أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الرأسمالية انهارت لكن على أعينهم غشاوة















المزيد.....

الرأسمالية انهارت لكن على أعينهم غشاوة


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 18:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الرأسمالية انهارت لكن على أعينهم غشاوة

إستثنائياً أعود لأتناول اايوم موضوع انهيار النظام الرأسمالي للمرة الثالثة وذلك لأن قوماً على أعينهم غشاوة لم يروا مثل هذا الانهيار وهبوا من جديد يهاجمون كل من يقول بانهيار النظام الرأسمالي ويغالي بعضهم فيصفون كل من يقول بهذا على أنهم عملاء للإمبريالية .
نحن نسأل هؤلاء القوم الذين حالت الغشاوةعلى أعينهم دون أن يروا إنهيار الرأسمالية، نسأله إذا ما كان ستالين وزملاؤه أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي هم عملاء للإمبريالية عندما أدرجوا في العام 1952 البحث في انتهاء الامبريالية في وقت قريب في جدول أعمال المؤتمر العام التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفياتي، وبالطبع مع انتهاء الامبريالية ينتهي النظام الرأسمالي !؟ أنا قلت بانهيار النظام الرأسمالي في العام 92 فقط مع صدوور كتابي " أزمة الإشتراكية وانهيار الرأسمالية "، لكن ستالن والمكتب السياسي قالوا بانهياره في العام 52، أي قبلي بأربعين عاماً طويلة . ستالين، وهو من قاد الثورة الاشتراكية العالمية بنجاح مدهش لثلاثين عاماً كما جاء في تقرير خروشتشوف لمؤتمر الحزب الحادي والعشرين، قدّر أن النظام الرأسمالي العالمي سينتهي في العام 1962، لكن الانهيار تأخر عشر سنوات لينهار في العام 1972 بسبب انحراف خروشتشوف وسياسته القاضية بوضع خط فاصل بين ثورة التحرر الوطني من جهة والثورة الاشتراكية من جهة أخرى كما رسمها في العام 59 عكس النهج اللينيني الذي اعتبر أن الثورتين في وحدة عضوية واحدة .

هؤلاء القوم الذين يهاجمون كل من يقول بانهيار الرأسمالية في السبعينيات لم يقرأوا حجة الماركسية الأولى وهي " رأس المال " ولم يتعرّفوا على المفاصل الأساسية للنظام الرأسمالي كما تعمق في شرحها وتحليلها كارل ماركس . يجهلون الرأسمالية وهي جسم حي ومع ذلك لا يترددون في الإصرار على أن الرأسمالية ما زالت على قيد الحياة بل اردادت حيوية وتغولت ولم تمت . ما يستهجنه كل عاقل في مثل هذا الموقف الغريب هو أن أيّاً من هؤلاء القوم لم يأت بدلالة واحدة على أن النظام الرأسمالي ما زال حيّاً ولم يمت. حجتهم الوحيدة في حيوية النظام الرأسمالي هي أن أميركا ما زالت تشن حروباٌ استعمارية . على افتراض أن حجتهم صحيحة ـ وهي غير صحيحة إذ أن هؤلاء القوم أنفسهم هاجموا بوش الإبن لتبنيه سياسة العزلة لدى تبوئه الرئاسة القاضية بعدم التدخل بشؤون العالم خارج أميركا وخاصة في الشرق الأوسط ولم يرغمه على التخلي عن سياسة العزلة سوى عدوان طالبان – القاعدة الأفغان وقتل آلاف الأميركيين وتقويض البرجين بخمس طائرات مع ركابها ـ نقول لهؤلاء القوم أن العرب كانوا أشر الغزاة للأمم الأخرى واستوطنوا بلادها ولم يكونوا يصنعون حتى ثيابهم التي يلبسونها ولا السيوف التي يحاربون بها، فهل كان العرب رأسماليين !؟

كان خروشتشوف قد طالب الأمم المتحدة في مطالع الستينيات بإنشاء لجنة تعمل على تصفية الاستعمار في العالم . بالفعل تم تشكيل هذه اللجنة التي أعلنت للعالم في العا 1972 أن الاستعمار انتهى كلياً في العالم ولذلك قرر الأمين العام للأمم المتحدة حل اللجنة. نحن نعلم أن ألفباء الماركسية اللينينية هي أن مراكز الرأسمالية لا تحيا بدون محيطات تصدّر إليها فائض إنتاجها وإلا إختنق نظام الإنتاج بفيض الإنتاج في عقر داره . بتداعي خروج الاتحاد السوفياتي من الحرب العظمى كأقوى قوة في الأرض هبت شعوب المستعمرات والبلدان التابعة في ثورة وطنية عارمة للإنفكاك من ربقة الاستعمار وبالفعل استقلت عشرات الدول ما بين عامي 1946 و 1972 ولم تعد مكباً لفائض إنتاج مراكز الرأسمالية .
ليعتقد هؤلاء القوم المغشاة عيونهم ما يعتقدون، إلا أن العالم ليس بحال ما يعتقدون . ليقل لي أحدهم كيف للمركز الرأسمالي أن يستمر بدون محيطات !!

