أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد السويحلى - بوادر الصدام















المزيد.....

بوادر الصدام


ماجد السويحلى

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 05:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الذين يظنون أن دين الله يمكن أن ينتصر دون جهاد
وقتال ودماء وأشلاء، هؤلاء واهمون لا يدركون طبيعة هذا الدين
عبد الله عزام مؤسس تنظيم القاعدة



أظن أن بوادر الصدام المسلح تلوح ظاهرة وأن التيار الاسلامي يستعد لخوض معركته الاخيرة وأن الصدام سيكون داميا وأن الحوار والتوافق لن يؤدى إلى نتيجة لان الذى يملك السلاح لن يكون طرفا فى حوار نتيجته القاء سلاحه والعودة إلى نسق حياته السابق،
وهذه الشخصيات تدرك ضعفها وقيام الدولة ليس فى مصلحتها, ولو كانوا هم من يتولون قيادتها لأنهم سيخضعون للقانون والنظام والانضباط ولأنهم لا يملكون علما ولا دراية بالعمل السياسي تؤهلهم للحكم واتخاذ القرار ولو عرضت عليهم الدولة أن يكونوا الجيش بمعرفتهم وبأفراد ميليشياتهم على شرط الالتزام بقواعد الجيوش وقوانينها المعمول بها فى العالم فلن يقبلوا لان الانتظام والضبط والربط قيود تعوق حركتهم
وهم يدركون أن سلطتهم القائمة الان أمر وقتي سنتلاشى فى وجود دولة النظام والقانون فإنهم يعملون فى جنون عبثي لقتل هذا المشروع فى أيامه الاولي بالدعوة إلى قيام دولة السلف، لكن قوانين دولة السلف لا تنسجم مع المجنية الحديثة، لذا فلا بد من العودة إلى الخلف قرونا طويلة لتشابه ظروفها ظروف الزمن الذى عاش السلف فيه ولذلك تسمع الدعوات فى القرن الواحد والعشرين، بأن قيام الجيش والشرطة عمل لا يناسب قيم الاسلام, فلم يكن فى عهد السلف جيش ولم يكن لديهم درك ولا شرطة.
وبسبب شعور هذه الجماعات بالضئال وقلة الحيلة، يلجأ أفرادها لاتخاذ مظهر موحد كتقصير الثياب واطلاق اللحية ليعبروا عن تميزهم عن غيرهم وليسهل التعارف بينهم وليوحوا للمجتمع بأنهم مختلفون عنهم, وأنهم الفئة الناجية المؤيدة بنصر الله. ولأنهم قوة فاشلة عديمة التأثير فى محيطها فإنهم يعلنون أنهم لا يهتمون بالصغائر ويلجئون لتضخيم الاهداف والادعاء بأن رسالتهم عالمية تشمل الكون كله وليس للوطن فى مفهومهم أي حساب, كما إنهم يلجئون إلى التحالفات الخارجية وتجميع من يتشابه معهم فى التفكير ليظهروا أمام العالم وكأنهم منتشرون فى الارض بكثافة. ولأنهم لا يجيدون طرح قضيتهم ولا يجدون من يصغى لترهاتهم يقومون بمحاولات متناثرة ومتقطعة لنشر الارهاب والتفجيرات على أوسع نطاق جغرافي ممكن ليلفتوا الانظار إلى وجودهم، كما يحارب شباب ليبيون الان فى سوريا ومن قبل فى أفغانستان وكما وفروا فى ليبيا إقامة مريحة لأبى قتادة الفار من العدالة التونسية والمتهم بالعديد من قضايا القتل وكما يمول عبد الحكيم بالحاج الارهابيين فى تونس مما دفع بالحكومة التونسية إلى اصدار مذكرة توقيف دولية حمراء بحقه تتهمه بتمويل الجماعات الارهابية عندها.
