ثورات الربيع العلربي والعامل الدولي

حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 19:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إذا تمعنا في الحراك الشعبي الذي قام في السنوات الخمس الأخيرة في بعض البلدان العربية والذي أطلق عليه اسم ( ثورات الربيع العربي ) ، لرأينا أن العامل الدولي والإقليمي كان له أثر كبير في إنجاح تلك الثورات وإن بنسب متباينة ، باٍستثناء الثورة التونسية .
ففي مصر اضطر الرئيس حسني مبارك إلى التنحي عن الرئاسة بعد أقل من شهر على بدء الإحتجاجا ت الشعبية ضده بعد أن تبين له واضحا أن حليفه الأمريكي على مدى ثلاثة عقود من الزمن قد تخلى عنه كليا وأصبح يطالبه بالتنحي دون أي تأخير .
وفي ليبيا كان للتدخل الدولي عبر حلف الناتو دور رئيسي في إسقاط العقيد معمر القذافي الذي كان ينوي شن معركة لاهوادة فيها جوا وبرا وبحرا على مدينة بنغازي معقل الحكومة المؤقتة التي شكلها الثوار برئاسة مصطفى عبد الجليل .
وفي اليمن كان يمكن أن يستمر النزاع يبن معسكر الرئيس علي عبدالله صالح وبين معسكر الثائرين عليه لسنوات طويلة لولا التدخل الخليجي سياسيا بدعم من الولايات المتحدة وإيجاد مخرج للصراع عبر تنازل الرئيس صالح وتولي نائبه عبد ربه هادي منصورالسلطة مؤقتا ضمن ترتيبات وافق عليها المعسكران .
من الطبيعي أن لاتتمكن شعوب الدول المذكورة من القضاء دون مساعدة خارجية على أنظمتها القمعية ، فهذه الأخيرة وبسبب وجودها في السلطة منذ سنوات طويلة وأصبح أبناء الرؤساء هم في وضع من سيستلموا الحكم بعد آباءهم ، كانت قد استعدت جيدا لمواجهة أي حراك شعبي ضدها ، فكان لكل حاكم جيش خاص به مجهز بأحدث أنواع الأسلحة للقيام بالدفاع عنه وقت الحاجة .
وقد تأكد هذا الأمر بصورة جلية في سوريا ، فبسبب عزوف المجتمع الدولي عن دعم الثورة دعما يمكنها من من القضاء على النظام الحاكم لأسباب تتعلق بتعقيدات الوضع السوري ووجود إسرائيل على الحدود الجنوبية الغربية من سوريا ، أصبحت مسألة القضاء على النظام الحاكم ذاتيا شبه مستحيلة ، لابل استطاع النظام بالإعتماد على الأوراق العديدة التي يمتلكها في الداخل والخارج أن يجر البلاد إلى نار حرب أهلية مقيتة أدت إلى قتل عشرات الألوف من البشر وتشريد الملايين من مدنهم وبلداتهم وقراهم إلى الداخل والخارج وتدمير البنية التحتية بشكل واسع في مناطق الصراع ......
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أدت إطالة عمر الصراع إلى تحويل سوريا إلى مرتع خصب للتنظيمات الإسلامية الراديكالية التي عقدت الوضع أكثر بسبب سعيها إلى فرض أجندات على الأرض لاعلاقة لها بالأهداف التي قامت من أجلها الثورة السورية .
وليس هناك أي أمل بخروج جنيف 2 في حال انعقاده بحل يؤدي إلى رحيل النظام بسبب ضعف الموقف الدولي ووقوف روسيا الاتحادية بكل قوتها إلى جانب النظام .

#حسن_نبو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات