أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - حماس هى الحل السحرى لمشكلات إسرائيل















المزيد.....



حماس هى الحل السحرى لمشكلات إسرائيل


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 07:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استأجر رجل حمالا ليحمل معه قفصا فيه قوارير على أن يعلمه ثلاث خصال ينتفع بها، فلما بلغ ثلث الطريق قال:هات الخصلة الأولى، فقال من قال لك ان الجوع خير من الشبع فلا تصدقه، قال: نعم ....فلما بلغ نصف الطريق قال: هات الثانية،فقال : من قال لك ان المشي خير من الركوب فلا تصدقه، قال: نعم،فلما انتهى نحو باب الدار قال: هات الثالثة، فقال: من قال لك أنه وجد حمالا ارخص منك فلا تصدقه....فلما رأى الحمال أنه لم ينتفع بحكم الرجل توجه اليه قائلا:هل تريد أن أعلمك خصلة تزيد بها علمك... قال الرجل: نعم !!..فرمى الحمال بالقفص وقال:من قال لك انه بقي في القفص قارورة واحدة لم تكسر فلا تصدقه....هذه القصة تلخص حال حركة حماس الاخوانية التى ارادت ان تضحك على الشعب المصرى فرمى لها كل القارورات أى مصالح حماس الزجاجية على الارض مع اطراف المؤامرة على مصر !!!.... على صعيد أخر علينا أن نعترف بأن التمردات الاجتماعية العربية القائمة على الانفعال العاطفي والوجداني والفوران الجماهيري التائه المفتقد للهوية الفكرية والرؤيا الفلسفية والأدوات المعرفية والأيدولوجية والسياسية والبرنامج البديل والفاقدة للرأس القيادي والعقل المدبر والحاضنة التنظيمية،قد أنتجت شئنا ام أبينا شتاءا اسلامياً.....والعالم العربي،نهض من نومه العميق ليجد اتفاقا أمريكيا مع الإخوان المسلمين..أو أمام حقبة «إخوانجية» بنكهة أمريكية،مع موافقة أمريكية على قيام دولة الخلافة الراشدة، شريطة رضاها عن الخليفة والمشاركة في تعيينه، وشريطة أن لا يكون شيعياً بالمطلق،وهي بذلك تسقط حجج الإخوان و"التحريرين" والسلفيين و"الجهاديين" والتكفيريين بعدم إقامة دولة الخلافة....

وضمن هذا المخطط وهذا الاتفاق علينا أن نعي وندرك بأن قطر وفضائية الجزيرة القطرية جزء لايتجزأ من هذا المخطط والاتفاق وتلك الصفقة التي تضمن للأخوان المسلمين الحكم والقيادة في العالم العربي... أو ما يعرف بحقبة أو مرحلة الشتاء الإسلامي،وبما يضمن خدمة المصالح الأمريكية في المنطقة،وإقامة الدولة الدينية المتحللة من الإلتزامات القومية والهادمة للمشروع القومي العربي.... والمفتتة والمفككة والمجزئة والشاطرة للجغرافيا العربية والمعاودة بنائها وتركيبها على أساس الثروات والموارد،والمنتجة لسايكس – بيكو جديد على نحو أسوء،ولكون قطر تمتلك أكبر فضائية إعلامية "الجزيرة" وما تتمتع به من غنى ومليارات بفعل توفر حقول الغاز والبترول فيها،وكذلك خضوع المرجعية الدينية السنية لتعليماتها وأوامرها "إصدار الفتاوي الموجهة"ممثلة بالشيخ المتصابى المدعو القرضاوي..... ولكونها تحتضن اكبر قاعدة عسكرية أمريكية،فقد أنيط بها دور أكبر من حجمها وقدراتها في هذا المشروع،ومن هنا وجدنا قناة الجزيرة وبأوامر وتعليمات مباشرة من المخابرات الأمريكية المركزية"السي أي أيه"،والتي ثبت باعتراف مديرها العام السابق وضاح خنفر علاقتها بالمحطة....فقد أنيط بها هدف مركزي هو صناعة رأي عام وجماهير تثق بها وتؤمن وتصدق ما تبثه من أخبار وتقارير وصور وتغطبة للأحداث،ولتحقيق هذا الهدف والغاية والوصول الى قلوب الناس والجماهير واختراق عقولهم وتغيير أفكارهم ومفاهيمهم وهز قناعاتهم ومعتقداتهم ومبادئهم وغسل أدمغتهم،فقد بدأت الجزيرة مشوارها ومسيرتها ،ليس على غرار منظر ومؤدلج الدعاية النازية "غوبلز" اكذب وثم أكذب وأستمر في الكذب حتى تعتقد الناس بانك تقول الحقيقة.....بل من خلال نقل الخبر الصادق والامين في البداية حتى تصبح مصدر ثقة للمشاهد والمواطن....

