أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد سعيد العضب - افاق العولمه في ظل تصاعد اجراءات الحمايه التجاربه















المزيد.....

افاق العولمه في ظل تصاعد اجراءات الحمايه التجاربه


محمد سعيد العضب

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 07:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يواجه مؤتمر التجارة الدولية المزمع عقده في مدينه بالي بشهر ديسمبر من هذا العام تحديات واسعه تجلت في توكيد عدد من الآراء علي احتما ل فشله واخفاقه في تحقيق اهدافه في تحرير التجارة الدولية وتوفير المنافع العادلة لأعضائه . ان الاخفاق المحتمل هذا يعني فتح الابواب امام " نهاية النظام التجاري العالمي المتعدد الاطراف" الذي بدوره يعني تصعيد اجراءات الحماية وتقييد حريه التجارة الدولية التي بلاشك تعني بذات الوقت تراجع اهميه ظاهره العولمة التي ميزت الاقتصاد العالمي خلال العقود الأخيرة من هذا القرن .
ففي اروقه الاتحاد الاوربي في بروكسل تم تسجيل بعجب شديد رفض الهند مثلا عديد من اجراءات التحرير التجاري , كما استمرت في فرض اجراءات وقيود جديده للحد من الانفتاح وفتح اسواقها امام التجارة والاستثمار الاجنبي . فمثل هذا الاصرار علي هذه السلوكية , لابد ان يقود كله دخول مؤتمر التجارة العالمي القادم في دوامه الصراعات بين القوي الاقتصادية النافذة والكبرى او بكلمات اخري في نفق مظلم او مصير مجهول ,بالتالي تتعرض مصداقيه منظمه التجارة العالمية ومدي ضرورة استمرارها وبقاء ديمومتها .
عليه يؤكد السكرتير العام للمنظمة السيد روبرتو اسفودو اهميه وحتميه حسم هذه القضايا العالقة وتجاوز الاوضاع القائمة لا جل الوصول الي اتفاقيه شامله مع استمرارا شارته الي صعوبة ذلك ووجود عوائق كثيره , خصوصا بعد تعمق عمليه تشكيل وتأسيس تكتلات اقتصاديه كبري وتعاظم التدفقات التجارية فيما ببنها عبر اتفاقيات تجاريه ثنائيه .
هذا وتجري الان مفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الاوربي لعقد اتفاقيه ثنائيه ,بذات الوقت توجد مساعي مكثفه من هذا المنوال ذاته, لعقد اتفاقات ثنائيه بين الولايات المتحدة واليابان و(10) دول آسيوية باستثناء الصين, كله سوف يضيف مخاطر جديده واضافية كامنة ومحتملة, بدورها قد تعرقل اعمال مؤتمر التجارة العالمي القادم ونجاح مهماته .
عوده الرسوم الجمركية