وهذه الفئات للأسف قوية فى ليبيا بل ربما هي الحاكم الحقيقي الذي تتخذ القرارات بحسب مصالحه وهواه مما أدى إلى تدفق الجماعات الجهادية إلى ليبيا من كل مكان لتتحول إلى عاصمة تجمع للقاعدة والجماعات التكفيرية التي تتحرك علنا وتسيطر على مدن بكاملها وتحارب سلطة الدولة ممثلة فى الشرطة والقضاء ونظام التعليم ثم تحصل على مرتبات لأفرادها من الخزانة العامة
وعن طريق أعضاءه فى المؤتمر الوطني العام تصدر القوانين الدينية الهدامة التي لا توافق واقع العصر كقانون إلغاء الفوائد ومحاولة إلغاء الضرائب المباشرة وغير المباشرة واستبدالها بنظام الزكاة،
ثم الدفع بأنصارهم إلى المناصب المفصلية فى الدولة كمحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير المتهم فى قضايا اختلاس ورشوة ورئيس الرقابة الادارية، وتعيين على الصلابي ( أسس مع الصديق الكبير والدبيبة شركة بريطانية اسمها اسناد مسجلة بالمملكة المتحدة ) مستشارا لشئون المصالحة الوطنية برغم أنه ممنوع من دخول مصر ومدرج علي قوائم ترقب الوصول وكتعيين عضو بارز فى تنظيم القاعدة رئيسا لغرفة ثوار طرابلس التي كلفها رئيس المؤتمر بحماية النظام فقامت باعتقال رئيس الوزراء
وهم بسبب التعصب والاستعجال وضيق الافق لا يقرأون الواقع قراءة جيدة ولا يستخلصون منه العبر ومحاولة اختطاف رئيس الوزراء أبرز مثل على هذا كانت محاولة انقلابية فاشلة بجميع المقاييس ولم تكن حادثا فرديا يعود إلى شخص واحد بل كان عملا منظما سبق التخطيط له بغباوة لم تدخل فى حساباتها ردود أفعال اللاعبين الاخرين.
كان مخططا نقله إلى مدينة الزاوية معقل عضوي المؤتمر التريكي والكيلاني لكن قوى أخرى فى المدينة لم تكشف عن نفسها رفضت دخوله، أجرى الخاطفون اتصالات بثوار مصراته فرفضوا قبوله، فحملوه إلى غرفة ثوار ليبيا ورفض القائمون بالمبنى استلامه برغم أنهم متورطون فى اختطافه فحملوه إلى مقر مكافحة الجريمة وبدأت عملية التحقيق والاستجواب التي حضرها رئيس المؤتمر الوطني العام دون أن يعترض على عملية القبض أو يصدر بيانا بشأنها. ثم فجأة تركوه هناك وفروا ودخل السكان المجاورون للمبنى فوجدوه وحده ونسبوا لأنفسهم الفضل فى تحريره ولا نصدق أن هذه الرواية حقيقية ولا يعقل أن مدنيين عزل حرروه فى وجود مئة سيارة عسكرية دون اطلاق رصاصة واحدة.
الفضل فى إنقاذه والذى ليس من مصلحة الخاطف ولا المخطوف الاعتراف به هو إنذار شديد اللهجة وجهته الدولة البريطانية لقيادات الميليشيات عن طريق السفير البريطاني فى ليبيا، بأنه إن لم يتم إطلاق سراحه فى خلال ساعتين فستتدخل الدولة البريطانية لإنقاذه. وشمل الخوف الجميع وتغيرت المواقف وتقاذفوه من جهة إلى جهة وخرجت البيانات من جميع الميليشيات التي تبنت فى البداية عملية الاختطاف أو الاعتقال كما سموها, تنفى صلتها بالحادث بما فيها لجنة مكافحة الجريمة التي تقول الان أن عبد المنعم الصيد مفصول من اللجنة منذ اكثر من عام
لماذا لم تصدر اللجنة مثل هذا التصريح من قبل