ومن ثم تبدأ شيئا فشيئا دس السم في العسل للمواطن لتصل الى الهدف والمخطط المرسوم،وحقيقة هذا الدور للجزيرة بدات تتضح ملامح خطوطه من خلال التغطية للاحداث على الساحة الفلسطينية وخصوصا بعد الحسم العسكري الذي قامت به حماس في غزة،ليبلغ هذا الدور القذر ذروته في نشر ما يسمى بوثائق ويكليكس والتنازلات الفلسطينية في ما يسمى بالمفاوضات،حيث كان هناك قصدية في تشويه الموقف الفلسطيني،ليس بغرض حماية الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية والدفاع عنها،بل لغرض دفع الساحة الفلسطينية الى المزيد من الشرذمة والانقسام خدمة لاهداف واغراض امريكية واسرائيلية وحماس"الأخوان المسلمين" بأنها التيار "المقاوم والرافض للتنازلات"والذي يجب أن يكون بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية،وكذلك منع أي عملية توحد فلسطيني وانهاء حالة الانقسام،ولينكشف هذا الدور التامري بشكل سافر ووقح على قضايا ومصالح الامة العربية،تحديدا في القضيتين الليبية والسورية حيث تحت يافطة وذريع الديمقراطية ومساندة ودعم "الثورات" العربية....البست الأنظمة فيها اثواب الشياطين والمعاداة لمصالح شعوبها ،واشادت بدور قوى"الثورة"والمساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها القوى الغربية الاطلسية لهذه القوى في سبيل "حماية المواطنين الابرياء من القتل".......مع عمليات تضخيم وتحوير وتهويل لما يجري،وبث صور مفبركة ومشاهد مرعبة عن جرائم مفترضة تقشعر لها الأبدان ،كما كشفته قناة الدنيا السورية الفضائية عن فبركات أعلامية بثتها قناتي الجزيرة والعربية عن جرائم وهمية إرتكبتها القوات السورية في بابا عمرو بحمص والرستن.....ناهيك عن التضخيم والتهويل لحجم المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات والقوى المعارضة ،ولتتضح اهداف هذا القوى ومعها الجزيرة وجوقة الفضائيات المطبلة من نفس الجوقة بالسيطرة على ثروات ليبيا ووضعها تحت الحماية العسكرية الغربية،والعمل على تقسيم سوريا الى اكثر من دولة وادخالها في اتون حروب اهلية وطائفية .... وإسقاط المشروع القومي العربي بما ينهي الصراع مع اسرائيل ويوسع من عملية التطبيع والعلاقات معها...

أما حمد زوج موزة كان دوره تحديدا في المخطط هو العمل على تفكيك الحلقة الايرانية- السورية – اللبنانية- الفلسطينية.... من خلال العمل على تخريبها عبر تسليح وتمويل ليس فقط قوى الاخوان المسلمين وما يسمى بجيش سوريا الحر ،الذي شكل وأعلن تسمية واحدة من كتائبه بكتيبة الشيخ حمد !!!... بل عمد الى السطو على مؤسسة الجامعة العربية،واستصدار قرارات عنها بفرض عقوبات إقتصادية على سوريا،ومن ثم العمل على طرد السفراء السوريين من الاقطارالعربية،ومحاولة استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بالتدخل العسكري في سوريا.... بعد تأكد حمد وعربان الخليج من فشل بعثة المراقبين العرب التي أرسلت الى سوريا بقرار من جامعة الدول العربية المسطي على قراراتها والمختطفة من قبل قطر في فبركة قرار يتفق وما يهدف اليه حمد وعربان مشايخ الخليج والأمريكان،بأن القوات السورية تمارس قتل المدنيين وترتكب جرائم حرب.... ولكن الفيتو الروسي- الصيني أفشل المخطط القطري- الخليجي- التركي- الأمريكي- الأوروبي الغربي وبالتالي تداعت قطر ومعها عربان الخليج وتلك الأطراف الى عقد ما يسمى بمؤتمر "أصدقاء" سوريا في تونس..... بتمويل قطرى من أجل استصدار قرار يعترف بما يسمى بالمجلس الوطني السوري كممثل للشعب السوري،وتسليح ما يسمى بالجيش السوري الحر،ولكن ذلك المؤتمر أخفق اخفاقا كبيراً،بسبب الخلافات التي نشبت بين القوى المشاركة في المؤتمر،حيث كان حمد ومعه السعودية يلحون على أمريكا وأوروبا الغربية من أجل تسليح ما يسمى بالجيش السوري الحر،على أن تقوم تلك الدول وفي المقدمة منها قطر بدفع كل تكاليف الحرب على سوريا..... وحمد كان يعمل من أجل تضيق الخناق على القيادة السورية،من خلال محاولة إظهار أن القيادة السورية باتت معزولة.... ولذلك ضمن الصفقة الأمريكية- الأخوانجية،لم تكن حماس بمعزل عن تلك الصفقة،فمرجعيتها الدينية الشيخ القرضاوي،أفتى بجواز إستعانة ما يسمى بالجيش السوري الحر بالقوى الاطلسية ل"تحرير"سوريا،وشريانها المالي الرئيس حمد مالياً وأعلاميا وسياسياً يدعم ما يسمى بجيش سوريا الحر......

