أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل أحمد - عندما تختلط السياسة بالرغبات














المزيد.....

عندما تختلط السياسة بالرغبات


عادل أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1213 - 2005 / 5 / 30 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس فينا اليوم من لم تأخذه العولمة في طريقها إلى هذا الحد أو ذاك . وليس فينا من لم تؤثر به الأحداث المتسارعة التي تجتاح العالم ، كما أنه ليس فينا من لم تولد فيه المطالبات الديمقراطية والنجاحات التي حققتها ، رغبة صغيرة أو كبيرة ، دافع ما ، اشتد أو ضعف ، توق إلى تحقيق الحرية الشخصية داخل هذا العالم الغابة ، العالم الكبير ( عالم الدول ) ، والعالم الأصغر ( عالم المجتمعات
في سوريا كما في غيرها من البلدان ، عندما تتوسع دائرة الهزائم ، وتشتد أنشوطة التخلف والاستبداد ضغطا على رقاب الناس ، وفي اللحظة التي تبدأ هذه الدوائر فيها بالانزياح ، ولو على شكل إشارات صغيرة ، تبرز لدى الأفراد تلك الأهواء والميول والرغبات الشخصية ، وهذا في حد ذاته أمر منطقي وايجابي إلى حد ما ، ولكن أن تتحول هذه الأهواء والرغبات إلى المحرك الأساس للعمل السياسي أو المجتمعي ، عندما يتغلب الخاص على العام ، وتسود الأنا مقابل الجماعة ، والهوى الشخصي مقابل التحليل العلمي الموضوعي ، عندها يتحول هذا الأمر إلى كارثة تأخذ في طريقها كل شيء ،تسو نامي اجتماعية تعصف بالدول والمجتمعات معا .
وإذا كان هذا هو حال أنظمتنا وحكامنا ، الأمر الذي رتب انفصالا تاما وقطيعة كاملة بين الشعب وبين الحكام ، لكن الأمر تعدى الأنظمة والحكام ووصل إلى صفوف المعارضة ، أحزابا وهيئات ولجان حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني وحتى الشخصيات المستقلة . ولعل هذا هو ما يبقي قوى المعارضة هذه منقسمة ومشرذمة ، ضعيفة لا يسمع صوتها أحد . ذلك أنها في خطابها وفي سلوكها بعيدة عن لغة الشعب وعن مصالحه ومطالبه الحقيقية والملحة .
أليس إصرار حزب ما على التصدي لقيادة المعارضة والتضحية بالعمل الجماعي مع كل مكوناتها ما لم تسلم بقيادته لها تغليب للأنا على الآخر ، وتضحية بالمصلحة العامة على مذبح المصلحة الخاصة .
ألا يشكل عمل شخص ما باتجاه تحقيق طموحاته الذاتية كالشهرة أو المال أو العلاقات العامة أو أو الخ ..ممتطيا صهوة الشأن العام والحرية وحقوق الإنسان وغيرها إشارة على أولوية الأنا الفردية على مصالح الناس والوطن ، وتفصيلة أو تفريعة أو تلوين من كل يؤدي إلى الإقصاء والإلغاء والتهميش للآخر .
وإذا كان الشرخ القائم بين الشعب والنظام الحاكم لا حل له إلا بانتصار إرادة الأول على الثاني ، وإذا كان تحقيق هذا الهدف مرهون بوحدة المعارضة وقوتها فانه من البديهي أن تبادر هذه الأخيرة إلى تنظيم صفوفها والتخلص من عيوبها وسلبياتها لتتمكن من جسر الهوة بينها وبين الشعب ، وتحطم الحاجز النفسي الذي يفصل بينهما ، وتلغي المسافات القائمة بين الطرفين ؛ وهذا لن يكون إلا عندما تتحرر السياسة من الرغبات والأهواء ، وتصبح وسيلة لتحقيق مصالح الوطن والشعب . سياسة لا تقوم على رد الفعل ، بل على عمل سلمي هادئ تدرجي وتراكمي ، يقي شعوبنا غائلة الإيغال في التشرذم والتفتت والوقوع تحت السيطرة الأجنبية التي تسعى نحو تحقيق مصالح بلدانها . وهي في معظم الأحوال تقف بالضد من مصالحنا وتكبح تطلعاتنا .دون أن يعني هذا أن لا نرى المشترك الذي يجمعنا ، ونلحظ المصالح المتبادلة لبلداننا معها .
وهن ، هنا تكمن أهمية وضرورة الحكمة والأناة في فهم ومعالجة العلاقة مع الخارج عموما ،وضرورة رؤية المصلحة العليا البعيدة للوطن ، إذ كما يقول المثل ليس كل ما يلمع ذهبا .
29 /5 / 2005 عادل أحمد



#عادل_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية : ضرورة التغيير وموجباته
- عن التاريخ والفكر والانسان
- عن التاريخ والفكر وزالانسان
- الوحدة الوطنية كأداة أساسية في مواجهة المخاطر
- سوريا : التغيير وأدواته
- رؤيا عامة لحالة سياسية جديدة
- رؤية عامة لحالة سياسية جديدة
- كي لا نفتح بوابات المجهول
- نحن والليبرالية
- تهنئة بالعام الجديد
- من أوراق السجن : صلاة اليك
- عرفات : الرجل الرمز
- سوريا كما نراها وكما نريدها
- بين رفض الخارج واستيعابه
- اعلان عن ولادة حزب جديد
- أرض الحجارة
- نظرة تاريخية مكثفةالى واقعنا الفكري
- بين - الوطنية - و - الخيانة -
- وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ...
- الديموقراطية هم العصر واهتمامه


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل أحمد - عندما تختلط السياسة بالرغبات