هؤلاء القوم المغشاة عيونهم لا يرون القاعدة الأساسية التي يقوم عليها النظام الرأسمالي حتى وصل بهم الأمر لأن يعتقدوا أن النظام الرأسمالي يمكن أن يقوم بدون قاعدة !!
قاعدة النظام الرأسمالي الأولى والأخيرة التي يعمل عليها هي تحويل أو بلورة (Crystalise)قوى العمل (Man-Power) في سلعة تستعمل لمنفعة الإنسان وبذلك يتم يومياً خلق ثروة جديدة لم تكن موجودة بالأمس . هكذا تعرّف ماركس على النظام الرأسمالي كنظام خصيب كثير الإنتاج لم تعرف البشرية مثيلاً له في التاريخ حتى أكد أن النظام الرأسمالي سيموت سريعاً بسبب خصوبته . هذا هو ما علمنا ماركس عن النظام الرأسمالي، علمنا أن المركز الرأسمالي يكون أكثر ثراء مع انتهاء كل يوم عمل منه في الصباح . غير أن أميركا المركز الوحيد محل البحث نجدها في الواقع بحاجة لأن تستدين كل يوم 2.2 مليار دولار كي تتمكن من تغطية إحتياجاتها . فكيف يمكن لأحدهم أن يدعي بأن أميركا ما زالت دولة رأسمالية !؟
الورطة التي تتخبط فيها أميركا اليوم ليست ورطة أميركية فقط بل هي ورطة عالمية لا منجاة منها . تقول التقارير أن المديونية الأميركية تجاوزت الخطوط الحمراء وبلغت 105% من مجل إنتاجها الوطني . الحقيقة هي أخطر من هذا بكثير . الديون الخارجية على أميركا تبلغ رسمياً 17 ترليون دولار لكن هذا المبلغ لا يشمل عشرات الترليونات من الأوراق المالية في الخارج وهي ديون مستوجبة الإيفاء على الدوام، يضاف إليها ديون داخلية تزيد على 30 ترليون دولار . خدمة الدين الخارجي وحدها فقط تراوح حول الترليون دولار تستوجب الدفع سنوياً . في المقابل فإن ىجمل الانتاج الأميركي هو بحساباتهم 14 ترليون دولار . 80% من مجمل هذا الإنتاج هو من الخدمات التي لا تصنع ثروة وغير مقبولة في خدمة الدين ؛ الباقي وهو 2.8 ترليون لا يكفي لخدمة الدين وهي بحدود ترليون، ولإنتاج الكم الهائل من الخدمات والنفقات العامة . ومع كل هذه الحقائق يبرز أحدهم ليقول أميركا الدولة الرأسمالية الإمبريالية المتوحشة تنهب العالم ! لئن كانت تنهب العالم لماذا إذاً يبحث الكونجرس رفع سقف الدين وإلا ستُعلن أميركا دولة مفلسة . وإن كانت أميركا الإمبريالية تنهب العالم فلماذا تروّح 800 ألف موظفاً إلى بيوتهم لأن ليس لديها الاموال تدفع رواتبهم ؟
بين شهر وآخر يضطر الكونجرس إلى الموافقة على رفع سقف الدين وإلا فإن الرئيس الأميركي سيضطر إلى إعلان أميركا دولة مفلسة وفي ذات اللحظة يسقط الدولار وتسقط معه كل عملات العالم المدولرة وهي مئات التريليونات . فهل يتحمل العالم خسارة بهذا الحجم في ضربة واحدة ؟ لا، لن يتحمل وسيبلى بكارثة تاريخية لا مثيل لها ولا منجاة منها .