وبالتالي هي كحركة او كأمتداد لحركة الاخوان المسلمين،وتاريخياً كانت تشكل الدرع الحامي والواقي للأنظمة من القوى اليسارية والعلمانية،فهي تكن كرهاً للنظام السوري.... ولكن طبيعة علاقتها وتحالفها مع سوريا،لم تنبع من مواقف مبدئية أو استراتيجية.... بل أملتها ظروف وضرورات قسرية،حيث أنه بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية في 2006،وما استتبع ذلك من فرض حصار ومقاطعة عليها عربية واقليمية ودولية،لم تجد من يحضتنها ويدافع عنها سوى سوريا،حيث وفرت لها ساحة عمل وحركة ومكاتب ومقرات وغيرها،ولكن حركة حماس بعد الشتاء الاسلامي وما حققته حركة الاخوان من نجاحات في الانتخابات في تونس ومصر وليبيا،كانت كل الدلائل والمؤشرات تشير الى أنها جزء من صفقة الاخوان مع أمريكا.... وستخضع لعملية تأهيل،حيث عمل حمد على إجراء مصالحة بين حماس والنظام الأردني،في تمهيد لخروج حماس من سوريا،وكذلك رعاية حمد لإتفاق ابو مازن- مشعل "اتفاق الدوحة"حول المصالحة الفلسطينية،وفتح مزاريب المال على حماس،جعل تلك الحركة البرغماتية والميكافيلية تستجيب لحمد،وتغادر سوريا.... وتعلن وقوفها الى جانب الشعب السوري و"الثورة" السورية من خلال تصريحات هنية من القاهرة،وتصريحات ابو مرزوق والتي تراجع عن جزء منها بعد أن شعر ان قوات ما يسمى بالجيش السوري الحر قد تفككت وانهارت،حيث أعلن أن خروج الحركة من سوريا كان نتيجة للجوء القيادة السورية للحل الأمني .... وأبو مرزوق يعلم جيداً مع الفارق في التشبيه لصالح القيادة السورية،أنه في سبيل السلطة فإن حماس علقت المقاومة الى اشعار آخر،وحظرت على كل فصائل العمل الوطني والاسلامي المقاومة،واعتبرت أن من يطلق صواريخ على الاحتلال غير صواريخها،فقط يخدم الاحتلال؟!!...وهي كذلك تدرك أنها أول من لجأ الى الحل الأمني والحسم العسكري من أجل السلطة والمصالح الفئوية والأجندات الخارجية،حيث تجاوزت كل الخطوط الحمراء واستباحت الدم الفلسطيني ....

حماس اليوم يصدق عليها أنها تخضع الى إعادة تأهيل وجراحة على يد حمد والاخوان المسلمين،من أجل أن تعود الى مكانها الطبيعي،ولكي تكون جزء من النظام السياسي العالمي،والصراع حتى اللحظة الراهنة لم يحسم في داخلها،فهناك أقلية تريد أن تشكل حزباً سياسياً كما هو الحال في مصر والأردن بجنبها الاعتراف باسرائيل والاتفاقيات الموقعة معها...وأغلبية تريد لها أن تكون جزء من حركة الأخوان المسلمين وتستجيب بالكامل لشروط حمد والتي هي شروط أمريكا واسرائيل ... وهذا واضح من خلال تصريحات مشعل حول المقاومة السلمية وقبول ابو مازن رئيس للوزراء في حكومة وفاق وطني أو تكنوقراط،بأن يجري الاعتراف والتعامل معها كما هو الحال مع بقية قوى الأخوان في الاقطار العربية الأخرى..... لذلك غطت حماس على الصراع الداخلى من خلال الاندفاع الى العمق المصرى بعدما هددت جماعة الاخوان في مصر بالرد على الثورة الشعبية، «30 يونيو»، بعمليات ارهابية في سيناء، تأكّد بالملموس أنّ التهديدات الاخوانية جدّية..... ما يشير الى مدى جدّيتها استهداف مزيد من الجنود ورجال الشرطة المصريين في تلك المنطقة التي لديها حدود مشتركة مع قطاع غزّة....ما تشهده سيناء، خصوصا بعد العملية الارهابية الاخيرة قرب رفح التي قتل فيها 24 من عناصر الأمن المركزي الى جانب تفجير المقرات الأمنية والمخابراتية .... لا يكشف اخوان مصر فحسب، بل يكشف ايضا البيئة الحاضنة للارهاب التي اسمها فوضى السلاح التي يتسبب فيها قطاع غزة..... يوما بعد يوم يتبيّن أن غزة صارت خطرا على مصر عموما وعلى سيناء تحديدا بدل أن تكون عاملا مساعدا في نشر الاستقرار في المنطقة بما يفيد الفلسطينيين والمصريين في الوقت ذاته.... لقد صارت غزة خطرا على القضية الفلسطينية التي تعاني من المشاكل الكبيرة التي يتعرّض لها الشرق الاوسط والتي جعلت الاولويات العربية مختلفة..... لم يعد صحيحا أن فلسطين لا تزال قضية العرب الاولى، خصوصا في ظلّ التهديدات التي تتعرض لها دول الخليج وما تشهده مصر... بموازاة انفلات الغرائز المذهبية في العراق وسورية وحتى في لبنان الذي يعاني بدوره من فوضى السلاح....