يبلغ حجم التجارة العالمية من السلع والخدمات حاليا الي ما يقارب (19000)مليار دولار, عليه فان اعاده فرض الرسوم الجمركية تعني ليس فقط تصعيد القدرات التنافسية للمؤسسات العاملة في داخل البلد المعني ومن ا جل مواجهه او الحد من تدفق الاستيرادات, بل يمكنها ان تشكل يذات مصدر دخل هام وضخم لهذه البلدان خصوصا في ظل الاوضاع الصعبه والبطاله المتزايده في بلدان العالم كافه .
فعلي الرغم من التخفيضات المستمرة والمتكررة للرسوم الجمركية عبر ال(50) سنه الماضية , يلاحظ حصول تغير كبير في هذا التوجه وربما مساعي جديده لفرض رسوم جمركيه جديده بتسميات جديده ومنذ اندلاع الازمه الماليه والاقتصاديه عام 2007
وبهذا الخصوص يشير السيد باسكال لا مي الرئيس السابق لمنظمه التجارة العالمية عوده ما اطلق عليه "اجراءات الحماية الهادئة" . فنظام ما يسمي " الانذار التجاري الكوني" Global Trade Alert"ا لمتعلق بقطاع الخدمات قاد الي نشؤء اجراءات حمابه وطنيه بلغت سنويا الي ما يقارب ( 400 )اجراء ا وقائيا .
هذا و تحتل الهند مركز الصدارة في هذا المجال.
فعلي الرغم من مخالفه هذه الاجراءات احكام نصوص وتعليمات منظمه التجارة العالمية , استمرت عده من بلدان العالم في اعتمادها .
ففي كثير من الحالات تمكنت بلدان او كيانات وقوي اقتصاديه متمكنة وفاعله , مثل الاتحاد الاوربي او غيره التكتلات الدوليه الحصول علي استثناءات من منظمة التجاره العالميه , بحيث استطاعت من فرض رسوم جمركيه وقائية ضد بلد ثالث مما الحق اضرار كبيره للشركات المصدره وموسسات الاستثمار
. عليه فرضت هذه الاوضاع المستجده وفي ظل تعاظم البطالة تحديات واسعه وتحولت مشكلات خلق فرص عمل جديده من اولويات الاقتصاديات القوميه وتجاوزت كافه مساعي وطموحات العولمة والسير في خطاها .
تمر الولايات المتحدة الأميركية الان بمرحله ما يطلق عليه " اعاده التصنيع الهجومي "كما يجري الحديث حول الموضوع ذاته في اروقه الاتحاد الاوربي ,هذا ولا تزال الصين مستمره في فرض الحواجز والقيود وعدم تحرير اسواقها المحليه بحيث لاتزال هناك صعوبات جمه في اختراقها وادماجها بالعولمه الراسماليه . مع ذلك بدأت الصين في الدخول في جوله من المفاوضات مع الاتحاد الاوربي من اجل عقد اتفاقيه حمايهالاستثمارت وبديلا عن الاتفاقات الثنائيه المبرمه بينها وبين البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوربي .
وانطلاقا من الاوضاع السائده حاليا يتوجب علي الشركات الأجنبية التي تقوم في الاستثمار داخل الصين في القبول بعدم الالتزم الصارم بحقوق براءات الاختراع وحقوق النشر عليه قد تساعد الاتفاقية الجديدة ف في حسم هذه المشكلات ورفع اجراءات والمفاضلة التميزيه التي تعتمدها الصين مع لاعضاء بلدان الاتحاد الاوربي المنفردة .
يعتمد الاتحاد الاوربي ,كما الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية علي استراتيجية ضمان حقوقها من خلال اتفاقيات ثنائيه مع تكتلات اقتصاديه كبري ,هكذا تظل البلدان الصغيرة والفقيرة خارج اللعبة هذه , مما يعني عجز المنظمه في تلبيه مطالب البلدان الفقيره و والناميه للاستفاده من مزايا التجاره الدوليه والانفناح والتحرر الكامل الذي يشكل نظريا هدفا ساميا لها وخصوصا من طموحات هذه المنظه او علي ادعاتها في السعي لخلق اوضاعا عادله ومتكافئة للجميع من خلال ربط كافه بالتجارة العالمية ,وبغض النظر عن قوتها ,كبرها , صغرها , غناها او فقرها .
لكن الحقيقة الواضحة المره تجلت في عدم تمكن البلدان النامية من تحقيق المنافع المرجوة من التحرير التجاري والانفتاح الاقتصادي الذي رجوته المنظمه , او علي الاقل عجزت من التمتع بالحدود الدنيا من مكاسب النمو المتزايد, الهائل والضخم في التجارة العالمية .
علاوة علي ذلك يشهد العالم حاليا ظاهره تأسيس ما يطلق عليه " المناطق الاقتصادية الخاصة "التي تحصل عبرها اتحادات الشركات فوق القوميات امتيازات عديده ,منها اعفاءها من الضرائب والانتفاع الكامل من رخص الايدي العاملة في هذه البلدان .بالمقابل تظل معظم هذه البلدان عاجزه من عن تطوير بناها التحتية والانفاق المتزايد في مجال الصحه والتعليم .من هنا تصاعدت الانتقادات لسوكيات واعمال منظمه التجاره العالميه من قبل نقابات العمال بلبلدان الصناعيه الاوربيه وكذلك من النشطاء في منظمات غير الحكومية ,حينما اكد هذه الجمهره علي اهمال منظمه التجارة العالمية كذلك الاتفاقات التجارية الثنائية بين البلدان والقوي العظمي ليس فقط الاعتبارات الاجتماعية والبيئة في عالمنا المعاصربل تناسيها مصالح البلدان الناميه والفقيره .
في لقاء تبادل المعلومات حول موضوع اتفاقيه التجارة عبر الاطلسي في البرلمان الاوربي في بروكسل طرح نقابي الماني تساؤلا حول مصير المنافع المكتسبة من الاعفاءات الجمركية التي حققتها صناعه السيارات الأوربية التي بلغت (1600000000) مليار دولار ,وكيفيه استخدامتها وهل تم دفع جزءا منها كأرباح لحمله الاسهم من ناحيه ,او تم عبرها تمويل انشاء وحدات جديده في الصين . هذا وظلت الصوره قاتمه بهذا الخصوص ,وغابت بتاتا الاجابات المقنعه بهذا الصدد .
هذا ويتوقع الخبراء الي تراجع حجم التجارة العالمية في حاله فشل لقاء بالي ,خصوصا وان الاهتمام سيظل منصبا علي تعميق التبادل بين التكتلات التجارية الكبرى .
حاليا يبلغ التبادل السلعي (باستثناء المنتجات الزراعية والخدمات الثقافية ) بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الاوربي حوالي 2,7مليار دولار يوميا . استنادنا لهذه الحقائق طرحت نقابات العمال في عديد من بلدان الاتحاد الاوربي قضايا هامه وبالاخص مسائل ضروره تحديد المعايير الاجتماعية في اطر وهياكل التجارة العالمية لكنها ظلت مثل هذه المطالب تواجه معارضه شديده من قبل اجهزه الاتحاد الاوربي واللجان المختصة فيه
.من المؤكد ان تتعاظم مستفبلا اجراءات الحماية, رغم انكارها عبر الخطابات الرسمية الفجة سواء من الاتحاد الاوربي في بركسل او الحكومات في واشنطن وبكين ونيودلهي الو برازيليا .