يجادل أحدهم في أن معظم الخدمات هي خدمات صناعية بعنى أنها تخدم الصناعة . بالطبع أن القياس في الخدمات هو خدمة الصناعة، بل حتى التعليم والتطبيب يخدمان الصناعة بحدود معينة غير أن الخدمات التي تخدم الصناعة لا تتبلور في البضاعة المصنوعة . القيمة التبادلية للسلعة تتضمن بدل كل الخدمات التي خدمت السلعة لكن تلك الخدمات المختفية في جوف السلعة إنقضى فعلها ولم تعد تخدم السلعة وكأنها لم تكن ؛ والزبون الذي يشتري السلعة يدفع بدل خدمات لا تخدمه ولا يستعملها . وما هو أهم من كل ذلك هو أن الرأسمالي لا يحقق إي فائض قيمة أو أرباح من كل تلك الخدمات الإضافية . عندما يجد الرأسمالي أن 80% من القيمة التبادلية للسلعة هو بدل خدمات لا يستفيد منها يعاف مهنته ويتخلى عن نظام الإنتاج الرأسمالي، يتخلى عن الإتجار بقوى العمل ليتاجر تجارة أخرى .

في العام 1971 وقد وجدت الولايات المتحدة نفسها على وشك الإفلاس بسبب نفقاتها الهائلة على الحرب في فيتنام فقررت الإدارة الأميركية الخروج من القاعدة الذهبية للنقد (بريتون وود) كي تطبع من الدولارات ما تشاء فهبط الدولار في أسواق الصرف بنسبة حوالي 20% مما اضطر الإدارة الأميركية إلى إعلان خفض قيمة الدولار (Devaluation) في العام 1972 إلا أن ذلك لم يوقف هبوط قيمة الدولار فكان أن أعلنت الادارة الأميركية خفض قيمة الدولار مرتين في العام 1973 . ولما لم يجدِ ذلك فتيلا خشي وزير الخزانة على انهيار النظام الرأسمالي برمته فاستدعى وزراء المال في الدول الرأسمالية الأغني ، بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان، لمحادثات في واشنطن وعبر عن خشيته من انهيار النظام الرأسالي ما حدا بوزراء المال الخمسة إلى اتخاذ قرارات أعلنها زعماء هذه الدول ( G 5 ) من رامبوييه/باريس في 16 نوفمبر 1975 ويقول البند الحادي عشر من الإعلان ما يلي ..
" ستبذل السلطات النقدية [في الدول الخمس المشتركة بالإضافة إلى إيطاليا التي انضمت في نهاية المؤتمر] كل جهودها لمقاومة كل تغيرات غير متوقعة في أسعار الصرف في أسواق العملات " .
تلك الكفالة التي حلت محل الذهب في كفالة عملات هذه الدول كان من شأنها أن توقف هبوط الدولار في أسواق الصرف مع أنها ليست أكثر من كفالة سياسية لا قيمة لها إذ فصلت الدولار عن الدورة الاقتصادية في أميركا إذ تظل قيمة الدولار ثابتة حتى لو تراجع الاقتصاد بجزر حاد . لم يعد الدولار يجري مجرى البضاعة مثلما هي وظيفة النقد . هذا القرار استثنى الدولار من معادلة (نقد – بضاعة – نقد) التي بموجبها يدور النظام الرأسمالي . تلك كانت حقنة الموت الرحيم للنظام الرأسمالي .

حبذا لو أن أحد القائلين باستمرار النظام الرأسمالي يناقش نقطة واحدة من هذه النقاط نقاشاً علمياً وموضوعياً . أما أن يعيد علينا معتقداته فلا أحد يصغي لأية معتقدات شخصية وليوفر معتقداته لشخصه فقط

www.fuadnimri.yolasite.com



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلّف الخطاب السياسي ( وحدة اليسار )
- تخلّف الخطاب السياسي (سور برلين)
- تخلف الخطاب السياسي
- الإخلاص للثورة الإشتراكية لا يتحقق إلا بالوعي
- الطبقة الوسطى تختطف السياسة وتذوِّتُها
- المادية الديالكتيكية والدولة الخدماتية
- الماركسية ليست بحاجة لشهود
- إشتراكيون لا يدركون ماهيّة الإشتراكية
- الرفيق وليد مهدي يراجع الماركسية
- معوقات العمل الشيوعي
- ماذا عن يسار أميركا اللاتينية ؟
- تلكم هي الشيوعية فليخرس أعداؤها
- لماذا البطالة في العالم العربي وغير العالم العربي !؟
- ما زالوا يجادلون في انهيار النظام الرأسمالي !!
- المؤتمر الأخير للشيوعيين
- مجرد تعليق محجوب
- ما بين اتحاد الشيوعيين ووحدة اليسار
- طلائعيو البورجوازية الوضيعة في الأردن يعلنون اتحاداً شيوعياً ...
- الشيوعيون القدامى ودورهم
- في العمل غير المنتج (رد على الدكتور حسين علوان حسين)


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الرأسمالية انهارت لكن على أعينهم غشاوة