الاكيد، في كلّ ما له علاقة بغزة وسيناء، أن هناك مسؤولية تتحمّلها السلطات المصرية منذ فترة طويلة، أي منذ أيام حسني مبارك..... كان هناك تجاهل لخطورة الوضع في غزّة والنتائج المترتبة على سيطرة حركة «حماس» على القطاع بالحديد والنار , والقاء المواطنين من سطوح البنايات....لم تبذل الادارة المصرية جهودا تذكر لوضع حدّ لانتشار السلاح في غزة وامتداد ظاهرة التهريب الى سيناء.... صحيح أن التهريب كان دائما مظهرا من المظاهر السائدة في سيناء، الا أن هذه الظاهرة لم تكن مترافقة مع نشاط ارهابي بات الآن يوظّف في خدمة السعي الى عودة الاخوان المسلمين الى التحكّم بمصر ومصيرها.....ثمة حاجة أكثر من اي وقت الى التعويض عن التقصير المصري تجاه غزة وسيناء.... ففي السنوات الاخيرة من عهد حسني مبارك، كانت الاجهزة المصرية على علم بكلّ شاردة وواردة في القطاع.... كانت بين افضل الذين يمتلكون معلومات عن «حماس» وتصرّفاتها، خصوصا منذ انقلابها على الشرعية الفلسطينية منتصف العام 2007...... لكنّ هذه الاحاطة باوضاع القطاع ومدى خطورتها لم تترافق مع أي اجراءات على الارض في غياب مسؤول مصري كبير يقف ويقول الحقائق كما هي....في مقدّم هذه الحقائق أنّ الشعارات التي تطلقها «حماس» من غزة، مع ما يرافقها من صواريخ مضحكة - مبكية أفضل خدمة يمكن تقديمها للاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية.... ربّما نسيت «حماس» أن اسرائيل انسحبت من كلّ قطاع غزة صيف العام 2005 عندما كان ارييل شارون لا يزال رئيسا للوزراء وأن مساعدا لشارون قال صراحة أن الهدف من الانسحاب هو الامساك بطريقة أفضل بالضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية!!!....

بعد وصول الاخوان المسلمين الى موقع الرئاسة في مصر في سنة 2012، تبين أنّ السلطة ولا شيء غير السلطة هو الهدف الاوّل والاخير لـ «حماس» وأن عقدة السلطة امتدت في اتجاه مصر...التي اصابتها عدوى غزة و بات مطلوبا في مصر، كما حصل في غزة، استخدام صناديق الاقتراع لمرّة واحدة، هي الاولى والأخيرة، من أجل أخونة أجهزة السلطة في غزّة والدولة في مصر....لذلك شكّلت غزّة في مرحلة معيّنة مجرّد وسيلة لاقامة علاقات متينة بين «حماس» والحكم الاخواني في مصر الذي يرمز اليه محمّد مرسي من جهة، وكلّ من اسرائيل والادارة الاميركية من جهة أخرى..... ما تدلّ عليه الاحداث خلال السنة التي كان فيها مرسي رئيسا لمصر أنه قدّم أوراق اعتماده الى كلّ من أمريكا واسرائيل عن طريق ضبط الوضع بين قطاع غزّة واسرائيل.... في غضون ذلك، كان التركيز الحمساوي والاخواني على سيناء حيث تعرّض الجيش المصري لسلسلة من الهجمات استهدفت إلهاءه عن دوره الوطني لا أكثر ولا أقلّ وجعله أسير عمليات ارهابية تشتت قواه....مما لاشك فيه انه مهما علت اصوات قادة «حماس» نافية التدخل في مصر، يبقى أنّ الحركة جزء لا يتجزّأ من تنظيم الإخوان المسلمين الذي يسعى حاليا الى استعادة السلطة في القاهرة.... ان «حماس» متورطة الى ما فوق اذنيها في ما يجري في مصر بغض النظر عمّا يصدر عن رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنيّة الذي قال في خطاب واحد الشيء ونقيضه..... ففي معرض نفيه للتدخل في مصر قال هنيّة قبل أيّام «ليست لنا امتدادات في مصر غير امتدادات الخير والاسلام والفكر والاستراتيجية والاخوة..... دورنا العسكري هنا على أرض فلسطين حيث نعمل ضدّ الاحتلال الاسرائيلي فقط»....

