط أوراق الاسلام السياسي
- أحكام وقوانين التمييز لن توقف النضال التحرري للمرأة
- أتفاقية السيداو ينسفها حق الدول الأعضاء في التحفظ على بعض مو ...
- العاجل في كردستان بطيء وآجل
- حوار الجسد هاجسهم الوحيد.. حلولهم أقتصرت على التصفية والقتل ...


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - ثقافة العيب.. تجتاح صحة المرأة وحياتها