والميليشيات والاشخاص الذين اتهمهم رئيس الوزراء أعضاء فى جماعات الاخوانية والجهادية والقاعدة وقد ارتكب العضوان خطأ فادحا أثبتا فيه التهمة على نفسهما حينما أشركا المتهم الاول عبد المنعم الصيد المؤتمر الصحفي الذى عقداه لنفى صلتهما بالمحاولة فأكدا صدق كلام زيدان واعترفا بالتكوين العصابي الذى يجمعهم واستخدم محمد الكيلاني لفظ القبض على زيدان وكأنه يقر بشرعية الاختطاف وقانونيته. ولم تقف الغباوة عند هذا الحد بل اعترف رئيس المؤتمر أنه زار زيدان فى محبسه ثم تركه وذهب دون أن يطلب من الخاطفين إطلاق سراحه, ثم طلب من زيدان عدم الحضور لإلقاء بيانه ثم أبلغ الاعضاء أنه رفض الحضور
لكن ماذا لو نجحت الخطة وتم إخفاء زيدان أو قتله
يستحيل بعدها انعقاد مجلس الوزراء او المؤتمر الوطني العام لان أيا من هذه الشخصيات المسئولة لن تعرض نفسها للاختطاف أو القتل وستمتنع عن ممارسة وظائفها فتختفى الدولة وتتفكك السلطة وتعم الفوضى وتخرج الكتائب الاسلامية من حجورها بحجة حفظ الامن وإقامة دولة الاسلام.
والوقت لا يمضى فى صالحهم وكراهية الليبيين لهم تزداد يوما بعد يوم ووفق أخر استطلاع لقياس الرأي لن تجاوز فرص نجاحهم فى الانتخابات القادمة 11% وفرصة محمد صوان فى الرئاسة 0.07%أي أقل من واحد بالمئة من أصوات العينة التي شملت 1200 أسرة موزعة على جميع أنحاء ليبيا.
وبرغم أن معادلة الحركة تعمل ضدهم فإنهم يملكون خاصية الاصرار على تكرار الخطأ ونطح الصخر وعدم قراءة الواقع، ولا يعترفون بأن محاولاتهم لن يكتب لها النجاح مهما تكررت، ولا يعرفون أن نهاية الاسلام السياسي فى مصر ونهايته الوشيكة فى تونس تعنى استحالة قيامه فى ليبيا فلن يقبلهم الداخل ولن تترك القوى الدولية دولة تملك النفط وتملك تدفقا نقديا غير محدود أن تكون تحت سيطرة القاعدة وجماعات التطرف مصدر تهديد لأمن مصر وتونس وتكون قاعدة للإرهاب تهدد الامن الاوربي فهي لم تخلص ليبيا من دكتاتور شرس لتسلمها إلى نظام أكثر وشراسة.
إنهم لن يقبلوا بالحوار وغير مستعدين كأشخاص للتضحية بمكتسبات مادية حصلوا عليها بسلاحهم ولا يمكن لأي حجة أو منطق أن تقنع شخصيات تمثل قيادات الدروع وتملك القوة والمال والسلاح والدعم القطري ومباركة الحبر الاعظم أن تترك ما تستمتع به من سلطة وثروة لتعود لممارسة مهنتها القديمة فى ورشة الميكانيكا أو بوكة تغيير زيوت السيارات أو فنى التكييف ويرى فقهاهم أن خلاصة التجربة المصرية والتونسية أنهم لن يصلوا إلى الحكم عبر نظام ديموقراطي وأنهم فقدوا السلطة لانهم لم يدافعوا عن مكتسباتهم بالسلاح. وحيث أنهم فى ليبيا يعيشون فى وسط يكرههم فليس أمامهم إلا استخدام القوة للدفاع عن مصالحهم لذا تلوح فرص الخراب والدماء والحرب الاهلية أكثر احتمالا ومهما طالت المدة وسالت الدماء فلن ينتصر الاسلام السياسي ولن يكسب الحرب وسيكتبون نهايتهم بدم ليبي وكل ما يستطيعون أن يقدموه للوطن هو مزيد من الحرب ومزيد من الدمار



#ماجد_السويحلى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى سالف العصر والزمان كان هناك إخوان
- أحكمكم... أقتلكم.... أكفركم
- ليس معهم ليس ضدهم لكن بديونهم
- سرير بروكروست
- العود وأوتاره والشيخ وأفكاره
- الاخوان فرسان هذا الزمان
- إجرح وداوى فى دار الفتاوى
- السلفية وإندفاعاتها الغبية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد السويحلى - بوادر الصدام