ليس معروفا ما هي الاستراتيجية التي تربط «حماس» بمصر والتي يتحدّث عنها رئيس الوزراء المقال؟ الى الآن، وبعد ثبوت ارتباط «حماس» بتهريب مرسي من سجن مصري وبعد تلك الحماسة الحمساوية لإخوان مصر، وبعد الذي تعرّضت له قوات الأمن المصرية في سيناء، لا يمكن الحديث الاّ عن استراتيجية واحدة انها استراتيجية السلطة..... والسلطة تعني بكلّ بساطة أن مستقبل الاخوان في مصر مرتبط بمستقبل «حماس» والعكس صحيح..... الامر الوحيد الذي يمكن أن يعمل لمصلحة «حماس» هو الحاجة الاسرائيلية اليها....ثمّة حاجة اسرائيلية الى من يتحدّث عن «مقاومة الاحتلال» انطلاقا من غزة بغية ضمان بقاء الاحتلال في الضفة الغربية.... هل هناك أفضل من «حماس» للعب هذا الدور الذي يعني، بين ما يعني، تركيز الجهود على انتشار فوضى السلاح في سيناء وصولا الى ارض الكنانة؟!!... لايختلف اثنان أن كتائب القسام وحماس مليشيات مسلحة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية أنشئت لمقاومة الجيش والشرطة المصرية، وليس لمقاومة اليهود.... لأنهم وراء استهداف ضباط وأفراد الشرطة والجيش في سيناء والشيخ زويد، وزرع ألغام أرضية هناك لاستهدافهم، والهجوم علي الأكمنة بالأسلحة الثقيلة، يؤكد اتصالاتهم بالجانب الإسرائيلي، بالاضافة إلى مفاوضات وعمليات شراء أسلحة، واتفاقيات علي ضرب إسرائيل بصواريخ بمناطق معزولة من حين لآخر حتي لا ينكشف الستار علي أن كتائب القسام تابعة لإسرائيل، ومصالحهم المشتركة.....مما لاشك فيه أن إسرائيل تأخذ إعانات من الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، وكتائب القسام التابعة لحماس أيضا، تأخذ من قطر وتركيا والكثير من الدول لأن اسرائيل وكتائب القسام التابعة لحماس مصالح مشتركة ، أن تدور حرب وهجمات وهمية كل فترة ، بحيث يأخذ كل منهم الإعانات اللأزمة لتجهيز السلاح والعتاد وتجهيز المقاومة ، إسرائيل تعلم أن تركيا تمول كتائب عز الدين القسام ، ومع ذلك تمد تركيا بالأسلحة اللازمة لها ، وإسرائيل تعتبر حليفة كبيرة لتركيا ولكن في السر، إسرائيل من شأنها أن يتحكم الإخوان في الوطن العربي بأكمله ومصر بالأخص لتأمينها، تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس برعاية المخلوع محمد مرسى في فترة وجيزة جدا....

أن كنتم تظنونها مقاومة حقيقية فانتم تحلمون ، أو تريدون أن تشعروا بالأمان فحسب، فلكتائب عز الدين القسام ممثلة في حماس مراسلات مع الجانب الإسرائيلي، لتحديد مواقع الأهداف بالإحداثيات المتفق بضربها داخل إسرائيل، وجميعها مواقع خالية من السكان، ولا تقع بها أي خسائر عند قذفها بصواريخ ....هل سألتم أنفسكم يوما، لماذا لا تقع أي خسائر من جانب الكيان الإسرائيلي عند قذف كتائب القسام ممثلة في حماس ؟!!... هل سألتم أنفسكم يوما لماذا لا يتم تشغيل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ الموجهة من كتائب عز الدين القسام ؟، ويتركونها تنزل علي أرضهم بالرغم من إمكانية التصدي لها ؟!!...فتشوا عن الاتفاقيات بين الجانبين والمصالح المشتركة التى تجمعهما فالحكومة الإسرائيلية تريد أن تضع الرعب في قلوب الشعب الإسرائيلي، لتكون هي الحامي الوحيد لهم ضد "حماس" حتي لا يمكن الاستغناء عن الحكومة خوفا من عدم الاستقرار وخوض الحروب، الى جانب تلقي الإعانات من دول العالم المختلفة بحجة الحفاظ علي أمن إسرائيل....هناك بعد تاريخي لابد من الإحاطة به فما تقوم به حماس حاليا لم يكن من تخطيطها ولا هي قادرة على ذلك لكنها تسير على خطى برنامج عمل سبق وضعه منذ زمن بعيد وكان كل ما عليها هو استكماله محتمية ويمكن أن نقول متسترة ببعدها العربي الذي فتح أمامها الأبواب لكن الحقائق تتكشف مع الوقت وها نحن نزيل الغبار هن هذا الخطر الجارف !!!.. حيث يوجد على حدودنا انفاق سرية،ومخدرات بالأطنان‏،‏ ودولارات مزيفة تضر بالإقتصاد الوطني‏،و‏قنابل وسلاح بإختصار مجموعة من ال‏عناصر مزقت هدوء ارض سيناء !!!...

كانت الأعوام الأخيرة قد شهدت تزايد الجهود التي يبذلها الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بالقاء الضوء علي الأنفاق التي يستخدمها المهربون عبر الحدود الشرقية لمصر متذرعة بالضرر الذي تلحقه تلك الأنفاق بأمنها‏....‏وفي الشهور الاخيرة تسببت السياسة الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين في غزة بالقتل المنظم المصحوب بالحصار والتجويع في انفلات امني علي الحدود بين مصر وقطاع غزة استمر لعدة ايام‏....‏ومع التوتر الأمني علي حدود مصر الشرقية تسللت الي قلب مصر الدولارات المزيفة والقنابل وبعض العناصر المشبوهة وهو الأمر الذي يضر بأمن البلاد وبمصالح الشعب الفلسطيني وقضيته‏.....‏حيث توجد خطة اسرائيلية نجحت في تسريب المخدرات لمصر منذ عقود مضت‏ !!!...صاحب الكشف عن تلك الخطة القذرة هو عوزي ماحانايمي الصحافي الإسرائيلي الأصل ‏ ‏وعلق علي ذلك الكشف عدد من الصحافيين الإسرائيليين وفي مقدمتهم د‏.‏اسرائيل شاحاك الذي ابرز اهمية ما اورده ماحانايمي من معلومات انطلاقا من كونه نجل الكولونيل جيدعون ماحانايمي الذي كان من ابرز مؤسسي الجناح العربي للمخابرات العسكرية بالجيش الإسرائيلي وذكر شاحاك ان الكولونيل مات دون ان يحصل علي رتبة الجنرال نتيجة خلافات داخلية مع موشيه ديان‏ !!!...حيث تناول عوزي ماحانايمي بالعرض المفصل معلومات ادلي بها ‏8‏ من الضباط الإسرائيليين الذين تحدثوا عن خطة تبنتها اسرائيل خلال عقد الستينيات تحت اسم (النصل )وهي الخطة التي اكدوا ان تنفيذها استمر حتي نهاية عقد الثمانينيات‏....‏ووفقا لما كتبه الإسرائيليون فإن خطة النصل تضمنت نقل اطنان من الحشيش من منبعه في الاراضي اللبنانية‏(‏ التي كان جزءا كبيرا منها خاضعا للإحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت‏)‏ الي قلب الأراضي المصرية لاغراق مصر بالمخدرات المنخفضة السعر بهدف ضرب جبهتها الداخلية بوجه عام ومجندي القوات المسلحة المصرية علي وجه الخصوص،‏ وصرح احد الضباط الإسرائيليين والذي كان مسئولا عن متابعة نقل تلك الشحنات في بداية السبعينيات بالقول‏:لست نادما‏ ‏فهذا هو ما سمح لنا بالسيطرة علي تدفق المخدرات داخل اسرائيل وزاد من استخدام المخدرات بين صفوف المصريين‏....‏

وعن كيفية ولادة الفكرة واسلوب التنفيذ اكد احد كبار الضباط ان الجيش الاسرائيلي بذل جهوده من اجل قطع خطوط التهريب التقليدية والتي تبدأ من وادي البقاع اللبناني كما تم تنظيم دوريات بحرية للحد من نشاط التهريب عبر البحر المتوسط ولكن سرعان ما ادرك الضباط الاسرائيليين الفرصة الذهبية المتاحة لهم فتم اتخاذ قرار من القيادات العليا بالتدخل في عمليات نقل شحنات المخدرات المهربة من لبنان الي مصر بشكل مباشر وذلك مقابل عمولات من تجار المخدرات يتم تحويلها الي صندوق سري تابع للجيش يتم من خلاله تمويل عمليات سرية اخري‏....‏وفور اعلان تلك الاعترافات نفي الجيش الاسرائيلي ما ورد باعترافات الضباط السابقين !!!..الا ان تلك المعلومات فى أعلى درجات المصداقية حيث أكد 6 ضباط اخرين تلك المعلومات وان احدهم كان يعمل بقاعدة اسرائيلية عند مدينة نهاريا في الشمال وانه شاهد شحنات المخدرات وهي تنقل بحرا في بداية السبعينيات‏....‏واكد اخر انه انضم الي منفذي خطة النصل خلال الفترة بين عامي‏1977‏ و‏1987‏ وان عمليات تهريب المخدرات الي مصر كانت تبدأ بنقل الشحنات من لبنان في سيارات عسكرية اسرائيلية يستقلها عسكريون حتي يتم توصيلها الي الحدود المصرية ....بينما اكد اخر انه شاهد كولونيل بالجيش الاسرائيلي يجلس الي جوار تاجر مخدرات لبناني في سيارة فارهة اثناء الاشراف علي عملية نقل شحنات المخدرات الي مصر...‏.‏ واحيانا كان التهريب يتم عن طريق البحر حيث قامت قوارب تابعة للبحرية الاسرائيلية باصطحاب السفن المحملة بالمخدرات الي نهاريا لتحميلها بشحنات بغرض التهريب‏....‏واكد ضابط اخر انه تلقي اوامر بنقل شحنة هامة من لبنان الي الحدود المصرية الاسرائيلية وقبل البدء في تنفيذ العملية تم اجباره علي توقيع وثيقة تحذر من انه في حالة كشفه عن اسرار تلك العملية سيكون عرضة للسجن لمدة تصل الي‏20‏ عام علي الأقل‏....‏ وعند بدء العملية اصطحبه كولونيل يدعي يعقوب الي قلب الاراضي اللبنانية حيث وجه له ومن معه اوامر بتحميل شحنة من لفافات الحشيش‏....‏خطة النصل حددت عدة نقاط التقاء لتنسيق عمليات نقل شحنات المخدرات الى تجار المخدرات في قلب مصر وتم توجيه اوامر لهؤلاء التجار بأن يتم البيع بأسعار مخفضة مع إعطاء الاولوية للعمل في المنطقة الواقعة بين وادي النيل ـ القاهرة علي وجه التحديد ـ وقناة السويس وان تكون اولوية البيع للمجندين المصريين‏ .... ومن المعروف ان تجارة المخدرات تتطلب دولارات مزيفة كما تتطلب الكثير من السلاح والكثير من المخابئ‏ والأنفاق‏ وهنا يظهر دور حماس فى القضية !!!...