المراجعة اعتمد علي المقال المنشور في
Wiener Zeitung
بقلم السيد 19-20|10|2013
Reinhold goweil



#محمد_سعيد_العضب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموازنه العامه عام 2013 للسلطه في العراق بين سرمده عبوديه ا ...
- دوله الانماء الاقتصادي والديمقراطية
- نظره في قانون الميزانيه العامه للدوله العراقيه لعام 2013
- تدويراموال النفط وعقد تنميه ضائع في العراق
- عقد تنميه ضائع في العراق
- الاقتصاد العراقي بين اثراء نخبه متسلطه وعقد تنميه ضائع
- الحرف والصناعات في بلاد ما بين النهرين
- الصتاعه في تاريخ بلاد الرافدين
- ابعاد سياسه التجاره الخارجيه في تاطير السياسيه الخارجيه التر ...
- خاطره حول العراق بين التخلف والتنميه
- العدالة الاجتماعية مفارقة رهيبة
- عرض ومراجعه - الاسلاموفبيا والولايات المتحده الاميركيه-
- قراءه في كتاب نهايه الاقتصاد العالمي ومستقبله -اقتصاد الازما ...
- مقولات حول الديمقراطية والرسمالية
- خاطرةحول حرب مستمرة ستدمر مشايخ الخليج
- غزو العراق واحتلاله مره اخري
- حرب جديده قد تطال مشايخ الخليج
- الازمه الاقتصادية والمالية العالميه ومخاطر الافلاس الكوني
- افلاس الدولة قادم
- كراهية الغرب :كيف يمكن للشعوب الفقيرة التصدي لحرب اقتصادية ع ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد سعيد العضب - افاق العولمه في ظل تصاعد اجراءات الحمايه التجاربه