أيها السادة حماس ليست جماعة لا تعيش على الأرض وهي بحكم تكوينها ونشأتها واقعة تحت السيطرة الاسرائيلية وهي المسؤولة عن شق الفلسطينين وحربهم الداخلية وهو ما فشلت فيه اسرائيل لعقود لكن حماس قدمت الحل...ايها السادة لا تنظروا لإغتيالات اسرائيل لبعض قادة حماس على أنه اثبات على أن حماس طاهرة مطهرة فالأمر لا يعدو كونه تقليم لبعض الأظافر التى خرجت عن النص .... وستجد أن جميع الأخبار التى تسهل لفرق الإغتيال الاسرائيلية تنفيذ عملها تأتي من داخل حماس نفسها وحتى عندما تقدم الامارات او سوريا الادلة على تورط احد ما تفرج عنه حماس بعد ايام معدودة ...حماس هي الرقم الصعب في المعادلة الاسرائيلية الجديدة....لذلك من المهمّ أن تعي «حماس» وهي جزء لا يتجزّأ من تنظيم الإخوان المسلمين أن الذهاب إلى مصر لا يفيدها في شيء بمقدار ما أنه يسيء إلى العلاقة الفلسطينية- المصرية....فبعد الكلام عن مشاركة «حماس» في إطلاق سجناء، بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي من سجن مصري أثناء أحداث شهر يناير 2011، لم يعد يوجد مصري يمتلك حداً أدنى من المنطق لا يدرك أن الحركة غارقة إلى ما فوق أذنيها في الأحداث المصرية....الى جانب أن هناك شعور عام في مصر، قد يكون غير صحيح كما قد يكون صحيحاً، بأن «حماس» تمتلك نفوذاً على قيادة الإخوان في القاهرة من جهة، فضلاً عن أنّها وراء فوضى السلاح في سيناء من جهة أخرى.... ما يعزّز هذا الشعور تطلّع الإخوان المسلمين في مصر إلى تجربة «حماس» البائسة في غزة، واعتبارها تجربة ناجحة والسعي إلى نقلها إلى أرض الكنانة...

من يعرف مصر وشعبها، يعرف أوّل ما يعرف أن هناك حساسية خاصة لدى المواطن العادي تجاه أيّ طرف خارجي، عربي أو غير عربي، يمدّ يده إلى الداخل المصري. فكيف عندما يتعلّق الأمر بفصيل فلسطيني بات معروفاً أن لديه علاقة عضوية بالإخوان المسلمين الذين ثار عليهم معظم أبناء الشعب المصري، بعدما حاولوا تغيير طبيعة مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية ووضعها تحت جناحي التنظيم الذي يمثلونه.... تكمن مشكلة «حماس» والإخوان في الوقت ذاته، بكلّ بساطة في أنّ الفصيل الفلسطيني حاول تسويق مشروع لا يمكن تسويقه.... إنّه مشروع غير قابل للتسويق نظراً إلى أنّ مصر، كشعب، لا تستطيع القبول بنموذج غزّة الفاشل....لذلك فشلت «حماس» سياسياً وفشلت عسكرياً وفشلت اجتماعياً وتربوياً وحضارياً... أمّا الفشل الأهمّ لـ»حماس» فيتمثل في عملها في خدمة الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.... لقد نجحت «حماس» في إبقاء الحصار الاسرائيلي لغزة، كما نجحت في دعم منطق اللامنطق الاسرائيلي القائم على أن لا وجود لشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه....لقد وفّرت «حماس» باختصار أفضل تغطية للحكومات الاسرائيلية التي ترفض خيار حلّ الدولتين....لذلك لا تزال اسرائيل تستخدم موقف «حماس» من التسوية لتبرير عرقلتها للمفوضات التي بدأت قبل فترة قصيرة في واشنطن بينها وبين السلطة الوطنية.... و الدليل على ذلك، أن أكثر من مسؤول اسرائيلي يقول في تبريره لرفض الانسحاب من الضفة الغربية، أن اسرائيل انسحبت من كلّ قطاع غزة صيف عام 2005، لكنّ ذلك لم يوقف إطلاق الصواريخ انطلاقاً من القطاع.... بل تحوّلت غزة ومن بعدها سيناء إلى مساحة تعمل فيها منظمات لا همّ لها سوى ضرب نموذج الدولة الفلسطينية المسالمة....

لايختلف اثنان أن «حماس» في مأزق ولا يمكنها الخروج منه عن طريق توجيه اتهامات إلى السلطة الوطنية بالتحريض عليها في القاهرة عن طريق نشر أنباء مسيئة إليها في وسائل الإعلام المصرية....مشكلة «حماس» حتى الآن في مكان آخر.... مشكلة «حماس» مع أهل غزة أوّلا ومع افتقادها لمشروع سياسي قابل للحياة ثانياً وأخيراً.... هل تمتلك الحركة ما يكفي من الشجاعة للاعتراف بهذا الواقع بدل الهروب إلى مصر أو إلى توجيه اتهامات إلى السلطة الوطنية؟!...مما لاشك فيه انه لا توجد مشكلة للشعب الفلسطيني مع مصر... مشكلة «حماس» في أنها حولت قطاع غزة إلى مرتع لفوضى السلاح التي تمددت في اتجاه سيناء.... على صعيد أخر لا يمكن للمؤسسة العسكرية المصرية التي تحظى بدعم شعبي لا سابق له القبول بذلك....أو بمعنى أخر لا يمكن للمؤسسة العسكرية المصرية القبول بأن يردّ عليها الإخوان عن طريق «حماس» ...سواء كان ذلك انطلاقاً من غزة أو من سيناء أو من خلال اختراقات للداخل المصري.... هذا أمر مرفوض مصرياً....ليس أمام «حماس» سوى التراجع.... التراجع يعني قبل كلّ شيء الاعتذار لمصر حكومة وشعبا .... والتراجع يعني الانضمام للمشروع الوطني الفلسطيني الذي يستهدف التخلص من الاحتلال..... لا وجود لعاقل يؤمن بأن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ستؤدي إلى نتيجة.... ولكن لا يوجد عاقل لا يدرك أن هذه المفاوضات جاءت ثمرة وساطة أمريكية، وأن لا مصلحة لأيّ فلسطيني في قطع الجسور مع واشنطن....

لذلك لابد أن نطرح سؤالا : هل تستعيد «حماس» وعيها وتتراجع عن غيها ، كما حصل في تعاطيها مع النظام السوري، أم تتابع الهروب إلى الأمام عن طريق توزيع الاتهامات في كلّ الاتجاهات، خصوصا في اتجاه السلطة الوطنية الفلسطينية....التراجع خير من المضي في طريق لا يقود سوى إلى زيادة عذابات أهل غزة..... هؤلاء لا يستحقون ما يتعرضون له من ذلّ، خصوصاً أن كلّ المطلوب من «حماس» الاعتراف بأنها فشلت وأنّ كلّ مشروعها قام على خدمة الاحتلال الاسرائيلي.... هل كثير على الشعب الفلسطيني، خصوصاً على المقيمين في غزة، أن يوجد من يسعى إلى إعادة بعض الكرامة وبعض من الحياة الكريمة إلى أبنائه؟!!..الأكيد أنّ ذلك ليس كثيراً على شعب عظيم مثل الشعب الفلسطيني، شعب متمسّك بثقافة الحياة وليس بثقافة الموت التي يسعى النظام في إيران إلى تعميمها في كلّ المنطقة خدمة لأهداف لا علاقة للفلسطينيين بها من قريب أو بعيد حيث تتطابق المصالح الاسرائيلية مع المصالح الحمساوية ....حيث تجد نفس مخطط الأنفاق هو نفس المخطط ولكن مع تبجح في العمل واصرار على تنفيذه من قبل حماس بما يخدم المصالح والاهداف الاسرائيلية ضد مصر والمنطقة !!... حماس بحكم تكوينها ونشأتها واقعة تحت السيطرة الاسرائيلية وهي المسؤولة عن شق الفلسطينين وحربهم الداخلية وهو ما فشلت فيه اسرائيل لعقود لكن حماس قدمت الحل !!..

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنوات الكور الضائعة
- إعلاء قيمة الحياة لا يكون بمصالحة الاخوان أعداء الحياة
- الحب يحتاج الى الحب
- المؤامرة الكبرى
- الإخوان صدقوا ما عاهدوا اليهود عليه
- لقد فوضناك من أجل لا للاخوان ولا للمصالحة معهم
- الدين جاء لكى نعبد الله وليس البشر
- الثورات العربية فجرت الحلم الكوردى من جديد
- عنان مرشح أمريكا للرئاسة و النسخة العسكرية للبرادعي ولعبة ام ...
- فى امارة همجستان الاخوانية عودة تشافيز الى الحكم هى الحلم
- هو وهى والزمان
- تحليل جيوبوليتيكي استراتيجي للأزمة السورية
- ارحلى ..
- كشف المستور عن مؤامرة الربيع العربى
- يا توكل كرمان او ( تبول خرمان ) قبل ما تنصحى غيرك انصحى نفسك
- الواقع فشخ الخيال فى علاقة اوباما بالاخوان
- نظرية الدومينو السياسية تعكس عمق مخاوف اوردوغان من العسكر ال ...
- يا اوردوغان : خليك فى حالك!!
- امريكا هى الدولة الراعية للاخوان
- اسماء محفوظ العميلة جنت ثمار الثورة المصرية ودماء الشهداء


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - حماس هى الحل السحرى لمشكلات إسرائيل